انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 44/السائلة. . .

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 44/السائلة. . .

ملاحظات: بتاريخ: 07 - 05 - 1934



كاعبٌ زادها الشحوبُ جمالا ... وكساها اليتمُ الرهيبُ جلالا

أمُعَنَ الهمُ في مدامعها نَزُ ... حاً وفي قدِّها النضير هُزالا

// لبست بالي الثيابِ وجَرت ... إثْرَها من جلالها أذيالا

تُمعنُ الَخَّلةُ والعزّ ... ة في قلبها الكليم نضالا

كم تمَّنتْ على الصَّبِا نعمةَ المو ... ت إباء فما تطيقُ السؤالا

ولو ان الحمامَ طوع بنان الن ... اس، كان الإنسان أسعدَ حالا

حثها الجوعُ للسؤالِ كما تحْ ... تَثُّ للموتِ مجرماً قتالا

فأتت سيداً وقد جَرَّرَ الأذ ... يال تيهاً على الورى واختيالا

سألته قِرشاً ومدَّت له الكف ... فَّ ترجّى من الكبير النوّالا

ناهدٌ، لو رَجَت نوالَ صخور ... لجرى الصخرُ بالدموع وسالا

ردها عنه صاخباً، بكلام ... كان في قلبها الكسير نبالا

فانثنت عنهُ والفؤادُ جريحٌ ... وانثنى دمعُها أسى هطّالا

ويلها شرعةً أعزَّتْ لئيما ... فتمادى على الكريم وصالا

بعض هزل الزمانِ أن يوسع الأح ... رار ظُلما ويكرمَ الأنذالا

زمنٌ يُنزلُ المراتعُ قطعا ... ن الخنازيرِ والصحارى التبالا

عجبى للغنىّ يغفو قريرَ ال ... عينِ في ليلهِ وّينعْمُ بالا

بينما النسوة الضّوأمر يَبك ... ينَ ويُكثرنَ في الدُّجى إعوالا

من يَعولُ الفتاةَ أرمضها الجو ... عُ وآضت بها الهمومُ خيالا؟

لا أبُ يُمسكُ الانينَ إذا لجَّ ... ولا الدمعَ إن ألحَّ وسالا

أتُراها تقضي من الجوع بينا ... غيرُها يمرحُ السنيَّن الطِّوالا

عزَّت اللقمةُ الطَّهورُ عليها ... مثلما عزَّتِ السُّها أن تُنالا

فغداً تاخذُ الطريق إلى المن ... كر كرهاً وتخلعُ الأسمالا

وتجلىّ كالبدر في أفق الشر ... بهاء وروعةِ ودلالا

وترى سادة النضار عبيداً ... يَتًمَّنون عطفها بُذالا

. . ويقول الإنسان تلك فتاة ... لؤَمت نفُسها وساءت فع باعتِ العرض باللذائِذ طوعاً ... فستلقى من الالهِ نكالا

كذبوا! فالاله أعدلُ من أن ... يجزي الساغبَ البرئ وبالا

نخلق المجرمين نحن بأيدي ... نا ونسقيهم الرّدى أشكالا!

دمشق

أمجد الطرابلسي