انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 270/إلي نورك السجين. . .

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 270/إلي نورك السجين. . .

مجلة الرسالة - العدد 270
إلي نورك السجين. . .
ملاحظات: بتاريخ: 05 - 09 - 1938



للأستاذ محمود حسن إسماعيل

(من أحلام كوخي البعيد، أهتز لك بهذه الأنشودة. . . لعل

فيها سلواناً لعذابك!)

إنْ رَأيْتِ النُّورَ مذعُو ... رُ الْخطَى نحْوَ الْمَغيبِ

وَرَأيْتِ الطَّيْرَ يَنْعي ... هـ لأوْرَاد الكثيبِ

وَرَأيْتِ الْعطْرَ نَعْساَ ... نَ عَلىَ الأيْكِ الرَّطِيبِ

وَرَأيْتِ الَّنهْر سرَّا ... لَفَّهُ صَمْتُ الْغُيُوبِ

وَرَأيْتِ الشَّمْس لا شَم ... ْس سَوِى طَيْفِ الْغُرُوبِ

وَرَأيْتِ الَّليْل (قدَّي ... ساً) تَهاَدَي للِصَّلِيبِ

غامضِ الأسْرَارِ يَحْكى ... سِتْرُهُ نَعْشَ الذَّنُوبِ

فاْنظُرِيِ منْ شُرْفةِ الْقَص ... رِ ونادِي: يا حَبِيبي!

تُشْرِقُ الدُّنياَ ويَنْدي ... جَوُّهاَ مِنْ كلَّ طِيبِ

وَتَهِلُّ الْفَرْحَةُ الْكُبْ ... رَى عَلَى قَلْبي الْكَئيِبِ

وَيُعودُ الأملُ ألهاَ ... رِبُ لي عَوْدَ الْغَرِيبِ!

وَإِذَا ما الْفَجْرَ أضْفَى ... نُورَهُ فَوْقَ التِّلاَلِ

وَزكَتْ (مِئْذَنةُ) النَّا ... سِكِ منْ عِطْرِ (الهِلالِ)

وَإِلى اللهِ دَعا الدَّا ... عِى بِطُهْر وابتِهَالِ

وَأفاقَ الدَّيكُ يَنْعِي ... خَلْفَ (تابوُتِ) اللَّياَلي

وَأنْتَشَى الوادِي مِنَ الن ... ورِ وَصَهْباَءِ الطِّلالِ

وَمَضَى الرَّاعِي إلى دُنْ ... ياَهُ في سَفحِ الْجبَالِ

وَاحْتَسَى الْعُصْفُورُ في الرَّوْ ... ضِ عَبيرَ الْبُرْتُقَالِ

وتَنَاغَى هَزَجُ (النَّح ... لِ) بِأفْيَاءِ الدَّواَلي

وغَدَا النَّيْلُ من الْبَهْ ... جَةِ قُدْسيَّ الْجَمالِ فانْظرِي منْ شُرْفةِ الْقصْ ... رِ عَلَى الوْادِي حِيَاليِ

تسْكِرُ الدَّنيَا لِمَرْآ ... كِ تَسَابِيحُ الْجلاَلِ

وَتَرَيْن السَّحْرَ سِحْرَ الْ ... كَوْنِ يَفْنى في خَيَالي

أَنْتَ سِحْري وَفُتُوِني ... وَصَلاَتي وَابِتهاَلي

لا تَظُنِّي نوُرَك الْعل ... وِيَّ تُفنِيهِ الْقُيُودُ

هُوَ كَوْنٌ عَبْقَرِيٌ ... لا تُوَاِتيهِ الْحدُودُ

وهْوَ دُنْيَا مِنْ صَفاَءِ ... لا يُساَمِيهاَ الْوُجُودُ

رَفْرَفٌ للْخلدِ لا يَرْ ... قَى لِشطَّيْهِ الْخلُودُ

تَهْرَمُ الدُّنيا وَتَبْلَى ... وَهْوَ شَعْشاَعٌ جدِيدُ

مَاَلهُ منْ مهُجَتي ( ... م) إلا التّغَّني وَالُّسجُودُ

فاسْكُبِيهِ فَوْقَ عُمْر ... كادَ يُبْليِهِ الُّصدُودُ

أنا ظْمآنُ. . . وَلكِنْ ... خانَ أياَّميِ الوُرُودُ!

وَعَلىَ كَفَّيك أقْدَا ... حِي وخَمري وَالنَّشيدُ. .

فَدَعِي الأغْلاَلَ ماشَا ... َءتْ غَداً يَبْلَى الْجدِيدُ

قَدْ رَعَى اللهُ هَوَاناَ ... وَأظَلَّتْهُ الْعهُوُدُ

ما الَّذي يَبْقَى سِوَى أَنْ ... يُشْرِقَ الْفَجُر السَّعِيدُ!