انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 484/أحلام (المنصورة)

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 484/أحلام (المنصورة)

ملاحظات: بتاريخ: 12 - 10 - 1942



للأستاذ صالح جودت

آه مَّما بي، وهل تدرين ما بي؟ ... يومَ وَدَّعْتُكِ وَدَّعْتُ شَبَابِي!

أين أحلامي على تلك الروابي؟ ... ذابت الأحلامُ في قلبي المذابِ

لي حبيبٌ فيكِ أفْدِيه بعُمري

سُمْرَةُ النيل على خديّه تجري

هو إبهامي وأحلامي وشعري

ونعيمي بين عينيه وسُكري

كان عند الليلة الظلماء بدري

وله نجواي في دُنيا اغترابي ... يا ترى يذكرني بعد الغيابِ؟

آه مَّما بي، وهل تدرين ما بي؟ ... يومَ وَدَّعْتُكِ وَدَّعْتُ شَبَابِي!

يا عروس النيل والبحر الصغيرِ

حَدِّثي عن مَلِكِ الغرب الغرير

يومَ أنْ جاءكِ في ذُل الأسير

لِفتىً من آل أ ُّ بَ أمير

ذكْرُهُ لا زال نفَّاحَ العبير

وَهَبَ النصرِ إلى الأُسْدِ الغِضَابِ ... مِنْ بَنِي (المنصورة) الغُرِّ الأَوابي

آه مَّما بي، وهل تدرين ما بي؟ ... يوم ودعتك ودعت شبابي!

يا مُنَى الشرق وباريسَ الجَنُوبِ

مَنْ كأبنائِكِ في غَزْوِ الشعوب

شهداء المجد أبطال الحروب

وكغاداتك في غَزْوِ القلوب

بالعيون السُّودِ واللحظ اللَّعوب

المنى بَعْدَكِ مِنْ وَهْمِ السَّرَابِ ... والصِّبي في غير لُقْياكِ تصابى

آه مَّما بي، وهل تدرين ما بي؟ ... يوم ودعتك ودعت شبابي! قد صحبتُ النيل من فجر الصعيدِ

لرشيد وإلى أخْتِ رشيد

ما وعى لحني ولا غنى نشيدي

غيرَ غاداتك في الخطو الوئيد

حين يَخْطرْنَ على النيل السعيد

بالوجوه السُّمْح كالنور المذاب ... يَتَهادَيْنَ بمعسول الدُّعَابِ

آه مَّما بي، وهل تدرين ما بي؟ ... يوم ودعتك ودعت شبابي!