انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 439/ليالي النيل

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 439/ليالي النيل

ملاحظات: بتاريخ: 01 - 12 - 1941



للأديب مصطفى علي عبد الرحمن

يا ليالي النيلِ في ظلِّ الأماني الزُّهْرِ عودي

وأَعيدي الصفوَ والأنسَ لعينيَّ أعيدي

أنا ما زلتُ على عهدي فهلْ صُنتِ عُهودي

حيث غنتنا الضفافُ الحالماتُ ... أغنياتٍ ردَّد القلبُ صداها

شاعتْ الفرحةُ فيها والحياةُ ... وانتهى البشرُ إلينا وتناهَى

والهوى يَعمرُ رُوحيْنا بهاءَ وضِياءَ

والسنا يغمرُ قلبينا فُتوناً وصفاء

والمنى تملأُ دنيانا أماناً ورجاء

ذاك عهدٌ صنته بين ضلوعي ... أتُرى تذكر عهدي؟ أتُراها

أم تناستْ سحر أيامِ الربيع ... ناديات لألأ الكون نَدَها

وضفافُ النيلِ في ظلِّ الأماني البيضِ سكرى

حوّم الطيرُ حوالَيها وفاض الكون بشرا

ولنا الموج تغنى وبنا الزورقُ أسرى

نحو نورِ الخلدِ ترعاه المنى ... لحظات أنا والعمرُ فداها

ليت يا زورق لم ترجع بنا ... قِبْلةَ الشطآن يوما فنراها

ونذيرُ البين يسعى بين آمالي وبيني

وافترقنا للقاء ورجاء وتمنى

وأتى قلبيَ يسعى للتلاقي بيد أنّي

لم أجد في الشط ما يشفي غليلي ... أين أفراحي وكأسي وطِلاها

وليالي النيل في ظلٍ ظليلِ ... ليتها عادت لنحيا في سناها

طال شوقي وحنيني وهوى نفسي فعودي

وأعيدي الصفو والأنسَ لعينيَّ أعيدي

أنا ما زلت على عهدي فهل صنت عهودي؟ (الإسكندرية)

مصطفى علي عبد الرحمن