انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 503/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 503/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 22 - 02 - 1943



حول جامعة الإسكندرية

نشرت جريدة الأهرام بتاريخ 7 فبراير سنة 1943 مقالاً للأستاذ منصور جاب الله تحت عنوان (يوم الإسكندرية)، وقد عرج فيه الكاتب على مكتبة الإسكندرية قائلاً:

(إن ثلاثة عشر قرناُ تتجرم بعد احتراق مكتبة الإسكندرية لحقبة جد طويلة، فاليوم يرأب الصداع، ويرد إلى المدينة الخالدة اعتبارها العلمي وتعاود مكانتها الثقافية)، والذي يسوق هذه العبارة في مقاله الجليّ يؤمن برأي من نسب حريق مكتبة الإسكندرية على يد عمرو بن العاص

وقد ناقش هذا الخبر كثير من علماء الإفرنج مثل (بطلر) و (جوستاف ليبون) وغيرهم فلم يمكنهم الجزم بأن عمرو ابن العاص هو الذي أحرقها حقيقة بأمر الخليفة عمر بن الخطاب كما زعم بعضهم، بل ولم يؤيد هذه الدعوى أحد من المؤرخين المعاصرين للفتح الإسلامي، مثل (أوتيخوس) الذي وصف فتح الإسكندرية بإسهاب

وأما ما نسبه أبو الفرج الملطي في كتابه (مختصر الدول) عن حريق المكتبة على يد عمرو بن العاص، فقد فنده كل من (بطلر) و (سديو) و (جوستاف ليبون) وغيرهم. والغريب أن هذه الرواية يذكرها رجل من أطراف بلاد الفرس بعد فتح الإسكندرية بنحو ستمائة سنة، ولم يتعرض لها المؤرخ المسيحي البطريق (أوتيخوس) الذي قلنا إنه أسهب في فتح الإسكندرية. على أن تعاليم الدين الإسلامي تخالف هذه الرواية؛ إذ ترمي إلى عدم التعرض للكتب الدينية اليهودية والمسيحية المأخوذة في الحرب ولا يجوز حرقها - أما كتب الفلسفة والطب والتاريخ والشعر وسواها من العلوم غير الدينية، فإنه يجوز للمسلمين الانتفاع بها

والمعروف أن هذه المكتبة لم تكن موجودة إبان الفتح الإسلامي اللهم إلا بقايا من جدران حوائطها

والصحيح الذي لا مرية فيه: أن المكتبة حرقت مرتين: المرة الأولى تم فيها حرق القسم الأكبر منها على يد جنود (يوليوس قيصر) سنة 47 ق. م وأما القسم الثاني من المكتبة فقد تم حرقه في عهد القيصر (طيودوس) سنة 391 م بأمر الأسقف (نيتوفيل) بواسطة جماعة من المتعصبين للنصرانية. والدليل القاطع أيضاً على عدم وجود المكتبة حتى قبيل الفتح الإسلامي ما ذكره المؤرخ (أورازيوس) عن زيارته للإسكندرية قبل سنة 414م، إذ قال: (إنه وجد رفوف المكتبة خالية من الكتب)

على أن العرب لم يدخلوا الإسكندرية إلا بعد استيلائهم عليها بأحد عشر شهراً - وقد ذكر في عهد الصلح الذي أبرم بين عمرو بن العاص والمقوقس: أنه يجوز للروم أن يحملوا إلى بلادهم كل أمتعتهم. وفي غضون هذه المدة كان البحر مفتوحاً ولم تكن أمامهم صعوبات تعوقهم عن حمل كتب المكتبة إلى بلادهم إذا كانت موجودة؛ وهذا ينهض دليلاً آخر على عدم وجود المكتبة إبان الفتح الإسلامي.

عبد العظيم أحمد هيبة

1 - موقف مجلة الأزهر من النبوة والعبقرية

كتبت مجلة الأزهر في جزء المحرم سنة 1362 مقالاً في ذكرى الهجرة، فرقت فيه بين النبوة والعبقرية، فذكرت أن النبوة روح إلهية تتجلى معها قوة الحق في أروع مظاهرها، فتؤيد القائمين بها خرقاً للسنن الثابتة، ونقضاً للعادات المقررة، فيدرك الناس أنهم إزاء إرادة إلهية لا يقف في طريقها حائل، ولا تثبت في مقاومتها القوة. أما العبقرية فهي هبة ليس للقوة العقلية أثر في إيجادها، تعجز عن مجرد حمل الناس على تقدير ما تأتي به، حتى إن أكثر العباقرة عاشوا غير مقدرين، ولم يفهم الناس جلالة ما أتوا به بعد أن ماتوا بعدة قرون، ثم بنت على هذا أن نجاح الدعوة الإسلامية لم يكن فيه أي أثر للعبقرية، وإنما كان معجزة عظيمة جعلها الله دليلاً على نبوة محمد .

ومجلة الأزهر تقصد بهذا أن تهدم الأساس الذي قام عليه كتاب عبقرية محمد للأستاذ العقاد، مع أن هذا الأساس لا شئ فيه من جهة الدين، وقد بنيت عليه قبل ظهور ذلك الكتاب مقالاتي في السياسة الأسبوعية - أثر السياسة النبوية في نجاح الدعوة الإسلامية - فقد كان النبي مع الوحي مجال فسيح يعمل فيه كانسان، فيجتهد في بعض أحكام الدين، وينظر في أمور الدنيا، ويبحث ما يعرض له من مسائل السلم والحرب، وقد أظهر في ذلك المجال براعة عظيمة تشهد له بكمال العبقرية، ومع هذا كان يدركه فيه ما يدرك كل إنسان، فيلفته الله إليه، ويهديه إلى ما ينبغي أن يعمل فيه، وكل هذا جاء به القرآن الكريم، وتشهد به كتب السيرة والأصول. ولعل مجلة الأزهر تتوهم أن التسليم بهذا قد يجر إلى التسليم بأن ذلك النجاح كان للعبقرية وحدها، كما يزعمه بعض أعداء الإسلام، ومثل هذا التوهم الخاطئ هو العقبة الآن في سبيل كل إصلاح.

عبد المتعال الصعيدي

2 - إصلاح تحريف في آية قرآنية

جاء في مقالي الأخير من مقالات (الحضارات القديمة في القرآن الكريم) هذه الآية: (بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الحكيم) والصواب الرحيم بدل الحكيم.

ع. ا

بين الرجولة والرجولية

يسأل الأديب (علي محمود الشيخ) في العدد (500) من

الرسالة، عن نحو (الرجولة والرجولية) الواردين في كتب

اللغة، هل معناهما واحد كما يقول بعض الناس؟ أو الثاني

مصدر صناعي كما يقول آخرون؟

وأجيب: أنهما مختلفان، فالرجولة مصدر سماعي لا فعل له، ومعناه ضد الأنوثة، ومثله الرُّجلة

و (الرجولية وكذا الرُّجلية) كل منهما سماعي صناعي بزيادة ياء النسبة (الأول من الرجولة، والثاني من الرُّجلة) وهما يزيدان زيادة على المصدر العام كما هذه الصفة في الشخص المحدث عنه، والمعاني اللازمة لهذا الكمال، مثل الشجاعة والإقدام وإباء الضيم

والطفولة خلاف الرجولة و (الطفولية) تدل على هذا المعنى ولوازمه، من العجز المطلق عن أعباء الحياة، واستدرار العطف والشفقة

والعروبة ضد العجمة؛ و (العروبية) تزيد على هذا الدلالة على شمائل العربي وخصائصه.

ومثل ما ذكر يقال في الرهبة و (الرهبانية)، والفروسة و (الفروسية)، والألوهة و (والألوهية)، والربوبة و (الربوبية)، والجاهل و (الجاهلية) والخنزوان (الكبر) (والخنزوانية) والأريح و (الأريحية) (الارتياح للندى). وكلها مصادر مسموعة عن العرب.

أما أن علماء اللغة لم يذكروا فارقاً بين الرجولة مثلاً فلأنهم إنما يعنون ببيان المعاني الوضعية للألفاظ، وأما المعاني اللازمية فلم يتصدوا لذكرها، لأنها وظيفة علماء المعقول، كالمناطقة والحكماء.

ثم إن تحميل المصادر الصناعية العربية للمعاني التي ذكرناها جاء قبل زيادة العرب الياء المشدودة، التي هي في الأصل للنسبة، ثم تنوسيت النسبة وأريد من اللفظ المعنى المصدري مع لوازمه، وألحقوا به التاء رعاية لأنه في الأصل صفة لموصوف مؤنث كالحال مثلاً

وكان هذا النوع من المصادر يسمى عند قدماء النحاة (بالنظائر) وهي ما جرى على وجه النسب، قاله ابن سيدة في المخصص

ونظراً لقلتها في اللغة، إبان العصر الجاهلي وصدر الإسلام، ولوجود ياء النسبة فيها لم يلحقها الأقدمون بالمصادر العامة، بل سموها باسم خاص. لكن تلك التسمية لم تشهر بين العلماء إذ ذاك فسماها بعضهم (بالمصادر الصناعية)، وذاعت هذه التسمية إلى عصرنا هذا. وقد أولع المحدثون وبخاصة علماء المنطق بصوغ هذه المصادر من أسماء الأعيان وغيرها، فقالوا: الحيوانية والإنسانية والناطقية والجسمية والحجرية، والإسمية والحرفية، والفاعلية والمفعولية والعلمية؛ وقالوا: الكيفية والكمية والماهية

فالمصدر الصناعي بمعنى المصنوع على وزان ما صنعه العرب من هذا النوع، فهو كقولهم: المصدر القياسي بمعنى المقيس، والمصدر السماعي بمعنى المسموع. وهي تسمية اصطلاحية حديثة وإن كان جنس مسماها عربياً قديماً. هذا وإن شئت إيضاح أكثر، أن تراجع الكلمة القيمة التي كتبها المغفور له الأستاذ الشيخ (أحمد الأسكندري) في مجلة (مجمع اللغة العربية الملكي) (ص 211 - 215 ج 1): احتجاجاً لقرار المجمع قياسية المصدر الصناعي، ففيها الغني لمن طلب المزيد، والله الهادي إلى سواء السبيل

عبد الحميد عنتر أستاذ بكلية اللغة العربية

هل يتسع القلب لأكثر من حب واحد؟

كنت أطالع في مجلة الاثنين عدد 451 فلفت نظري رأي الدكتور زكي مبارك عند ما سئل هل يتسع القلب لأكثر من حب واحد؟

قال إني أصبحت أعتقد بعد تجارب أن القلب جارحة من الجوارح كالعين مثلاً؛ وهذا ما أعتقده أما أيضاً (والأغلبية من الناس). غير أنه قال: كما أن العين تقدر أن ترى ملايين من المرئيات، كذلك القلب يقدر أن يحب مليون مرة. وهذا لا أوافق عليه، فإن الحب شئ روحاني والمرئيات أجسام ملموسة غير روحانية. الحب مرض نفساني (مرض القلب)، فلو أن العين أصيبت بسهم وأدميت فإنها لا تستطيع أن ترى أكثر، وكذلك القلب، فإذا أصيب بسهم الحب مثلاً فإنه يمرض، وإذا مرض فلا يستطيع أن يحب أكثر. وكم من قلوب أصيبت بسهم الحب! قال عمر بن أبي ربيعة:

راميات بأسهم ريشها الهدب ... تشق القلوب قبل الجلود

(فلسطين)

جورج شاريكاس

سرقة شعرية

كان يوم 9 فبراير موسماً حافلاً بكلية الآداب؛ فلقد غص مدرجها بمختلف الطبقات من أساتذة وطلاب ومدعوين، خفوا للاحتفال بذكرى مولد جلالة الملك - أعزه الله - وتلك سنة درجت عليها الكلية كما قال الدكتور حسن إبراهيم في كلمته التي افتتح بها الحفل - وكان جميلاً أن نرى ونسمع ألواناً جديدة من المظاهر التي عبرت عن اتجاهات الفن في العصور الحديثة ونال معظمها إعجاب النظارة - غير أنه استدعى انتباهي شئ واحد قصدته في هذه الكلمة - ذلك هو قصيدة الشاعر (رجاء العربي) الطالب بكلية الآداب ومطلعها:

صدت على فنٍ طيور الوادي ... يا حسن ما صدح الحمام الشادي وهي جميلة حقاً حتى استعيدت اكثر أبياتها مما دل على حسن وقعها، ولكنه خيل إلى عند ما سمعتها أنني أستعرض ماضياً وقع؛ وقد كان ذلك حقاً!

فالقصيدة لشاعر معاصر هو الأستاذ محمد عمر - قالها بمناسبة عيد ميلاد جلالة الملك (فؤاد) طيب الله ثراه وعنوانها: (آية الولاء)، والقصيدة بين يدي كما سمعتها من شاعرنا الجامعي بتحوير استدعته المناسبة

فإلى من سمعوا هذه القصيدة أسوق ذلك التصحيح خالصاً لوجه الحق.

عبد الغني جمعة

رابطة العروبة

(تكونت بجامعة فاروق الأول جماعة باسم (رابطة العروبة لطلبة جامعة فاروق الأول) تضم طلبة مختلف كليات تلك الجامعة المهتمين بقضية الوحدة العربية، والراغبين في العمل في سبيلها، وبث الدعوة إليها.

وغرض الرابطة الأساسي العمل بكافة الوسائل الممكنة وخاصة الثقافية منها على تحقيق الوحدة العربية، ونشر الدعوة إليها، ولتحقيق ذلك ستتذرع الرابطة بوسائل منها:

1 - تنظيم محاضرات ومناظرات تتناول الشؤون العربية الهامة.

2 - تقوية الصلات الأخوية والثقافية بين الطلبة المصريين وإخوانهم في البلاد العربية الأخرى بتنظيم المراسلات بينهم، وغير ذلك.

3 - الدعوة إلى مؤتمرات تضم طلبة الجامعات العربية المختلفة للنظر فيما يهمهم من توحيد الأحوال الثقافية في البلاد العربية وفي غير ذلك مما يمس قضية الوحدة العربية. وغير هذه من الوسائل المؤدية إلى تحقيق غرض الرابطة الأساسي.

والدعوة موجهة إلى طلبة جامعة فاروق - وهم من شباب هذه الأمة الذين عليهم تعتمد في بناء مستقبلها - إلى الدخول في هذه الرابطة التي ستباشر نشاطها قريباً إن شاء الله.)

جمال أحمد بدر

القائم بأعمال الرابطة