مجلة الرسالة/العدد 411/ليلة قمراء
مجلة الرسالة/العدد 411/ليلة قمراء
للأستاذ العوضي الوكيل
جلستُ أنَاجِي ضِيَاَء القَمَرْ ... وأنْهَلُ أحلامَهُ بالنَّظَرْ
وألمحه بِشِغَافِ الفؤاد ... واشهده بعميق الفِكَرْ
سَرَى في المشاعِرِ سَيرَ الخَيَال ... رَضِيَّ الهدوء، جَمِيلَ الأثرْ
يطارحني خلجاتِ الشعور ... ويَشْدُو وإن لم يَكُنْ ذا وَتَرْ
فأسمعه ملءَّ هذا الوجودِ ... ما بَانَ أفقه واستَتَرْ
ندىَّ الجبين، لدى الشعاعِ ... حَيٌّ تلفُّته، ذو خَفَرْ
ضَحَا الكون يا ليلتي وابتدَرْ ... ورقْت عشياته والسَّحَرْ
ألا فاقبسي من سَنيَ ما انتَهَيْتِ ... وصونيه في كَنزِكِ المدّخَرْ
تَمَلّىْ مسارحَ مَن الجمالِ ... منتظراً سحرُها من نَظَرْ
رياضٌ من النورِ نسي العيون ... فَأينَ الغصون وأينَ الزّهَرْ
جلست وفي جانبي من أُحِبُّ ... يأمرني أن أجيلَ البَصَرْ
ويطلبُ مني رقيق النشيد ... يخَلّد حيناً علينا عَبَرْ
أما كان يعلمُ أن سناه ... مَعَانٍ لديوانِيَ المنتظَرْ
يدلَّ عَلَيّ وما ينثني ... ولكنه ما نأى أو هَجَرْ
قديمُ - لعمرك - دلَّ الحسان ... ألا ليته طاف مُبْتَكَرْ
ألا ما النشيد وما سحرُهُ ... لدى وجهكِ العبقريّ الأغَرّْ
معانيه أخلدُ ما في الوجود ... إذا ما انطوى غيرها وانْدَثَرْ
نَمَتْ واستطالت أقانينُهَا ... ولم تبْقِ من روعةٍ أو تَذَرْ
فرحتُ أصلّى لدى سحرها ... وأحبِسُ للصلواتِ العُمُرْ
وأفنى حياتي. . . فناء البقاء ... وأنفى عن الروح هذا الضّجَرْ؟
سرى البدرُ في غفوة من منىً ... ففي أيّ حلمٍ وضئ نَضِرْ؟
تعالي لنوقظه من سُبَاٍت ... ونترك آلامَنَا تُحْتَضَرْ
العوضي الوك