انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 34/أعداء لا أضياف

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 34/أعداء لا أضياف

ملاحظات: بتاريخ: 26 - 02 - 1934



للاستاذ فخري ابو السعود

أانا نقرِئُ القومَ السلاما ... ويبغون العداوة والخصاما

ونكرمهم مجاملة وودا ... ولم نر فيهُمُ الشيمَ الكراما

ونرعاهم بموطننا حُلولا ... ولم يرعْوا لمواطننا ذماما

ونمنحهم قِرَى العربيِّ جوداً ... قعوداً بين أظُهرِنا قيِاما

وقد أمسَتْ عُروبَتُنا لديهم ... ونسبتنَا إلى الأَجواد ذاما

وندعوهم ضيوفاً في ذَرانا ... لهم حقُّ النزيل إذا أقاما

وما للضيف حقُّ مِن مضيفٍ ... إذا نبذ الحياَء والاحتشاما

ونزعمنا مُضيفيهمْ وهذىً ... خديعةَ من تخادعَ أو تَعامى

هُمُ ساداتنا فيما ادْعَوْهُ ... ولم نَكُ عِندَهم إلأ سَوَاما

أمهما تلقِ أوُربَّا بِرذْلٍ ... إلى مصرٍ تطاوَل أو تَسامى؟

وندعوهم أُخوَّتَنا ونبغى ... لِوُدِّ الشرق والغرب التئاما

وهم يَترفعون عُلا ونبْلاً ... وقد شطروا الورى آراً وَساما

فمهلاً معشر الدُّخَلاء مهلا ... إلامَ نسيخ كيدكمُ إلاما!

إلام نَرى الدخيلَ لمصر حرباً ... وما تمسى له إلا سلاما؟

لكم منا غدٌ صعبٌ عصيبٌ ... وإن نِلتم بِيوِمكُمُ المراما

فضوليُّون أنتم لا ضيوف ... ثَقلْتم في منازلنا مُقاما

مَننتم أن مَنحتم شعبِ مصر ... كِساءً أو شرابا أو طعاما

وما رُمتم بذلك غير مالٍ ... حلالا نلتموهُ أو حراما

به أعليْتُمُ في مِصرَ دوراً ... وأحرزتم بها الضيعَ الجِساما

ولم تَسعَوْا لها الا ابتدارا ... إلى الفرَص السوانح واغتناما

زعمتم مالكم دمَ مِصر يحيا ... به أبناؤها عاما فعاما

وما أموالكم إلا بلاءٌ ... تسرَّبَ في دم الوادي سماما

وداء في مفاصله عياءٌ ... مَشَى يبرى المفاصل والعظام مُصابُ النيل أنتم لو علمتم ... وأوَّلُ راشقٍ فيه السهاما

ولولا كم لما أمسى أسيراً ... مَهيضاً في الحوادث مستضاما

بنى مصرٍ! بغى اللؤماءُ بغياً ... علاَمَ نطيق بغيَهم علاما؟

هُمُ الأعداءُ لا الأضياف فينا ... فلا نَخدعْ بمكذوب الأسامى

أخو الافرنْج إن تكرِمْهُ يشمخْ ... عليك وان تقوِّمْهُ استقاما

يخال الجودَ في الأجواد ضعفاً ... وأنىَّ شَامَ بارقةً ترامَى

فلا تنسَوْا مقالا من حكيمٍ ... وقدِمْا أحكم العربُ الكلاما

يحذرُ مَن أراد ندًى وبراً ... عواقبَ بِرِّهِ القومَ اللئاما

تجافَوْا من تجافىَ عن هوانا ... ولا ترَعْوا لمصغرنا مقاما

أشِلّوا عن تجارتنا يديْهِمْ ... فقد ملكوا بها منا الزماما

وقدُّوا عن معاصمنا امتيازاً ... يُكبِّلنا به القوم اهتضاما

حبَوْناهم به أمس اختياراً ... فغلُّونا به اليوْمَ التزاما

ولم أرَ مثله ذلا وعاراً ... وعَبناً للعدالة واختراما

كانا ما تشرعنا وعنا ... هُمُ قبسوا القضاء والاحتكاما

جزَوْنا عن قديم الفضل شراً ... وجازَونْا عن الوُدَّ انتقاما

أذاقونا المَذَلَة في حمانا ... وإن نَصمِت أذاقونا الحِمَاما

خداع الحياة

حَطَّمْتُ قِيثاري وعِفْتُ الهوى ... وضِقت ذرعاً بالأماني العذابْ!

واعْتَضْتُ عن شدوِى بلحن الأسى ... والشَّجْوُ يطَغى في ظلال الشبابْ!

وما مَلٍ أشرق، ضاحي السَّنا ... مْضرَ الأفياء، رحْبَ الجنَابْ

ألمَّ بالرُّوحِ، كطيف الكرَر ... لاحَ لعينٍ، ثم ولى وغابْ

والهَفَتى! إنَّ حياةَ الورى ... حُلْمٌ عميقٌ مستفيض الشعاب

ولُمْعَةُ الآماال خَدَّاعةٌ ... كخُلَّبِ البرقِ، يَشيها الكِذاب

يخالها المحزونُ ماء الحيا ... فانْ دنا لم يُلْفِ غيرَ السَّرابْ

لا تَعشَقِ الدنيا وإنْ زانها ... فيْئٌ ظليلٌ، وغصونٌ رِطابْ لذَّاتها محفوفة بالأسى ... وساحُها زاخرةٌ بالصِّعابْ

تغرِيكَ بالزُّخرُفِ، لكنها ... تَسقيكَ سُمَّا في تمير الشَّراب

يا قلبُ قد أُصليِتَ حَرَّ الجوَي ... وذقتَ في عيشك مُرَّ العّذاب

يا ليت شِعرِي هل تَلَذُّ الصِّبى ... أم يَنتحيِك الموت نَضْرَ الاهِابْ؟

كمْ في الثرى من حدَثٍ رائعٍ ... طوتْهُ كفُّ الدهر جمَّ الرِّغاب

وعاشقٍ، أحلامُهُ طَلْقةٌ ... ثَوَى مَغيظَ القلبِ تحتَ التراب

كلَ مَشيدٍ من قصور المنى ... مضطَّربُ الأُسِّ، وشيكُ الخرابْ

دمشق

حلمي اللحام

في مرقص مقنع. .

بنت السَّرِىِّ ذهبت ... لمرقص مقّنع

تبحث فيه عن فتى ... في مالها لم يطمع

حتى إذا ما ظفرت ... بذي الحديث الممتع

ورقصا وشربا ... نَخْب الزواج المزَمع

وظن أن نال المنى ... (ذاك الغلام المدِّعى)

انتزع القناع عن ... وجه كوجه الضفدع

فأدبرت مسرعة ... فتاتنا في جزع

قائلة في حسرةٍ ... يا ليته لم يرفع!

حسين شوقي

الى السيدة منيرة توفيق

أفصحت في شكاتها وأفاضت ... عن جوى القلب في بديع النظيم

حرُةٌ عفَّة الازار تناجي ... هاجر العش في بيان الحكيم

ايهذي الورقاء كفي عن الشجـ ... ووعيشي بذكريات القديم وانظميها روائعاً تملأ الكو ... ن ففي الشعر راحة المكلوم

واملأي الوكر بهجة واستعيضي ... بجمال الآداب خير نديم

وابلغي النجم بالأماني فما لليأ ... س من مطمح خلال النجوم

أيها الطائر الذي هجر الوكـ ... ر ولم يعن بالفؤاد الرؤوم

أجزاء العفاف يا صاح هجر ... وجزاء الوفى عيش المضيم

منحتك الفؤاد ملكا حلالا ... وحبتك الوفاء فعل الكريم

اسئمت النعيم ام شمت برقا ... خلبا من عواذل وخصوم

لا تصخ يا أخيَّ سمعاً لقوم ... ينفثون الشقاق نفث السموم

يبذرون الشقاء في منبت السع ... د ويسقونه بماء الحميم

إن في زوجك الجمالَ جمال النف ... س يسمو على جمال الأديم

وأرى وجهها ولم أحظ باللق ... يا خلال السطور جد وسيم

ولقد خصهَّا الاله برأي ... يا أخا الرأي في الحياة قويم

حبذا العيش في جوار مصون ... ذات قول مهذَّب مستقيم

عُدْ اليها أخيَّ زوجاً عطوفاً ... رحم الله كل قلب رحيم

عُدْ إلى زوجك الأمينة والْثِمْ ... جبهة النُّبل والوفاء العظيم

قد أهابت وقد هجرت حماها ... بك للعود للهناء القديم

فاحْبِهَا الحبَّ والوفاء وعيشا ... في حمى السعد في صفاء النعيم

أحمد يحيى وصفي

واليها أيضاً

رقَّتْ برِقّتكِ الشمائلَ ... وجمعتِ أشتات الفضائل

أدب وعلم ضُمِّنا ... حِكَمَ الأواخر والأوائل

ظرْفٌ ولطفٌ أنسيا ... ني سِحْرَ هاروت وبابل

لكِ من كمالكِ غنْيةٌ ... عن قاطع وُدِّا وواصل

أولستِ مخلصة؟ فما ... لكِ تأسفين على المخاتل؟! لا تعجبي من ميله ... فالدهر يا اختاه مائل

إن الألى شغلوه عن ... ك لَبَيْن سافلة وسافل

لاطفتِهِ حتى استطا ... ل فجرّبي معه التثاقل!

كل السعادة في الحيا ... ة عقيلة في بيت عاقل

؟؟؟

محمد جاد الرب