مجلة الرسالة/العدد 428/الحديث ذو شجون
مجلة الرسالة/العدد 428/الحديث ذو شجون
للدكتور زكي مبارك
(الإسلام الصحيح - القدوة الصالحة أنفع من البرهان - مناجاة
روحية - عجز المدنية الأوربية عن إقراء السلام لا يجب أن
بصرفكم عن فهم روحها الأصيل. . .)
الإسلام الصحيح
رجاني الأستاذ أحمد كامل مدرس علم النبات في مدرسة مشتهر الزراعية أن أجيب عن أسئلة وجهها إلي حضرة الأديب تادرس مسيحية وكيل بريد أخطاب، والأسئلة تدور حول التعريف بالإسلام الصحيح
ويظهر إن هذه الأسئلة وجهت من قبل إلى حضرة الباحث المفكر الأستاذ فريد وجدي، كما وجهت إلى بعض الوعاظ، وإلى أحد الأساتذة بكلية أصول الدين
ويظهر أيضاً إن صاحب الأسئلة رجل قد أطلع على كثير من المباحث الإسلامية، فخطابه يشهد بأنه قرأ بعض التفاسير، ونظر في بعض المذاهب، وكون لنفسه فكرة واضحة وغامضة عن العقيدة الإسلامية، بحيث يستطيع المجادلة في كثير من المسائل التي يدور حولها الخلاف بين المسيحيين والمسلمين
ويظهر كذلك إنه يتوهم إن الإجابة عن أسئلته ضرب من المستحيل، وإلا فكيف جاز له أن يتحداني فيقول: هذا موطن الشجاعة إن كنت من الشجعان؟!!
وأجيب بأن هذه الأسئلة ترجع إلى غرضٍ من أثنين:
الأول هو الرغبة في درس بعض المشكلات الدينية، والثاني هو الشوق إلى فهم أسرار العقيدة الإسلامية. فإن كان الحافز هو الغرض الأول، فأنا غير مستعد للمشاركة في هذا الجدال، فقد علمتني التجارب إن المجادلة التي تقع بين رجلين من دينين مختلفين، تنتهي غالباً إلى تعميق هوة الخلاف، ولا تجني منها غير ثمرة الفرقة والشقاق، إلا أن نكون وصلنا إلى أشرف الغايات في التفاهم العلمي، وذلك غير مضمون، ما دام الجدل قد انتقل إلى الجرائد والمجلات، فقد ينقلب الجدل إلى لجاجة من حيث لا نر وإن كان الحافز هو الشوق إلى فهم أسرار العقيدة الإسلامية فأنا أرجو حضرة السائل أن يراعي المسائل الآتية حين ينظر في الكتب التي تشرح أصول الدين الإسلامي:
أولاً: لا يجوز القول بأن الإسلام مسؤول عن جميع ما سطر باسمه عن حسن نية من أقوال بعض الوعاظ والفقهاء، حتى يجوز اتهامه بقبول الأباطيل والأضاليل، كالذي يقع في كلام أهل الغفلة عن روح الإسلام، وهو من أوهامهم براء
ثانياً: لا يجوز الاعتماد على ما قاله بعض أئمة المسلمين في ساعة غضب، كالذي نقله الأديب تادرس مسيحية عن الشيخ محمد عبدة إذ يقول: (لو أخذنا مسلما من شاطئ الأطلنطي، وآخر من تحت جدار الصين، لوجدنا كلمة واحدة تخرج من أفواهها وهي: إنا وجدنا آبائنا. . .)
فتلك كلمة قالها الشيخ محمد عبدة في ساعة من ساعات غضبه على من كان يناوئه من رجال الدين بلا فهم ولا إدراك، وإلا فهي كلمة مفترا على المسلمين، وفيهم ألوف الألوف من أهل البصيرة واليقين.
ثالثاً: يجب أن يكون مفهوماً أن تقاليد الإسلام تعرضت لما تعرضت له تقاليد سائر الديانات من التشويه والتحريف، فمن الظلم أن يؤخذ الإسلام بعبارات دونت في عصور الظلمات، ولو نسبت إلى بعض الأكابر من العلماء.
رابعاً - مرت أوقات على الباحثين من المسلمين وهم لا يفطنون إلى اخطر التساهل في سرد الظنون والفروض، ولو عقلوا لأدركوا أن التساهل ستكون له عواقب سود، كأن يصبح حجة ينتفع بها خصوم الشريعة الإسلامية، وهم قد انتفعوا بما في بعض التفاسير من أباطيل.
خامساً - يجب أن نفهم أن الإسلام قد سيطر على كثير من أمم المشرق والمغرب، وهذه السيطرة نفعته من جانب وأضرته من جانب: نفعته لأنها كانت شاهدا على قوته الذاتية، وأضرته لأنها كانت السبب في مزج روحه الأصيل بأوشاب الآراء الموروثة عن تلك الشعوب؛ فمن العدل والإنصاف أن ننزه الإسلام عما أضيف إليه بسبب الغفلة أو بقصد التضليل
سادساً - قد اختلف المسلمون أنفسهم لأسباب عنصرية أو سياسية؛ وكان من نتائج هذا الاختلاف أن يتأثر المؤلفون بالنزعات العنصرية والسياسية وهي نزعات توجب على الباحث أن يحترس ويحتاط، حتى لا يحمل الإسلام ما لا يطيق، ولو كان من غير المسلمين، لأن نزاهة الحكم واجبة على الجميع
سابعاً - لم يغفل أكابر المسلمين عما أضيف إلى الإسلام من الأباطيل، فكل اعتراض له دفع، وكل شبهة لها تفنيد، فإن رأيت ما يسوءك من كلام بعض الوعاظ أو بعض الفقهاء فارجع إلى ما دحض به على ألسنة الموهوبين من أهل الإسلام الصحيح، وذلك في مقدورك إن أردت الاهتداء
ثامناً - بيننا وبين ظهور الإسلام نحو أربعة عشر قرناً، فحدثني أيها المنصف، حدثني كيف تمر هذه القرون بدون أن تجنى على ذلك الدين بالتحريف والتزييف؟ وهل سمعت برأي عاش أربعة عشر عالما بدون أن يتعرض للمسخ والتشويه؟ فكيف يعيش دين أربعة عشر قرناً وهو في أمان من أهل التزيد والافتراء، وله ملايين من الخصوم والأعداء، فضلاً عما له من الأصدقاء الجهلاء؟!
إذا صح هذا - وهو صحيح صحيح - فكيف يؤخذ الإسلام بآراء مدخولة أملاها الحقد الأسود، أو صاغها التودد إلى بعض الوثنيات البوائد في الممالك الآسيوية والأفريقية والأوربية في عصور غاب عنها الناقد الرشيد؟!
تاسعاً - المصدر الأصيل للعقيدة الإسلامية هو القرآن، فماذا في القرآن من اللبس والغموض؟ وماذا فيه مما يوجب الشك والارتياب؟
في القرآن كلمات تحتاج إلى تأويل، لبعد العهد بيننا وبين ظهور القرآن، وأنا حاضر لتأويل تلك الكلمات، على شرط أن يكون مناظري طلاب فهم وحق، لا عشاق لجاجة وعناد
عاشراً - عاش الإسلام نحو أربعة عشر قرناً برغم القوا صف والعواصف والأعاصير؛ وأنشئت في دحضه وتزيفه ألوف الألوف من الخطب والرسائل والقصائد والمؤلفات، فهل يتصور عاقل أن الباطل تكون له مثل هذه القوة العاتية؟
إن كان للباطل مثل هذه الصلاحية للبقاء فسأغير رأيي، وسأقول إن الثبات على الخطوب من صور الحق الغلاب، ولو قيل في معنى الثبات ما قيل (بغض النظر عن عقيدتي الصوفية في الأنس بجميع صور الوجود) والإسلام باقي، ولم يبيد أبداً، لأن روحه مقبوسة من جمر الخلود
القدوة الصالحة أنفع من البرهان
ويرجوا الأديب تادرس مسيحية أن أقنعه بمزايا الإسلام ليسلم. وأقول: إن الكمية لا تهمني ولو كان الأمر بيدي لشذبت الإسلام من بعض الغصون الطفيلية، فما انتصر الإسلام بالأرقام وإنما انتصر بالمعاني، وهذا الأديب قد وعد بمتابعة ما أكتب في هذا الموضوع الدقيق، فليتدبر هذا القول:
لا ينتقل الرجل من دين إلى دين بفضل الحجج والبراهين إلا في حالة التجرد من مستور النوازع والأهواء، ولو كان الناس يصغون في كل وقت إلى صوت العقل لأراحوا كواهلهم من ألوف المتاعب والصعاب
فلم يبق إلا باب واحد من أبواب الهداية، وهو القدوة الصالحة، القدوة التي تخلق الجاذبية الروحية فتنقل القلب من مكان إلى مكان بلا دعوة ولا نداء
وهذه القدوة هي التي استطاعت في الأزمان الماضية أن تحول جماهير الأقباط إلى الإسلام عن رغبة صحيحة وقلب سليم
وكان للأقباط الذين أسلموا فضل كبير في إذكاء الروح الإسلامي بالديار المصرية. فكان منهم نوابغ في الفقه والتوحيد، استطاع جماعة منهم أن يصلوا إلى أعظم المناصب الإسلامية بجدارة واستحقاق، وليس أمام الإخلاص مستحيل
وما أحب أن أكتم رغبتي الشديدة في وحدة الأمة المصرية من الوجهة الدينية لتنعدم أسباب الشقاق الذي يثور من وقت إلى وقت، ولنقضي على الفتنة التي تهددنا من حين إلى حين باسم الأكثرية والأقلية، وهي فتنة لا ينتفع بها غير الأعداء.
ولكن هذا الغرض لن يتحقق في عام أو عامين، فماذا نصنع إلى أن تريد المقادير أن يتحقق؟
نعتصم بالأخوة الوطنية فلا يبغي بعضنا على بعض، ولا يأثم فريق في حق فريق بسبب اختلاف الدين
والأخوة الوطنية تحتاج إلى حراسة قوية، وهي لا تقوم إلا على قواعد من الأخلاق الصحاح. والخلق الصحيح يوجب أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك. ويوم نتحلى بهذا الخلق تنعدم الفوارق أو تكاد بين المختلفين في الدين، ويشعر المسيحي في مصر بجاذبية نحو الإسلام، وهي الحجر الأول في بناء الإخاء
وهنا شبهة يجب عرضها بلا مواربة لنعرف كيف نهدمها من الأساس، وهي الشبهة التي تصيح وتصرخ في كل يوم بأن اختلاف له دخل في المشكلات المعاشية المتصلة بالوظائف الرسمية
وأساس الشبهة أن المتعلمين من الأقباط كانوا قبل عشرين سنة يجدون الوظائف بلا صعوبة، وهم اليوم لا يجدون وظائف إلا بمشقة وعناء
هذا حق، ولكن تعليله سهل، فالمتعلمون قبل عشرين سنة من المسلمين والأقباط كان عددهم أقل من عدد الوظائف، فكان الشاب المتعلم يجد وظيفة تريحه من هموم البطالة، ولو كان من حملة الشهادة الابتدائية
أما اليوم فعدد الوظائف أقل من عدد المتعلمين، وهي أزمة تواجه المسلمين بأكثر مما تواجه الأقباط؛ بسبب النسبة العددية؛ والشبان الأقباط يعرفون هذا الأزمة بلا جدال، والشكوى لا تصدر عنهم، وإنما تصدر عن آبائهم الذين نشأوا في عهود الرخاء، فهم يظنون أن التعصب الديني هو الذي ضيق ميدان الوظائف، ولا يدرون أن قانون العرض والطلب هو الذي خلق ذلك الضيق
وإنما نصت على هذه الشبهة لأنها موجودة بالفعل، ولأن أذاها يواجهنا في كل يوم، ولأن التحرر منها يبدد غيوماً تعكر سماء هذه البلاد، بدون أن يكون للمسلمين يد في حوك ظلالها السود
الشاب القبطي قد يتجاهل الواقع فيعلل نفسه بأنه مضطهد لقبطتيه، فكيف أعلل الظلم الذي أعانيه منذ أعوام طوال واسمي محمد ورئيسي اسمه محمد؟
وأنا بعد هذا أرجو أن يفتح الله علينا جميعاً فلا نعاني أزمات هذا الزمان، ولا يفسد ما بيننا بسبب المعاش، وهو غاية ثانوية في حيوات أصحاب المبادئ والآراء
أتراني أجبتك بصراحة وصدق، يا وكيل البريد في أخطاب؟
مناجاة روحية
كدت أعرف بعض الخصائص التي يمتز به فلبي وروحي لطول ما أجهدت نفسي في التعرف إلى ما ينطوي عليه القلب والروح من أسرار وغرائب وأعاجيب، وقد كنت أخشى أن ينقضي العمر قبل الظفر بذلك المطلب المنشود
وأظهر ما عرفت به تلك الخصائص هو الشوق إلى إدراك سرائر الوجود، بما فيه من النقائض لمن يجهل ما أقيم عليه من الأساس، كأن يجتمع فيه البغض والحب والدمامة والجمال
وأعجب العجب أن يصح عندي أن ليس في الدنيا شر بالمعنى المعروف لهذا اللفظ، فما مرت بي أزمة إلا أحمدت عواقبها، وعددتها من فضل المنعم الوهاب، ولا تنكر صاحب أو صديق إلا كان ذلك التنكر فرصة لدرس أهواء النفوس والقلوب
وأعجب من هذا أن تكون الوشايات والنمائم والأراجيف مصدر قوة واستعلاء، فما أذكر أبداً أني تهيبت أقوال الناس، أو نصبت لأوهامهم أي ميزان، إلا أن يلتفت ذهني إلى الاستفادة من ذلك في أبواب التعليم والتثقيف
وأنا أبتسم كلما ناسا يتوهمون أن في مقدورهم أن يأمروني فأطيع، كأنهم يجهلون أني أؤرق جفونهم عامداً متعمداً ليعرفوا كيف الاستصباح بظلام الليل، وليهتدوا إلى السر المكنون في سواد المداد
والحق كل الحق أني رجل طيب القلب، وتلك الطيبة هي سر شقائي بالناس، فأنا أريد أن أرفع الغشاوة عن قلوب أهل الجمود، ولن ترفع تلك الغشاوة بغير مشرط يؤلم ويوجع، وإن كان لا يريد غير النفع الصحيح
ولو كانت غايتي من حمل راية القلم هي الانتفاع المادي لسلكت سبيلاً غير هذا السبيل، فللأقلام ميادين تصل بأصحابها إلى الثراء العريض، ولكن أين هذا مما أريد؟ وما قيمة الدنيا وأمعائي لا تتسع لغير وجبة واحدة في كل يوم، وما أراد الله أن أعرف مهني الظمأ والجوع في غير المعنويات؟
غايتي الأصيلة هي رفع الغشاوة عن قلوب الجامدين من أبناء هذا الجيل. والجهاد في طب القلوب قد يفضل الجهاد في طب العيون
فما ذلك الصراخ الذي ينبعث من بعض الجرائد والمجلات؟
وما بال قوم يشهدون على أنفسهم بالضجر من كلمة الحق، وكان الظن أن يكونوا رسل هداية وتوفيق؟
وما بال فلان يحشد جيشاً من الثرثارين لإيذائي، ولي عليه فضل سيذكره صاغراً أمام العزة والجبروت، إن كان لمثله يوم البعث مكان؟
أما بعد، فما أردت بهذه الكلمات غير المناجاة الروحية، وأناجي روحي فأقول:
من أي جوهر صاغك الله، أيها الروح، وقد بقيت سليما على رغم ما اعترض طريقك من ألوف الصعاب والعراقيل؟
واجهت بلادك وزمانك بكل ما تريد بلا تهيب ولا إشفاق، وبغي عليك الأصدقاء قبل الأعداء، ثم بقيت رحيما بالعدو، وبرّاً بالصديق، كأنك لم تدرك ما بيت أولئك وهؤلاء
من أي جوهر صاغك الله، أيها الروح، وقد غلبت من من غلبت وقهرت من قهرت، مع الترفق الشديد بصرعاك؟
يمر بك المناضلون مرور الطيف العابر فلا يبقون غير لحظات ثم يختفون، وإن كان مرورهم أعنف من الكابوس الثقيل؛ ثم تبقى أنت في سنة 1941 كما كنت في سنة 1919 ولا يكون لمناضليك غير الازدهاء بأنهم ساجلوك ساعةً من زمان، وذلك حظهم في هذه الدنيا من أصول التشاريف
أيها الروح، صاغك الله كما أراد، فله الحمد وعليه الثناء
أسرار المدينة الأوربية
لم تمر على أوربا أزمة أقسى وأعنف من الأزمة التي عانتها في العامين الأخيرين، فقد اندحرت ممالك كنا نرى اندحارها من المستحيلات، واستطالت شعوب لم نكن ننتظر أن تستطيل وصح عند الأكثرين أن المدينة الأوربية أفلست كل الإفلاس، بعد خيبتها في إقرار قواعد العدل والسلام
وأقول إنه يجب أن ندرس أوربا من جديد، وأن نستعد لدفع شرها كل الاستعداد، فمن الظاهر أن طمع طغاتها لن تكون له حدود، وأن عللونا بمعسول الأماني والمواعيد
وآفتنا منذ أزمان هي الغفلة عن مرامي المدينة الأوربية، وفهم ما تقوم عليه من قواعد وأصول، وقد نعرف ثم نكتم ليصح وفاؤنا للشرق، كأن من الحرام أن ندل قومنا على مصادر الحيوية في أقطار الغرب!! وهناك آفة أفظع وهي غفلة بعض من عاشوا في أوربا عن التعرف إلى مواهبها العلمية والروحية والاقتصادية والحربية، فأنا أعرف شخصاً عاش في تلك البلاد سبعاً وعشرين سنة ثم عاد وهو لم يتغير ولم يتبدل، ولم يعرف من خريطة البلد الذي عاش فيه غير خطوط معدومة المدلول، ثم انسجم حين عاد مع بيئته القديمة بلا تحفظ ولا احتراس، وكان الظن أن يغيرها من حال إلى حال، ولكنه عاش في أوربا معصوب العينين فلم يعرف ما فيها من أسرار ليمد قومه حين يعود بزاد جديد
ولهذا الشخص أمثال وأمثال، وجهلهم أو رياؤهم هو السبب في صد مصر عن فهم الاتجاهات السياسية والاقتصادية في البلاد الأوربية
اعرفوا أوربا. اعرفوها. اعرفوها. لتتقوا شرها عن بصيرة وإدراك، واحترسوا ممن يوهمكم أن أوربا ذهبت ولن تعود
أوربا المبلبلة باقية إلى أزمان وأزمان، فادرسوها بعناية لتعرفوا مسالكها الظاهرة والخفية، ولتقفوا على غرضها المستور من التودد إلى أقطار الشرق، فالجسم المزخرف الأملس هو أظهر شمائل الحية الرقطاء، وما قال أحد إنه رأى أنياب الحية إلا بعد التزود من سمها الزعاف. . . والله الحفيظ، وبه نستعيذ
زكي مبارك