انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 402/كلمة حق

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 402/كلمة حق

ملاحظات: بتاريخ: 17 - 03 - 1941



الدافع إلى كتابتها

للأب أنستاس ماري الكرملي

كنت اشتريت في 13 فبراير (شباط) من سنة 1934 (كتاب الذخيرة في علم الطب) المنسوب وهماً إلى ثابت بن قرة، والذي نشره حضرة الدكتور جورجي بك صبحي، فطالعته مراراً لأستفيد من الوقوف على مصطلحاته، فخاب أملي، ثم كتبت إلى حضرة ناشره، بعد مضي نحو من سنة ونصف، أي في 29 يونيو من سنة 1936:

(بعد إهدائي إليك أعطر السلام وأطيبه، أقول: اقتنيتُ (كتاب الذخيرة في علم الطب)، فألفيت نسبتهُ إلى ثابت بن قرة غير صحيحة، وإني أوافق وِدمن على أنه ليس لهذا الرجل الشهير كما ذكرت أنت ذلك، ناقلاً كلام ودمن في ص من مقدمتك الإنكليزية. وأضنه لواحد من الأقباط من المائة السادسة أو السابعة للهجرة، وكان يجهل كل الجهل أحكام اللغة العربية، إذ فيه شئ كُثار من الأغلاط، وشئ لا يحصى من أوهام المصطلحات الطبية المشوهة أقبح تشويه. ُثم جئت أنت، فزدت الطين بلة، والطنبور نغمة، فصحفت المتن تصحيفاً فظيعاً، وتحريفاً شنيعاً. ولم تجتزئ بذلك، فأتيت بتصحيفات هي بالحقيقة تقبيحات، وأوردت تفاسير هي من أبعد التأويلات عن حقائق العلم، ودقائق العرفان.

فقد ذكر المؤلف مثلاً صفةً لداء الثعلب وداء الحية في ص11 عدة أدوية، ومن جملتها هذه الصفة: (وكذلك ذباب محرق. وكذلك قشور القنفذ وأصل القصب المجفف يدق ويطلي به). - فقلت في الحاشية تعليقاً على قشور القنفذ: (البندق. (خط جديد). ومعنى ذلك أن أحد الأدباء الذين اقتنوا الكتاب وضع في مكان (قشور القنفذ): (قشور البندق). - قلنا: وكان يحسن بك أن تقول: (ما في المتن هو الصحيح وما جاء بخط جديد أي البندق هو الخطأ؛ لأن المراد بقشور القنفذ هنا، قشور القسطل أي الشاهبلوط المعروف عند بعضهم بأبو فروة. وسبب تسميته بالقنفذ أن على قشره شوكاً يشبه بعض الشبه ظَهْر أو قشر القنفذ الشائك

وقلت في الصفحة المذكورة (أو بجلد السمكة الخشنة الجلد وهو السضن) - قلنا: وليس في لغة من لغات العالم قشر سمكة اسمه السضن (بالضاد) إنما هو السَفَن، وهو جلد س تعرف بالأطوم وهي بسين وفاء ونون كما ترى

وقلت في تلك الصفحة: (وتين يابس محرق مذيف) ولم أعثر على فعل (ذاف) بالذال المعجمة. ولا على اسم المفعول منه (مذيف). والذي أعهده أنه (مدوف)، وزان مخوف بدال مهملة

وقلت - ونحن لا نزال في تلك الصفحة -: (ويجب أن يمنع أصحاب هذه العلة جميع الأنبذة والتملي من الطعام) - والصواب: (والتملؤ من الطعام - ولا أريد أن أمعن في تنبيهي إياك على كل ما ورد في هذا المصنّف من المشوهات، فإنها لا تحصى. ويحتاج القارئ إلى وقت طويل لتحريرها وتحويرها لإعادة النص إلى نصابه. ومع ذلك، يبقى أنه ليس لثابت بن قرة، لأنه كان صحيح العبارة، بديع الكلام، عارفاً بالمصطلحات الطبية كل المعرفة، وواقفاً عليها وقوفاً تاماً. ولما كان الوقت غير متيسر لي في هذه الأيام، لا يمكنني تصحيح هذا الكتاب

ووفقك الله وسلمك من كل ضر وشر)

الأب أنستاس ماري الكرملي

فأجابني حضرته بتاريخ 5 يوليو من السنة المذكورة 1936 بكتاب أحفظه عندي وأنشره مصوراً إن يُنكر على أنه كتبه إليّ لتسود وجوه وتبيض وجوه. فكتبت إليه بتاريخ 19 يوليه من السنة المذكورة ما هذا نصه:

أشكر لكم جوابكم بتاريخ 5 الجاري، ولقد طالعت المقدمة الإنكليزية، وعلمت أن السرعة التي أظهرتم بها هذا الكتاب شفيعة لكم لوقوع الأغلاط فيه؛ لكن هذه الأغلاط جمة، لا تكاد تسلم منها صفحة واحدة. على أن الأغلاط المتعلقة بالكلام المنثور لا أهمية لها، إنما الأهمية في المصطلحات العلمية. وحالما وصل إلى هذا الكنز، كتبت على أول صفحة منه (إنه ليس لثابت بن قرة؛ ومن المحال أن يكون له، لأن عبارته سقيمة ركيكة، مشوهة، كثيرة الأغلاط؛ ومن البعيد كل البعد أن ينسب إلى ثابت. ولا أريد أن أذكر هذه الأغلاط لكثرتها وأنا أنسب هذا الكتاب إلى رجل صنفه في المائة السادسة للهجرة (لا للثالثة)، لأن عبارته عبارة ذلك العصر. ثم إنه استعمل (القنفذ) بمعنى (الشاهبلوط)، بخلاف ما تقول حضرتك، ولا سيما أنك ادعمت رأيي هذا بأن قلت: إن الأصل لجالينوس هو بمعنى الفندق؛ إذن ثبت أن القنفذ هو في عبارة الذخيرة (ص11) حين قوله: (قشور القنفذ)؛ هو هذا النبت لا الحيوان؛ إذ لا يقال للحيوان قشور القنفذ، وهيهات أن يقال ذلك!

ووجدت ابن العوام يقول: إن القنفذ هو الشاهبلوط، وفسره كذلك من نقله إلى الأسبانية والفرنسية - راجع معجم دوزي العربي الفرنسي - فإنه يشرحه هكذا شرحاً صحيحاً مما يؤيد كلام العراقيين، وهذه التسمية لا تعدو المائة السادسة للهجرة.

وهناك شواهد أُخر على أن الكتاب ليس لثابت، وذلك من الألفاظ اليونانية والسريانية شوهت أقبح تشويه، وأنا أُجل ثابتاً من ركوب متن هذه الفظائع؛ فالألفاظ انتقلت من مصحَّف إلى مصحف، ومن ناسخ إلى ناسخ، حتى جاءت بتلك الصور الشنيعة، وهي كلها للمؤلف الجاهل لا للنسّاخ - على ما أظن -. والبراهين التي ذكرتموها في النص الإنكليزي، لتبينوا بها صحة نسْبة هذا الكتاب إلى ثابت لا قوام لها، وليست منطقية، بل في نهاية الضعف. وما ذهب إليه هو الحق بعينه، وإن لم يبين لنا الأسباب والأدلة التي دفعته إلى ذلك القول. وإنما نسب الكاتب، أو الواضع، أو المزوَّر هذا الكتاب إلى ثابت بن قرة، ليروجه على الناس، كما فعل كثير من الأقدمين مثل هذه الأفاعيل، وقد اشتهروا بها

أما أن الواضع استعمل مرة شاهبلوطاً ومرة قنفذاً لمسمى واحدة فهذا ناشئ من اعتماده على عدة مؤلفات، وهذا أيضاً لكثير الوقوع في كتب القوم، وعندي شواهد لا تحصى تأييداً لهذا الرأي، ويحتاج هذا التفنيد إلى وضع مقالة طويلة تشرح فيها ملاحظاتي ولولا كثرة أشغالي لفعلت

وعلى كل حال إني شاكر لفضلكم وحرسكم الله

الأب أنستاس ماري الكرملي

هذا ما كتبته بيدي الفانية. وأما أن أحدهم (رأى عند الدكتور صبحي بك كتاباً بخط يدي أسأله فيه أجراً على تصحيح الكتاب، وأن طبيباً بالقاهرة اتصل بالدكتور صبحي بك يغريه على أن يجيب حضرة الأب إلى طلبه، فرفض صبحي بك معتذراً)

فالكذب ظاهر من كل كلمة من هذه الكلم. فإن كان بيد صبحي بك هذا الكتاب فليظهره للملأ حالاً بلا أدنى تأجيل، ويصوره وينشره ليصدقه الناس، ولا يزيد على ما عرف به من الكذب على الأموات الكذب على الأحياء، وهذا من الجرأة في مكان ظاهر ظهور النار على العلم

وإن كان أحد الأطباء قد اتصل به ليغريه على أن يجيب طلبي، فلا بد لهذا الطبيب من اسم يعرف به، فلماذا لم يذكره لنا؟ وكيف يكون لهذه الأكاذيب المنمقة المزوَّرة المزوقة مسحة صدق، والذخيرة طبعت سنة 1928، وأنا كتبت إليه أولى رسالتيَّ في سنة 1936، أي بعد مضي ثماني سنوات على طبعه؟ وأي فائدة من تصحيحي لهذا المصنف بعد تلك المدة الطويلة، وقد انتشر بين الناس، وعرفت أغلاطه، إذ شرقت وغربت، ونسفت هضاب العربية وجبالها ودكتها دكاً لا يرجى بعده بناية في مكانه؟

وأي طبيب فاقد الحظ يعرض مثل هذا العرض، وقد اشتهر غلط ما طبع وذاع بين الخلائق كلها؟ فكل هذه خزعبلات وترهات لا يصدقها أعظم الناس بلاهة فكيف تجوز على الأدباء؟

ولهذا سكتُّ طول هذه المدة ولم أنطق بكلمة، لأن هذه الأباطيل جبال، لكنها من ثلج، تذوب عند إشراق شمس الحقيقة عليها، ولا يبقى منها أثر. إلا أن بعض إخواني في مصر وفلسطين وسورية والعراق ألحوا على أن أقول كلمة الحق، فجئت بها، وإن كنت في غنى عنها.

ومهما يكن من أمر، فأنا أنذر اليوم الدكتور جورجي بك صبحي، وشريكه المدافع عنه الأستاذ الفاضل والكاتب النزيه إسماعيل أفندي مظهر، بأن يثبتا ما تقوَّلا علىّ بإبراز الكتاب الذي كتبته أنا واطلع عليه الفاضل الأديب مظهر أفندي. وأن يذكرا لي صريحاً اسم الطبيب الذي اتصل في القاهرة بالدكتور صبحي بك ليغريه على أن يجيب إلى طلبي، وإن لم يفعلا، فإني أقيم الدعوى عليهما في المحاكم المصرية لاتهامهما إياي بشيء أنا براء منه، ولمعاقبتهما على ما لفَّقا علي بهتاناً وافتئاتا. وسوف تظهر المحاكمة من الجاني ومن المجني عليه، ومن الظالم ومن المظلوم

وأنا أمهلهما ثلاثة أشهر من نشر هذا الإنذار، ليتسع لهما الوقت وليثبتا مدعاهما المختلق من أوله إلى آخره

أما قول الأستاذ إسماعيل أفندي: (فإن الكتاب الذي أرسله (كذا) حضرة الأب إلى الدكتور صبحي بك يسأله فيه ذلك (أي أجر التصحيح)، قد مُزق وألقى به في سلة المهملات مع الأسف الشديد) فهذا عذر أقبح من ذنب. وكيف يكون هذا الكلام صدقاً، وهما يزعمان أني طلبت به أجراً؟ فلو كان صحيحاً لاحتفظ به الدكتور، أو لنشره بنصه وفصه، إذ هو أمضى سلاح بيده، ليصرعني به ويقتلني شر قتلة؟ - لكنه مزقه (؟!) - قلنا: (إذا كان التمزيق قد وقع حقيقة، ولعله صادق، فهو لكي لا يبقى أثراً في ربيدته، يطلع من يأتي بعده على جهله لمبادئ اللغة المَضريّة ذلك الجهل الذي لا جهل بعده. وحينئذ نطلب من الدكتور النصراني أن يحلف على الإنجيل بين أيدي الشهود في المحكمة أنه تلقى مني كتاباً أطلب به أجراً على تصحيحي لكتابه الذي نشره ممسوخاً باسم. . . ثابت. . . بن. . . قرة!. وأطلب مثل هذا الطلب من الأستاذ المسلم إسماعيل أفندي مظهر فيحلف على القرآن بين أيدي أولئك الشهود، ويؤكد أنه. . . قرأ. . . هذا الكتاب)

فإن فعلا - ولا شك في أنهما فاعلان بعد أن بينَّا أكاذيبهما - فإني أتخلى عن دعواي، وأكل أمري إلى الله (والله يعلم إنهم لكاذبون).

الأدلة التي جاء بها الأستاذ مظهر لإبانة أوهامي

أما الأدلة التي جاء بها الأستاذ الجليل إسماعيل أفندي مظهر لتبرير صديقه العزيز الدكتور صبحي بك من الأغلاط التي ركب منها، فكلها موسومة بسمة المنطق المسكت المفحم ودونك أعجمها عوداً، وأشدها هولا ورعوداً:

1 - ليس الأب في حاجة إلى دراهم لأنه راهب. وكأنه لا يحل للراهب أن يسند المدارس، ودور الأيتام، ومعاهد الشيوخ والعجائز، ولا مساعدة الأرامل بأي وجه كان.

2 - إن أصل الكتاب مشوه كل التشويه وهذا وحده يجيز نشر الكتب بأغلاطها من غير تحرير ولا تحوير

3 - إن الأب تعرض لنقد كثيرين من علماء مصر المشهورين، وكان عليه أن يسكت ولا يتعرض لهم ويقدس أغلاطهم.

4 - إن الأب سقط وكبا في دورة المجمع اللغوي السادسة، فمن اللازم إذن أن يكبو ويسقط إلى آخر نسمة من حياته!

5 - ومن آيات منطقه ومقنعات كلامه، هذه الكلمة التي نوردها بحروفها للقارئ: أيليق بنا يا حضرة الأب المهذب أن نسأل: كيف حصلت على لقب لغوي ما دمت تسقط في مباحث اللغة هذه السقطات الشنيعات. . . - قلنا: وهذه الأقوال من أكاذيبه أيضاً، إذ لم أحصل على لقب لغوي من مدرسة أو كلية أو جامعة، أو حكومة، أو دولة ما، ولم ادع هذا المدعى في ما كتبته. ثم لو فرضنا جدلاً أني حصلت على هذا اللقب، فهل لكوني سقطت مرة واحدة في المجمع يدل على تمادي سقوطي؟

فما هذه البراهين النخرة، الواهية الباردة، الخالية من أثر المنطق؟ - إذ كم وكم من الأحفياء الذين سقطوا؟ وهل ما تقوله الدكتور فيشر ومن ما شاء هو الصواب؟ - وقديماً سقط الخليل ابن أحمد وخريجهُ الليث، وكبا أيضاً الفراء والأصمعي وابن مكرم والفيروزابادي والزمخشري وكثيرون آخرون. فهل هذا يدل على أنه لا يؤخذ بما قالوا، لأنهم سقطوا مرة بل مرات؟

6 - وقال أيضاً الأستاذ المفوَّه إسماعيل أفندي: (ولقد يدعي حضرة الأب أنه لا يخطئ، لأنه لو كان يسلم بأن الخطأ واقع من أبناء آدم لما انزلق في نقده إلى حيث انزلق (كذا) 1 هجريه

قلنا: ولماذا لم يذكر لنا غلطاً واحداً من أغلاطنا في تصحيح عبارة صديقه الدكتور صبحي بك؟

7 - وقال أيضاً في ص 1798: (وكلمة أخيرة أتوجه بها (كذا) إلى الأستاذ الفاضل أحمد أمين عميد كلية الآداب، ومحرر الثقافة فأسأله: هل من اللائق أن يوجه على صفحات الثقافة ألفاظ وعبارات كتلك التي وجهها حضرة الأب إلى الدكتور صبحي بك وهو له زميل في الجامعة وأستاذ مثله فيها؟

قلنا: جاء في أمثال الفلاسفة العلماء الرومانيين ; ومعناه: أفلاطون عزيز علي، وأعز منه عليَّ الحق: وجاء في النهاية لابن الأثير في مادة (ع ط ا) ما هذا نصه بحروفه: (هـ. في صفته فإذا تُعُوطِيَ الحق، لم يعرفه أحد. أي أنه كان من أحسن الناس خلقاً مع أصحابه، ما لم ير حقاً يتعرض له بإهمال، أو إبطال، أو إفساد. فإذا رأى ذلك تنمر وتغيَّر، حتى أنكره من عرفه. كل ذلك لنصرة الحق

هذا هو الأستاذ العلامة الكبير ذو الفضائل العلية الممتازة فهو ذا يشار إليه بالبنان، دَيّن، تقيّ، ورع؛ فإذا جاء الحق انتصر له ولم يُحابِ، إذ كل ما يعرفه هو الأمانة والصدق ومكارم الأخلاق، وينسى كل ما لم يكن من هذا القبيل، وهدفه الحق، لأن الحق صورة الله، ومن أحبَّ الحق فقد أحب الله، وتعالى فوق كل شئ على الأرض. وهذا هو المطلوب من كل إنسان على الأرض؛ والسلام على من اتبع الحق واهتدى، ولم يمارِ ولم يُداجِ ولم يلتفت إلى من سواه عز وجل!

3 - شكري لمتوخ للحق ثان

لا أمسح قلمي هذا إلا بعد أداء آي الشكر إلى كاتب كبير النفس، محب للحق حيثما وجده وكل من احتضنه، مقدر للعلم والأدب، ومتوخٍّ للصدق، اعني به الأديب احمد الشرباصي؛ فإنه نشر في (منبر الشرق) الصادر في القاهرة في 17 يناير من هذه السنة مقالة محجّلةً عنوانها: (من هنا وهناك) انتصر فيها للحق المبين وعدل عن محجة الكاذبين، إذ لم يستحسن ما نشره الأستاذ إسماعيل أفندي مظهر، وختم تلك الكلمة البديعة قاصمة الظهور، وفاتكة ما في مفاسد الصدور، فبدَّدت الأكاذيب والشرور، بهذه الخاتمة:

(أما تفسير الأستاذ مظهر وكشفه للدافع الذي دفع بالأب إلى نقد الدكتور صبحي فهو - إن صح - حقيق بأن يحدثَ في الأدباء ثورة، وأن يورث بين الكتاب حرباً تقوِّم المعوج وتهدي الضال إلى سواء السبيل)

لقد صدق - وايم الله - الأستاذ الشرباصي في قوله: (إن صح) إذ هذا الأمر ما صح ولن يصح، إلا إذا غلب الباطل الحق، وهذا لا يدوم إلا ريثما تنجلي الحقيقة بوجهها السافر الوُضَّاء. ولا يقع هذا الوهم إلا في من يخدع بالظواهر، على حد ما يخدع المسافر بالآل أو بالسراب، ذلكم السراب الذي يحسبه الظمآن ماء. وأما العلماء الحكماء البصراء فهم أبعد الناس عن هذه الخوادع الكواذب. وقانا الله شرها

الأب أنستاس ماري الكرملي

من أعضاء مجمع فؤاد الأول للغة العربية