انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 309/رسالة الفن

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 309/رسالة الفن

ملاحظات: بتاريخ: 05 - 06 - 1939



دراسات في الفن

المرأة والإبداع الفني

للأستاذ عزيز أحمد فهمي

قبل أن أقول كلمة في هذا الموضوع أحني الرأس طويلاً بين يدي حواء، فمهما تكن فإنها أمي، والأم لا تنكر إذ قد ينكر الأب، وإنها بعد ذلك أختي، والأخت لا تتنكر إذ قد يتنكر الأخ، وأنها منذ كنت سكني. . . رحمانك يا رب!

وبعد فإنه يخيل إليّ أني قد استطعت - بعون الله - في حديثي السابق أن أغري القارئ بالتفكير معي في أمر الصدق ولزومه للفن، وإني أرجح أن تفكيره لم يعد يرى بأساً في أن نجعل ما بين الصدق والفن من الصلة أساساً للنظر في صلة الفن بالناس. فالصدق لا يقوم بذاته إلا في الوجود المجرد، ولكنه يحتاج إلى من يتجسده في الكون المحسوس كما يحتاج إلى من يعلنه فيه، والإنسان بعض ما يتجسده، وهو وحده الذي يعلنه بهذا الأسلوب المفهوم المعقول. والإنسان كما هو ظاهر رجل وأمراة، فأيهما كان أقرب من الصدق كان أقرب من الفن. وأيهما كان أقرب من الفن كان أقرب من الصدق.

أما الذي يسجله التاريخ القديم والحديث فهو أن عدد الرجال الذين أبدعوا في فنون الحس والعقل على الإطلاق أكثر من عدد النساء اللواتي أبدعن في هذه الفنون. فإذا نحن سايرنا منطق الحساب فإننا سنشهد مجبرين بأن الرجل أقرب إلى الصدق من المرأة.

ولكن الذي تعودناه من مجاملة حواء لا يجيز لنا أن نمسك بهذه الدعوى وأن نتعلق بها وأن نقف عندها متبلطين لا نتزحزح عنها ولا ننجلي، وإنما يأنف الذوق من هذا ويأبى إلا أن نخف عن هذه الدعوى ألي شيء مما يتلوها، فنقول: لعل طبيعة المرأة في الأصل كانت تكاد تشبه طبيعة الرجل، ولكنها الحياة التي تمردت على الطبيعة بهذه الحضارة هي التي عصفت بالمرأة دون الرجل وللمرأة عندئذ عذرها إلا إذا أنكرت تكوينها، ولها فيه من القوة ما حُرِمه الرجل. كما أن لها فيه من الضعف ما برئ منه الرجل.

قد يتعاشق رجل وامرأة. أما الرجل فيهفو إلى محبوبته، وأما هي فيكون في نفسها أن تطي إليه ولكنها تتمنع، فلا يرى الرجل بداً من أن يخطو هو الخطوة الأولى. فإذا أحست المرأة إشفاقه من هذه الخطوة وتردده عنها أغرته بها ودفعته إليها وشجعته عليها، ولكنها لا تسمح لنفسها بأن تخطوها لأنها لا تعرف الصلة بينها وبينه إلا على وجه واحد، وهو أن تلقي عليه أعباءها. وهي مع رغبتها هذه تأبى إلا أن تسجل عليه خطوته الأولى، وإن كانت هذه الخطوة بإغرائها وتشجيعها، وهي تفعل هذا كله لتبرر فيما بينه وبينها بهذه الحركات الظاهرة دلالها عليه وتحكمها فيه بعد أن ملكت منه رغبته إليها أولاً، وخطوته إليها ثانياً. فكأنها التي تفضلت بانقيادها، وكأنما كانت تريد أن تعيش على بعد من الرجل

صحيح أن من الرجال من يستطيع أن يتماسك أمام المرأة، وأن يمضي معها في صراع المغازلة إلى أقصى ما تريد من فنون المغازلة، ولكن صحيحا أيضاً أن الكثيرين من الرجال لا يلبثون أمام المرأة إلا ريثما ترتجف أرواحهم فإذا هم يتطايرون عبيراً وشذى، وإذا هم فنون من الأنغام والصور والشعر والحكمة: في هذه الفنون أودعوا اللهفة والشوق، وبها أزينوا وتبرجوا كما يفعل بعض إخوانهم ممن يخادعون المرأة بقوة أبدانهم، وممن ستهوونها بجاههم وأموالهم

والرجل صريح في كل ضرب من ضروب الغزل هذه. . . ولكن المرأة - لا نقل كاذبة - وإنما نقول متحفظة

والتحفظ إبهام ولو ستر وراءه الصدق

وما لنا نتجشم الدخول إلى نفس المرأة، وهذه مظاهرها أمامنا واضحة؟!

أما نرى المرأة تعني بشئون بدنها أكثر من عنايتها بشئون روحها؟ بل إنها إذا صفت روحها سخرت هذا الصفاء لنعمة جسدها، وحسبته في أسباب أناقتها كأنه زي من أزيائها. . . فكثيرات هن المغنيات والراقصات والممثلات اللواتي يغزلن من فنونهن شباكا يقتنصن بها الأغنياء والشبان الوارثين وغيرهم ممن يشترون الجمال بالمال بينما لا يفعل مثل هذا من الرجال الفنانين إلا قلة نادرة شاذة

ثم أن هذا التجمل الذي تدمنه المرأة لا يخرج عن أنه تكلف وأنه شيء يشبه الكذب، فهذا المسحوق الأبيض الذي تذره المرأة على وجهها لتقول به إن بشرتها بيضاء ناعمة ليس فيه من بياض بشرتها ولا من نعومتها شيء وإنما الأبيض الناعم هو. وهذا الدهان الأحمر الذي (تلطعه) على وجنتيها لتقول به إنها حمراء الخدين ليس فيه من حمرة خديها شيء وإنما الأحمر هو. . . وهذا الطلاء القرمزي الذي تسفكه على شفتيها لتقول به إنها قرمزية الشفتين ليس فيه من شفتيها شيء وإنما القرمزي هو. . . وهذا المشد الذي تربط به خصرها لتقول به إنها نحيلة الخصر إذا انفك ارتاح خصرها فإذا هي كما خلقها الله لا كما تقول بمشدها. وهذا (الكعب) العالي الذي تركبه وتمشي به كما يمشي (البهلوان) على الحبل لتقول إنها سمهرية القد تخلعه في وحدتها فإذا الأرض تبلع منها مقدار ما كانت (تتطاول) بكعبها العالي. . .

والرجل لا يفعل شيئاً من هذا، ولكن المرأة تفعله - ولا نقل إن المرأة به كاذبة - وإنما نقول إنها متأنقة

والتأنق تمويه ولو ستر وراءه الصدق

فهل لا تصلح المرأة للفن إذن وهي غارقة في تحفظها وتأنقها هذين؟ الواقع أن كلا من التحفظ والتأنق يخنق الفن

أما التحفظ فإنه يخنق الفن لأن الفن دائماً يبدأ في نفس الفنان، فليس هناك مغن تغني بعواطف الناس قبل أن يتغنى بعواطفه هو، ليس هناك أديب كتب عن الناس قبل أن يكتب عن نفسه، فإذا لم يكن قد كتب عن نفسه فلا بد أن يكون قد فكر فيها قبل أن يفكر في غيرها من النفوس لأنها أقرب النفوس إليه كما أنه أن لابد ينساب منه حين يكتب عن الآخرين ما يدل عليه وما يستطيع القارئ أن يحكم به على ما يحب وما يكره. ولا ريب أن الوصول إلى ما يحبه المرء وما يكرهه لا تتلوه إلا خطوة قصيرة يقف بعدها المستطلع أمام نفس هذا المرء وجهاً لوجه. وليس هناك رسام ينشر في الناس صورة إلا وهو يضمن هذه الصور جميعاً ما ينجذب إليه من الألوان والأشكال؛ فهو يدل بذلك على ذوقه ونواحي الراحة التي تطمئن إليها روحه ما دام يرسم مختاراً غير مجبر

وهكذا الفنون جميعاً تعلن بصراحة ووضوح عن نفوس أصحابها. زد على ذلك أن الفنون الفذة العبقرية تحتاج إلى جهاد يمارسه - في أغلب الأحيان - أولئك الذين تتملكهم رسالاتهم الفنية فيشعرون أن الإنسانية قد استدارت حولهم فجعلتهم نواة لحلقة جديدة في سلسة الرقي الحسي والفكري الذي ترقاه. وهذا الجهاد وما يصاحبه من ألوان الكفاح وصنوف الحرمان والتعذيب الروحانيين أو البدنيين يستلزمان من الصبر والعزيمة والقوة والمجالدة والإعراض عن مباهج الدنيا ما لا تطيق المرأة الخفيفة الرقيقة أن تحمله.

فهي بين التحفظ الذي أنشأه عندها الضعف، وبين هذا الضعف الجديد إزاء الحالة العبقرية الطارئة في ضعفين يثقل معهما التكليف بالفن أو يكاد يتعذر، فلا هي قادرة أن تكشف عن روحها فإذا فعلت فإنها عاجزة عن المضي في حياتها وهي روح عادية.

فإذا لحظنا أنه قد شاعت بين النساء أزياء تكشف عما لزمت المرأة تحجيبه عن الأعين دهوراً من الخجل والخفر، وإذا لحظنا إلى جانب هذا أنه لما تذع بين النساء الصراحة حتى اليوم ولما يرج بينهن الصدق، وأنهن ما يزلن يفضلن من يزوق لهن القول ومن يزيف عليهن الحق حتى بعلمهن، إذا لحظنا هذا وذاك أدركنا أن المرأة تعتقد بإيمان كامن في نفسها أن جسمها خير من روحها، وأنها لو أظهرت من جسمها ما أظهرت فأنها لن تصيب الأعين بالقذى، على العكس من روحها التي تدثرها بالغموض والتحفظ خشية أن تحسب عليها خلجات نفسها.

فلماذا تفعل المرأة هذا؟

أفي نفسها شر مرعب مخيف تتقي أن ينفضح؟!

لا أحسب هذا، وقد يكون كل ما في الأمر أن المرأة متحفظة وأنها تحب ألا تعلن إلا ما يسر الرجل، ولما كانت تربط حياتها بحياة رجل واحد إما أن يكون في الغيب فهي لا تدري ما الذي يعجبه وما الذي يغضبه، وهي لهذا تئد النزوع الفني في نفسها حتى لا ينفر منها أحد، وحتى يقبل عليها كل من يريد أن يتعرف بها فعندئذ تريه ما يرضيه هو لا ما يرضيها هي، وإما أن يكون تحت سمعها وبصرها، فهي تسقيه من خمرها ما طاب له لا ما اعتصرته من نفسها

هذه هي حال المرأة الضعيفة المتحفظة

ويشبه هذا حالها في تأنقها واصطناعها الزينة وفنون التجمل فهذا التأنق ينساب من بدنها إلى روحها، والتأنق لا يخلو من التعمل والتكلف، وهما يباعدان ما بينها وبين الفن الصادق الصحيح إذا أحبت أن تدنو من الفن. والأناقة - كما هو معلوم - لها أزياء تتشكل وتتطور على مر الزمن، وهي تخضع في تشكلها وتطورها للذوق العام الذي تدنيه بين الناس مؤثرات معقدة متعددة يخضع لها المتأنقون خضوعاً لا يرضاه الفنان ولا يستطيع أن يأخذ به لأنه يحب دائماً ألا يفعل إلا ما يقتنع به هو نفسه وهو يستقي سر إقناعه من نظرته للأشياء ومن تجربته الخاصة ومن مقدار الراحة واللذة اللتين يوفق إليهما. . . والمثل الذي يردده المتأنقون هو قولهم: (كل ما يعجبك وألبس ما يعجب الناس) بينما الفنان - ما دام قادراً - لا يأكل إلا ما يعجبه، ولا يلبس إلا ما يعجبه أيضاً جرياً على نهج الحرية والصدق الذي يسلكه في حياته

فإذا فرضنا أن المرأة استقامت إلى الفن فإنها في أغلب الأحيان لا تفعم نفسها وفاء لهذه الاستقامة، وإنما هي تبعثر من إخلاصها في حقل التأنق مثلما تبعثر في حقل الفن، فهي إذن موزعة الجهد مشتتة الروح، وفنها إذن لا يعدو أن يكون صورة أنيقة لزي من أزياء الفنون الرائجة التي يتحدث الناس بجمالها أو التي أنفقت كثرة من الناس على استحسانها، وهذا هو السبب في أنه لم يكد يحدث أن خطت امرأة خطاً جديداً في لوحة الفن لا لشيء إلا لأن المرأة متأنقة، والأناقة لها قاعدة تبيح للمتأنق أن يبتلع ما يعجبه، ولكنها لا تبيح له أن يظهر أو أن يتظاهر إلا بما يعجب الناس

وقد يرد عليّ نصير من أنصار المرأة فيقول إن من النساء الفنانات من لهن أسلوب فني خاص بهن كممثلات السينما المعدودات في الصف الأول بين الممثلات - والسينما اليوم هي المجال الفني الذي تزاحم فيه المرأة الرجل - وقد يضرب لي نصير المرأة هذا المثل بجريتا جاربو التي يعتبرونها ممثلة السينما الأولى في العالم فإن لها من غير جدال أسلوباً خاصاً بها في تمثيلها، كما أن لكل واحدة من الممثلات المبرزات أسلوباً خاصاً وإلا ما احتسبت بين الممثلات المبرزات

قد يقال هذا، ولكن الرد عليه قريب. وهو لا يكلفنا أكثر من أن ننفي عن جريتا جاربو تمكنها من الإبداع الفني الذي يسر لها أسلوبها الخاص بها في التمثيل، فنحن إذا راجعنا تاريخها لفتنا فيه ذكر ذلك المخرج السويدي الذي لطفت عنده جريتا فأحبها واستدرجها إليه بسطوته الفنية، ثم فجئ العالم بها ولها هذا الأسلوب الناعس الجديد في التمثيل

قد تكون جريتا ناعسة في نفسها ولكنها لم تجرؤ على الظهور في زيها النفسي الصادق إلا برعاية رجل وبمعاونته وتشجيعه، ولا ريب أن هذا الظهور قد خدش في نفس جريتا جابو تحفظ الأنوثة وتأنقها؛ ولا ريب أن هذا الخدش هو الذي يحملها دائماً إلى التهرب من المجتمعات والى حياة العزلة والغموض التي عرف عنها أنها تميل إليها، وأنها تشتريها بالمال الكثير، فهي إذن قد جزعت من الناس عندما ظهرت لهم على حقيقتها لأنها كانت تحب أن تخفي هذه الحقيقة، ولأنها كمن تؤمن بأن التأنق على ما فيه من التكلف خير من الصدق والحق

ولهذا أيضاً اضطربت حياة جريتا الغرامية، فهي قد أصبحت تعتقد أن الرجال قد وقفوا على حقيقة نفسها، وعلى مسالك عواطفها، فهي لذلك تشك فيمن يتقرب إليها بالهوى وإن أقبلت على واحد منهم فريثما تشعر أنه قد تملك من نفسها عندئذ تفيق ولا ترضى أن تؤمن بأن عاشقها هذا يحبها حباً صادقاً، وإنما تحسبه كالنساء التمس إلى روحها مدخلاً هو ناحية الضعف في نفسها

كل هذه الحيرة، وكل هذا الشك، وكل هذا القلق، لم يعتور النفس جريتا إلا لأنها جزعة نادمة على ما كشفت من نفسها، فهي تسمح للمرحوم جون جلبرت بأن يتقدم نحو روحها حتى يتسلط عليها فتشك فيه وتنتفض من حبه وتهجره، ثم لا تلبث أن تمثل مع رامون نوفارو فتحبه وتحس أنه يحبها، فما تحس هذا حتى تفر منه وتهجره

خبل ما بعده خبل. . . أحدثه في نفس المرأة الصدق، وكان حق الصدق أن يفيض بها طمأنينة ودعة

فهل يمكن أن يقال بعد هذا إلا أن الصدق غريب على طبع المرأة؟!

وما دمت قد ذكرت جريتا جاربو، وذكرت بها السينما، والسينما - كما قدمت - هي المجال الفني الذي تزاحم فيه المرأة الرجل، فإني أرى نفسي ميالاً إلى الوقوف عند مشاهدة لا ريب أنها تؤيد ما أذهب إليه من تباعد المرأة عن روح الفن الصادقة. . . تلك هي أنه لم يحدث أن تصدت للإخراج في السينما ولا في المسرح حتى اليوم امرأة. وإن كان ذلك قد حدث فإنه لابد أن يكون قد حدث في حالة واحدة أو حالتين أو - على الأكثر - حالات لا يمكن أن تزيد على عدد أصابع اليد الواحدة. . .

والإخراج في التمثيل - كما يحتاج إلى إلمام ميكانيكي بقواعد الفن، فإنه يحتاج إلى أبلغ النفاذ إلى روح الفن ومعانيه ومراميه، وهو لا يقوم إلا بذوق مستقل خاص يتجلى في الطابع الفني الذي يتميز به المخرج؛ هذا زيادة على ما هو لازم للمخرج من صدق الخبرة بالنفوس والحياة، وصدق الحكم على الفن والفنانين، لأنه بهذه الجرأة الصادقة، وبهذا الحكم الصادق وحدهما يستطيع أن يبرز رواية، وأن يوزع الأدوار فيها، وأن يضمن خروجها وهي أقرب ما يكون العرض الفني من الحياة الطبيعية، وأصدق ما يكون من التعبير عما أراده مؤلف الرواية، وأبلغ ما يكون من تصوير عواطفه وأحاسيسه، وأوضح ما يكون من تحديد أفكاره ومراميه. . .

هذا العمل الفني الجليل المعقد المتشعب لم تجرؤ النساء على الاقتراب منه حتى اليوم، ولا ريب أن الذي يحول بينهن وبينه هو الشيء في طباعهن، فإنهن أنفسهن لا يستطعن أن يدعين أن الرجل - وعلى الخصوص في ميدان السينما الحر الطلق - يعوق سبيلهن أو يحد من مطامحهن.

وأخيراً. . . فلعل القارئ قد لفته مثلما لفتني، أن العبقريات من النساء اللواتي شذذن على هذه القاعدة التي رسمناها اليوم فيهن من الرجولة ملامح منها ما هو ظاهر في أبدانهن، ومنها ما هو كامن في أرواحهن، ولست أريد أن أذكر من أعرفهن بالأسماء فقد يكرهن هذا لبقية باقية من الأنوثة في نفوسهن، وإن كنت لا أحب أن أدع حواء قبل أن أعود فأحني الرأس طويلاً بين يديها متوسلاً إليها أن تجرب - إذا استطاعت - الصدق.

عزيز أحمد فهمي