مجلة الرسالة/العدد 621/أغنية:
مجلة الرسالة/العدد 621/أغنية:
أحلام الجزيرة
للشاعر عبد الرحمن الخميس
خفقَ الروحُ بين تلك الروابي
ذكرياتي هنا. . . ورَجْعُ شبابي
آهِ لو تعلم (الجزيرةُ) ما بي، ... منْ حنينٍ ولهفةٍ لحبيبي
كلما أقبلَ المساءُ عليها
جَنَحَ العاشقُ اللهيفُ إليها
وجثا للحبيب بينَ يَديَها ... أنا وحدي هنا. . . فأين حبيبي؟!
كم صحبتُ الظلامَ بين رباها
ودعوتُ الصباحَ يغْشَي سماها
ومع الطير. . . كم ملأتُ ضُحاها ... بأغاريدَ صغتُها لحبيبي!!
ضَمَّها النيلُ جَنَّةً للغرامِ
ورواها بقلبه المُسْتهامِ
لَيْلُها. . . كانَ معبدَ الأحلامِ ... كم سَجَدْنا به. . . أنا وحبيبي
عذبةٌ حيرتي، ولوعة روحي
وأنا أستعيدُ ذكري جُروحي
وانطلاقي مع الهوى وُجموحي. . . ... قَدَحي. . . فاضَ بالأسى يا حبيبي
سألتْني الظلالُ حين رأتْني،
واجماً في سكونها لا أغَنَّي:
كيفَ غابَ الأليفُ عنكَ وعني ... فتهاويت باكياً يا حبيبي!!
كم خَطَرْنا مع الدجى والنهارِ
بين تلك المروجِ والأشجارِ
أسْأَلُوها تذيعُ من أسراري ... أنا قَبَّلْتُ في حماها حبيبي. . .
من نسيج الفؤاد صُغْتُ ابْتِهَال للعصافير. . . والربى. . . والظلالِ،
أنْ تبثَّ الوجودَ لوعةَ حالي ... وتُغَنَّي بما جَنَاهُ حبيبي. . .
خفقَ الروحُ بين تلك الروابي
ذكرياتي هنا. . . ورَجْعُ شبابي
آهِ لو تعلم (الجزيرةُ) ما بي، ... منْ حنينٍ ولهفةٍ لحبيبي!!
عبد الرحمن الخميس