انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 374/إلى الباكين على فرنسا أيضا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 374/إلى الباكين على فرنسا أيضا

مجلة الرسالة - العدد 374
إلى الباكين على فرنسا أيضا
ملاحظات: بتاريخ: 02 - 09 - 1940


ً

بين أبراج العاج وأكواخ الطين

للأستاذ عبد المنعم خلاف

أنظر للحياة من أفق بعيد نظرة سكان الأبراج العاجية من الفلاسفة والصوفيين والعلماء المنتهين الراصدين للحياة من بعد، والذين هم في راحة بعالمهم الرحب الذي فيه لكل خطأ تصحيح ولكل إثم غفران. . . وحينئذ فلا علينا إن سقط وطن أو أهينت عقيدة أو هيض جناح قوم أو هضم حق؛ فإن هذه ظواهر أبدية للحرب بين الخير والشر، وهذه هي شئون الدنيا وسير دولابها: (فالكلاب على البقر) والذئاب على الغنم. . .؟

أم ننظر للحياة من قرب نظرة سكان الأكواخ من العبيد والمساكين والمضطهدين الذين يعيشون بغيظ المحروم، وحقد المغصوب، وشعور الذي يجد الحياة مباحة لكل نفس دخلت رحابها، ولكن يد الظلم هي التي قيدتها وضيقتها ووزعتها بموازين مختلة ومعايير قاسطة. . . فلسنا بعد هذه النظرة بمختلفين لشيء من دنيا الظالمين المترفين، ولا بباكين عليها حين تتحطم بعلومها وآدابها وفنونها وتهاويلها وتزاويقها: (فإذا مت ظمأنا فلا نزل القطر)، (وعليّ وعلى أعدائي يا رب)؟

إن الأبراج من طبيعتها العلو، والعلو من طبيعته كشف ما حوله من محيط واسع، وهو دائماً يجعل الأشياء الأرضية صغيرة حساً ومعنى. ومن طبيعته أيضاً البرودة والتجمد. . . ولكن الأكواخ من طبيعتها الالتصاق بقرار الأرض والإحساس بحرارة معترك الحياة فيها، والاختلاط والانبهام والتداخل بين مشاهدها؛ فلا تميز فيها بين كل حق وكل باطل، وكل بر وكل آثم، وخصوصاً فيما يتصل بالعداوات والحزازات

أما والله لو كان الذين يبكون على فرنسا من أمة غير العرب الذين ذاقوا من كيد فرنسا في مختلف بقاعهم وبخاصة شمال أفريقيا، لكان لهم بعض العذر في أن ينظروا لحياة قوميتهم وحياة أعدائها نظرة ساكني الأبراج العاجية الذين لديهم لكل إثم غفران، وعندهم المقدرة على رحمة أعدائهم ومباركة لاعنيهم. . . ولكن هؤلاء الباكين من أمة يضرها ويخونها أن ينظر فريق من أبنائها في غير الأفق الطبيعي الذي يليق بأمثالهم. يضرها أن ينظروا نظرة الباردين الذين ذهبت منهم (الوحشية) التي لابد منها لكل إنسان يحرص على حقه الحياة الكريمة التي تحفظه حراً لا يستعيد روحه وإن استعبد جسمه

إذاً فلننظر للحياة نظرة المدركين لوضعهم في الحياة، المحرومين من الحرية واجتماع الشمل، بل فلننظر للحياة نظرة المدركين لوضعهم في عين فرنسا نفسها؛ فهي تنظر إلينا كأعداء. . . وإن هذا الإدراك يدعونا دائماً إلى الكفاح لاستكمال سيادتنا ورفع النير الثقيل عن عاتق قوميتنا

ولنحذر من الإسراف في شهوات العقل والتمتع بالترف العقلي والبدني الذي هو لدى أعدائنا حتى لا يصيبنا التخدر والذهول عن وضعيتنا الراهنة، وإن للعقل شهوات تخدر الروح وتقعد بها عن الكفاح للحرية كشهوات البطن والفرج سواء بسواء!

هي في ميزان الأخلاق كالرشوة بالدينار والمرأة والكأس. فكل من خدرته دنيا الغاصبين لحقوق قوميته أو عقيدته فنسى وضعه في أعينهم، ومد عينه إلى ما عندهم من زينة الحياة وأحبهم من أجلها، ونسى مرارة العداوة، ولم يقف في صفوف المألومين من قومه، فهو لا شك مرتش قبض رشوته من شهوات عقله ونفسه.

إننا الآن نشاهد أمماً حرة عالمة مثقفة تحطم حياة أمم أخرى عالمة مثقفة حرة مثلها في سبيل إرضاء ما تعتقده كرامتها وكمال وجودها، ولا تبالي في هذا التحطيم بروح تلك الأمة المحطومة

ولا مواريث ثقافتها ولا متاحفها التي تبين عن (روحها الحلوة) والحاطم والمحطوم من أرق شعوب الأرض وبينهم رحم في التاريخ والجنس والعقيدة. . . ومع ذلك لا يفرقون في حربهم بين السياسة والفضيلة؛ فكيف يطلب من نحن المغيظين المحنقين المحرومين من كل شيء المنظور إلينا كأننا من أفق حيواني دنئ، أن نفرق بين أساليب أعدائنا الاستعمارية وبين روعهم الحلوة وثقافتهم الممتازة التي لم يقدموا لأبناء عقيدتنا وقوميتنا شيئاً منها إلا ما هو بمثابة السروج واللجم التي تمكنهم من ظهورهم؟!

بل أدهى من ذلك وأمر: يضع فلاسفتهم - وهم من سكان الأبراج العاجية التي توحي بسمو النظرة - الخطط لتحديد ما يقدم لأبناء قوميتنا من العلم وما يمنع عنهم: فهذا (غوستاف لوبون) الفيلسوف الفرنسي الذي لم ير العرب مثله إلا قليلاً في دفاعه عنهم وبيانه لتاريخهم وفضائلهم ووقوفه عل أسرار فكرهم وروحهم؛ تراه في كتاب (روح التربية) يعقد فصلاً للبحث في تربية أبناء المستعمرات - ومنهم العرب الذين تحت حكم فرنسا - ينادي فيه بوجوب تحديد ما يقدم لهم من الثقافة بما لا يخرج عن نطاق التعليم الأولي. . .!

فأنت تراه حين تدور مصلحة قومه ووطنه ينزل من برجه العاجي، ويخلع ثوب الفيلسوف المنصف، ويلبس ثوب المستعمر الظالم والوصي الحريص الذي لا يريد للقاصر بلوغ رشده أبداً. . . وبهذا تلتقي نظرة بنظرات ساكني الأكواخ ورجال الشوارع وأرباب المال والأعمال ومحبي استذلال الشعوب من الفرنسيين الذين يعيشون في نطاق المصلحة المادية والأنانية الشعبية ولا ينظرون لمبادئ ثورتهم التي ملئوا الخافقين دعاية لها

والأمة التي يريد (لوبون) تقييد عقولها هي التي أخرجت (أبن خلدون) أبا فلسفة التاريخ والاجتماع اللذين نبغ فيهما (غوستاف). . . فيا للعقوق!

وعلى هذا فلا ضير على ولا جناح ولا ملام حين أطلب من الباكين لما نزل بفرنسا أن يبكوا عليها وحدهم بصوت خفيض لا يسمعه إخواننا العرب الباكون ليل نهار لما ينزل بهم من فرنسا. . . وإلا كان هذا البكاء منا شماتة بالعرب أنفسهم أو تبجحاً بجرح شعورهم الذي يتألم منذ مائة وخمسين سنة غداة احتلت فرنسا ديارهم ولم تسمح لهم بحرية العلم الذي هو وطن الإنسانية جميعها

وهل من الشماتة يا صديقي نجيب أن لأفرح لضعضعة سلطان غاشم جاثم على صدر بني ديني ودمي، لا يسمح لهم أن يتنفسوا أنفاس الحرية ويتمتعوا بالعلم والثقافة والنتاج العقلي الفرنسي الذي فتنك حتى أحببتهم ودافعت عنهم وبكيت لهم؟! وإذا كانت هذه شماتة فكيف يكون الشعور بالوطنية ووحي الدم المتحد؟!

إن كانت هذه شماتة فأنا أول الشامتين! وأنا بها إنسان موزون القوى صحيح الطبيعة، لم تخدرني عن واجباتي صوفية صناعية ومجاملة بلهاء في تغطية مشاعري نحو بني ديني ودمي.

وأنا بها أيضاً بريء من طفولة النظرة إلى ما عند أعداء قومي وديني، ومن الانخداع فيهم، ومن نسيان أول حق يجب أن يراعى، وهو حق الحياة والحرية والعلم

ونحن إذا طاوعنا أنفسنا في الافتنان بما عند الأوربيين من الفن والأدب خيره وشره، وألقينا إليهم السلم، ونسينا أنهم غصبوا حقنا الأول في الوجود، فأولى بنا أن نترك لهم أوطاننا، وننحاز بحضارتنا الروحية التي من شأنها أن تعدل ماديتهم، وتكسر من شرتها وحدتها، إلى الصحارى لننجو بصحة العقائد في الحياة وربها، والقيمة السامية للإنسانية فيها

نعم، وذلك أولى من الفناء فيهم والإعجاب بهم إعجاباً يحملنا على نسيان نظرتهم إلينا، وعلى اغتفار جناياتهم على أرواحنا وعلى كرامتنا

إنهم يا نجيب هم الذين صيرونا كما ترى وكما تنعى (نعيش عليهم كما تعيش الطفيليات عبئاً على غيرها)

وأنك لتذكر أننا سبقنا اليابان في نهضتها المضارعة لنهضتهم الآن، وذلك بقيادة محمد علي ذي العمامة العجراء والجبة القوراء. . . ولكنهم هم الذين اشتركوا في تحطيم نهضتنا لنعيش عالة عليهم. . . فتنتفخ جيوبهم وتمتلئ ديارهم بألوان الترف والنعيم.

إنهم جعلوا همهم أن نكون سيئي الظن بأنفسنا، حتى أوشكنا أن نصدق دعاويهم فينا أننا أحط منهم بحيث لا يمكن أن نرقى إليهم. والله الذي خلق الناس أنواعاً يشهد ويشهد معه أولوا العلم، أن جوهر أبن آدم واحد ولكنها التربية والعلم هما (الحجران السحريان) اللذان يرفعانه إلى أعلى عليين أو يخفضانه إلى أسفل سافلين. . .

حين تكفر فرنسا بأغلى مواريث حضارتها، وهي مبادئ ثورتها، وتعذب الإنسان وهي التي زعمت وزعم لها أبواقها أنها معلنة حقوق الإنسان ووطن الأحرار، فكيف تطلب من يا نجيب أن نصدق فلسفتنا الفردية وأن نعشق روحها الحلوة التي تبين عنها فنونها؟! إنها كفرت بفلسفتها الإجمالية التي لم ترق لها مداداً على ورق بل أراقت لها دماً غزيراً وأزهقت في سبيلها أرواحاً لا عدد لها، وحطمت من أجلها ملكاً كبيراً في ثورة جنونية. . . فكيف تريدوننا أن نبكي على شيء من ميراثها بعد ذلك ولو كان أصفى ما أنتجه العقل وأروع ما أخرجه الفن، ما دامت الفلسفة الفردية والاجتماعية لم تؤثر في نفوس من يحكمون الناس باسمها؟

إذا كفر رسول برسالته فهو دجال مشعوذ لا يؤمن به إلا الحمقى والمغفلون وتابعوا كل ناعق ممن تنزات عقليتهم عن مقام أهل الفكر الذين وكل الله إليهم إدراك وجهة الحياة وإقامة الأحكام بالقسط على الناس. . .

إذا كان حقاً ما تقول من أن أبناء جميع المستعمرات يعاملون في فرنسا على قدم المساواة مع الفرنسيين. . . فهل نطلب من أبناء المستعمرات جميعاً أن يرحلوا عن أوطانهم ويسكنوا فرنسا ليحظوا بالحرية والكرامة والعلم والوقوف على قدم المساواة مع الفرنسيين؟ كلا! لن يبيع عرب الجزائر وتونس وطنهم بوطن آخر ولو كان فرنسا إلا إذا باع الفرنسيون وطنهم للألمان لأنهم احتلوه بالقوة والطغيان، وإلا إذا ذهبوا أوزاعاً وأخلاطاً ليسكنوا ألمانيا ويندمجوا فيها وينزلوا عن جنسيتهم ليحظوا بشرف المساواة مع السادة. . .

ويح عقول مثقفينا! بل ويلها! إنها في ظلال وخديعة ما يغنى لها أسف ذوى القلوب البسيطة التي تصدر عن سلامة الفطرة وبراءة الفكرة. . .

وبعد هذا، أنحن الذين (لم يقوموا بهذه الحركة الشامتة وهم متبينون ما يجري في نفوسهم، وأن بعضهم لم يكتب ما كتب مخلصاً لفكرة أو مؤمناً بحقيقة)؟

أنا ما (شهدت متاحف فرنسا ولا تلك اللوحات التي تصور بألوانها وظلالها جمال النفس ولا حلاوة الروح)، ولم أحبب كما تريدني يا نجيب هذه الروح الممتازة. . . إذ لا يمكن أن أحب جلادي قومي ومعطلي روحهم وقواهم وذكائهم الممتاز الذي حفظ شعلة الثقافة والعلم ونماها حتى أسلمها لهذه الأيدي العاقة الجاهلة بسير التاريخ وتقلباته بالدولات والأمم. . . فلا أفتن بالأصباغ والألوان الزاهية وأنسى الحقائق القائمة المعتمة. . .

ولم أشهد كذلك تلك اللوحات التي في (قاعة الوقائع) في فرساي، إذ ينبغي كأن نكون في شغل عنها برؤية الوقائع السود الدائمة والمعارك الظاهرة والخفية التي تشنها فرنسا على قومك في الشرق والغرب: في سوريا وشمال أفريقية. . .

لو سقطت فرنسا تحت أقدام قومي لخشعت في حضرتها (فما أنبل أن تخشع في حضرة عدوك يوم صريعاً تحت قدميك!) كما قلت يا نجيب. . . ولكن فرنسا حطمت وهي لا تزال جاثمة على صدر قومي. . . وقد فرحت لصرعها أملاً في أن يزحزحها قومي عن صدورهم ثم ينهضوا ليؤدوا لها تحية الخشوع التي تراها الأخلاق من النبل

أما الآن وفرنسا لا تزال سجانة في ديار العرب، وإن كانت سجينة في ديارها فكيف تطلب مني أن أبكي عليها وهي لا تزال ثقيلة الوطأة ثقل جثث الأموات. . .؟! أولى بسكان الأبراج العاجية من كتاب العرب أن ينزلوا إلى منطق أهل الأكواخ المكتوين بنار الحياة حين يتحدثون عن قوميتهم وعقيدتهم كما يفعل أمثالهم في جميع الأمم قويها وضعيفها، وأن يتكلموا في هذه الحقبة من تاريخ الأمة العربية بلسان بني قومهم المحكومين المحرومين في أفريقية وأسيا، الذين لم يزوروا باريس أو غيرها ولم يفتنوا بدنياها. . . فإنهم لو تكلموا بلسان غير هذا، لكذبتهم الملايين التي استهلكت فرنسا قواها وتركنها تدخل إلى الحياة وتخرج منها، وهي على جهل وفقر وألم وسخط. وطبيعي أن الإنسان الأفريقي والأسيوي المحكوم بفرنسا هو أولى للناس بالحكم على النفس الفرنسية، لأنه هو الذي احتك بها وخبرها خبرة عملية في مجال وصايتها عليه، وعرف كذب فلسفتها وفنونها وإفلاسها في تهذيب أفضل عمل للإنسان: وهو الرياسة والسياسة

ولن يبالي هذا الإنسان المحكوم أكانت فرنسا حقيقة بلاد الفردوس المفقود في المواساة والعدالة والفن والعلم كما أراد أن يصورها الباكون عليها؛ أم كانت بناء قائماً على براكين اجتماعية وأنانية وتفسخ عائلي وتدليس اقتصادي كما يصورها عارفوها الذين لا يفتنون بالظواهر والقشور، وكما صورتها أحداثها الأخيرة التي رأينا فيها أكبر قائدين فيها كانا يقولان للفرنسيين قبل الهزيمة: (قاتلوا من أجل روح فرنسا!) ينقلبان بين عشية وضحاها بوقين يصبان اللعنات كل يوم على روح فرنسا. . . ويديران دفة الحكم تحت وصاية عدو فرنسا الأبدي إدارة ينظران فيها إلى اتجاهات أنظاره ومواقع رضاه. ولو أنتصر (فيجان) و (بتان) على الألمان لهتفا وهتف معهم الناس (المجد لروح فرنسا. . .)

في جميع الممالك التي أخضعتها ألمانيا من ابتداء الحرب، لم يسر الناس في موكب ألمانيا بمثل ما سار الفرنسيون، بل جميعهم قالوا لألمانيا: دونك فاحكمينا باسمك كما تشائين، ولكننا لن نحكم أنفسنا باسمك وبأسلوبك في الحكم

تلك ظاهرة تبين لنا أن فرنسا لم تكن مؤمنة بروحها، ولم تكن ممتلئة به. بل لا نبالغ إذا قلنا: إنها ليس لها روح يسيطر على أفرادها ويجعلهم يمثلون مثلاً أعلى يلمس في أغلبيتهم كما يلمس المثل الأعلى الإنجليزي في أغلب الإنجليز. . .

وخير ما نختم به هذا الحديث هو تلك النبذة التحليلية التي نشرها الأستاذ الصاوي صاحب (ما قل ودل) وصديق فرنسا المشهور قال: (وإذا عدنا إلى الفرنسيين - الذين ألقوا سلاحهم - فماذا نجد في تحليل الخلق الفرنسي السياسي كما وصفه الداهية المجري (كورنيس)؟

نجد فرقاً شاسعا بين الخلقين الفرنسي والإنجليزي. فهما طرفا نقيض. ليس الفرنسيون شعب التطور التاريخي البطيء، ولكن شعب التغييرات الثورية الفجائية، شعب شديد التأثر قوي الاندفاع بلا (فرامل) ولا (صواميل). شعب (المأساة) لا (الرواية)، وخط تطوره ليس مستقيماً ولكنه كثير التعرج والمنعطفات. ففي آخر القرن الثامن عشر قلبت الأمة الفرنسية الحكومة الملكية باسم الديمقراطية والحرية، ومع ذلك لم تمض عشر سنوات حتى عادت فرنسا إمبراطورية مطلقة! ثم ارتدت فصارت ملكية محافظة! ثم تحولت إلى ملكية برجوازية حرة! ثم كانت ثورة أخرى ردت الجمهورية الثانية! ثم انقلاب حكومي أعاد للسلطة إمبراطوراً! ثم سقط هذا الإمبراطور في 1870 وعادت فرنسا إلى ما كانت عليه في 1739 إلى الجمهورية! فلا توجد على هذا أمة كفرنسا في اندفاعها وتحولها وانقلابها. . .) ثم قال الصاوي: (هل ترانا نفهم الآن بعض الفهم السر في أن الفرنسيين قد قالوا لهتلر (نعم) وأن الإنجليز قد قالوا (لا)؟

عبد المنعم خلاف