انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 682/فلسطين!

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 682/فلسطين!

ملاحظات: بتاريخ: 29 - 07 - 1946



للأستاذ كمال النجمي

علت صيحة كالعد دوّى هزيمُها ... تحامي صداها واتقاهُ غريمُها

أُلَّمت بأسماع الطغاة فزُلزلت ... وخزَّ قلوبَ المؤمنِين أليمها

هفت من فلسطينٍ إلينا فنبهت ... نياماً قلاها كهفُها ورقيمها

وسالت لها منا حُقود قديمة ... على الغاصبِ الباغي يحبش كظيمها

لقد جحد الباغي فلسطينَ حقَّها ... وأسرف في جور عليها ظلومها

لها الله من مهضومة غِيلَ أمنها ... وحال عذاباً خفضُها ونعيمها

تقاعس عنها حين ضِيمَتْ وليُّها ... وأسلمها لحادثات حميمها

وكان لها في العُرب لولا جمودهم ... حسام إذا ما اهتز ريعَ خصيمها

بني يعرب تدعو فهلا أجبتمُ ... سلبية حق أثخنتها كلومها

أبوتكم ترنو لكم من قبورها ... وتدعوكُم أنجادها وقرومها

همُ جاهدوا في الله حتى توطدت ... ديارهُم أَمْناً وقرت تخومها

مضوا في الدنا شرقاً فأسلم فَرسُها ... وساروا بها غرباً فسلم رومها

لهم ذكريات يعبق المسك إن سرت ... ويذهبُ بالألباب سكراً شميمها

فسيروا على هَدْى الجدود فانهم ... سمواتُ حقِّ لا تغيب نجومها

دعتكم فلسطين وقد ضاق سجنها ... وزاد أساها قيدها وشكيمها

وحلت بها من وعد بلفور ظلمة ... من الليلُ يُعمي المبصرين بهيمها

مرابعها الفيح الضواحك أصبحت ... يهيج الشجونَ الكامنات وجومها

حدائقها نهب الذبول زهورها ... وأشجارها نهب الرياح هشيمها

تبكّي الغصونَ الذاوياتِ طيورُها ... ويرثى الورودَ العاطراتِ نسيمُها

فأضحت وقد كانت مناظر جنة ... تهيج دموعَ الأوفياء رسومها

بني يعرب حان التأهب فاشحذوا ... عزائمكم حتى يصحَّ سقيمها

وكونوا كما كان الألى أنجبوكُم ... نفوساً كباراً واسعاتٍ همومها

إذا اتسع الهم العظيم حملته ... وقمن به تضيق جسومها فلسطينُ بابُ البيت روّع أمنها ... وديس وأنتم تنظرون حريمها

فلا توجلوا من موتة ليس بعدها ... سوى جنة فيحاء طاب نعيمها

ولا تطلبوا بالقول حقاً مضيعاً ... فبالسيف يسمو للعلي من يرومها

لقد سفرت إنكلترا وحليفها ... بأوجه مَيْنٍ كالجليد أديمها

وخلفَهمُ الشذّاذ من كل بقعة ... نفت لؤمهم استراح كريمها

سنقسو ذيادا عن حقوق بلادنا ... وننشدها حتى يُرَدَّ هضيمها

ليعلمَ جزارُ الشعوب بأننا ... صراغمُ غاب لا تلذ لحومها