انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 279/الكتب

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 279/الكتب

ملاحظات: بتاريخ: 07 - 11 - 1938



هكذا تكلم زرادشت

ترجمة الأستاذ فليكس فارس

بقلم الدكتور إسماعيل أحمد أدهم

(بقية ما نشر في العدد الماضي)

إن نيتشه نفسه يوافقنا على هذا التفسير، فهو يقول ص17 من الترجمة العربية:

(وهنالك في الصحراء القاحلة (أعني صحراء الحياة القاحلة) يتم التحول الثاني فينقلب العقل أسداً لأنه يطمح إلى نيل حريته وبسط سيادته على صحرائه. . .!

وفي هذه الصحراء يفتش عن سيد ليناصبه العداء كما ناصب سيده السابق، فهو يستعد لمكافحة التنين (الواجب) والتغلب عليه)

ولست أدري كيف غفل صديقنا المترجم عن هذا مع أن قلمه جرى به في الترجمة؟ وكيف تغافله الدكتور (روبرت ربننجر) إن صح ما ينقله صديقنا المترجم عنه

أما الفقرة الأخيرة من النشيد، والتي يجد فيها المترجم سنداً لتأويله على زعمه، فهذه الفقرة لا تؤيده في رأيه بعد أن وضح التفسير الصحيح وإنما هي تؤيدنا في تفسيرنا الذي ذهبنا إليه

أما ترجمة عبارة (سلاه) (حيَّ على الصلاة!) ففيها نظرة؛ ذلك أن نيتشه كان أخصائياً في الآداب العبرية. ومعروف في الأدب العبري أن لفظة (سلاه) ترد في أواخر الأناشيد، والدليل على هذا القائم في سفر الأناشيد في العهد القديم وقد ترجم إلى (سلاه) عربياً في كلا الترجمتين اليسوعية والأميركية. هذا إلى أن نيتشه نقلها كما هي إلى الألمانية واختتم بها عبارات أناشيده. وظلت على نصها العبري في جميع التراجم مع ظهور مفهومها في اللغة العبرية للجميع، إذاً فليس هنالك وجه لأن يذهب المترجم ليفسرها بأن نيتشه يقصد بها (حيَّ على الصلاة!)

أما تقدير الدكتور (روبرت رينجر) فلا قيمة له، ذلك أنه يعرف عن نيتشه أنه متصل بالآداب السامية، فلما وجد تفسيراً للكلمة في العربية وافق المفسر في رأيه، وهو لو درى أن نيتشه كان وقوفه مقصوراً على آداب العبريين، لعلم أن مفتاح الكلمة في لغة العبريين وليست في لغة العرب، ومن هنا كان له أن يرفض تفسير المترجم!

وهنالك في التمهيد الذي قدم به صديقنا المترجم مآخذ كثيرة نحصر الكلام هنا على أهمها وأكثرها مجانبة للواقع

يقول المترجم:

(يريد نيتشه خلق الإنسان المتفوق - يعني السبرمان - جباراً كشمشون، وشاعراً كداود، وحكيماً كسليمان. فهو يكلف الطبيعة ما لا قبل لها به ويطمح إلى إيجاد جبابرة لا يصلحون لشيء في المجتمع لأن الحيوية لا تنصرف من مختلف نوافذها الجسمية في آن واحد دون أن تقبض على صاحبها لتوقفه من سلم الارتقاء على مرتبة معلقة بين الاعتلاء والانحطاط فيكون منه لا الإنسان المتفوق بل الإنسان (التافه) القصير الحياة والقاصر في كل عمل يباشره.)

وهذا الرأي يصح ولكن إذا كانت القوة الحيوية في الأحياء لا يمكن زيادتها فيهم حتى يكون من تصرفها من مختلف نوافذ الحياة ما يجعل الحي يقف في مرتبة التفوق من سلم الارتقاء من هنا لا يصح هذا الاعتراض على نيتشه، ذلك أنه يقيم فكرته في مجيء السبرمان من ازدياد القوى الحيوية عن طريق ترك المجال للتنازع للبقاء فيبقى القوي الأصلح. وتعمل سنة الانتخاب على تثبيت صفة القوة في سلالات هذا القوي الذي خرج منتصراً من معمعة التنازع على البقاء.

يقول المترجم:

(من تبصر في أحوال الناس وطرائقهم في الحياة، لابد له أن يسلم أخيراً بأن لكل شخصية حياتها بما كمن في حوافزها ولكل شخصية ميتنها بما خفي من أدواء جسمها وعلل إرادتها وبما وراءها من مقدمات وحولها من نتائج)

وهذا الرأي فكرة أولية يؤمن بها صاحبها فليكس فارس وتدور من حولها آراؤه في الشرق والغرب، وهذه الفكرة فيها عنصر من الخطأ، وموضع الخطأ عدم ملاحظته العوامل والمؤثرات الطبيعية والاجتماعية التي تترك أثراً ثابتاً في فطرة الأحياء يتكافأ مع حوافزهم الطبيعية. وقد جلينا في سلسلة مقالاتنا المدرجة على صفحات (الرسالة) عن الغرب والشرق كيف تنزل جميع آراء صديقنا من هذه الفكرة الأولية، وشرحنا أوجه الضعف بتفصيل فيها، فلا داعي هنا للإفاضة.

يقول نيتشه:

(إن ما فطرنا عليه هو أن نخلق كائناً يتفوق علينا، تلك هي غريزة الحركة والعمل)

ويعلق على هذا الكلام المترجم بقوله:

(ما هذه الفطرة التي يراها نيتشه رافعة الإنسان إلى التفوق على ذاته وأنساله إلا حافزاً الحب وفي أعماقه غريزة الانتخاب تجتذب الزوجين إلى اتصال يشدد أحدهما فيه ما وهن في بنية الآخر.)

وهو في تفسيره هذا وتعليقه يحمل نيتشه أفكاراً لم تمر بخاطره فضلاً عن أنه يخالف العلم الحديث بمقدراته.

يقول نيتشه إن غريزة الحركة والعمل في الحياة تعمل لخلق كائن يتفوق على أبويه، وهو في هذا يماشي فكرة أن التطور مدفوع للارتقاء، فإذا كانت الحياة هي الحركة والعمل ومجبولة على الأرتقاء، فأذن كل نتاج الحياة يتفوق على أصله. وهذه فكرة مستقلة بذاتها عن فكرة المترجم حين يقول: إن حافزة الحب بما في أعماقها من غريزة الانتخاب الزوجي يجذب الزوجين إلى اتصال يشدد أحدهما فيه ما وهن من بنية الآخر

ومع هذا ففكرة المترجم واهنة لو نظرنا إليه من ناحية العلم البيولوجي، ذلك أننا نعرف من بحوث الأستاذ جوليان هكسلي المعروف أن المظاهر الخارجية في الحياة وخصوصاً الصفات (النفسية) وعلى وجه خاص الحب لا يتعدى أثرها (إحكام الروابط النفسية بين الأحياء بعد أن يهبط الميل الفسيولوجي إلى درجة العدم). من هنا لنا أن نقول إن حافز الحب مهما كان له من الأثر في إحكام الروابط النفسية بين الأحياء فإنه لا يتعدى دائرة المظاهر الخارجية للحياة ولا يصل بتأثيره إلى العالم الداخلي فإذن رأي صديقنا المترجم يخالف مقررات العلم البيولوجي الحديث وأمانة البحث تضطرنا إن نقول إن بعض الباحثين إلى الآن لا يزالون يحملون بعض الظاهرات الطبيعية في التناسل على الصفات (الروحية) ذلك أن هذه الفكرة بقية من آثار الرأي العامي الشائع في أن للمظاهر الروحية أثراً في تكوين الجنين. ويستحسن أن يراجع المترجم بحوث الأستاذ جوليان هكسلي في هذا الموضوع

ومن هنا نرفض كل ما نقله المؤلف من فصل (منابت الأطفال) من كتابه (رسالة المنبر إلى الشرق العربي) مقدرين أنه لا صلة بينها وبين الأبحاث العلمية الحديثة في البيولوجيا

يقول المترجم:

(إن الدين يهاجمه نيتشه إنما هو صورة لأصل شوهها الغرب)

وهذه الفكرة تدور في كلامه، ذكرها في كتابه (رسالة المنبر) مراراً ورددها في مناظرته معي عام 1937 وجاء يكررها على صفحات (الرسالة) أخيراً، وهاهو ذا اليوم يذكرها في تمهيد يقدم به ترجمته لكتاب زارازوسترا. ومع كل هذا فالفكرة خاطئة فالغرب لم يشوه الدين أخذه من الشرق، وإنما كل ما فعله، أنه جعله يتكافأ مع طبيعته الحيوية الإنسانية فأسبغ عليه صوراً ليست منه، ولكنها من طبيعته، فكان من ذلك صورة للدين تغاير الصورة التي هي عليها في الشرق

إذن فالتعبير بأن الغرب شوه الدين تعبير خاطئ، وصحة التعبير أن يقال إن الدين الذي أخذه الغرب عن الشرق كيفه على حسب طبيعته حتى يقبله، وهذا التكييف إن اعتبر تشويهاً في نظر المترجم هو في الواقع خلع للثوب الغيبي عن الأديان وجعله إنسانياً!

يقول المترجم:

(إن الدين قد أراد للإنسان تكاملاً روحياً يهيئه إلى إدراك باريه وراء المحسوس في حين أن نيتشه، وقد أنكر ما لا تقع الحواس عليه، أراد أن يفلت الإنسان من حدود إنسانيته على هذه الأرض فيجعلها جنة خلد يستوي عليها بجبروته إلهاً. . .)

ونحن نقول:

(إن نيتشه لم يفعل أكثر مما استلزمته عقيلته الآرية وعقله الإنساني المتحرر من تقاليد الماضي، وهو لم يحاول أن يجعل الإنسان يفلت من حدود إنسانيته بل عمل أن يرد الإنسان لحقيقته في عالم الطبيعة بعد أن حاولت الأديان أن تفلته من حدود الطبيعة وتجعله خاضعاً لما وراء الطبيعة، حتى أصبح الإنسان حيواناً ميتاً فيزيقيا)

إن وجهة النظر تفترق من اعتقاد ثابت بالغيب أو بإنكار لها وإيمان باليقين الواقع، ومن هنا فالفرق بيني وبين صديقي المترجم أنه رجل غيبي وأنا رجل ضد الغيبيات على خط مستقيم

والناحية الغيبية عند صديقي هي التي جعلته ينكر التطور كحقيقة بيولوجية إذ قال:

(إن المخلوقات كلها في سلسلة الوجود لا تملك الانعتاق من حدود أنواعها مهما كرت القرون وتعاقبت الأجيال، لا يمكن للجماد أن يفلت من مملكته إلى مملكة النبات، ولا للبنات أن يجتاز حدود مملكة الحيوان ولا الحيوان، أن يجتاز ملكة الإنسان

لذلك كان الذاهب في طلب إنسان يتفوق على الإنسانية كالمحاول استنبات الشجرة حيواناً أو استبدال الحيوان إنساناً

لقد كرت القرون على مبدأ التاريخ الذي نعلم وعلى ما لا نعلم من حقب كرت ما وراءه، والإنسان لم يزل هذا المخلوق الدائر أبداً ضمن حلقة إنسانيته)

ويؤسفني أن يرجع صديقي فليكس فارس عن أفكاره عصره القهقري إلى أفكار القرون الوسطى

يقول أمين الريحاني فيلسوف الفريكة في خطاب لصديقه وصديقي فليكس فارس على صفحات المقتطف:

(ألا إن فليكس لصديق عزيز قديم. وقد طالما ترافقنا في جادات العقل والروح واتفقنا، بل كنا دوماً في طليعة الحملات حملات الحرية والعلم، على معاقل الظلم والظلام

وإني لأرى فليكس اليوم في غير تلك الطلائع والحملات، إني أراه اليوم واقفاً في المؤخرة وهو يتلفت إلى الوراء ويجنح بعض الأحايين إلى جادات لا أثر فيها للعلم الحديث، وللنزعات الفكرية الحرة. .!)

وإني وإن كنت أوافق فيلسوف الفريكة في الشطر الثاني من كلامه عن صديقي فليكس، فأنني لأشك في صدق الشطر الأول منه، في وقوف صديقنا فليكس في طليعة حملات العلم، ذلك أنني لا أتصور إنساناً يقف في طليعة حملات العلم، ولو قبل الحرب العظمى ويكون منكراً للتطور. لقد كان فليكس فارس في طليعة حملات الحرية في سوريا قبل الحرب، ولكن لم يكن في طليعة حملات العلم. هذه حقيقة يجب أن نعرفها. إن كانت للصداقة واجباتها فإن للحقيقة حقوقها. . .

بالأمس كنت أقلب بين يدي كتاباً عن نظرية التطور عند القدماء لأوتو فولنجر الكاتب الألماني المعروف. وقد جمع مؤلفه في القسم الثاني منه كل ما قاله كتاب العرب في موضوع التطور واليوم انتبهت فإذا بصديقي فليكس يرى التطور وبتصوره بالصورة التي جعله عليها إخوان الصفا وابن مسكويه منذ قرون. فيذهب للرد عليهم جانحاً إلى صور من التأمل والتخيل أبعد ما تكون عن أساليب العلم والعلماء

لاشك عندي أن صديقي فليكس يسير في المؤخرة من سير الزمن، يعيش بعقله في عصر سابق لقيام النهضة الحديثة

إن الشخص الذي يتحدث عن المواليد الثلاثة وعوالمها وعن عدم إمكان الجماد أن يفلت من حدود عالمه إلى عالم النبات، وعن عدم إمكان النبات أن يفلت من كونه إلى مملكة الحيوان. . . إنما هو شخص يعيش بأفكاره في العصور الوسطى، ونحن لا نرضى بمثل هذه الحياة لصديقنا، ولكن ليس بيدنا من أمر!. . .

يقرر الصديق فليكس أن كرّ القرون وتعاقب الأجيال لا يُمَكِّنُ النوع من الانعتاق من حلقة نوعه. . . فكأني بالصديق أولاً: من الذين يتصورون النشوء والتطور يجري لطول الآماد وكرّ القرون وتعاقب الأجيال. ثانياً: أنه من الذين لم يقفوا على المباحث الحديثة في التطور وخصوصاً تجارب (مورغن) و (مللر) و (جوهانسن) حتى أنه يكرر القول بعدم إمكان النوع أن ينعتق من حلقة نوعه

أما عن التصور الأول فقد نبه إلى فساده من قبل (شارلس روبرت دارون) في كتابه أصل الأنواع، إذ قال في الفصل الرابع (ص218 من الترجمة العربية، طبعة أولى وج2 ص40 من الطبعة الثانية - ترجمة صديقنا إسماعيل مظهر) ما نصه:

(إن كر الصباح ومر العشي، ومضي الأزمان المتتابعة لا يحدث في الانتخاب الطبيعي أثراً ما إيجاباً أو سلباً. ولقد اضطررت إلى التكلم في هذا المبحث لأن بعض الطبيعيين أيقن خطأ بأني أعتقد أن لمضي الأزمان وترادف العصور، الأثر الكلي والجولة الواسعة في تغيير صفات الأنواع، على قاعدة أن صور الأحياء عامتها كانت ممعنة في تغاير الصفات بتأثير سنة طبيعية مؤصلة في تضاعيف فطرتها بيد أن مضي العصور وتلاحق الدهور لا يتعدى أثرها تهيئة لظروف ظهور التغايرات المفيدة للكائنات الحية وانتخابها انتخاباً طبيعياً واستجماعها ثم تثبيتها من طبائع الصور العضوية، ولا جرم إن لذلك أثراً بيناً، غير أنه بعيد عما يتوهمون، كذلك يعد مضي الوقت طبائع الكائنات الحية من حيث تأثيرها الآلي، إلى قبول تأثير الحالات الطبيعية قبولاً مباشراً)

لقد كان صديقي إسماعيل مظهر يرد على جمال الدين الأفغاني مزاعمه في هذا الموضوع بنفس هذا الكلام منذ خمس عشرة سنة. واليوم يدور دولاب الزمن، وأقف أنا من سيره أعيد كلام صديقي في تصحيح مزاعم الصديق فليكس.

أما عن الأمر الثاني فصديقي فليكس يظهر تماماً أنه لم يقف على حقيقة البحوث التطورية الحديثة، وهو قد ظن أن الخلاف الذي نشب في أوائل القرن العشرين بين مدرسة لامارك ومدرسة دارون ومدرسة ويزمان دي فريس حول مجرى التطور إن دل على شيء فإنما على أن نظرية التطور واهنة.

والواقع أن التطور اليوم خرج من حدود النظريات وأصبح حقيقة أولية في علم الأحياء، وإن كان هناك من خلاف فهو حول تفسير التطور والعوامل والمؤثرات التي تدفع إليه.

وليس من شأني هنا أن أنقل للصديق فليكس آخر الآراء الحديثة في تفسير التطور، فليس خلافنا معه على التفسير إنما على التطور نفسه، فإن الصديق فليكس ينكره كحقيقة علمية وهنا موضع الافتراق بيننا.

وإني وإن كنت من غير المشتغلين بمباحث الأحياء فإن وقوفي على مباحثه وقوفاً تاماً يسمح لي أن أقول مع شكسبير إنني مستعد لدفع ألف إسترليني لمن يثبت ولو من وجهة نظرية أن التطور ليس حقيقة علمية!. .

إني مستعد لدفعها وبعد ذلك إعلان إفلاسي وكسر قلمي. . كما قال في مسألة مماثلة من قبل جوجول.

وذهب صديقي فليكس إلى الخلط بين الإلحاد والعدمية بين وفهو يقول: (الملحد هو الذي يرى أمامه ووراءه العدم والزوال) وهو في ذلك يوافق الأديب الناقد الأستاذ عباس محمود العقاد رأيه في أن (الملحد من يجحد الحياة وهو من هنا يريد أن يقول إن نيتشه نظراً لأنه لم يجحد الحياة) فهو مؤمن!

غير أني أرى أن هذا الرأي في الإلحاد توسع في فهم معناه إلى أكثر مما يحتمله معنى الإلحاد، فإن الإلحاد عندنا (الملحدين) حالة سلبية بالغيبيات، وناحيتها الإيجابية اعتبار اليقينيات أساس المعرفة.

وأظن أن هذا الرأي يتسق مع مفهوم الإلحاد أكثر من رأي الصديق فليكس وفكرة العقاد.

وبهذه المناسبة أحب أن ألفت نظر الصديق فليكس إلى ذلك الحديث الذي جرى منذ شهرين تقريباً على المائدة في داره بيني وبين الصديق الدكتور محمود عزمي وأديب حلب سامي الكيالي، وكيف انتهى بنا الحديث إلى أن الإلحاد حالة غير حالي العدمية

ومن هنا لا أجد بدَّا لرد فكرة اعتبار الإلحاد والعدمية وجهتين من النظر لا تختلفان

العدمي هو الذي جحدته حياته فجحدها، وكثير من الملحدين عدميون، ولكن هذا ليس بدليل على أن الإلحاد والعدمية مظهران من حالة واحدة

هذه ملاحظات سريعة على التمهيد، نوطئ بها الكلام عن نيتشه وفلسفته وقيمة تفكيره في عالم في عالم الفلسفة وأثرها في ألمانيا

(أبو قير)

إسماعيل أحمد أدهم