انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 324/من نار الفراق

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 324/من نار الفراق

ملاحظات: بتاريخ: 18 - 09 - 1939



أنا. . . وأنت!. . .

(لم يبق لي بعد اليوم في الدنيا أمل، فإذا لاحت في أفقك

شعاعة من رجاء فأتني بها قبل المصير!)

للأستاذ محمود حسن إسماعيل

جُرْحانِ ظَلاَّ في سَعيرِ الزَّمانْ

لا يَهدآنْ!

وغُنْوَتا حبٍ بنايِ الهَوَان

مَذْبوحَتانْ!

وقَطرَتا دَمْعٍ بِوادي الحَنانْ

عِرْبيدَتانْ!

أذْراهُما في تَوْبةٍ عابِدانْ

مُسْتَغفِرانْ!

يا ربِّ أني لَشرِيد الجَنانْ

طَيْفُ الأمانْ!

بَيْتانِ مِنْ شِعْرِ سَقَاهُ الحَنين

كأسَ العَذابْ!

مَلاَّ صَدَى الدُّنيْا ونَجْوَى السِّنينْ

فوق التُّرابْ!

وَحِينَ. لاحَ الشَّطُّ غابَ السَّفِينْ

خَلْفَ الضَّبابْ!

فَلَمْ تَزَلْ كَفُّ الأسَى والجُنُون

تَسْقِي الرَّباب!

ولَمْ نَزَلْ نَشْدَو. . . وَشَدْوُ الحَزِي رؤيا خَرابْ!!

فَرْخانِ في أُفْقِ الهَوَى حَائِرَانْ

حَوْل الِّرياح!

مَاتَتْ أغَانيِنا بِظِلِّ الجِنانْ

قَبْلَ الصَّباح!

وَحَطَّم السَّاقِي بَقَايا الدِّنانْ

فوقَ الجِراحْ!

لَقَدْ سَقَيْنا حُبَّنا يَا زَمانْ

نارَ الْكِفاحْ!

فَخَلِّنا. . . إنَّا لِطوُلِ الهَوَانْ

عِفْنا النَّوَاح!!

(القاهرة)

محمود حسن إسماعيل