انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 613/المسرح والسينما

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 613/المسرح والسينما

مجلة الرسالة - العدد 613
المسرح والسينما
ملاحظات: بتاريخ: 02 - 04 - 1945



فيلم سفير جهنم

تأليف واخراج وتمثيل يوسف بك وهبي

القصة

تدور حول مدرس يحيا مع زوجه وأبنائه حياة شقية كلها فاقة وعوز، قاده الشيطان بوسائله إلى حياة لم يألفها من قبل، وغدا ذلك المدرس من هؤلاء المترفين بفضل الشيطان الذي عرف كيف يسيطر عليه ويوجهه كيفما يريد. . . ثم تنتهي حياته بفقده زوجه، وجنون ابنتهه، وسجن ابنه، وأخيراً يستيقظ المدرس من نومه فيحمد الله على أنه كان في حلم، وينادي أبناءه وزوجه ليقص عليهم رؤياه، فإذا بهم كانوا مستغرقين في نفس الحلم هذا هو ملخص لقصة (سفير جهنم). ويظهر أن

الشيطان لعب دوراً خطيراً حتى استطاع أن يخدع يوسف بك ويجعله قصة مفككة كهذه ليس لها فكرة تهدف إليها، ولا وحدة تسير عليها لتكون فيلماً!!

الاخراج

اعتمد الأستاذ يوسف بك في إخراجه على تهاويل ومفارقات. فحشد المناظر حشداً، وجمع الصور جمعاً في فوضى عجيبة تشهد أن الشيطان وحده هو الذي أوحى إليه هذه التهاويل والمفارقات.

لست أدري كيف أخرج يوسف بك قصة فيلمه على أنها حلم مع أن المدرس نفى ذلك أكثر من مرة وفي مواقف متعددة، ولا أدري أي شيطان هذا الذي يحي ويميت وهو على كل شيء قدير، يعرف الغيب، ويعيد إلى عجوز شمطاء صباها، ثم يعيد إلى كهل شبابه، ثم هو بعد ذلك أو قبل ذلك يعظ الناس في مكارم الأخلاق، ويتحدث بالفرنسية حيناً وبغير الفرنسية حيناً آخر. . .

التمثيل

قام الأستاذ يوسف وهبي بتمثيل دور (الشيطان)، فعرف كيف يكون خير سفير لجهنم وعلى أحداث طراز، على الرغم من مغالاته في التكلف في كثير من المواقف، وقام الأستاذ فؤاد شفيق بدور (المدرس) فوفق فيه، وكذلك وفق الأستاذ محمد كمال المصري (شرفنطح) الذي قام بدور (ناظر المدرسة)، ووفقت فردوس محمد التي قامت بدور (زوجة المدرس) أما الأستاذ عبد الغني السيد فقد نجح كممثل وكمطرب، ونجح الأساتذة محمود المليجي وفاخر فاخر، وأيضاً أمينة شريف وليلى فوزي وهاجر حمدي.

أما الأغاني، فقد نجحت أغنية (أنا روميو) تأليفاً وتلحيناً غناء وبعد، فالأستاذ يوسف بك وهبي فنان موهوب له أدواره التمثيلية الخالدة التي تضعه في مصاف الممثلين العالميين، ولكنه يأبى على نفسه إلا أن يرهقها، فيرغمها إرغاماً على الانخراط في سلك القصاصين والمخرجين، فلا تجاوبه بما يريد، لأنها - وأعني نفسه - ليس عندها استعداد للقيام بمثل هذه المهام، فماذا عليه لو ترك نفسه على سجيتها وركز مجهوده في التمثيل؟!

أعتقد أنه من الخير للفنان يوسف بك أن يدع مسألة التأليف والإخراج ويتفرغ للتمثيل ليستطيع أن يؤدي رسالته كممثل على أكمل وجه.

عبد الفتاح متولي غبن