انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 676/على هامش النثر:

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 676/على هامش النثر:

ملاحظات: بتاريخ: 17 - 06 - 1946



دفاع عن البلاغة

تأليف الأستاذ الزيات

للأستاذ سيد قطب

- 1 -

شغلتني الشواغل عن قراءة هذا الكتاب عند ظهوره، اعتمادا على أنني قرأت معظم فصوله منشورة في (الرسالة). . . فلما عدت إليه في هذه الأيام، وأنا أستعرض كتب النقد الحديث في المكتبة العربية عامة، وجدت أنني كنت مخطئا في اعتمادي على ما قرأته فصولا في الرسالة. فقراءة هذه الفصول شيء، وقراءة كتاب كامل في موضوع معين شيء آخر. ووجدت ان القضية التي يعرضها الكتاب جديرة بان تطور حولها الشروح والتعليقات، في هذا الأوان بالذات.

فللمرة الأولى بعد كتابَيْ (عبد القاهر) في القرن الرابع الهجري، تعرض قضية البلاغة على بساط البحث في هذا المحيط الشامل، وتناقش بوصفها وحدة في بحث مستقل، لا في صدد دراسة لكاتب أو كتاب.

ونحن قد نخالف الأستاذ في الكثير من قضايا هذا الكتاب كما نوافقه على أسس معينة لهذا البحث. ولكن هذا كله شيء آخر لا يمس القيمة الذاتية للكتاب في المكتبة العربية بوصفه أول علاج شامل لقضية البلاغة بعد كتابي عبد القاهر. لا يقف فيه مؤلفه عند الأدب العربي وحده، بل يسترشد كذلك بالنقاد الفرنسيين، وتطور المذاهب الأدبية هناك، كما يسترشد بالنقاد العرب، وتطور الأساليب في العصر الحديث.

وعنوان الكتاب قد يدل على موضوعه دلالة كافية (دفاع عن البلاغة) والأستاذ الزيات أولى الكتاب المعاصرين بالدفاع عن البلاغة فهو صاحب (مذهب التنسيق التعبيري) وضعت له عنوانه في كتابي القادم: (المذاهب الفنية المعاصرة) ذلك المذهبي المتفرع عن المنفلوطي، صاحب (مذهب الابتداع التعبيري).

والذي يجعل للتعبير وتنسيقه أهمية كبرى في الفن بل الذي يجعل الفن هو أساس هذ (التنسيق التعبيري).

نحن نتفق مع الأستاذ في أساس القضية، وهو أن العمل الفني في الأدب لا يوصف بالجودة إلا أن يتهيأ للفكرة الجيدة، أو الإحساس الجيد، أسلوبا جيدا، وعبارة جيدة. وأن لا يفسد ويرك ويتعقد ثم تبقى لهذا العمل قيمته الفنية.

(فالفكرة والصورة في الأسلوب كل لا يتجزأ، ووحدة لا تتعدد. وليس أدل على اتحادهما من أنك إذا غيرت في الصورة تغيرت الفكرة، وإذا غيرت في الفكرة تغيرت الصورة. فقولك: أعنيك، غير قولك: إياك اعني. وقولك: كل ذلك لم يكن، غير قولك: لم يكن كل ذلك. وقولك: ما شاعر إلا فلان، غير قولك: ما فلان إلا شاعر. فترتيب الألفاظ في النطق لا يكون إلا بترتيب المعاني في الذهن. . . ص60

(من ذلك نرى أن الأسلوب خلق مستمر: خلق الألفاظ بواسطة المعاني، وخلق المعاني بواسطة الألفاظ. ومن ذلك أن الأسلوب ليس هو المعنى وحده، ولا اللفظ وحده، وإنما هو مركب فني من عناصر مختلفة، يستمدها الفنان من ذهنه ومن نفسه ومن ذوقه. تلك العناصر هي الأفكار والصور والعواطف ثم الألفاظ المركبة، والمحسنات المختلفة. والمراد بالصورة إبراز المعنى العقلي أو الحسي في صورة محسة. وبالعاطفة تحريك النفس لتميل إلى المعنى المعبر عنه أو لتنفر منه). ص62

أوافق الأستاذ على هذا الأساس الذي عبرت عنه على طريقتي في كتاب (التصوير الفني في القرآن). والذي سبقنا إليه الإمام عبد القاهر فعبر عنه على طريقته في كتابه (دلائل الإعجاز). ولقد قررت هذه الحقيقة هناك بهذه الفقرات:

(وبعض الناس حين ينظر في هذه الموضوعات (موضوعات القرآن) ويرى ما فيها من دقة وعظمة، وصلاحية ومرونة، وإحاطة وشمول، يحسبها ميزة القرآن الكبرى، ويحسب أن طريقة التعبير تابعة لها، وأن الإعجاز كله كامن فيها، كما أن بعضهم يفرق بين المعاني وطريقة الأداء، ويتحدث عن إعجاز القرآن في كل منهما على انفراد.

(أما نحن فنريد أن نقول: إن الطريقة التي اتبعها القرآن في تعبير، هي التي أبرزت هذه الأغراض والموضوعات، فهي كفاء هذه الأغراض والموضوعات.

(ولا يردنا هذا إلى تلك المباحث العقيمة حول اللفظ والمعنى وقد استغرقت من النقاد العرب ما استغرقت منذ أثارها الجاحظ فزعم أن المعاني ملقاة على قارعة الطريق، ثم تابعه في البحث ابن قتيبة وقدامة وأبو هلال العسكري وغيرهم مخالفين ومؤيدين. وأنا لنحسب أن (عبد القاهر) قد وصل فيها إلى رأي حاسم حين انتهى إلى أن اللفظ وحده لا يتصور عاقل أن يدور حوله بحث من حيث هو لفظ، إنما من حيث دلالته يدور البحث فيه؛ وأن المعنى وحده لا يتصور عاقل أن يدور حوله بحث من حيث هو خاطر في الضمير، إنما من حيث أنه ممثل في لفظ يدور البحث فيه. وأن المعنى مقيد في تحديده بالنظم الذي يؤدى به، فلا يمكن أن يختلف النظمان ثم يتحد المعنى تمام الاتحاد.

(لم يصغ (عبد القاهر) القضية هذه الصياغة المختصرة، فنحن نترجم عنه، وإلا فقد استغرق فيها كتابا لا نستطيع نقله هنا، ولكن له فضله العظيم في تقرير هذه القضية، ولو خطا خطوة واحدة في التعبير الحاسم عنها لبلغ الذروة في النقد الفني، فنحن نقول عنه: إن طريقة الأداء حاسمة في تصوير المعنى، وإنه حيثما اختلفت طريقتان للتعبير عن المعنى الواحد، اختلفت صورتا هذه المعنى في النفس والذهن. وبذلك تربط المعاني وطرق الأداء ربطا لا يجوز الحديث بعده عن المعاني والألفاظ كل على انفراد، فلن يبرز المعنى الواحد إلا في صورة واحدة؛ فإذا تغيرت الصورة تغير المعنى بمقدارها. وقد لا يتأثر المعنى العام في ذاته، ولكن صورته في النفس والذهن تتغير. وهي المعول عليها في الفن - إذ التعبير في الفن للتأثير - فإذا اختلف الأثر الناشئ عنه فالمعنى المنقول مختلف بلا مراء). ص 190

ويرتب الأستاذ الزيات على هذه الحقيقة نتائجها الطبيعية التي رتبها عليها بعض النقاد في الشرق والغرب، ولكن في شيء من الحماسة قد يجاوز القصد. قال في ص 66

(وقد غإلى علماؤنا البيانيون، فزعموا أن المعاني شائعة مبذولة لا يملكها المبتكر ولا السابق، وإنما يملكها من يحسن التعبير عنها، فمن أخذ معنى بلفظه كان سارقا، ومن أخذه ببعض لفظه كان له سالخاً، ومن أخذه فكساه لفظا أجود من لفظه كان هو أولى به ممن تقدمه.

(على أن هذا الرأي الجريء لم يكن من رأي العرب وحدهم. وإنما يراه معهم (بوفون) وأشياعه من كتاب الفرنج؛ فقد قرر في خطبته عن (الأسلوب) التي ألقاها يوم دخل الأكاديمية الفرنسية: إن الأفكار والحوادث والمكتشفات شركة بين الناس، ولكن الأسلوب من الرجل نفسه.

(نعم قال: (بوفون) إن الأسلوب من الرجل نفسه، ولم يقل: إن الأسلوب هو الرجل، كما شاع ذلك على الألسنة. ولم يرد بما قال، إن الأسلوب ينم عن خلق الكاتب، ويكشف عن طبعه كما فهم أكثر الناس؛ وإنما أراد أن الأسلوب، ويعني به النظام والحركة المودعين في الأفكار، هو طابع الكاتب وإمضاؤه على الفكرة؛ ومعنى ذلك أن الأفكار تكون قبل أن يفرغها الفنان في قالبه الخاص، من الأملاك العامة؛ فإذا عرف كيف يصوغها على الصورة اللازمة الملائمة تصبح ملكا خالصا له، تسير في الناس موسومة بوسمه، وتعيش في الحياة مقرونة باسمه، فالأسلوب وحده هو الذي يملكك الأفكار وإن كانت لغيرك. ألا ترى أن أثر الأخلاق في بقاء الأمم وفنائها معنى من المعاني المأثورة المطروقة، فلما أجاد شوقي سبك اللفظ عليه في بيته المشهور:

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.

أصبح بهذه الصيغة من حسناته المعدودة، وأبياته المروية!)

ونحن - على اتفاقنا مع الأستاذ في المبدأ السابق - نختلف معه هنا كما نختلف مع الجاحظ صاحب نظرية المعاني الملقاة على قارعة الطريق.

فإن كون العمل الفني يتألف من المعنى والصورة، بحيث لا يمكن الفصل بينهما. لا يقتضي أن تكون الصورة وحدها هي العمل الفني الذي يثبت ملكيته من يجيده، ولا يقتضي كذلك أن تكون جودة الصيانة كفيلة برفع المعنى إلى مرتبة الجودة، كما جاء في بحث الأستاذ في مكان آخر حيث يقول في ص 73:

(إذا حلى في صدرك بعد ذلك أن تذهب إلى ما ذهبت إليه من أن تجويد الأسلوب يتضمن تجويد الفكرة ويضمن خلودها فدعك من أولئك الذين عادوا الكمال الفني بطباعهم. . الخ)

أو حيث يقول في ص 26:

(وليس أدل على أن الشأن الأول في البلاغة إنما هو لرونق اللفظ وبراعة التركيب، من أن المعنى المبذول أو المبذول أو التافه قد يتسم بالجمال، ويظفر بالخلود، إذا جاد سبكه وحسن معرضه. ولا بأس أن أقدم إليك مثلا من آلاف الأمثلة، بلغ معناه الغاية في السوقية والفحش، ومع ذلك تحب أن تسمعه وتحفظه وتعيده لأنة بلغ من سر الصناعة تطلع دونها اكثر الأقلام.

(قال أبو العيناء الأعمى لابن ثوابه: بلغني ما خاطبت به أبا الصقر، وما منعه من استقصاء الجواب إلا انه لم ير عرضا فيمضغه، ولا مجدا فيهدمه.

(فقال له ابن ثوابه: ما أنت والكلام يا مكدي؟

(فقال أبو العيناء: لا ينكر على ابن ثمانين سنة، قد ذهب بصره، وجفاه سلطانه، أن يعول على إخوانه، ثم رماه بمعنى مكشوف. فقال ابن ثوابه:

(الساعة آمر أحد غلمانى بك.

فقال أبو العيناء:

(أيهما؟ الذي إذا خلوت ركب، أم الذي إذا ركبت خلا؟)

فانظر في هذه الجملة الأخيرة تره رمى ابن ثوابه في نفسه وفي زوجه، وهما معنيان سوقيان يترددان كل ساعة على السنة السبابين من أوشاب العامة. وانك مع ذلك من هذه الجملة موقف المشدوه المعجب، تحرك بها لسانك، وتعمل فيها فكرك، وتعرضها على مقاييس البلاغة وشروطها، فتطول على كل قياس وتزيد على كل شرط).

إلى أن يقول في ص 28:

(فأنت ترى أن الصياغة وحدها هي التي سمت بهذه المعاني الخسيسة إلى أفق البلاغة فتداولتها الألسن، وتناقلتها الكتب. وليس حال المعنى في ذلك حال اللفظ، فإن اللفظ في ذاته كالموسيقى يخلب الأذن، ويلذ الشعور وإن لم يترجم. أما المعنى فكالكهرباء، إذا لم يكن لفظه جيد التوصيل، انقطع تياره، فلا يعرب ولا يطرب. اقرأ قول القائل:

لما أطعناكم في سخط خالقنا ... لا شك سلَّ علينا سيف نقمته.

(ثم وازن معناه الشريف ونسجه السخيف، بما رويت لك من كلام أبي العيناء، فلا يسعك إلا أن تقول كما أقول:

(إن القَذر يوضع في آنية الذهب فيقبل ويحمل، وإن المسك يوضع في تافجة الطين فيرفض ويهمل)

ونريد نحن أن نقف عند الحقيقة الأولى التي اتفقت فيها مع الأستاذ كل الاتفاق، فتجاوزها قد يوقع في الزلل

والسبيل الأقوام في هذا المجال أن نقول:

إن العمل الفني لا يكون بالفكرة الجيدة المبتكرة وحدها، ولا بالإحساس الصادق الجميل وحده، إنما يتم بالصورة الجميلة التي يبرز فيها المعنى والإحساس

أما الصورة وحدها، فلا تستطيع أن تخلق فناً إنسانياً خالداً إذا خلا من الإحساس الجميل الصادق، ومن الفكرة العميقة المبتكرة، ومن التصور الفذ الخاص، هذه العناصر التي يجب أن يحسب لها حسابها في كل فن يراد له السمو أو الخلود

وأقصى ما تصل إليه الصياغة أن ترفع المعنى أو الإحساس في صورة عنه في صورة أخرى، ولكنها لا ترفع بذاتها عملا فنياً على عمل فني آخر، إذا ارتفعت في الأول مع سفول معانيه، وانخفضت في الثاني مع ارتفاع قيمته.

إنها تصلح مقياساً حين تتحد الفكرة أو المعنى العام ثم تختلف الصورة، ولكنها لا تصلح للقياس الدقيق حين يكون هناك فكرتان أو معنيان يختلفان في قيمتهما الإنسانية والشعورية.

وهذه كلمة أبي العيناء، إنها ستبقى - على براعة صياغتها - مجرد نكتة لاذعة، لا تتسامى إلى الآفاق الشعورية في الفن العالي، وكذلك سيبقى بيت (شوقي) حكمة مكرورة شائعة، ولكنها لا تسلك في مستوى الحكمة النابعة من طبع ذي خصوصية وامتياز. أما البيت الذي استشهد به الأستاذ على ما تصنعه الركة بالمعنى العالي، فهو صالح كذلك للاستشهاد به على سوقية التفكير، إذ لا خصوصية ولا ارتفاع عن تفكير العوام

والخصوصية في الأحاسيس والمشاعر والأفكار شيء ثابت، وله قيمته التي لا تنكر، وهي مناط الأصالة في الفن، وكل ما نريده هو القول بأن هذه الخصوصية لا تبدو كاملة إلا في صورة جيدة الصياغة، وفي أصالة أسلوب وتعبير تكافئ أصالة الشعور والتفكير، وإلا بقيت مطموسة ناقصة لا تبدو في جلالها الكامل، ولا ترقى إلى الآفاق العالية في الفنون

وقد تحدث الأستاذ عن الأصالة والخصوصية في الأسلوب حديثاً في غاية الجودة والصحة حين قال في ص 82:

(يراد بالأصالة في الأسلوب بناؤه على ركنين أساسيين من خصوصية اللفظ وطرافة العبارة، وتلك هي الصفة الجوهرية للأسلوب البليغ، والسمة المميزة للكاتب الحق. ومِلاك الأصالة ألا تكتب كما يكتب الناس، ملاكها أن تكون أصيلا في نظرتك وكلمتك وفكرتك وصورتك ولهجتك، فلا تستعمل لفظاً عاماً ولا تعبيراً محفوظاً، ولا استعارة مشاعة. ولعلك قرأت فيما قرأت كلاماً يرضي اللغويين ويعجب النحاة، واكنه مضطرب الدلالة، مختلط الألوان، تفه المذاق، لا تستقله روح، ولا تمثله صورة. ذلك هو الأسلوب الذي صدر عن الذاكرة، ولم يصدر عن الذهن، ونقل عن الناس ولم ينقل عن النفس، وعبر بالجمل لا بالكلمات، وأبان بالتقريب لا بالدقة، وصور بالسوقي المبتذل لا بالأصيل المبتكر)

وكان من حق الأصالة في الشعور والتفكير أن تنال من الأستاذ ما نالته الأصالة في الأسلوب والتعبير، فالمعاني والأحاسيس ليست شائعة ملقاة على جانب الطريق، وإلا فأين تذهب الطبائع الأصيلة الممتازة التي ترى الدنيا والأشياء بعين خاصة، فإذا هي تعيش في كون خاص بها من صنع أحاسيسها وتفكيرها؟

تلك فلتة من فلتات الحماسة للبلاغة من صاحب (دفاع عن البلاغة) يرد بها الغلوّ في إنكار قيمة التعبير، فيجعل المزيّة كلها للتعبير

على أن الأستاذ يعود فيضع الأمر في نصابه إلى حد كبير في ص 78 حين يقول:

(خلص لنا من محض هذه الأحاديث أن الأسلوب الفني يتكون من الصورة والفكرة، كما يتكون الماء القراح من الهيدروجين والأكسجين. وكما استحال في فن الطبيعة أن يتكون الماء من أحد عنصريه، فقد استحال في فن الإنسان أن يتكون الأسلوب من أحد جزأيه. ولا أقصد وجه الشبه بين الأسلوب والماء على أن تركب هذا وذاك من عنصرين ضربة لازب إنما أمدُّ الشَّبه إلى أن نسبة الصورة إلى الفكرة في الأسلوب يجب أن تكون كنسبة الهيدروجين إلى الأكسجين في الماء! وإذن لا يعد من الأساليب ألفية تلك المعاني الحكيمة التي تعرض في معرض بشع من الركاكة والغثاثة والتعقيد والخطأ، ولا تلك الصور المموهة التي تنتفخ انتفاخ الفقاقيع، وتبرق بريق الشرر، ثم لا يكون من ورائها غير فراغ وظلمة)

ففي هذا التقرير قصد ودقة تعود بنا إلى الحقيقة الأولى التي اتفقنا عليها، وتحسب لكل من الفكرة والصورة حسابها الصحيح

(للكلام بقية) سيد قطب