مجلة الرسالة/العدد 401/في العقد
مجلة الرسالة/العدد 401/في العقد
2 - في العقد
لأستاذ جليل
5 - (ص 335، 336) ولحاتم بن عبد الله:
أماويَّ قد طال التجنب والهجر ... وقد عذرتنا عنِ طلابكم العُذرُ
أماويَّ إني لا أقول لسائل ... إذا جاء يوماً حل في ماليَ النزْرُ
وجاء في الشرح: العذر (بضمتين وسكن للشعر): جمع عذار وهو ما سال على خد الفرس من اللجام. و (عذرتنا. الخ) أي منعتنا الموانع. وأصله من عذرت الفرس بالعذار، أي شددته به. فالكلام هنا على سبيل الاستعارة
قلت: الشطر الثاني في البيت الأول هو هذا: (وقد عذرتني في طلابكم العذر) وفي الصحاح (عذر). والشطر الثاني في البيت الثاني هو هذا: (إذا جاء يوماً حل في مالنا نذر)
وعذُر جمع عذير - وقد جاء في الشعر مخففاً - والعذير الحال التي يحاولها المرء يعذر عليها، والبيت من شواهد الصحاح واللسان والتاج. والنذر معروف، نذرت أنذِر وأنذُر نذراً إذا أوجبت على نفسك شيئاً تبرعاً من عبادة أو صدقة أو غير ذلك، كما في النهاية
6 - (ص 22) لما وجه عمر بن هبيرة مسلم بن سعيد إلى خراسان. قال له: بثلاثة: حاجبك. . . وصاحب شرطتك. . . وعمال القَدْر. قال: وما عمال القدر؟ قال: أن تختار من كل كوره رجالاً لعملك، فإن أصابوا فهو الذي أردت، وإن أخطئوا فهم المخطئون وأنت المصيب
وجاء في الشرح: يريد (بعمال القدر) ذوي الشرف والحسب. والذي في 1: (الغدر)، والذي في سائر الأصول: (القرى)، ولا يخفي ما في كلتا الروايتين من التحريف، وما أثبتناه عن محاضرات الأدباء (ج 1 ص 102) في خبر روى عن عمر عبد العزيز. . .
قلت: ذوو الشرف والحسب لا يُعذَر الإمام أو الوالي إذا وسد إليهم الأعمال فاخطئوا أو أساؤا، ورب وَحد خير من ألف حسيب نسيب، وقد نقلت في أحد دفاتري من كتاب لا أتذكره اليوم هذا الخبر: (استشار عمر بن عبد العزيز في قوم يستعملهم، فقال بعض أصحابه: عليك بأهل العذر، قال: ومن هم؟ قال: الذين إن عدلوا فهو ما رجوت منهم، وإن قصروا قال الناس: قد أجتهد عمر). وهو يشبه ما رواه محققو (العقد) عن (محاضرات الأدباء) في الشرح. فأهل العذر هم فضلاء كبار كرام بأنفسهم قد اطمأن إليهم الجمهور، وقد يكونون من المحسوبين من الحسباء والمنسوبين وقد لا يكونون، فإذا وليت طائفة منهم فأخطأت عذر الناس من عمّلها أو ولاها
وينصر ما ذهبت إليه قولٌ في (مشاورة المهدي لأهل بيته) ص 248: (. . . واجعلْ عمال العذر وولاة الحجج مقدمّة بين يدي عملك، ونصفة منك لرعيتك، وذلك أن تأمر قاضي كل بلد وخيار أهل كل مصر أن يختاروا لأنفسهم رجلاً توليه أمرهم، وتجعل العدل حاكماً بينه وبينهم، فإن أحسن حُمدت، وإن أساء عُذرت، هؤلاء عمال العذر وولاة الحجج)
والحجج تثبت العذر. . .
7 - (ص 176) فرَّ أبو خِراش الهذلي من فائد وأصحابه ورصدوه بعرفات فقال:
وفوني وقالوا يا خويلد لا تُرَع ... فقلت وأنكرت الوجوه هُم هُم
قلت: رفوني. والبيت من شواهد الصحاح والأساس واللسان والتاج. قالوا: فزع فلان فرفوته إذا أزلت فزعه وسكنته، اعتبر بمشاهدة الوجوه، وجعلها دليلاً على ما في النفوس
8 - (ص 252) قال عبد الله بن الزبير لمعاوية - ويقال بل معاوية قالها لعبد الله -: مالي أراك تطرق إطراق الأفعوان في أصول الشجر
قلت: في الحديث: إنما هو (في أصول السخبر) وهو شجر تألفه الحيات فتسكن في أصوله، الواحدة سخبرة
9 - (ص 2). . . فعند ذلك يعلم أنها شجرة باسقة الفرع، طيبة المنبت، ذكية التربة، يانعة الثمرة. . .
قلت: زكيه التربة
في الأساس: زرعٌ زاك ومال زاك: نام بيّن الزكاء، وقد زكا الزرع وزكت الأرض وأزكت، ومن المجاز: رجل زكي: زائد الخير والفضل
وفي اللسان: أرض زكيه: طيبة سمينة
10 - (ص 149). . . فسلك به سبيل مَهلكةُ معطشة
قلت: مَعطشة
في التاج: المعاطش: الأراضي التي لا ماء فيها، الواحدة معَطَشة. المهلكة (ويثلث): المفازة لأنها تهلك الأرواح فيها
11 - . . . وفرسي هذا حُبِس في سبيل الله
قلت: حبيس
في الجمهرة: حبست الشيء أحبسه حبساً إذا منعته عن الحركة، وأحبست الدابة إحباساً، إذا جعلته حبيساً فهو محبس وحبيس، وهذا أحد ما جاء على فعيل من أفعل
في التلويح في شرح الفصيح لمحمد الهروي: (وحبست الرجل عن حاجته وفي الحبس فهو محبوس) إذا منعته من التصرف في أموره أو أحبست فرساً في سبيل الله فهو محبس وحبيس) إذا جعلته وقفاً على الغزاة يجاهدون عليه، ومنعت من بيعه وهبته
في التاج: وفي شرح الفصيح لأبن درستويه: أما قوله: أحبست فرساً في سبيل الله بمعنى جعلته محبوساً فدخلت الألف لهذا المعنى لأنه من مواضعها، ولا يمتنع أن يقال حبست فرسي في سبيل الله كما تقول العامة لأنه إذا أحبس فقد حبس ولكن قد استعمل هذا في الوقف من الخيل وسائر الأموال التي منعت من البيع والهبة
12 - (ص 19). . . قال (زياد) لا ولكنه لا يسلم على قادم بين يدي أمير المؤمنين، فقال له ابن عباس: ما ترك الناس التحية بينهم وبين يدي أمرائهم، فقال له معاوية: كف عنه يا بن عباس، فإنك لا تشاء أن تغلب إلا غَلَبْت
قلت: غُلِبت، فمعاوية لم يخاطب ابن عباس - وقد سره أدب أخيه - مصوباً بل مخطئاً
13 - (ص 15). . . ثم دخل (معاوية) على أبيه أبي سفيان، فقال له: يا بني، إن هؤلاء الرهط من المهاجرين سبقونا فرفعهم سبقهم، وقصر بنا تأخرنا، فصرنا أتباعاً وصاروا قادة، وقد قلدوك جسيماً من أمرهم، فلا تخالفن أمرهم؛ فإنك تجري إلى أمد لم تبلغه، ولو قد بلغته لتنفست فيه
وجاء في الشرح: لتنفست فيه كناية عن الاستراحة بعد بلوغ الغاية
قلت: لنوفست فيه أي غولبت وقوهرت، غالبك أقرانك وقاهروك أو نافسوك فيه كنفِسوه عليك، ونفس عليه بالشيء ضن به ولم يره يستأهله
14 - (ص 12). . . في جنب صلاح العامة وتلافي الخاصة
قلت: وتألف الخاصة في حديث حنين: إني أعطي رجالاً حديثي عهد بكفر، أتألفهم ليثبتوا على الإسلام رغبة فيما يصل إليهم من المال
وقد جاء في حاشية (تلافي الخاصة): في عيون الأخبار: وتلافي الحادث قبل تفاقمه
قلت: هنا يجئ التلافي في محله
15 - (ص 359). . . فأرْونِي تتألف لي نوافرها، ويسكن رُوعي. قال: قد فعلت. . .
قلت: فأردوني، والإرواد الإمهال؛ وفي غير العقد هذه الرواية في هذا الخبر: (فليمهلني أمير المؤمنين ريثما يتألف نافر القول والروع بالضم القلب، وبالفتح الفزع)
16 - (ص 368). . . قال: فمن كان أبا النجم مثواك؟
قال: رجلين أتغذى عند أحدهما وأتعشى عند الآخر
قلت: أبا مثواك. أتغدى
في الأساس: وهو أبو مثواي، وهي أم مثواي: لمن أنت نازل به. قال:
أفي كل يوم أم مثوى تسوسني ... تُنّفَض أثوابي وتسألني ما اسمي؟
في التاج: الغداء طعام الغدوة، أغدية وتغدي أكل أول النهار، وغديته تغدية في ذلك الوقت
وفي الغداء والعشاء غذاء. . .
17 - (ص 334، 335). . . وجعل ينادي: أبا عدي أَقرِ أضيافك. . .
. . . فقال: إن حاتماً جاء في النوم فذكر لي قولك وأنه أقراك وأصحابك راحلتك
قلت: أبا عدي، أقر أضيافك، وإنه قراك
قرى يقري (كرمى يرمي) قِرى وقَراء. وأقراه طلب منه القرى