مجلة الرسالة/العدد 388/من أدب الحرب
مجلة الرسالة/العدد 388/من أدب الحرب
أجنحة النمل
ضربُ المدائنِ ويْكَ ما سبَبُهْ؟ ... عجبَ الحكيم وما انقضى عَجبُهْ
المجد لا يُعطيه من يهبه ... كلا، ولا يعطاه مُنْتَهِبُهْ
نبتٌ تزعزع في مواطنه ... ويعيش حيث يُظلَّه حَسَبُهْ
فتيانَ روما ليس ينفعكم ... مجدُ ترفع عنكمُ نسبه
شركاؤكم رفعوكمُ صَعَداً. . . ... جاهٌ معارٌ بَعْدَه صببه
(وإذا استوت للنمل أجنحة ... حتى يطير فقد دنا عطبه)
ماء (اللوار) يزيدكم سَغَباً ... لا شهده لكمُ ولا ضَرَبهُ
قد شاء (هتلر) أن يداعبكم ... فأثار ثائر جدكم لعبه
تغدو فرنسا من توابعكم. . .؟ ... هذا المزاح كثيرة شُعبه
لا، بل يجدُّ بكم ليوقعكم. . . ... أنتم، وشارد لبكم، سَلَبُه
ويزيدكم بمزاحه طمعاً ... عجباً، أينفق عندكم كذبه
الشام واليونان ملككمُ ... والنيل أيضاً بعض ما يهبه؟!
جود ولا كالجود. . . ما سببه ... لا خوفه منكم ولا رهبه!
وعجزتمُ عن نصر أنفسكم ... أيكون في أمثالكم رغبه
عودوا بخيلكمُ ورجلكمُ ... كم طامع قد ساء منقلبه
أو فاستمروا إن حلت لكمُ ... كثبان (بقبقَ) أوحلت هُضُبه
في مصر متسع لمقبرة ... للبغي إن لم ينجه هربه
عبد اللطيف النش