انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 58/شعب شرير

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 58/شعب شرير

ملاحظات: بتاريخ: 13 - 08 - 1934



النور

نشأتهم وخواصهم وفنونهم

النور (الغجر) جنس غريب من البدو الرحل، مشتت في سائر أنحاء العالم، في أوربا وغرب آسيا وشمال افريقية وأمريكا وأستراليا، ويقدر تعداده بنحو تسعمائة ألف نسمة، منهم في المجر وحدها نحو 280 ألفاً، وفي رومانيا نحو 250 ألفاً، وفي تركيا نحو مائة ألف، وباقيهم مشتت في سائر الأنحاء. ويقول بعض علماء اللغة أن كلمة ومثيلاتها في الأوربية، ومعناها النور، مشتقة في الأصل من كلمة أعني مصر، ويستدل البعض بذلك على أن النور ربما نزحوا من مصر إلى أوربا في غابر العصور. بيد أن أصلهم غامض جداً، وكل ما يمكن أن يقال في ذلك أن النور يظهروا في أوربا، وبالأخص في بلاد البلقان، منذ القرن الرابع عشر، ثم انتشروا في جميع البلدان الأوربية حتى سواحل البلطيق وانكلترا، وعرفوا بالبداوة وعدم الاستقرار، يتنقلون دائماً ويقيمون في الحقول والغابات في خيام يحملونها، ويسافرون على الخيل والعربات المقفلة، ويزاولون الحرف المريبة كالسحر والتنجيم؛ وعرفواً أيضاً بكثير من الخلال السيئة وبانحلال الأخلاق والأقدام على ارتكاب الجرائم.

ولما اشتد عيثهم في أواخر القرن السادس عشر، قررت فرنسا ومعظم دول أوربا نفيهم وعقاب المخالفين بالإعدام، فطوردوا في كل مكان وعذبوا وأحرق منهم كثيرون لأنهم (نور) فقط. وفي القرن السابع اشتهروا بخطف الأطفال، وهبت عليهم من أجل ذلك ريح جديدة من المطاردة، وكانوا في كثير من البلاد ولاسيما رومانيا وألمانيا يعتبرون رقيقاً يحل بيعهم وشراؤهم. ولكنهم من القرن الثامن عشر، أخذوا يتقدمون في اكتساب الحقوق العامة، ومنحوا الحرية في المجر، واهتمت بأمرهم الإمبراطورة ماريا تيريزيا، وأمرت بتعليمهم الزراعة، وتحسنت أحوالهم وأطوارهم نوعا. وفي القرن التاسع عشر اعترفت بهم معظم البلدان كرعايا، ومنحوا الحقوق والحريات السياسية. وفي سنة 1906 عقد النور ومن يهتم بأمرهم مؤتمراً في صوفيا عاصمة بلغاريا، وطالبوا بالاعتراف لهم بكافة الحقوق التي تمنح لباقي الرعايا وعرفت النور منذ عصور بإتقان بعض الحرف مثل صنع الحلي والأوان النحاسية الدقيقة، وأجراس الكنائس، والنجارة، وصنع السلاسل، والحفر أحياناً، واشتهروا بالاتجار في الخيل؛ بيد أنهم اشتهروا بالأخص بالبراعة في الموسيقى، وهي موسيقى خاصة بهم، وذهب بعض النقدة الموسيقيين في تقدير الموسيقى النورية إلى حد بعيد، حتى قال الموسيقي المجري الكبير (لسزت) إن الموسيقى المجرية ترجع إلى أصل نوري. كذلك برع النور في الغناء والرقص، واشتهر نساؤهم بالتنجيم وقراءة الكف والورق، ولنساء النور جمال شرقي خلاب، ولكن تغلب عليهم الرثاثة، ولهن ولع بالثياب والحلي، ويغلب عليهن الانحلال الخلقي.

وليس النور دين خاص بهم، ولكنهم يعتنقون في الغالب دين البلد الذي يحلون به، وتغلب عليهم التقاليد الوثنية والخرافات، كذلك ليس للنور لغة خاصة معروفة، ولكنهم يتكلمون لهجات عديدة، وقد دل البحث على أن هذه اللهجات ترجع إلى بعض اللهجات الهندية، حتى اعتقد البعض أنهم نزحوا أصلا من الهند.

هذا وقد قرأنا عن النور وخواصهم وأخلاقهم وفنونهم بحثاً ممتعاً للكاتب المجري الكبير يوليوس كودلاني، رأينا أن ننقله لقراء (الرسالة) فيما يلي، وحديث الكاتب يتعلق على الأخص بالنور المجريين، وهم كما رأينا أكبر كتلة من النور في العالم. قال الكاتب:

لبث النور المجريون حتى أحدث العصور يقاومون كل محاولة لتمدينهم، وقد كانوا كأبناء جنسهم في البلاد الأخرى يعيشون في جماعات بدوية متنقلة لا ترتبط برباط المواصلة، ولم ينتهوا إلا في أيامنا إلى البدء بالاستقرار ومزاولة الأعمال المنظمة. ويوجد في المجر نوعان من النور: (نور الكولومبار)، (ونور الفلاج) وكلاهما يرجع إلى أصل آرى كباقي النور ولكن توجد بينهما فروق ظاهرة في طرق الحياة وفي اللغة والأخلاق، وكذلك في القوام والمحيا، وبينما يميل الكولومبار إلى الرباعة والغلظة، إذا بالفلاج غالباً ممشوق القد، وسيم المحيا. ولنور الكولومبار لدى الفلاحين سمعة سيئة، ويشعر الفلاحون نحوهم ببغض مقرون بالخوف، فإذا ما نزلوا بجوار قرية ما بذل الفلاحون كل ما استطاعوا للتخلص منهم، واتخذوا كل تحوط للمحافظة على دجاجهم ومواشيهم وثيابهم.

ويشتغل نور الكولومبار بصنع الآنية وأقمشة الخيام وبعض أعمال الحدادة. ويزاول نساؤهم السحر ولهن فيه براعة، ويتبعن في مزاولته كثيراً من الرسوم الوثنية التي اختفت من بين الشعوب المتمدنة، وهن يتنبأن بالمستقبل ويكشفن الأوراق، ولهن براعة مدهشة في الوقوف على عواطف الرجال وغرائزهم، ويعربن في نبوءاتهم عن الأماني الخفية، والشهوات المكتومة؛ ويلجأن إلى الرسوم الرمزية، ويكتشفن ما يجول في صدور قصادهن من الرغبات والشهوات. وقد بثت الحياة الخشنة المضطربة، والعزلة الدنيوية، والحرمان المستمر، في نفوس هاته القبائل ميلاً إلى تحقيق الغاية دون عنف وبوسائل ملتوية؛ فهؤلاء النور يكذبون ببراعة، ولهم فصاحة مقنعة، ومثابرة مدهشة. ولو أردنا أن ندرس من الوجهة النفسية أساليبهم وتأثيرهم الغريب، شبه الروحي، الذي يبثونه في نفوس ذوي الغرائز المضطربة لانتهينا إلى نتائج في منتهى الأهمية. وهم الشعب الوحيد الذي استطاع أن يحتفظ في قلب أوربا، وفي قلب المجتمعات المتمدنة بالحياة البدوية التي تذكرنا بحياة الهنود الحمر في أمريكا الجنوبية أو الزنوج في التي تذكرنا بحياة الهنود الحمر في أمريكا الجنوبية أو الزنوج في أفريقية. ذلك أنهم معرضون دائماً لنزعات الطبيعة، ولهم علاقات دائمة مع قواها، فهم يحملون بذلك إلى كل ما يقرب من الحيوان والغريزة.

والنور لا يملكون شيئاً، ولذا فهم لا يحترمون الملكية؛ فإذا استطاعوا الاستيلاء على شيء استولوا عليه بأي الوسائل، وحياتهم العائلية منظمة على قاعدة الشيوع، وأن لا ملكية يعترف بها ونور (الفلاج) أظرف وأفضل خلالاً من نور الكولومبار؛ وهم يشتغلون عادة بصنع الآلات الخشبية بمهارة، ويطوفون القرى لبيعها، ويبدون في جميع الأسواق مثقلين بالسلع. ويرتدون ثياباً وأزياء غير تلك التي يرتديها زملاؤهم، ويسكنون غالباً في السهل، عند أطراف القرى، في بيوت من الطوب الأخضر، ويعنون بتربية الماشية. وفي أقاليم المجر الغربية ينشئون نوعاً من القرى المنعزلة بجوار الغابات، ويعلب أطفالهم عراة بين الأعشاب والماء. ولهاته القبائل قضاة منها يختصون بالفصل في المنازعات الصغيرة؛ ولا يعيشون عيشة العائلة إلا حيثما اكتسبوا نوعاً من الملك كقطعة أرض أو منزل قروي. ولهم ولع بالخيل واقتنائها بأي الأثمان.

وأهل القرى لا يبدون لنور (الفلاج) من البغض ما يبدونه لنور الكولومبار. وهم يعاملونهم بكبرياء واحتقار ولكن بنوع من العطف؛ ولا يخشون منهم على متاعهم وأموالهم بمثل ما يخشون من زملائهم؛ ويكثرون من التصدق عليهم، ويعهدون اليهم بصنع الأشياء الخشبية.

وعلى ذلك فإذا كان النوري الفلاجي لا يمكن أن يعتبر عضواً في المجتمع، أو إنساناً متمدناً، فانه في طريقه ليصير كذلك. وهو منذ الآن ينزل عن بعض العادات التي كان يتمسك بها دائماً فيقص شعره ويرتدي السراويل، ويعتاد العمل، ويرغب في اقتناء الملك شيئاً فشيئاً؛ وهذا بلا ريب أساس قوي للتطور.

وأخلاق النوري نتيجة محتومة لنوع حياته، فهو لا يملك أرضاً ولا بيتاً؛ وما يملك من المؤن والأدوات وغيرها ليس له في الواقع، بل هو ملك الجماعة كلها؛ وهو لا يشعر بشعور الأسرة ولا يقدر معناها، ولما كان لا يرث ولا يورث، فسواء لديه أكان ولده منه أم من آخر. وكذلك المرأة النورية لا تختص برجل واحد كنساء الشعوب المتمدنة، فهي مخلوق همجي، لا تنكر غرائزها، ولا تستطيع أن تكبح جماحها، والطفل النوري يعيش مع أسرته في نفس الخيمة أو الكوخ، ويشهد عن قرب حياتها التناسلية، فإذا شب اتجهت شهواته الجنسية الأولى إلى الأسرة، فيعاشر الأخ أخته، والولد أمه، والأب ابنته، وتجري هذه المعاشرة دون ذرة من الحرج أو الندم. ولا حاجة للقول بأنه لا وفاء بين الأزواج، فهم كاثوليك ويذهبون إلى الكنسية في الحفلات الكبرى، ولكن مبادئهم الأخلاقية ليست نصرانية في شيء، بل هم غالباً صرعى غرائزهم الوحشية.

وقد اهتم الارشيدوق يوسف (1833 - 1905) بأمر النور وأبدى نحوهم عطفاً، وبعث ذلك إلى الاهتمام بشأنهم، وكان هذا الأمير العظيم الذي يعشق حياة البداوة والبساطة، ينفق كل أوقات فراغه بين النور، ويدرس حياتهم، ويتذوق رقصهم وأغانيهم وأمثالهم وأطوارهم وخلالهم، وقد حاول أن يعودهم الحياة المنظمة، وأن يجمعهم في مكان مستقر، ولكنه لم ينجح كثيراً في محاولته، ثم عكف الباحثون على جمع الأغاني والأمثال النورية وترجمتها، ولكن هذا الاهتمام فتر فيما بعد، ولما كان النور اليوم في طريق التحضر والاندماج في المجتمع المتمدن، فقد يعود هذا الاهتمام بعد فوات الوقت، وبذا تضيع معالم جنسية ونفسية إلى الأبد. بيد أنه قد يكون ثمة أسر أو قبائل مازالت تحتفظ بخلالها الوثنية، وبأساطيرها، وقصصها، وأغانيها ورقصاتها، وتلك يمكن تخليدها بواسطة السينما أو (الجراموفون).

وقد قلنا إن إبعاد النور عن المجتمع المتمدن، واضطهادهم المستمر، وحياتهم البدوية، تحملهم على الريبة والوجل والعنت وانتهاز الفرصة وسرعة التأثر، وهم لا يهتمون بِغَدِهم، ويحتملون شقاء الحاضر بجلدِ الشريد، كالأطفال أو الشعوب الهمجية. وهذه الصفات ذاتها تمثل في فنهم، فرقصاتهم عاصفة مضطرمة الروي، فياضة بالغزل، ونصوص أغانيهم فياضة بالرموز الغرامية، والكلمات الضخمة، والإخلاص الساذج، وألحانهم محزنة منكسرة، روى مطبق، وغزل مطلق، وفسق خالص يلهب أعصابهم، وهذا ما يشحذ مشاعرهم بنوع خاص، ويعاونهم على التمكن من روح الموسيقى والقوافي الأجانب تحدث فيهم نفس الأثر؛ فالنوري الروماني ينشد الأغاني الرومانية، والنوري السربي ينشد الأغاني السربية، والنوري السلافي ينشد الأغاني السلافية، ويجمعون في كل مكان عناصر الموسيقى الخاصة بالشعب الذي يعيشون بين ظهرانيه؛ والنوري المجري، هو الوحيد الذي لا تتأثر موسيقاه بخواص الموسيقى الريفية المجرية، وذلك لأسباب خاصة به وبظروفه ذلك أن الموسيقيين من النور المجريين هم أشراف النور، فهم يرتفعون فوق مستوى جنسهم، وفي أحيان كثيرة نراهم وقد نسوا لغتهم الأصلية، وغيروا كل ظروف حياتهم. وفي القرى يتحول النوري من حرفته العادية إلى الموسيقى، وفي يوم الأحد وأيام الحفلات أو السوق يحمل آلاته الموسيقية، القيثارة أو المزمار أو غيرهما، ويذهب مع بعض زملائه إلى مجالي النزهة، ولموسيقاه ضجيج مروع، وصخب يصمهم، ولا تشترك مع موسيقى الحضر إلا في الروي، ويتحول النور إلى احتراف الموسيقى شيئاً فشيئاً، ويهجرون صنع الأواني والسلع الخشبية والآجر، ويجتمع بعضهم فيؤلفون فرقة (أوركستر) ويتجولون يوم السوق من قرية إلى قرية، ويلاحظ أيضاً أنهم أخذوا يستبدلون ثيابهم النورية بثياب الحضر، وبين النور المجريين كثيرون ممن درسوا في معهد الموسيقى الأعلى (الكونسر فتوار)، ومنهم من درس الموسيقى نظرياً وعلمياً، ومنهم فانون يعجب بفنهم العالم كله، فهم حقاً من أمراء الموسيقى، لهم مقامهم في المجر وفي الخارج؛ وممن قدر موسيقاهم وأعجب بها أساتذة عظام مثل هيبرمان وكيبورا ولسزت.

وقد كان من المستطاع أن نحمل النور المجريين على درس الموسيقى الريفية الأصلية، كإخوانهم نور رومانيا أو سلوفينا أو روسيا؛ فالنور يتلقون ببراعة مدهشة كل فن وكل روي، وتلك أعظم خواصهم؛ والنوري يغتبط جد الاغتباط إذا ألفى مستمعاً يستطيع أن يرشده وأن يعلمه الأسلوب الحق؛ وعندئذ يدرك معنى الموسيقى الريفية وينفذ إلى روحها، ويترك تلك الألحان الصاخبة التي يملأ بها أغانيه. ولسنا ممن يجاري بعض المتشائمين من نقدتنا الموسيقيين في قولهم بوجوب القضاء على الموسيقى النورية؛ فإن لديهم خواص عجيبة ترجع إلى مقدرتهم على التشبه والاقتباس.

هذا وقد استطاع النور في إسبانيا وإنكلترا وبسارابيا واليوكرين أن ينشئوا ثقافة موسيقية خاصة. وأغاني النور الأوكرانيين ورقصاتهم ذائعة معروفة في كل مكان. أما النور المجريون فلا يعرضون علينا فنهم قط، حتى ليقال أن ليس لهم فن. ولكنهم في الواقع ينشدون أغانيهم فيما بينهم، ويرقصون رقصاتهم، ويتلون أمثالهم وقصصهم. وهم يعيشون في عزلة مطبقة حتى أن البحث عن خواصهم الجنسية والفنية ليصطدم بأكبر الصعاب. ولديهم وسيلة أخرى للدفاع هي لغتهم التي هي مزيج من العناصر السلافية والرومانية وغيرها. وهم يضمرون البغض والريبة للأجانب لما فرض عليهم من الحياة الوضيعة التي تكاد تنحط إلى المستوى الحيواني، وشأنهم في ذلك شأن القبائل الهندية التي غزاها الأوربيون. والنوري يقدر ما بينه وبين الغير من الفروق، ويعرف أن الغير لا يعتبره إنساناً بالمعنى الصحيح؛ ولا يجد سوى الموسيقى للتعبير عن نفسه ومقدرته؛ فإذا سنحت له فرصة العزف، فانه يملأ موسيقاه وألحانه بكل ما يشعر به من الشهوات وألوان البغض والغضب، والحنان، والثورات، والاحتقار، والفرح، واليأس؛ ويبقى النوري في ذلك المجتمع المتمدن الرأسمالي، النصراني، الذي يرغمه على الاستقرار والاعتراف بالملكية، والتنصير، والخضوع للقوانين بين الغابات والسهول الوحشة - يبقى دائماً وثنياً، جامع العاطفة، مخلوق الغريزة، ويلجأ إلى الموسيقى لبث مقاومته وشكواه؛ ولو نبذ النوري أساطيره وسحره، ونسى لغته، وترك قصصه وأناشيده ورقصه، فانه يبقى مع ذلك نورياً بالموسيقى.

ولن تمضي أعوام أخرى حتى يغمر النور ذلك البحر الإنساني الذي يحيط بهم؛ ولن تمضي أجيال قليلة حتى يغدو النور كالزراع، وينسون كل خوصاهم وتقاليدهم؛ ولن يبقى من الفن النوري سوى قليل من الأغاني والقصص، ذلك الفن الذي هو أعجب الفنون الشعبية وأكثرها طرافة؛ وعندئذ لن نجد سوى بعض الفنانين الذين ينحدرون من أصل نوري، يتجولون هنا وهنالك في بعض المدن؛ بقية شعب كبير كان يجوب السهول والغابات، يزاول السحر والكهانة، ويخاطب الأرواح، ذليل عزيز مع ذلك لأنه حر. وتلك خسارة فادحة للنور وللوثنية والقصص والحرية. . . بيد أنه يستحيل علينا أن ننقذ النور في ذلك المجتمع الذي يناقضهم في كل شيء.