انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 4/كلمات في البحث العلمي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 4/كلمات في البحث العلمي

مجلة الرسالة - العدد 4 المؤلف أحمد أمين
كلمات في البحث العلمي
ملاحظات: بتاريخ: 01 - 03 - 1933



ترجمة الأستاذ احمد أمين

قال فرنسيس بيكون:

«لم أجد نفسي صالحة لشيء صلاحيتها لدرس الحقيقة، ذلك أني منحت عقلا له من النشاط والمرونة ما يمكنه من إدراك وجوه الشبه بين الاشياء، وله من الثبات ما يعينه على تعرف وجوه الخلاف، ولأني منحت رغبة في البحث، وصبرا على الشك، وغراما بالتفكير، وبطأ في الجزم، واستعدادا للنقد، وعناية بالترتيب، ولأني ليس لي ولع بالجديد، ولا إعجاب بالقديم، وأكره كل أنواع الخداع، لذلك أرى أن لي طبيعة تألف الحقيقة، ولها بها اتصال»
.

وقال هكسلي:

«إذا تكلمت عن الأغراض التي كانت نصب عيني من يوم أن بدأت حياتي العلمية فتلك باختصار هي أن أستزيد من المعلومات الطبيعية، وأن أطبق طرق البحث العلمي على كل قضايا الحياة جهد الطاقة وقد نما الاعتقاد عندي بأنه لا يخفف آلام النوع الإنساني إلا الإخلاص في الفكر، والإخلاص في العمل، ومواجهة العالم كما هو بعزم ثابت بعد أن تمزق عنه ثوب الرياء الذي خلعه عليه المراءون»
.

وقال فارادي:

«يجب على الفيلسوف أن يصغي لكل رأي، ولكن لا يكون مصدر الحكم الا نفسه، لا يخدع بالظواهر ولا يميل إلى فرض فروض خاصة، ليس تابعا لمذهب معين، وليس له في اعتقاده أستاذ، لا يحترم الأشخاص ولكن يحترم الحقائق. غرضه الأسمى الوصول إلى الحق، فان هو أضاف إلى ذلك الجد في السعي كان خليقا أن يخترق حجب الظواهر، ويصل إلى حقائق العالم»
.

وقال السير ميكائيل فوستر في خطبة له في المجمع البريطاني سنة 1899:

«أن الصفات التي تلزم الباحث في العلم ثلاث:

1. يجب أن تكون طبيعته متموجة تموج ما يبحث عنه، فالباحث وراء الحق يجب أن يكون مخلصا للحق، والباحث في أحوال الطبيعة الصادقة يجب أن يكون صادقا.

2. يجب أن يكون يقظ العقل، فأن الطبيعة إنما تفهم بالإشارة أو تهمس في الأذن بأو أسرارها، فعلى الباحث أن يكون مستعدا لفهم إشاراتها مهما دقت، ولسماع أصواتها مهما خفيت.

3. الشجاعة، وأعني بها التحمل والصبر»

وقال نيكون:

«أن الحق يظهر من الخطأ بأسرع مما يظهر من الخلط والغموض، فإذا بدأنا نحدد الخطأ بدأ الخطأ يختفي كالذي يحكي عن الجني إذا بدا يتجسد سنحت الفرصة للقبض عليه. وصور (دارون) اشتباك العالم تصويرا دقيقا محكما وسمى ذلك (نسيج الحياة) فقال إن العالم كله سلسلة متصلة مشتبكة وأوضح ذلك بأن للقطط علاقة بمحصول البرسيم، وليس يقع طائر الا وقد يحدث من وقوعه أعمال واسعة النطاق. فالقطعة الصغيرة من الطين قد تعلق برجل الطائر ويرمي بها إلى الأرض فتتصل بها بذرة (تنبت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة) وهناك دورة لا تنقطع للمادة، والقوة فقد تؤثر (1) في (ي) ولو لم تعلم (ي) بـ (1) فهناك علاقة بين تقليل الأشجار ووباء الحشرات، وبين الطيور وانتثار البذور، وبين ضوء الشمس وصيد أنواع من السمك، وهذه الأمثلة قد تظهر بادئ بدء كأنها ألغاز، ولكن إذا بينت الارتباطات المتسلسلة وضحت وضوح الشمس»
.

وقال آخر: (غرض العلماء أن يروا العالم شفافا وأن يجعلوه (سينما) عقليا، صوره المعروضة أسباب متعاقبة تمر أمام أعيننا بدون انقطاع)

وقال كارل بيرش:

«يجب على العالم أول كل شيء أن يزيل العوامل الشخصية من أحكامه، وأن يقدم على ما يقول برهانا تقبله عقول الناس كما يقبله عقله، وأن يعني بتقسيم الحقائق وملاحظة تسلسلها وارتباط بعضها ببعض»