انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 430/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 430/البريدُ الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 430
البريدُ الأدبي
ملاحظات: بتاريخ: 29 - 09 - 1941



حول التعليم في العراق

ألقى الأستاذ فاضل الجمالي مدير التربية والتعليم في العراق

في مساء الثلاثاء 991941 محاضرة قيمة عن التعليم في

العراق على جمهرة من رجال التربية والتعليم في مصر بنادي

المعلمين.

وقد تحدث الأستاذ عن سياسة العراق التعليمية، وكان من بين المشكلات التي أثارها مشكلة الامتحانات، وذكر أن العراق - علاجاً لهذه المشكلة - تتجه إلى أن تكون المدرسة هي صاحبة الرأي الأول في نجاح الطالب إلى أن يصل إلى الامتحانات العامة وهي التي تعقدها وزارة المعارف، ثم أملَ الأستاذ أن يتعاون رجال التعليم في مصر والعراق في بحث هذه المشكلة.

ومشكلة الامتحانات قديمة في مصر وغيرها، وأذكر أن كثيراً من اللجان عقدت في مصر وطال فيها بحثها. ولا شك أنها اهتدت إلى نتائج، ولكننا لا نرى أثراً لهذه النتائج في مدارسنا؛ فالامتحانات هي هي، مقياسها خاطئ وميزانها معتل.

وقد يكون من وضع الأمور في مواضعها أن نقول إن هذا الرأي الذي تتجه إليه العراق - وهو أن تكون المدرسة هي صاحبة الرأي الأول في نجاح الطالب - هو الرأي الذي رآه من قبل أستاذنا القباني بك وأشار إليه في كثير من بحوثه القيمة في التربية، بل انه وضعه موضع التنفيذ في المدرسة النموذجية الملحقة بمعهد التربية فنجح أي نجاح.

والطريقة المتبعة في هذه المدرسة أن يجتمع المدرسون بعد امتحان الفترة الأخيرة ونصب أعينهم نتائج الفترات الثلاث لكل تلميذ وما حصل عليه في اختبار الذكاء وسن التلميذ، وأخيراً رأى كل مدرس فيه، ومن كل هؤلاء يوضع التلميذ موضعه من النجاح أو البقاء في فرقته أو نصح ولي أمره بتوجيهه إلى الوجهة التي يصلح لها إن لم يكن يرجى منه في وجهته خير، وقد يشرك ولي أمر التلميذ - في بعض أحوال خاصة - في نجاحه أو بقائه.

ويظهر انه قد تبين لأولياء الأمور، عند بحث هذه المشكلة في مجلس النواب، وصواب هذا العلاج لمشكلة طال عليها الأمد فعزموا على الأخذ به في بعض الفرق الأولى، ولعلنا نراه قريباً في جميع الفرق وفي جميع مراحل التعليم ناجحاً نجاحه في المدرسة النموذجية.

محمد محمود رضوان

المدرس بالمدرسة النموذجية

1 - حول كتاب الأستاذ الرافعي عن فريد بك

قرأت في العدد (429) من (الرسالة) كلمة للأديب لبيب السعيد عن هذا الكتاب أختلف فيها مع نفسه ونقض في آخرها ما أثبته في أولها؛ إذ قال عنه: (إن الشباب سيجدون فيه كتاب تاريخياً دقيقاً)، ثم قال بعد ذلك عن المؤلف: (إنه يتعقب زعيماً بعينه فيبحث له عن زلات! ويفسر تصرفاته بما يسئ إلى سيرته). وهذا كلام لا يمكن لقارئ منصف أن يقبله؛ لأن الدقة في التأريخ تتنافى مع البحث عن الزلات وتلمس المساوئ؛ ويلوح لي أنه كتب هذه الكلمة قبل أن يقرأ الكتاب؛ أو هو قرأه ولم ينتبه إلى ما فيه من الحقائق والوثائق! وآية ذلك أنه لم يذكر لنا شيئاً من مواضع الإحسان ولا مثلاً من مآخذ الإساءة. ولو ذكر لنا ولو حادثة واحدة غيرتها حزبية المؤلف عن وضعها الطبيعي وردها هو إلى حقيقتها التاريخية لوجدنا في كلامه ما يستحق النظر.

ولعل هذه هي المرة الأولى التي يُرمى فيها الأستاذ الرافعي بالميل مع الهوى. ولعله كذلك الرجل الوحيد الذي أجمع مخالفوه في الرأي والسياسة على نزاهته وعفته. وقد كان المغفور له (سعد زغلول باشا) يفاخر بمعارضته في مواقفه البرلمانية، ويتخذها مثلاً للمعارضة النزيهة.

ولست أرى بعد هذا من أين جاء لبيب أفندي بما ادعاه على الأستاذ وهو شئ ليس في كتابه ولا في أي كتاب من كتبه.

2 - أدعياء الشعر

تصفحت عدد السياسة الأسبوعية رقم 239 فلفت نظري فيه قصيدة منشورة في صفحة الشعر تحت عنوان (أفي الحق أن أنسى بلادي سلوة؟) وهي قصيدة مشهورة من عيون شعر الأستاذ معروف الرصافي شاعر العراق. وقد نشرت في الصحف والمجلات منذ أكثر من عشرين سنة! وهي مطبوعة في كثير من كتب المحفوظات المدرسية. وهي موجودة أيضاً في ديوان الرصافي ومطلعها:

هو الليل يغري بالأسى فيطول ... ويرخي وما غير الهموم سدول.

أبيت به لا الغاربات طوالع ... علي ولا للطالعات أفولُ.

لفت نظري أن أقرأ هذه القصيدة منشورة في السياسة الأسبوعية في العدد الماضي بإمضاء (صلاح الدين الضيف، من تمى الأمديد). ولم أعجب لجرأة هذا المتشاعر على انتحال شعر غيره لعلمي أن لصوص الشعر والأدب كثيرون ولكن الذي عجبت له، هو غفلة هذا المسكين وحرصه على ألا يضع توقيعه الكريم إلا على قصيدة معروفه لشاعر مشهور!

فإذا كان هذا المتشاعر قد أرضى شهوته بنشر أسمه تحت هذه القصيدة. فماذا يكون حاله حين يعرف الناس أنه رقيع، وليس له من هذه القصيدة غير التوقيع؟.

(المنصورة)

علي عبد الله

على هامش القاموس السياسي - (أفغانستان)

من الكتب القيمة التي ظهرت في هذه الأيام كتاب: (القاموس السياسي)، ولست أنكر ما تحمله الأستاذ أحمد عطية الله في وضع هذا الكتاب من التعب والنصب، وقراء العربية يشكرونه على ما جمعه فيه من المعلومات القيمة المختصرة عن الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمختلف البلدان المعمورة وإن كنت أعترض في كلمتي هذه على بعض ما كتبه في قاموسه عن بلادي، فذلك ذكراً للحقيقة وخدمة للقراء الكرام

1 - يقول الأستاذ في صفحة 32 من قاموسه (واستولى على العرش أمان الله خان الذي شن غارات ضد إنجلترا، انتهت بعقد صلح في عام 1921)؛ ولقد لفت نظري تسمية حرب استقلال أفغانستان بشن غارات، والله اعلم أنها لم تكن شن غارات، بل حرباً نظامية في ثلاث جبهات وعسى أن يوفقني الله إلى شرح هذا الموضوع في المستقبل

2 - يقول الأستاذ في نفس الصفحة السابقة أيضاً: (وفي عام 1926 لقب نفسه بالملك أمان الله)؛ وأعتقد أن الأستاذ يوافقني على أن هذه الجملة تتعارض مع كتاباته السابقة التي قال فيها: إن أمان الله خان استولى على العرش عام 1919، وإن إنجلترا اعترفت باستقلال أفغانستان عام 1921

فإذا كان أمان الله خان لقب نفسه بالملك عام 1926، فبماذا كان يلقب من عام 1921 إلى ذلك التاريخ؟

إن ما عمله أمان الله خان عام 1926، هو إنشاؤه مجلساً عاماً للأمة برياسته كان يسمى (لوي جركة) جمع فيه أعيان الأمة ونوابها وعلماءها ومفكريها ليستشيرهم ويتباحث معهم في الإصلاحات الداخلية للمملكة

3 - قال الأستاذ في صفحة 33 من كتابه عن العلم الأفغاني إنه أخضر وأحمر وأسود بنقوش في وسطه وليس العلم الأفغاني كما قال الأستاذ، بل هو أسود وأحمر وأخضر. أما النقوش التي في وسطه والتي ذكرها الأستاذ، فهي رسم للجزء الداخلي من الجامع بالمحراب والمنبر

محمد هارون المجدوي

إلى الأستاذ النشاشبي

جاء في مختار الصحاح مادة (سخف)، السخف بوزن القفل رقة العقل وبابه طرب فهو سخيف، وقد استوقفتني عبارته (من باب طرب)، لان الأوزان القياسية التي تأتي من باب فعِل في الصفة المشبهة لم يذكر فيها هذا، ومع أني لا أنكر أن باب الصفة المشبهة كثيراً ما يعتمد على السماع، إذ قد ورد من باب فَعِل أوزان سماعية منها: سعيد وسقيم وأسيف ومريض. . . إلى غير ذلك. فقد حاولت أن اقف على الحقيقة كاملة، فاتجهت إلى معاجم اللغة الكبرى كلسان العرب والقاموس والأساس فلم أجد من نص على أن سخف من باب فعل بل ضبطت في كل المعاجم المذكورة بالضم على أنها من باب فعل

جاء في القاموس: سخف ككرم سخافة فهو سخيف، وجاء في الأساس: وقد سخف الثوب سخافة وهو السخيف النسج والصحاح للجوهري مع انه الأصل لكتاب مختار الصجاج وجدت الكلمة فيه أيضاً مضبوطة بالضمة. قال الصحاح: سخف الجوع رقته وهزاله يقال به سخف من جوع. والسخف بالضم رقة العقل. وقد سخف الرجل بالضم سخافة فهو سخيف. الجزء الثاني مادة سخف

هذا ما قدرت على بحثه ومراجعته وهو وإن كان يخول لي تخطئة المختار إلا أني لا أزال أتوجه إلى الأستاذ النشاشيبي راجياً أن يبين لنا وجه الحق في هذا؛ وإني لفي لهفة وشوق للتزود من معارفه وآفاقه الواسعة التي وعتها مجلة الرسالة الغراء.

وبمناسبة ما جاء في مختار الصحاح، أنقل كلمة للمرحوم الشيخ نصر الهوربني في مقدمته لكتاب الصحاح للجوهري، يقول: (اختصر هذا الكتاب ابن الصائغ الدمشقي والجوابي والرازي).

ومن بينهم المولى محمد المعروف بالقيسي المتوفى سنة 1016 ومختصره أنفع وأفيد من مختار الصحاح. كذا قيل لكنه لم يشهر وإذا كان هذا الكلام صحيحاً فما الذي منع وزارة المعارف عن طبع هذا المختصر؟. . . لعل الأستاذ يذكر لنا شيئاً عنه، ويعرفنا به؛ فلعل الوزارة تسمع صوته فتقوم على طبعه؛ وللأستاذ منا أصدق الشكر والمحبة

(بستان دمياط)

عبد المنعم سليمان مسلم

تعقيب

رأيت الأستاذ (الكاتب الكبير) حفظه الله يقول في مقاله (أحاديث التلاميذ المصريين) الرسالة رقم 428 (. . . إن عيشنا رتيب رتيب) وفي قصيدة الشاعر حافظ إبراهيم العجيبة (أذنت شمس حياتي بمغيب) يقول الشارحون الفاضلون للبيت:

لا ولا يسئمه ذاك الذي يسئم الأحياء من عيش رتيب (الذي وجدناه في كتب اللغة بهذا المعنى: الراتب لا الرتيب). الجزء الثاني من الديوان طبعة عام 1937

قلت: وكثيراً ما اجتهدت أن أقع على كلمة رتيب فيما أقرأه من الشعر والأدب القديمين ولكني إلى اليوم لم أظفر بذلك.

والذي جعلني أخوض في ميدان التعقيب اللغوي، وهو ميدان وعر المسالك لا أحب لنفسي الخوض فيه، هو اضطراري أحياناً إلى استعمال هذه الكلمة في الشعر فانكب عنها لعدم اطمئناني إليها

فهل للكاتب (المبارك) أن يبين لي رأيه في ذلك أو يظهرني على ورود هذه الكلمة في قول قديم، فيفيدنا من علمه وأدبه، أعز الله قلمه فيما يصول ويجول؟

(نابلس)

فدوى عبد الفتاح طوقان

في اللغة

أشكر للأستاذ العلامة الكبير وحيد بك جوابه عن سؤالي الخاص بكلمة (هناء) ومع ثقتي بعلمه وإطلاعه أرجو أن يسمح لي بسؤال أخر في سبيل الخدمة اللغوية العامة:

بحثت أنا وبعض أصدقائي من الأدباء عن (هناء) في لسان العرب وتاج العروس والمحيط للفيروزابادي والأساس للزمخشري.

حتى. . . المصباح المنير ومختار الصحاح، فلم نجد هذه الكلمة

فهل يتفضل السيد العلامة الكبير وحيد بك بأن يرشدنا - أنا والأصدقاء المنضمين إلي في هذا السؤال - إلى المرجع الواردة فيه الكلمة المذكورة؛ والذي نعتقد من تحقيق العلامة الكبير أنه من المراجع الموثوق بها.

(ح. ح)