انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 367/أغنية حزينة!

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 367/أغنية حزينة!

ملاحظات: بتاريخ: 15 - 07 - 1940



(مهداة إلى شاعر الحب والجمال (علي محمود طه))

للأستاذ إبراهيم محمد نجا

دنا الليل، وما الليل سوى أطياف آلامي!

دنا الليل، وما الليل سوى أشباح أيامي!

دنا الليل، وما الليل سوى يأسي وأوهامي!

فهاتي خمرة اليأس ... وهيا أترعي كأسي

وعبي منه يا نفسي ... ولا تبكي ولا تأسي

فما يومي سوى أمسي

دنوت الآن يا ليلى فأيقظت كآباتي!

ورعت فؤاديَ الغافي وهيجت جراحاتي!

وأترعت بخمر الوحشة الخرساء كاساتي!

وأطلقت بأفق الروح أشباح خيالاتي!

أتسمع أيها الليل صدى شجوي وأناتي!

أتبصر أيها الليل سكوني وارتعاشاتي؟

أتبصر في محيايَ تهاويل التعاسات؟

شكوت إليك يا ليلى فما أجدت شكاياتي!

فعدت أعلل النفس، فلم تنفع تعلاتي!

فهاتي خمرة اليأس ... وهيا أترعي كأسي

وعبي منه يا نفسي ... ولا تبكي ولا تأسي

فما يومي سوى أمسي

زرعت الحب والأحلام في بستان أيامي

وقمت الليل أرويه بماء سحابيَ الهامي

وأعزف عنده فرحاً على القيثار أنغامي

وقلت: (إذا أتى الفجر بنور منه بسام سألقي الحقل - وافرحا - يرف بزهره النامي)

فلما أقبل الفجر يفيض بنوره السامي

رأيت الشوك في حقلي يماثل أسهم الرامي!

فعدت لكوخيَ النائي بقلب حائر دامي!

أوقع لحن حرماني، وأحزاني، وأسقامي!

فهاتي خمرة اليأس ... وهيا أترعي كأسي

وعبي منه يا نفسي ... ولا تبكي ولا تأسي

فما يومي سوى أمسي

(دمنهور)

إبراهيم محمد نجا