مجلة الرسالة/العدد 325/المسرح والسينما
مجلة الرسالة/العدد 325/المسرح والسينما
من التاريخ
النهضة المسرحية في مصر
ونصيب الفرقة القومية منها وواجبها حيالها
رواية الذبائح
كانت رواية غادة الكاميليا خيراً وبركة على المسرح المصري وبسببها اتجهت الأنظار إلى فرقة رمسيس، وارتفع قدرها وكبر شأنها، فازداد النشاط فيها وعظم الإنتاج.
ولا نتعرض للعدد الوفير من الروايات التي أخرجتها، فإن هذا ليس سبيلنا، وإنما يكفي أن نضع أمام نظر القارئ أسماء بعض هذه الروايات:
غادة الكاميليا، المجنون، كرسي الاعتراف، الاستعباد، الذبائح، ناتاشا، الجبار، راسبوتين، توسكا، الصحراء، فيدورا، انتقام المهراجا، القضية المشهورة، ملك الحديد، النسر الصغير، الولدان الشريدان، الذهب، في سبيل التاج، عطيل، يوليوس قيصر، المائدة الخضراء، جاك الصغير، الشرك، البرنس جان، نيرون، لوكاندة الأنس، حانة مكسيم، الرئيسة، القبلة القاتلة، الفريسة. . .
وليست هذه الروايات إلا قليلاً من كثير أخرجته الفرقة في أعوامها الأولى التي نالت فيها نجاحاً منقطع النظير في تاريخ المسرح المصري
وكما كانت (غادة الكاميليا) سبباً من أسباب اهتمام الجمهور بالمسرح كذلك كانت رواية (الذبائح)، بيد أنه كان لهذه أثر يخالف تلك، ونتائج خطيرة غيرت من اتجاه سير النهضة وقلبتها رأساً على عقب.
لم تكن الذبائح رواية عادية، بل كانت حدثاً في تاريخ التأليف المسرحي، فاللغة التي كتبت بها غريبة كل الغرابة، هي لغة عامية صيغت في ألفاظ ومعانٍ عربية، أو دخلت عليها ألفاظ ومعان أرقى من مستواها اللفظي ولهجتها الشاذة، وهي بعد ذلك ذات رنين عجيب، أحياناً تراها كأنها نوح النائحات، وأحياناً تسمعها كأنها شدو الحمائم، وأحياناً أخرى تنظرها فكأنها حكم وأمثال للحكيم سليمان أو لغيره من الحكماء، ثم لا ترى بعد هذا أنك في ج تعرفه، ولا تشعر أنك في حياة ألفتها، بل أنت في دنيا غريبة وحياة غريبة، وبين أشخاص غرباء، وكأنهم خارجون من القبور، أو آتون من بعيد حيث الظلام الدامس يعم الأرجاء، والغموض والإبهام يلابس الأشياء. هم مخلوقات آدميون في الظاهر لكنهم ليسوا من أهل هذه الدنيا. لعلهم من سكان المريخ، ولعلهم من سكان غير المريخ من هذه العوالم التي تجري في نظامها الرائع مع أرضنا سيدة هذه العوالم بلا منازع.
فلم يكن غريباً أن يكون لهؤلاء الأشخاص أثر في الجمهور، ولم يكن غريباً أن يفتتن بهذه الرواية الناس، وأن يترنم بعضهم بألفاظها الغريبة في منتدياتهم، حتى في الطرقات كان البعض ينادي أمينة رزق وفتوح نشاطي بطلي الرواية بتلك اللهجة الغريبة التي تقرع الأسماع.
وكما أثرت الذبائح في عقول الجمهور، كذلك أثرت في عقول أصحاب المسرح وسادة النهضة فيه، وبدأ يوسف وهبي ينسج على منوالها، فكتب (الصحراء)، بيد أنه حاول إخفاء الحقيقة فكتبها بلغة عربية ليدخل في روع الناس أنه غير مقلد على حين أن كل شيء فيها قد نم عن تأثر صاحبها بالذبائح وأسلوبها ولهجتها وما فيها من بكاء وعويل.
(للكلام بقية)
ملاحظات
اختيار الروايات في الفرقة القومية
نعود إلى هذا الموضوع فنقول إن الرواية (محمد علي الكبير) التي قبلتها لجنة القراءة وقبض أصحابها ثمنها قد رفضها أفراد الفرقة لعيوب فنية وموضوعية لمسوها فيها، فالرواية عبارة عن عرض تافه لسيرة منشئ مصر الحديثة، وهو عرض غير جدير بذلك البطل الذي أظهره المؤلفان بمظهر السفاح الذي يجتذب إليه أعداءه ليغدر بهم، هذا إلى أنها من الوجهة المسرحية لا قيمة لها
وهنيئاً للمؤلفين ما قبضا من ثمن!
خطوة مباركة
علمنا من مصدر نثق به أن لجنة من الممثلين والمخرجين بالفرقة القومية قد عهد إليها بصفة غير رسمية قراءة الروايات التي تقدم للفرقة وانتخاب ما يصلح منها لعرضه على اللجنة الرئيسية. هذا بلا شك يعد خطوة مباركة لها ما بعدها من نتائج حاسمة في اختيار الروايات الذي يعد عقدة العقد ولغز الألغاز في هذه الفرقة. ونحن نرحب بهذا العمل ونرجو أن يصبح رسمياً على أن ينضم إلى هذه اللجنة التمهيدية فريق من النقاد للانتفاع بخبرتهم ودرايتهم بشئون المسرح.
سراج منير
ترامى إلينا أن الأستاذ فتوح نشاطي توسط في الصلح بين الأستاذ سراج منير وإدارة الفرقة القومية، فعاد سراج إلى عمله كمخرج وبدأ فعلاً في إخراج (مصرع كليوبطرة)، ونحن نحمد هذه الروح التعاونية بين أفراد الفرقة ونتمنى دوامها.
الفرقة الموسيقية
يقولون إن هناك فكرة لتوفير أكبر عدد ممكن من أفراد الفرقة الموسيقية التي تعمل مع الفرقة القومية.
وبهذه المناسبة نذكر أن عدد أفراد هذه الفرقة 15 عازفاً، وهم يكلفون الفرقة القومية ألفاً من الجنيهات كمرتبات
وفي الواقع أن الفرقة القومية ليست في حاجة إلى فرقة موسيقية بهذه الضخامة لأنها لا تخرج روايات أوبرا أو أوبريت
مصر الخالدة
قدم الأستاذ فتوح نشاطي إلى إدارة الفرقة القومية، رواية (مصر الخالدة)، وهي مأساة فرعونية أشاد فيها بالعبقرية المصرية القديمة
الإخراج في الفرقة القومية
بدأ العمل في إخراج الروايات وتوزيع الأدوار على النحو الآتي:
عهد إلى الأستاذ فتوح نشاطي إخراج الروايات الآتية:
(ماريا)، وهي درامة إسبانية عنيفة تصور رجلين يتنازعان حب امرأة.
(الأمل)، وهي رواية مقتبسة بقلم الأستاذين: سليمان نجيب وعبد الوارث عسر، وهي عبارة عن تصوير للجيل الحاضر الذي يريد أن يشق طريقه إلى الحياة بصدق وعزم، دون أن يأبه للتقاليد الموروثة.
وعهد إلى الأستاذ عمر جميعي بإخراج (امرأة تستجدي)
كما عهد إلى الأستاذ سراج منير بإخراج (مصرع كليوبطرة)
وبهذه المناسبة نذكر أن الروايات الثلاث (ماريا) و (مصرع كليوبطرة) و (الأمل) قد وزع أدوارها المسيو فلاندر
ثقافة مخرج
كتب أحد المخرجين كلمة يدافع بها عن السيدة فاطمة رشدي في نوعها الجديد حيث هبطت إلى فن الصالات فقال: إن موليير حين طرد من فرقة الكوميدي فرانسيز افتتح مقهى أمام المسرح وكان الممثلون يأتون إليه ذرافات ووحداناً يتناولون عنده شرابهم وطعامهم، فلما سويت الأمور بينه وبين إدارة الفرقة بعد سنوات عاد إليها ولم يكن فنه قد تأثر بإدارة المقاهي
وللحقيقة والتاريخ نقول: إن موليير مات قبل إنشاء فرقة الكوميدي فرانسيز ببضعة أعوام لعلها خمسة، وأن موليير لم يفتح مقهى وإنما كان صاحب مسرح اسمه (مسرح موليير)
ولسنا نعيب على مخرجنا الجهل، وإنما نعيب عليه التبجح في إيراد هذا الدفاع وهذا الدليل الذي لا يأتيه الباطل!
(فرعون الصغير)
أخبار سينمائية
(شارل بواييه وجريتا جاربو) في رواية (ماري والوسكا) التي قام فيها شارل بدور (نابليون) وجريتا بدور (صديقته). وقد زعم بعض النقاد ان شارل تغلب على جريتا في هذه الرواية والصحيح أن شخصية نابليون كانت أقوى من شخصية مارى والوسكا. وبهذا طغت شخصية شارل على شخصية جريتا.
كارول لومبارد
يقول أصدقاء وصديقات كارول لومبارد إنها ستعتزل السينما لتكون زوجة كلارك جابل ومع أن للحياة الزوجية جمالها إلا أننا نشك كثيراً في أن ممثلة عظيمة مثل كارول لومبارد في إمكانها أن تستعيض عن مجدها بحياة منزلية مهما بلغ من سعادتها. إنها إحدى ملكات السينما فكيف ترضى بالنزول عن عرشها بهذه السهولة. لقد جربت كثيرات غيرها هذه التجربة فعدن بالفشل الذريع
(كونستانس بينيت) نجمة متروجولدوين ماير. وكانت يوماً ما الممثلة الأولى في هوليود وما زالت تحتفظ ببعض مكانتها فيها وتظهر في روايات قوية.
وهي تعد في الطليعة بين قائدات المودة في مدينة السينما
نلسون أدي وجانيت ماكدونالد نجما شركة مترو جولدوين ماير ومن أبرع المغنين في العالم ظهرا معاً في روايات موسيقية كثيرة آخرها (روزالي) التي عرضت في بداية الموسم الماضي.
وأشهرها (أيام الربيع) التي ما توال تعرض حتى الآن في دور السينما الصيفية
جمال الساق
جمال الساق في عالم هوليود من شرائط الجمال الأولى. والمقاييس لجمال الساق تحتم أن تكون كما يأتي:
الكاحل: ثماني بوصات ونصف - سمانة الرجل: اثنتا عشرة بوصة ونصف - الفخذ: تسع عشرة بوصة ونصف
ويقولون إن سر جمال السيقان هو في رياضة المشي العادي
والشهيرات بجمال السوق في هوليود هن: كلوديت كولبيرت جنجر روجرز: أليس فاي. ألينورا باول. بيتي جرايل. مارلين ديتريش
(ماجوري ويفر) التي نالت عقداً سينمائياً عن طريق التربع على عرش الجمال. فقد تسارعت إليها الشركات السينمائية بعد أن أصبحت ملكة للجمال في أمريكا، واستطاع دافيد زانيخ أن يقتنصها ويعطيها دوراً في رواية (شهر العسل الثاني)