مجلة الرسالة/العدد 53/القصص
مجلة الرسالة/العدد 53/القصص
الدون جوان
لموليير العظيم
ترجمة حامد اسعد محمد
الفصل الرابع. المنظر الثاني
(الدون جوان أحد فقراء الأشراف الفرنسيين. يغلق بابه دائما في وجه الدائنين. يحضر المسيو ديمانش بائع الملابس والخائط وهو أحد دائني الدون فيطلب مقابلته)
الخادم زجانارل: سيدي. قد حضر المسيو ديمانش وهو يريد التحدث إليك.
الدون جوان: دعه يدخل. إن التهرب من مقابلة الدائنين لا يجدي نفعاً. سأعمل جهدي لاستقباله استقبالاً حسناً دون أن أدع له فرصة الطالبة بدينه
(يدخل المسيو ديمانش)
الدون جوان: أهلاً وسهلاً بالمسيو ديمانش. كم أنا مسرور برؤيتك. وكم أنا آسف لأن الخدم تركوك تنتظر في الخارج أكثر مما ينبغي. ولكن معذرة، إذ أنني أمرتهم بعدم دخول أحد، ولكن هذا لأمر طبعاً لا يسرى عليك فان لك الحق أن تحضر دائماً دون أن يمنعك أحد.
المسيو ديمانش: سيدي. أنا عاجز عن شكرك. لقد حضرت لـ. . . .
(يقطع الدون جوان عليه حديثه فينادي خادمه)
(الدون جوان: اسرع باحضار كرسي (فوتيل) للمسيو ديمانش.
المسيو ديمانش. سيدي. لا داعي (للفوتيل). إنني مستريح
الدون جوان: لا. أبداً. يجب أن تجلس بجانبي.
المسيو ديمانش: لا ضرورة لذلك. لقد أتيت فقط لـ. . . . .
(يمنعه الدون جوان إبداء الغرض من زيارته له فيقول للخادم)
الدون جوان: خذ هذا الكرسي الصغير وأسرع بإحضار (فوتيل)
المسيو ديمانش: سيدي أنت تهزأ بي. لقد جئت لـ. . . .
الدون جوان: لا. لا أقصد السخر منك. إنني أود أن أستقبلك كما يليق بك. وأود ألا أجع هناك فرقاً بيني وبينك.!
المسيو ديماننش: سيدي. . . .
الدون جوان: تفضل بالجلوس.
المسيو ديمانش: لا ضرورة للجلوس يا سيدي. أريد أن أقول لك كلمة فقط. لقد حضرت لـ. . . .
الدون جوان: تفضل بالجلوس.
المسيو ديمانش: لا ضرورة لذلك يا سيدي. إني مستريح كذلك. لقد حضرت لـ. . . .
الدون جوان: لا. لا. لن أستمع إليك حتى تجلس.
المسيو ديمانش: سيدي. سأفعل ما تريد. لقد حضرت لـ. . .
الدون جوان: ما شاء الله يا مسيو ديمانش. إن صحتك جيدة جداً!!
المسيو ديمانش: نعم يا سيدي. أنا في خدمتك. لقد حضرت لـ. . . . . .
الدون جوان: إنك في صحة حسنة حقاً. وجهك متورد. وعيناك يلمع فيهما بريق القوة.
المسيو ديمانش: أنا شاكر لعطفك يا سيدي. لقد حضرت لـ. . .!
الدون جوان: كيف حال مدام ديمانش زوجك؟
المسيو ديمانش. نحمد الله، إنها في صحة جيدة يا سيدي.
الدون جوان: إنها امرأة طيبة القلب حقاً.
المسيو ديمانش. إنها خادمتك يا سيدي. لقد حضرت لـ. . .
الدون جوان. وكيف حال ابنتك كلودان؟
المسيو ديمانش: إنها على احسن حال يا سيدي.
الدون جوان: كم هي جميلة وذكية. إني أحبها من كل قلبي
المسيو ديمانش: انه لشرف عظيم لها يا سيدي. لقد حضرت لـ. . .
الدون جوان: وطفلك كولان. ألا يزال يكثر من ضوضائه؟
المسيو ديمانش: نعم يا سيدي. لقد حضرت لـ. . .
الدون جوان: (ضاحكا) وكلبك (برسكيه) لا يزال يعض كل من يزورك؟!
المسيو ديمانش: اكثر من قبل يا سيدي. ولكني جئت لـ. . . . .
الدون جوان: لا تعجب من كثرة اسئلتي عن أسرتك فإنني أحبها كثيرا وأود سماع كل ما يتعلق بها.
المسيو ديمانش. إننا عاجزون عن شكرك يا سيدي. لقد. .
الدون جوان: (يقف ويمد يده لمسيو ديمانش مشيراً بذلك إلى أن المقابلة انتهت)
ضع يدك في يدى كصديق
المسيو ديمانش. إني خادمك يا سيدي
الدون جوان: يا إلهي! كم أنت رقيق وظريف. إني أحبك كثيراً
المسيو ديمانش: انه لشرف عظيم يا سيدي. لقد حضرت لـ. . .
الدون جوان: إني على أتم استعداد لعمل كل ما تريد.
المسيو ديمانش: سيدي. لقد أحسنت إلي كثيراً.
الدون جوان. وكل هذا بدون مقابل
المسيو ديمانش: إني لا أستحق كل هذا العطف. ولكنني حضرت لـ. . . . .
الدون جوان: العفو يا مسيو ديمانش. هلا شرفتني بتناول العشاء معي هذه الليلة؟
المسيو ديمانش: شكراً لك يا سيدي. يجب أن أرجع إلى منزلي في الحال. لقد جئت لـ. . . . .
الدون جوان: (يقف ويمد يده للمسيو ديمانش إشارة إلى أن الأخير يجب عليه أن يستأذن في الانصراف)
أسرع يا زجانارل وأحضر المشاعل لتوصيل المسيو ديمانش. وخمسة من خدمي بأسلحتهم لحراسته أثناء رجوعه إلى منزله
المسو ديمانش: (يقف أيضا مضطراً) سيدي. لا ضرورة لكل ذلك. يمكنني الرجوع وحدي، ولكنني جئت لـ. . . .
(يأتي الخادم في الحال ويأخذ الكرسي الذي كان يجلس عليه المسيو ديمانش)
الدون جوان: كيف لا يا سيدي وأنا خادمك أو بالأحرى مدينك؟
المسيو ديمانش: (تنبسط أسارير وجهه ويقول) آه. سيدي
الدون جوان: انه فضل لا يمكن أن أخفيه. وإني لأعترف به أمام جميع الناس.
المسيو ديمانش: شكراً. إذاً لقد حضرت لـ. . . . .
الدون جوان: ألا تتنازل بالسماح لي بأن أوصلك؟
المسيو ديمانش: سيدي. انك تهزأ بي. سيدي لقد. . . .
الدون جوان: ضع ذراعك في ذراعي إذا تفضلت. أود أن تكون على ثقة من أنني خادمك. وإني على استعداد لأبذل لك كل غال ونفيس
(يخرج المسيو ديمانش ويوصله الخدم إلى بيته)
حامد أسعد محمد عاشور