انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 453/أغنية

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 453/أغنية

ملاحظات: بتاريخ: 09 - 03 - 1942



ضفاف النيل

للأديب مصطفى علي عبد الرحمن

صفَّق الموجُ وغنَّانا أناشيدَ الجمالِ

ومضى الزورقُ يجري مطمِئناً لا يُبالي

يا ضفافَ النيلِ روّي القلبَ من خمرِ الليالي

جددي عرسي وأفراحي وأُنسي ... واسكبي النشوة في روحي وحسي

ودعيني قبلما تفرغُ كأسي ... وأرَى الدنيا فما تضحكُ نفسي

واجْرِ يا زورق نشوان على نورِ الأماني

حولك الدنيا صفاءُ وضياءٌ وأغان

ضحك الكونُ وغنى بهوانا الشاطئان

فأعيدي فتنة الماضي إليَّا ... يا ضفاف النيل رَوِّي مقلتيَّا

من ضياءٍ يملأ الأرواح رِيَّا ... قد دعا الحْبُّ إلى دنياي هيَّا

نعبرُ الشطآن في ظلٍ من النُّعمى نغني

فابتعدْ يا دهرُ لا تحرمْ فؤاديْنا ودعني

لا تقفْ بين هوى نفسي وآمالي وبيني

أيها النيلُ على صدرِك يجري ... زورقٌ تَحدوه آمالٌ بِصدري

أنت تدري ما بقلبي أنت تدري ... وتعي سِرّي ولا تجهل أمري

كُنْ رفيقاً أيها النيلُ ودعْنا وهوانا

غنِّنا لَحنَ صِبانا، واسقنا وأطفئ صَدانا

واملأ الجو فتوناً وأماناً وحنانا

يا حبيبي هاهي الدنيا أراها ... مثلما أهوى بعيني وتراها

آه لو تغفلُ عنا مقلتاها ... أبد الدهرِ وهل تُغنيك آها!

(الإسكندرية) مصطفى علي عبد الرحمن