انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 340/المسرح والسينما

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 340/المسرح والسينما

مجلة الرسالة - العدد 340
المسرح والسينما
ملاحظات: بتاريخ: 08 - 01 - 1940



اقتباس الروايات

والاقتباس من المسرحيات الأجنبية عمل على كثير من الصعوبة؛ ولكننا نلاحظ دائماً أنه يحول دون تصوير جو المسرح الذي يريده المؤلف. ولسنا نعلم لماذا لا تخرج الفرقة ما تريد من المسرح الفرنجي كما هو؟ ولا نعلم سر غرام الأستاذين سليمان نجيب وعبد الوارث عسر بهذه الطريقة! فلا الروايات تبقى فرنجية الحوادث والمناظر والجو، ولا هي يمكن أن تلبس قناعاً مصرياً كاملاً يخفي ملامحها الحقيقية! ونحن نطالب الفرقة في إلحاح بأن تكف تماماً عن إخراج الروايات المقتبسة، فضلاً عن الروايات الفرنجية التافهة التي يضعها كتاب مغمورون. وما دام الأدب المسرحي في بلاد الغر ب دائم التجدد، فلماذا لا تعهد الفرقة إلى بعض المجيدين بترجمة أحدث المسرحيات الناجحة لكبار المؤلفين كبرناردشو وسواه؟!

القاتل!

الأستاذ يوسف وهبي ممثل قديم ومؤلف مسرحي قديم أصبح له طابع خاص يميزه ولا يشذ عن معالمه

وهو يذكرنا - مع الفارق - بالفنان الإنجليزي المعاصر العظيم (ناول كوارد) من حيث أن كليهما يضع المسرحيات بقلمه، ويقوم بالإخراج ويرتب المناظر ويوزع الضوء وغير ذلك مما يمكن الفرد الواحد أن يقوم به من أعمال المسرح

وهو يميل إلى الروح المصرية البحت ويصور العقلية والتقاليد والمعتقدات الشعبية بقدر ما يواتيه التوفيق. فهو أحياناً يساير طبيعة الأشياء وجريان أحداث الحياة فتكون العبرة والموعظة الحسنة. وهو أحياناً يسخّر من قلمه أقداراً مجنونة تقتل وتفسق وتسفك الدماء. فيبتعد بهذا كله عن طبيعة الأشياء فيكون الفشل والبعد عن إرضاء الجماهير

ومسرحيته الجديدة (القاتل) هي من طراز مسرحياته الأخرى، مصرية صميمة في كل كبيرة وصغيرة. وليس هنا مجال عرضها أو نقدها في تفصيل. وهذا لا يحول دون التنبيه إليها بوصف أنها عمل فني جديد

دنانير! جارية كانت لجعفر البرمكي، نسج حولها صديقنا (رامي) هيكل قصة سينمائية تخرجها شركة أفلام الشرق وتلعب دور البطولة فيها (أم كلثوم) وهي تصور عصر الرشيد ونكبة البرامكة، وتعرض لكثير من شخصيات هذا العصر في مقدمتهم الخليفة هرون الرشيد نفسه، والشاعر الأشهر أبو نواس. وسوف يبدأ العمل في استديو مصر في منتصف فبراير القادم

لجان محطة الإذاعة

في محطة الإذاعة لجان كثيرة جديرة بالحديث. هنالك لجنة البرامج العليا يرأسها الدكتور علي إبراهيم باشا وتنظم في عضويتها حسن باشا رفعت وطه حسين بك ممثلين للحكومة، وكلا من المستر (ويللان) والمستر (فرجسون) ممثلين لشركة ماركوني اللاسلكية، ويحضر اجتماعاتها الأستاذ سعيد لطفي بك لتقديم البيانات والإيضاحات التي توضح للأعضاء المجتمعين سبيل بحث ما يعرضون له من المسائل

وهذه اللجنة استشارية تقريباً، ولا تعرض لتفاصيل البرامج إلا في النادر، وتجتمع قليلاً جداً، ولا ندري السر في وجودها وتأليف على هذا النحو المختلط

وهنالك لجنة الأغاني، وقد غمزناها لتتحرك في الأسبوع الماضي ولكنها لم تفعل! وهي مؤلفة من رؤساء أقسام المحاضرات والمسرحيات والموسيقى الشرقية والاسطوانات ومساعد المدير الفني الشرقي وهو الأستاذ عبد الرحمن سامي

وقد ناقشنا الأستاذ لطفي بك في تأليف هذه اللجنة على هذا النحو الذي يتيح لغير الفنيين أن يحكموا على آثار شعراء البلاد ومؤلفي الأغاني فيها، فقال إنه يريد أن يعطي لكل الموظفين أقساطاً من العمل والمسئولية، لأنهم شبان يجب أن يتاح لهم حظ كاف من المرانة حتى ينضجوا في المستقبل!

والمعروف أن الشعراء الذين تفجعهم هذه اللجنة في آثارهم ليس لهم ذنب في أن موظفي المحطة شبان يجب لهم التشجيع!

هذه اللجنة مفترض في وجودها أن تجتمع كل أسبوع للنظر فيما يقدم إليها من الأغاني، ولكنها لا تجتمع فعلاً إلا كل بضعة أسابيع. وقد تستعلم عن هذا فيقول لك كل عضو فيها إنه مرهق بعمله الخاص بمكتبه، وعمل هذه اللجنة إضافي (كالسخرة)! وقد بلغ (المخزون) من الأغاني لدى اللجنة ثلاثمائة قطعة. وقد مضى على بعض القطع بضعة شهور وأصحابها لا يعرفون عن قبولها أو رفضها شيئاً!

وثالثة الأثافي أو اللجان هي لجنة البرامج المحلية التي تجتمع يوم الأربعاء من كل أسبوع. وأعضاؤها هم رؤساء الأقلام؛ ويشهد اجتماعها مدير الإدارة الإنجليزي. وعملها قاصر على تنظيم الإذاعات التي وافقت عليها المحطة، حتى لا تصطدم أجزاء البرامج أو تزيد أجورها عن الاعتمادات المالية المرصودة في ميزانية كل أسبوع

وليس على هذه اللجنة لوم فيما قد يأخذه المستمعون على البرامج فعملها قاصر على الترتيب كما قدمنا. وليس لها دخل في قبول الإذاعات أو رفضها إذ أن سلطة القبول والرفض هي بيد الأستاذ لطفي بك فيما يختص بجميع البرامج العربية. سوى الموسيقى، والأخيرة من اختصاص الأستاذ مصطفى بك رضا وهو رجل مشهور بطيبة قلب لا نظير لها.

هذه هي لجان الإذاعة وأعمالها وأعضاؤها، فلمن الشكوى!

(أبو الفتح الإسكندري)