انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 33/من طرائف الشعر

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 33/من طرائف الشعر

ملاحظات: بتاريخ: 19 - 02 - 1934



ذكرى الحج

للأستاذ الحاج محمد الهراوي

حَدّا بِي الى أُمِّ القُرَى شوقُ هائِم ... مُدَلِّةِ قلبٍ حوْلَ مكة حائم

وَلِهْتُ بها ما بين نومٍ ويقظةٍ ... وقلبي يقظانُ الهوى غيرُ نائم

فان نمتُ لم تبرح تُخَيِّلُ لي الرْؤَى ... وإن أصْحُ لم يَبرَحْ تخيُّل واهِمِ

فذلك شأني ثم لَجء بيَ الهوَى ... الى أن رأيتُ الحجَّ ضربةَ لازِم

حططتُ برحلي فوق ناحيةِ السُّرَى ... وطرتُ بشَوْقي فوقَ ذاتِ القوادِم

لعلِّي، وفي برديَّ حُوبة آثمٍ ... أُطهِّرُ عن بردىِّ حوبةَ آثمِ

ويُطمعني في الله أنىَ من مِنىً ... قريبٌ، وأني من سُلالةِ هاشمِ

أُمَسِّحُ بالأركان وجهي مُعفّراً ... وأهمى عليها من دموعي السواجم

أطوفُ وأسْعى بين مَرْوةَ والصَّفا ... وآوى الى رُكنٍ من البيت عاصمِ

وأرجعُ مملوء الجوانح خَشيْةً ... من الله في يومٍ من الهَوْل قادِمِ

فَيَاهلْ أتى صَحْبي بَمسْرَح لهوْهِم ... مَتَابى، وأني قارعٌ سِنَّ نادِمِ

فلم أرَ مثلَ الدينِ أدعى الهُدَى ... ولا مثلَ حجِّ البيت أهدْىَ لجارمِ

وما أبتغي إلا المْثَوبةَ مخلصاً ... ودعوةَ ربِّ البيتِ تحتَ المحارِمِ

أقول: إلهي أنتَ أدرَى بأمَّتي ... وكم نزَلتْ دْهراً على حكم غاشم

تركتُ ورائي أُمةً لم تكن تَني ... عن الحقِّ جُهْداً، أو تهى في العزائم

فياربِّ يا حامي حِمَى البيتِ لا تُبِحْ ... حِمى مِصرَ للعادِينَ من كلِّ ظالم

وياربِّ إنَّ الشرقَ بات بأهلهِ ... كبيرَ الأماني طامحاً للعظائم

يريد حياةَ العزِّ وهو مُسالِمٌ ... ويأبى عليه الجَوْرُ عَيْشَ المُسالم

فياربِّ أيِّدْهُ على الحقِّ ما سَعَى ... الى الحقِّ وارفعْ عنه نِيرَ المظالِمِ

بلادي وقوميي فوقَ ما جئتُ أبتغي ... لنفسي، وما أرجو لها من مغانِمِ

وياربِّ إن كانت لنفسي حاجة ... فحاجةُ نفسي منكَ حُسْنُ الخوَاتِمِ