انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 327/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 327/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 09 - 10 - 1939



على هامش خطاب رئيس الوزراء

إدارة الدعاية في وزارة الشؤون الاجتماعية

جاء في الصحف أن إدارةً للدعاية أنشئت في وزارة الشؤون الاجتماعية، وأنها تشرف على الفرقة القومية والمسارح المختلفة، وعلى دور السينما وقاعات الغناء، وعلى برامج الإذاعة، وعلى قيام المهرجانات الشعبية، وأن مدير هذه الإدارة هو الأستاذ توفيق الحكيم.

هذه إدارة جديدة تنشأ، ومهمتها معينة، ومديرها معروف. أما مهمتها فصيانة الدولة مما يضّر بها، والأمة مما يفسدها. وأما مديرها فمن الشباب الذين عرفوا الاجتهاد والروّية، فنالوا قسطاً وافراً من الثقافة العامة بما شهدوا في إقامتهم بأوربة، وما علموا من طريق القراءة المفيدة. وعلى هذا، فإنشاء هذه الإدارة يوافق ما جاء في خطاب رئيس الوزراء من السعي في تقويم معوجّات الأمة، والاعتماد على أهل الدراية والخبرة ممن سلِموا من (الخدر والنعاس). . .

في رأيي أن إدارة الدعاية، يحق بها أن تُعنى بأمورٍ أربعة: الأول: تنشيط الهمم وبث الهزّة القومية في الأنفس. والثاني: تهذيب الشعب من باب التسلية. والثالث: بسط الرقابة الشديدة على أعمال إدارات المسارح والإذاعة وغيرها. والرابع: خدمة الفن الخالص. . .

أما الأمر الأول فيتطلب، أول ما يتطلب، مناوئة طرائق الغناء المستبد بآذاننا، فقد أجمع الكتاب أن التلاحين السيارة رخوة أي رخاوة حتى إنها تفتك بالعزم؛ فيتسرب الثقل في همة النفس والبطء في نهضة الأعضاء فضلاً عن انتشار الملالة، وبالشعب حاجة إلى ما ينعشه ويمضيه، فإنه أصبح مسئولاً عن حرمة الأرض التي يضرب فيها بعد أن كان على غيره متكلاً كل الاتكال. فلتضرب إدارة الدعاية على أنامل العازفين ولهوات المغنّين، وتأمر بالحماسيّات، وتخطو الطيّ والليّ والنواح، و (الشخلعة). وإذ اللحن مرتبط باللفظ الملحن فلتفتش الإدارة عن الناظم الذي لم يأكل نَفَسه وجد مصنوع أو فتور مقيم.

والهوْة القومية تبث في الأنفس من طريق المسرحيات، و (الأفلام) التاريخية خاصة، إذ تجري حوادثها في عهد السلطان الواسع والدولة المتمكنة، ومن طريق المحاضرات الموَّجهة، ثم من طريق المهرجانات، حيث تنتشر الأعلام وتعزف الأناشيد، ويصطف الجن وتلقى الخطب الحماسية؛ وقد شهدت نوعاً من هذا في محافل نورمبرج النازية.

وأما تهذيب الشعب من باب التسلية فبتنظيم المحاضرات السهلة الجذابة، ومدارها مبادئ علم الصحة والأخلاقيات، والوطنية، وبتمثيل مسرحيات مؤدبة باللغة العامية على أن تكون غير مرذولة.

وأما بسط الرقابة الشديدة على أعمال إدارات المسارح والإذاعة وغيرها فالمقصد منه وضع الشيء موضعه: فلا يهضم حق مؤلف أو ممثل أو مغن، ولا يفضل هذا على ذاك بغير حق، ولا يُبعَد مخرج قدير لسبب لا يتصل بمجرى عمله، ولا ينفق مال استهواء للصحافة التي لا وزن لها، ولا تشترى مسرحية ثم لا تمثل، ولا يتسلط مغن أو عازف لأنه ذائع الصيت إذ من حق الكفايات كلها أن تعجم فتستثمر. . . هذا قليل من كثير.

بقيت خدمة الفن الخالص. فإذا قلتَ إن الفن الخالص خاص (أرستقراطي) فلا خير فيه للأمة، قلتُ إن في الأمة جماعة من أهل الثقافة اللطيفة فلابد لهم من غذاء، بل بالأمة حاجة أن يقال إن فيها من الكتاب من هو منجذب إلى الإنشاء الرفيع ومن الموسيقيين من يكره الأنغام المطروقة والحيل الموروثة الموقوفة، ومن الراقصين أو الراقصات من يأنف هز الكتف ورفع البطن وخفض الردف، فإنما صيت الأمم يعلو ويستطير بفضل أهل الفن الخالص السامي، على وجه العموم؛ وهل يضر مصر أن يعلو صيتها؟

هذا ويلحق بالفن التصوير والنحت فلِمَ أسقطتهما إدارة الدعاية من الخطة التي رسمتها؟ وفي مصر فئة من المصورين والنحاتين لهم أن يظفروا بالتقدير والرعاية، فهذه معارضهم لا يلتفت الناس إليها كثيراً، وعلى مثل الصديق توفيق الحكيم أن يرشد الناس إلى قدر الصور والتماثيل.

وفي مأمولي أن يفلت هذا الفن الخالص (وكذلك العلم الصِّرف) من القيود المختلفة وينجو من سطوة الأوضاع التقليدية أو المذاهب السياسية حتى لا يهزل هزلته على يد ألمانية الهتلرية حيث النازية حكمت على كثير من ألوان الفنون المستحدثة بأنها شر وفساد.

(الإسكندرية)

بشر فارس حول رواية محمد علي الكبير

عزيزي الأستاذ الزيات

قرأت في العدد الأخير من (الرسالة) كلمة بإمضاء الأستاذ يوسف تادرس خاصة برواية (محمد علي الكبير) يرد بها على ناقد الرسالة الفني.

وليس يعنيني من هذه المناقشة إلا أمر واحد، وهو أن الأستاذ يوسف تادرس يتحدث عن الرواية كأنها من وضعه وهو يقول عن نفسه:

(وحاشا أن أصور محمد علي باشا في صورة السفاح الخ. . .) ثم قال:

(وأني أعقل من أن أصور منشئ مصر الحديثة في هذه الصورة) الخ. . .

والذي يفهم من هذا أن الأستاذ له يد في تصوير أشخاص الرواية.

وتقريراً للحقيقة، واحتفاظاً بحقي الأدبي في هذه الرواية لمجرد الذكرى أرجو أن تعلنوا أن حضرة الأستاذ يوسف تادرس ليس له من هذه الرواية إلا أنه أشترك في وضعها في القالب التمثيلي على أساس الرواية التمثيلية التي سبق لي أن اقتبستها بنفسي من روايتي (ابنة المملوك)، ولست أسخو بأن ينسب ما فيها من تصوير لشخص آخر، سواء أكان ذلك التصوير حسناً أم سيئاً.

وأما من حيث المكافأة المالية، فإني أرجو أن تعلنوا أنني لم أنل منها شيئاً. فلعل هذا يعدل رأي حضرة (ناقد الرسالة الفني) الذي يظهر أنه هنأنا بالاستيلاء على هذه المكافأة. وإذا كان الأستاذ يوسف أفندي تادرس قد حصل على تلك المكافأة، فليس لي علم بذلك. . .

ولعل في ذلك الأمر موضعاً للتأمل في تصرف الأدباء في مصر.

ولك تحياتي الخالصة

محمد فريد أبو حديد

بين الدكتورين بشر وأدهم

أقحم اسمي في الجدل القائم بين الصديقين الدكتورين بشر فارس وإسماعيل أدهم، وهو جدل طال عهده بين أخذ ورد، وهجوم ودفاع، وتشعبت بواعثه ونتائجه. وكانت مناوشته الأخيرة أن كتب بشر فارس أن أدهم أقتبس منه بعض نقده لكتاب (فرعون الصغير) للأستاذ محمود تيمور بك

وقد رد إسماعيل أدهم أنه كتب مقاله وأرسله إلى (الرسالة) بعد منتصف شهر يونيو أي قبل أن يظهر نقد بشر فارس في (مقتطف) أول يولية، وأنه أطلعني على هذا النقد في حينه، وأن صاحب (الرسالة) أخر نشره

والحق أني أذكر أن إسماعيل أدهم تلا علي وقتئذ مقاله في كتاب (فرعون الصغير) وقال لي: إنه سيرسله في الغد إلى (الرسالة) ولكني لا أذكر اليوم شيئاً من هذا الرد وهل كان يتضمن ما يقول إسماعيل أدهم أنه لم يقتبسه من بشر فارس أو لا

ولعل القول الفصل في هذا الخلاف عند صاحب (الرسالة) فإن الأستاذ الكبير لا بد ذاكر متى وصلته مقالة إسماعيل أدهم وكيف تأخر نشرها

وبعد فإني لم أكتب كلمتي هذه لأنتصر لهذا أو لذاك من المتناظرين، فلكل واحد منهما عندي الصداقة التي يعرفها، ولكني أقصد إلى أن هذا الجدل قد طال أمره وتشعبت نواحيه وتعددت أساليب الهجوم فيه حتى لم يبق فيها زيادة لمستزيد، وحتى وقف جمهرة القراء على آراء الفريقين ومراميهما، ولعل الأستاذ الجليل صاحب (الرسالة) لا يعدم أسلوباً من أساليبه اللبقة لإقفال بابه بعد أن يحفظ لكل من المتناظرين حقه في إجمال آرائه في أسطر معدودة، وللجمهور بعد ذلك أن يحكم لهذا أو ذاك أو لكليهما معاً

وأنا واثق أني حين أعرض هذا الاقتراح أعبر عن رأي أصدقاء الأديبين الفاضلين الدكتورين بشر فارس وإسماعيل أدهم والمعجبين بأبحاثهما القيمة وهم كثيرون

(الإسكندرية)

صديق شيبوب

و (الرسالة) تقول لصديقها شيبوب إنها كانت شديدة الإعجاب بموقف الأستاذ أمين عثمان من الخصمين العظيمين أحمد ماهر ومكرم عبيد

حكومة قاسية؟!

نعم، ثم نعم، حكومة قاسية، قاسية، قاسية. . .

ولكن من الذي يقول بذلك؟ إليكم البيان: لما أعلنت الحرب، تسابق التجار في مصر إلى رفع الأسعار، أسعار الأشياء المعاشية. . . فلم يؤذني ذلك، لأني قضيت دهري في الحدود التي صرح بها الشاعر إذ يقول:

لستُ أرتاع لخطبٍ نازلٍ ... إنما الخوف لقلبٍ مطمئنّ

فأنا أحتقر الضرورات المادية للعيش، وأكتفي بالقليل حين لا أجد غير القليل، وأتأسَّى بالتعبير الذي كنت أعتصم به يوم كانت تكرثني الفاقة في باريس، التعبير الذي يقول: '

فقد وطنتُ نفسي على الأزمة التي تقضي بها جوائح الحرب، وقلت: لعل في ذلك خيراً وأنا لا عرف!

ولكن هناك أشياء لا أستغني عنها أبداً، وهذه الأشياء هي ورق الطباعة الذي يحتاج إليه المؤلفون في كل وقت. وقد صرت مؤلفاً من حيث لا أحتسب، وتلطف القراء فأوهموني أن لي في أنفسهم منزلة توجب أن أحسب لرضاهم ألف حساب!

وهل كنت أول مؤلف خدعه القراء؟

أليس في مصر نحو عشرين أو ثلاثين مؤلفاً ينفقون أرزاقهم وأرزاق أطفالهم فيما يشترون من الورق وما يقدمون إلى المطابع؟

أليس في مصر عدة مجلات أدبية يتنازل أصحابها عن أقواتهم ليفوا بالعهد للقراء؟. . .

قامت الحرب، ولي في المطابع ثلاثة مؤلفات، منها كتاب نفذت طبعته منذ أشهر طوال، وهو يطلب كل يوم. . . ولهذا الكتاب منزلة في قلبي، لأنه من محصول دار المعلمين العالية في بغداد، هو كتاب (عبقرية الشريف الرضي)، الذي أعلن عن طبعته الثانية بالمجان في مجلة (الرسالة) لأن صاحبها مؤلف وصحفي، وهو يعاني من عُنف تجار الورق أضعاف ما أعاِني. . .

وأعترف بالحق فأقول: شرعتُ في طبع تلك الكتب مطلعَ الصيف، ثم ضاق جيبي عما أريد، فاعتللتُ لأصحاب المطابع بأني أحب أن أقضي الصيف في شغل ألطف من الطبع والتصحيح: وهو مشاهدة اللؤلؤ المنثور فوق شواطئ الإسكندرية وشواطئ بور سعيد وشواطئ دمياط

وهل يكثُر على رجل في مثل حالي أن يعطّل مؤلفاته ليمتع عينيه بمشاهد الملاح؟ ولكن لا بدَّ مما ليس منه بدّ الحرب أُعلنتْ، ويجب أن أفرغ من طبع تلك المؤلفات قبل أن يصير الورق من الممنوعات

الورق! الورق!

تلفتُّ فرأيت التجار زادوه إلى أضعاف وأضعاف، فرضيت بالخسارة العاجلة فيما شرعت في طبعه من تلك المؤلفات، وانتظرت حتى تنتهي الحرب. ولكن الحكومة - الحكومة الحازمة التي يرأسها الرجل الحازم علي ماهر باشا - سارعت ففرضت تسعيرة لأكثر الأشياء، ومنها الورق

وعندئذ أسرعت لابتياع ما أحتاج إليه لإنجاز تلك المؤلفات فماذا رأيت؟ رأيت التجار جميعاً خضعوا لحكم التسعيرة إلا تجار الورق

فهل يعرف القراء ما الذي قرأت في عيون تجار الورق؟

رأيت في عيونهم كلمة مرقومة بأحرف من الظلمات. رأيتهم جميعاً يقولون: هذه حكومة قاسية لأنها صدَّتنا عن إرهاق من يشتغلون بالصحافة والتأليف!

وأنا أشهد علانية بأن الرئيس علي ماهر باشا رجل قاس لأنه صدَّ عنا عادية المجرمين من تجار الورق وكفّهم عن الجشع البغيض

فيا أيها الرجل العظيم الذي اسمه علي ماهر، تذكَّر ثم تذكَّر، تذكَّر أنك أنقذتنا من ظلم تجار الورق، وتذكّر أنهم سيرجعون إلى غيّهم بعد قليل إن أمنوا سطوة الحزم والعدل

وستكون أول من أهدِي إليه تلك المؤلفات التي انتزعتُ ورقها من تجار الورق بفضل حزمك ورجولتك، وعند الشدائد تظهر عزائم الرجال

زكي مبارك

حثر اللسان

قرأت في (الرسالة الغراء) سؤال السيد الفاضل (ع. م. ح) وقد وجدت في اللسان والتاج هذا: (لسان حَثِر لا يجد طعم الطعام) وجاء في نجعة الرائد: (يقال رجل حثر اللسان كما يقال حثر الأذن أي لا يجد طعم الطعام) وفي (الإفصاح): (لسان حَبْر - لا يجد طعم الطعام) وابن سيدة لم يذكر في المخصص في فصل أدواء اللسان لا الحثر ولا الحبر. وقد أضاف الأستاذان مؤلفا الإفصاح إلى المجموع من المخصص أشياء من غيره (مما تمس إليه الحاجة) فإن أرادا ذكرا متفضلين مظنة اللفظة التي نقلا عنها لأجل تحقيقها

(طنطا)

أزهري

كتاب (التعليم والمتعطلون في مصر) شكر وتقدير

أهدى الأستاذ المربي عبد الحميد فهمي كتابه النفيس (التعليم والمتعطلون في مصر) إلى حضرة صاحب المقام الرفيع علي باشا ماهر فتفضل رفعته بإرسال هذا الكتاب إليه:

حضرة الأستاذ الفاضل عبد الحميد فهمي مطر

تلقيت ممتناً مؤلفكم القيم (التعليم والمتعطلون في مصر) وإني ليسرني أن أبعث إليكم بعظيم الشكر على جميل هذا الإهداء، مقدراً أحسن التقدير ما أبديتم من عناية بهذا الموضوع الدقيق، وما بذلتم من جهد في تقديم هذه الدراسة النافعة

ولكم مع أزكى التحيات أطيب التمنيات

(علي ماهر)

معهد اللغات الشرقية في كلية الآداب

نشرت الوقائع المصرية مرسوماً بقانون هذا نصه بعد الديباجة:

مادة (1) ينشأ في كلية الآداب معهد يسمى (معهد اللغات الشرقية وآدابها) يكون الغرض منه التخصص في اللغات السامية ولغات الأمم الإسلامية واللهجات العربية القديمة والحديثة.

مادة (2) يشمل المعهد الفروع الثلاثة الآتية:

1 - فرع اللغات السامية.

2 - فرع لغات الأمم الإسلامية.

3 - فرع اللهجات العربية.

مادة (3) يدرس في فرع اللغات السامية المواد الآتية: الأكادي، الكنعاني، الآرامي، السامي الجنوبي، علم اللغات، النحو المقارن. . .

ويدرس في فرع لغات الأمم الإسلامية اللغات الآتية:

الإيرانية والتركية والأردية (الهندستانية). . . وما يضاف إليها من اللغات الشرقية القديمة والحية غير السامية. . .

ويدرس في فرع اللهجات العربية:

اللهجات العربية القديمة والحديثة في مختلف الأقطار والأقاليم

واشتمل المرسوم بعد ذلك على شروط القبول ورسم القيد وأمور أخرى خاصة بهذا المعهد.

جائزة طلعت حرب باشا السنوية

لما عاد سعادة طلعت حرب باشا من أوربا في السنة الماضية معافى رأى بعض إخوانه من مديري البنك وشركاته أن يظهروا سرورهم بشفائه وأن يغتنموا هذه الفرصة لتقديرهم لما قام به من خلق مصر الاقتصادية الصناعية، فاكتتب كل منهم بعشرين جنيهاً مصرياً، وقرروا أن يشترى بالمبلغ مائة سهم من أسهم بنك مصر يخصص ربحها سنوياً لجائزتين: إحداهما للمتفوق في التعليم التجاري، والثانية للمتفوق في التعليم الصناعي. وأنابوا عنهم في هذا حضرة صاحب السعادة توفيق دوس باشا. وقد أرسل سعادته منذ يومين إلى صاحب المعالي وزير المعارف العمومية الخطاب الآتي:

حضرة صاحب المعالي وزير المعارف العمومية

أتشرف أن أخبر معاليكم أنه بمناسبة إبلال حضرة صاحب السعادة طلعت حرب باشا السنة الماضية من المرض الخطير الذي كان قد ألم به إذ ذاك اجتمع بعض إخوانه من مديري البنك والشركات المتصلة به واكتتبوا فيما بينهم بمبلغ اشتروا به مائة سهم من أسهم بنك مصر وخصصوا ريعها ليصرف جائزتين سنويتين: إحداهما للمتفوق في التعليم التجاري والثانية للمتفوق في التعليم الصناعي ويطلق عليها جائزة محمد طلعت حرب باشا

وبناء على هذا قد أودعت في بنك مصر المائة سهم المذكورة تحت تصرف معاليكم ليصرف كوبونها لوزارة المعارف سنوياً.

حول مقال سيدي الأستاذ الزيات

أشكركم كثيراً لنشركم مقال (ابن حوقل) في العدد 323 من الرسالة. وقد وقفت بعد إرسال المقال المذكور إليكم على كتاب (المكتبة العربية الصقلية)، الذي اعتنى بجمعه ونشره المستشرق الإيطالي أماري في ليبسك سنة 1875 بعنوان: - فوجدته قد نشر في الصفحة (4 - 11) من هذه المجموعة جانباً من كتاب (المسالك والممالك) لأبن حوقل يتناول وصف جزيرة صقلية

إن ما نُشِر في هذه المجموعة الصقليَّة يعتبر إحدى الطبعات الجزئية التي سردناها في مقالنا السابق لكتاب المسالك والممالك

(بغداد)

ميخائيل عواد

إلى رجال الأدب والتاريخ

في العدد 322 من الرسالة الزهراء وفي مقال نصير العروبة الدكتور زكي مبارك (جناية أمين على الأدب العربي) ورد ذكر الشيخ محمد صائم الدهر الذي طاف بمصر من الشمال إلى الجنوب ليحطم ما ترك المصريون القدماء من الأصنام والأوثان وجدع أنف أبي الهول الخ

وقد أثار هذا الاسم حواراً طريفاً وحديثاً تشعب وتفرع عند طائفة من الأدباء، هنا فهل لرجال الأدب والتاريخ من يذكر طرفاً موجزاً عن تاريخ هذا الشيخ وعصره فإن في ذلك الإيضاح فائدة وعملاً مشكوراً!

أم درمان (السودان)

حسن حامد البدوي

حول نقد كتاب

سيدي الأستاذ الجليل الزيات قرأت في عددين مضيا من (الرسالة) الغراء، كلمة للأديب البغدادي خليل أحمد جلو ينقد بها كتاب (بعث الشعر الجاهلي) للدكتور مهدي البصير. وقد أهدى إلى أحد أصدقائي ببغداد نسخة من هذا الكتاب في أواسط يونية الماضي، وكتب إلي يقول: إن مؤلفه يسره أن أكتب عنه ما يعن لي من نقد وملاحظات، فكتبت عنه كلمة طويلة ضمنتها ما أخذته على الكتاب ثم بعثت بنسخة منها - أواخر يوليه الماضي - إلى مجلة (التفيض) البغدادية. ومن غريب المصادفات أن أجد مقالة الأديب جلو مشابهة لمقالتي في موضوعها وجوهرها، لا في أسلوبها ومظهرها

وتشاء الظروف أن تنقطع مجلة (التفيض) عن الظهور عقيب وصول المقال إليها؛ لأنها كانت تصدر نصف شهرية وأراد القائمون على أمرها أن تصدر أسبوعية من أول شهر (أيلول). وللآن لم يصلني العدد الأسبوعي الأول من (التفيض) حتى أعرف إن كان مقالي المذكور قد نشر أم لا. وخشية من أن يتهمني الأديب (جلو) أو سواه بأنني بنيت مقالي على مقاله أو حرفته ونسبته لنفسي، أسارع بنشر هذه الكلمة والوقت لا يزال فسيحاً؛ وسندي في ذلك كتاب بعث به إلي الأستاذ سليم التكريتي محرر (التفيض) يطلب مني أن أكون محرراً دائماً بها، ويخبرني بوصول مقالي عن كتاب البصير إليه. وهذا الكتاب بتاريخ 6 أغسطس سنة 1939م

ولعل صفحات (الرسالة) الغراء لا تضيق عن هذه الكلمة القصيرة، ولكم شكر وتحيات وسلام

(البجلات)

أحمد جمعه الشرباصي