انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 320/رجعة

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 320/رجعة

ملاحظات: بتاريخ: 21 - 08 - 1939



للأستاذ فريد عين شوكة

أَلقيتُ أعباء النَوى عن كاهلي ... ورحمت نفسي من جَواها القاتل

وسعيتُ شطرك والحنين يدُعُّني ... دَعَّا إليك، وما له من خاذل!

وحملتُ آلامي وكنتُ حفظتُها ... لأذيعها لك في اللقاء العاجل

حتى لقيتُك فامَّحي من خاطري ... ما كنت فيه من العذاب الهائل

وجمدْتُ وانعقد اللسانُ، كأنما ... أنا في لقائك صورة من (باقل)

يا مستريح البال ليت لمهجتي ... بعض الذي بك من قرار شامِل

هبْني شذذت! أليس عذري أنني ... نهبٌ لثوراتي وجمِّ بلابلي؟!

مالي عصيتُك يائساً فهجرْتني ... عَجْلانَ غير معاتِب أو سائل

غفراً فقد أخطأتُ فيما خلْته ... يشفى فؤاديَ من هواك الواغل

إني حسبتُ القلب يَّطرح الهوى ... ويُفيق من خبل الغرام الخابل

فإذا فؤاديَ جذوة مشبوبة ... طول النوى وإذا لقاؤك شاغلي

وإذا أنا هيمانُ حتى أهتدي ... بالبدر في ليل البعادِ اللائل

شهرُ حرمتك فيه ذقت به الجوى ... ناراً تَلظَّى في حشايَ الذابل

ونَزَتْ على قلبي جراحاتُ النوى ... كالموج ثار على سفينٍ جافل

شهر كأن اليوم من أيامه ... إن مرَّ يرجعُ فهو ليس براحل

يا طالما سألَتْك فيه رسائل ... وصْل المحب فلم تصخْ لرسائلي

وغفلتَ عن حزَني وشدة لهفتي ... ويلُ الشجيّ من الخليِّ الغافل!

سجلْتُ حالك في الخصام وفي الرضى ... فوقفتُ منك على سجلّ حافل

ترضَى فتعرض لي الحياة بهيج ... تهفو لفتنتها عيونُ الثاكل

وتذيقني نِعمَ الوصال هنية ... يا طيب مَنهلها لقلبي الناهل

فإذا غضبْتُ لقيتُ منك معانداً ... يُعيى بنفرته جميع وسائلي

ومضيتَ لا تُبقي على ما بيننا ... وقطعتَ من دنياك كل حبائلي

يا من أرى في وصله كل المنى ... حققْ وصالك للمحب الآمل لا شيَء في دنيا الصبابةُ يشتهى ... مثل التمتع بالحبيب الواصل

فريد عين شوكة