انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 431/أغنية البحيرة

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 431/أغنية البحيرة

ملاحظات: بتاريخ: 06 - 10 - 1941



(مهداة إلى ناظم (أغنية الجندول) وملحنها البارع)

للأديب حسن أحمد باكثير

إن رأيتِ الصبح يبدى لكِ سحره ... فاذكريني واذكري يوم البحيرهْ

يوم أقبلتِ وفي يمناكِ زهره ... قد حكت من وجهك الوضاح ثغره

ونسيم الصبحُ يهدى لكِ عطره ... والندى يكسو وجوه الزهر نضره

فعرتني - حينما سلْمتِ - حيره ... أأداري القلب أم أعلن سره؟

وأواري الحب أم أظهر أمره

أنتِ يا من وشحتْ بالزهر عمري ... وأضاءت بشعاع الطهر صدري

اذكريني واذكري يوم البحيرة

لم أعد أذكر إلا أن نظره ... أشعلت في قلبيَ الولهان جمره

وأطارت من حنايا الصدر زفره ... وأسالت من سواد العين عبره

وجَنَت للروح تهياماً وحسره ... يا لَسحر الحب! ما أفتك سحره!

يأسر القلب وما أعذب أسره! ... إن أكن أُنسيت ما أُنسيت ذكره

ليتني - إذ ذُقته - ما ذُقت مُرّه

أنتِ يا من وشحت بالورد عمري ... وأضاءت بشعاع الخلد صدري

اذكريني واذكري يوم البحيرة

واذكري إذ قلتُ: هذا اليوم غُره ... في جبين العمر فانشتفَّ بِشره

وانثري من ثغرك الفتان دُرّه ... وانشري من شعرك الوسنان عِطره

أو دعيني أرتشف من فيك خمره ... أو أقبلْ خدَّك الوردي مَره

فتصاممتِ كما لو كنتِ صخره ... وصرت في وجهكِ الأخاذ حُمره

طرباً أخفقتِ إذا حاولتِ ستره

أنت يا من عطَّرَت بالحب عمري ... وأضاءت بشعاع القلب صدري

اذكريني واذكري يوم البحيرة

واذكري الزورق إذ أوقفتُ سيره ... بعدما اجتاز بنا عرض البحيره فانتَحَيْناَ مجلساً تحت شُجيره ... مجلساً حُفَّ بماء وبخصره

وبأزهارٍ حباها الفجر طهره ... ومروج تلهم الشاعر شعره

فكسرنا عنده بالحب سكره ... لم تدم إلا كما تخطر خطره

آه لو عادت وعادت ألف مره

أنت يا من عطَّرّت بالحب عمري ... وأضاءت بشعاع القلب صدري

اذكريني واذكري يوم البحيرة

حسن احمد باكثير