مجلة الرسالة/العدد 305/نجوى موسيقية (سيرانادة)
مجلة الرسالة/العدد 305/نجوى موسيقية (سيرانادة)
(تحت نافذة المرأة التي لم تخلق بعد)
للأستاذ صالح جودت
ما أنتِ إلا امرأة في الخيالْ ... رأيتُها بالقلب رُؤيا المثالْ
لو قَدرتْ ليلةُ قَدْرٍ على ... تأويلها، لم أَرْضَ هذا المحالْ
مُنَايَ أن تحيا بفكري ولا ... تخطر في الدنيا لغيري ببال
وما أَنانيٌّ أنا، لكنما ... أخشى عليها من قلوب الرجال
وهي التي صَوَّرها شاعرٌ ... مبتكرٌ أَبدع فيها المقالْ
من عُنصر الوهم اجتلى رسمها ... والوهمُ في الدنيا أَعزُّ اللآلْ
آمنت بالله، وما شِمْتُهُ ... إلا بعين الوهم خلف الظلال
ونُؤْتُ بالحب وعانيتُهُ ... في امرأةٍ من غانيات الخيالْ
كنتُ أنا الباري الذي صاغها ... فكيف أُمسي أنا عبد الجمالْ؟
كناحِتِ (العَزَّى) إذا ما رمى ... مِعْوَلَهُ، ذلَّ لذات الجلالْ
فهل رأى العالَمُ مخلوقةً ... دَلًّت على الخالق هذا الدلال؟
وهو الذي بَارَى بها ربَّهُ ... واسترخص الهَدْىَ وأَغْلَى الضلال
وسار في الناس بأوصافها ... حتى أحبوها بغير اعتدال
وفتشوا في الأرض عن وكرها ... وفي السموات العَوَالي العَوَلْ
تسوَّلَ الناسُ أحاديثها ... والناس لا تسأم ذل السؤال
وقيل إني الغيبُ قد لَفَّها ... وإِن حُجْبَ الغيب ليستْ تُذَالْ
وقيل في يمناي مفتاحها ... وقيل يَطْوِي قَلْبَها في الشَّمال
يا طيبَ ما لاقيتُ في حبها ... وطيب قيلٍ في هواها وقَالْ
صالح جودت