انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 267/حظي بالشيء. . .

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 267/حظي بالشيء. . .

ملاحظات: بتاريخ: 15 - 08 - 1938



لأستاذ جليل

الرافعي، المجمع اللغوي، أزهري المنصورة، اليازجي. . . .

. . . . .

- 4 -

تتمة

قال الأستاذ الرافعي (رحمه الله): (فلقي (حافظ) بعض أصدقائه، فقال له بالحرف: (اليازجي غير مطلع في العربية) قال الصديق ولماذا. . .)

وأغلب الظن أن ذلك الصديق الذي حاور حافظاً هو الأستاذ الرافعي بنفسه، وكأن ضلعه في حديثه على حافظ، وهو يبدو منافحاً عن صاحب (الضياء) وكان يوقر صاحبه، وسماه في إحدى مقالاته (أديب النصرانية) وقد طالع أقواله جلها أو كلها. وفي (تاريخ آداب العرب) من مجلتي البيان والضياء) شيء كثير وإن لم يُعزَ إليهما، وخطة الأستاذ الرافعي في ذلك الكتاب قلة العزو، وهذا قوله بيناً: (أصطلح بعض المتأخرين على أن يذكروا في مؤلفاتهم أسماء الكتب التي ينقلون عنها، ويعينون مواضع النقل ليخرجوا من تبعة ما ينقلون إذا كان خطأ فيلقون ذلك على الكتاب زيادة في حسنات مؤلفه. . . أما نحن فلما كنا نستهجن أن نثبت شيئاً لا نمخض الرأي فيه، ولا نثق بصحته بعد تقدم النظر دون أن ننبه عليه إن مست الضرورة إلى إثباته فقد أهملنا ذكر الكتب لأن ذلك تطوير من غير طائل، ولأننا نبسط كل معنى نأخذ فيه، ولم نعين مواضع ما ننقله لأن علينا تبعته)

ومما أخذه من (البيان) قوله: (وهم (أي الإسماعيلية) ينسبون إلى إسماعيل عليه (عليه السلام) وخبر نزوله بالحجاز مذكور في التوراة! وقد تزوج هناك برعلة بنت مضاض أحد ملوك جرهم وهي القبيلة التي ذكر جدها في التوراة باسم ألموداد)

و (البيان) يقول: (وسائر القبائل العرب تنسب إلى أجداد ذكرت في التوراة، منها ألموداد جد قبيلة جرهم التي اتصل بها إسماعيل بن إبراهيم الخليل فتزوج برعلة بنت مضاض أحد ملوكها وكانت مساكنها في الحجاز) وفي منقول الأستاذ الرافعي رحمه الله شيء نفوّض البحث عنه إلى الكاتب المشهور الدكتور طه حسين ليفيض فيه حتى يطرفه محمد نور ثانٍ أخاً لذاك (القرار). . .

وقد عرف الشيخ اليازجي فضل الأستاذ الرافعي في مبتدأ أمره، وأطراه في مجلته، وقرظ الجزء الأول والجزء الثاني من ديوانه، وروى طائفة منهما في التقريظين، ونقد أبياتاً في الأول منها هذا البيت:

أرى ذا الليل قد خفقت حشاه ... وبيض عينه نزف الدموع

قال: (فأنث الحشا وهو مذكر)

قلت: الحشا مذكر، وقد جاء في (رسائل الجاحظ) التي انتقاها من كتبه الأديب الأستاذ حسن السندوبي: (فأنا بين حشا خافقة ودمعة مهراقة) فهل كان الأصل: (فأنا بين حشا خافق ودمع مهراق) ثم جاءت هذه البركات، هذه التاءات من عند الناسخين أو الطابعين أو المنتقين. . .؟

وفي (أقرب الموارد) للشرتوني: (وهو (أي الحشا) يؤنث كقوله:

لا تعذل المشتاق في أشواقه ... حتى تكون حشاك في أحشائه

والبيت للمتنبي، والرواية في (ديوانه) يكون - بالياء - لا تكون - بالتاء -. وممن أنث الحشا ابن الفارض وابن نباتة المصري وقد نقدهما اليازجي

ومن نقد اليازجي العروضي لأبيات للرافعي:

أنا لم يبق بين جنبيّ إلا ... كبد من لوعة الشوق حرىّ

في عجزه نقص خفيف بين كبد ولوعة

صدّت فكان كلامها نزرا ... وغدت تضن بذلك النزر

جاء بالعروض الحذاء مضمرة والإضمار مع الحذذ لا يقع إلا في الضرب)

وقد ذكّرنا نقد اليازجيَّ الرافعيَّ بنقده (شوقيَّاً) في مثل ذلك:

ما نحن قلنا فالحب قائله=وما فعلنا فللهوى الفعل

وإن نقلنا لبقعة قدما ... فللهوى لا البقعة النقل

البيت الثاني مختلف الوزن من بحرين، لأن الشطر الأول من (المنسرح) وهو بحر سائر القصيدة والثاني من ثالث السريع: تلك سماء الهند شاهدة ... وأرضها والجبال والسهل

خالف بين الشطرين فجعل الأول من السريع والثاني من المنسرح)

ثم قال اليازجي بعد نقده تلك الأبيات في ديوان الرافعي: (على أن هذا لا ينزل في قدر الديوان وإن كان يستحب أن يخلو من مثله، لأن المرآة النقية لا تستر أدنى غبار، ومن كملت محاسنه ظهر في جنبها أقل العيوب، وما أنقدنا هذه المواضع إلا ظناً بمثل هذا النظم أن تتعلق به هذه الشوائب ورجاء أن يتنبه لمثلها في المنتظر، فان الناظم كما بلغنا لم يتجاوز الثالثة والعشرين من سنيه، ولا ريب أن من أدرك هذه المنزلة من البراعة في مثل هذا السن سيكون من الأفراد المجلين في هذا العصر، وممن سيحلون جيد البلاغة بقلائد النظم والنثر)

قلت: صدقت كهانة الشيخ فقد أمسى الرافعي من الأفراد المجلين في هذا العصر، وهو إن صلى في النظم فقد جلى في النثر

ونشر الأستاذ الرافعي (رحمه الله) ثلاث قصائد من شعره في مجلة (الضياء) الثالثة في السنة السابعة من تلك المجلة (الجزء السابع 15 يناير 1905) وعنوانها (حسان الأرض والسماء) وفي القصيدة هذا البيت:

هيهات قد أصبح معنى الهوى ... بين الغواني نحو (سوِّرْ يدي)

قلت: فهن يبغين قلْباً ولا قَلْباً، قلوباً لا قلوباً: (يُردن ثراء المال حيث عَلِمْنَه)

وقد رأيت وقد رويت قول (أديب النصرانية) في (أديب الإسلامية) وإن لم يكن الرافعيُّ يومئذ الرافعيَّ - أَن أورد قولا لحجة الإسلام الإمام الشيخ محمد رشيد رضا في الأستاذ الرافعي وفي كتبه عامة وكتاب المساكين خاصة:

(الأستاذ مصطفى صادق الرافعي صاحب هذا الكتاب أشهر من نار على علم، يراها كل أحد ولا يصل إليها أحد، فهو معروف والمعروف لا يعرّف. أوتي عقله نصيباً كبيراً من فلسفة النفس والاجتماع فهو يغوص في أعماقها، وأوتي خياله حظاً عظيماً من المعاني الشعرية فهو يطير في أجوائها، وأودع ذهنه مادة واسعة من اللغة العربية مفرداتها وأساليبها؛ فهو يبرز النظريات الفلسفية في صور من التخيلات الشعرية، تتجلى في طرز طريفة (مودات) من الحلي والحلل اللغوية، جمع فيها بين الإجادة في المنظوم والمنثور وقلما تتفق الإجادة فيهما معاً إلا للأقلين كما قال الحكيم ابن خلدون. وبهذه المزايا كان أمة وحده في الكتاب والشعراء والمصنفين، وكان جمهور قراء العربية يشكون شيئاً من الغموض في كلامه، والحاجة إلى التأمل الكثير في بعضه لاستبانة مراده، ولكن لا ينكر أحد من أولي الفهم أن كل قارئ له يرى فيه من فرائد اللغة ودقائق التعبير البليغ عن المعاني ما لم يكن يعلمه، فهو كثير الابتكار والإبداع. ولو كان جمهور القراء يفهمون لغته حق الفهم لعم انتشارها

له عدة مصنفات أجلها موضوعاً وأوضحها بياناً (إعجاز القرآن) وقد أعطيناه حقه من التقريظ فنشر معه، وطبع ثلاث مرات، ويليه (تاريخ آداب العرب) و (تحت راية القرآن) ومنها (حديث القمر، ورسائل الأحزان، والسحاب الأحمر، وأوراق الورد) وهذه الأربعة كتب فلسفة وشعر

وأما كتاب المساكين الذي جعلناه ذريعة لتقريظها كلها فقد عرفه مصنفه بكلمة بيّن بها ما أراده منه وكتبها تحت اسمه وهي: (أردت به بيان شيء من حكمة الله في شيء من أغلاط الناس) ولقد صدق في قوله ووفى بمراده، ولقد كنت أعجز كما أخال أن كل أحد غيره يعجز عن تعريفه هذا. ثم وصفه بكلمة أخرى قال: إنها (من قلم الغيب) وذكر أنها أوحيت إليه في النوم وهي: (هذا كتاب المساكين، فمن لم يكن مسكيناً لا يقرؤه لأنه لا يفهمه، ومن كان مسكيناً فحسبي به قارئاً، والسلام) فإن صدق في أن هذه الكلمة من قلم الغيب كما صدق في أن من لم يكن مسكينا لا يفهمه، فأنا أظن أنه لا يوجد مسكين يفهمه، ذلك بأنني أظن أنني مسكين ولم أفهمه، إلا أن مسكنتي مسكنة أخلاق لا مسكنة إملاق، ولا أدري أية مسكنة ينتحل منشئ كتاب المساكين الذي لا يفهمه من ليس بمسكين. قرأت صفحات منه ففهمت بعض جمله، وأعجبت ببعض حكمه، واستعذبت بعض استعاراته التمثيلية والتخييلية. ولكني اقر بأنني لا أفهمه كله فهما إجماليا يمكنني تلخيصه به، ولا أفهم فصلا منه فهما تفصيليا يمكنني من تفسيره لمن لم يفهمه ولا تفسير كل جملة من جمله، فالكتاب في جملته من قلم الغيب، هبط على عالم الشهادة، وفي الاطلاع على عالم الغيب من اللذة الروحية والأنس ما ليس في الاطلاع على عالم الشهادة، وإن حارت فيه الإفهام، وكان حلما من الأحلام) قلت: إن الأئمة قالوا:

(أبلغ الكلام ما حسن إيجازه، وقل مجازه، وكثر إعجازه)

(أحسن الكلام ما أعرب عن الضمير، واستغنى عن التفسير)

(لا يستحق الكلام اسم البلاغة حتى يكون معناه إلى قلبك أسرع من لفظه إلى سمعك)

(البلاغة أن تظهر المعنى صحيحاً، واللفظ فصيحاً)

ولا ريب في أقوال الأئمة هذه، وفضيلة العربية بيانها، وفضيلة العربي التبيين، وهذا اللسان إنما هو اللسان المبين. ولو اطلع (حجة الإسلام) على (وحي القلم) وهو مقالات (الرافعي) في (الرسالة) لراقه فيه كلام جليّ، وسرّه قولٌ منوِّر

ووحي القلم هو كما قال فيه الأستاذ النابغة الموهوب (الدكتور عبد الوهاب عزام) في (الرسالة): (إن شئت فقل جنات في صفحات، وعباب في كتاب، وإن شئت فقل: إنه العالم في سطور قد انتظم، ووحيٌ إلهي سماه الرافعي وحي القلم)

أجاب الأستاذ أزهري المنصورة الأستاذ الرافعي (رحمه الله) في (البلاغ في 2 من ذي القعدة 1352) فمما قال:

(1 - انتقد الشيخ إبراهيم اليازجي استعمال المصدر لحظي في مقالة (لغة الجرائد) فقال: (ويقولون طلب الحظوى بهذه النعمة وسرتني الحظوى بلقاء فلان، والصواب الحظوة بالهاء) وهو في نقده هذا مصيب، وقال ما قاله في شأن حظي بالشيء في غيرها من مجلته (الضياء)

2 - ما حقيقة (ظفر بالشيء وحظي بالشيء) وهل اللفظتان عربيتان، وقد نجمتا في (الجزيرة) وكانتا من المجاز، فكانت الأولى من إنشاب الضاري أظفاره في فريسته أو الصائد في طريدته، وكانت الثانية من حُظوته بحظوة أو حِظاء أو حظوات للصيد أو غيره؟

فإن كانتا عربيتين وكان أصلهما ذلك الأصل فظفر بالشيء وحظي به سواء، والحظ إن كان عربياً فمن (الحظوة) لا من غيرها

3 - الحضرة، المجلس، (المشهد) المقام (المقامة) بمعنى واحد فتقول: رأت حضرة أعضاء المجمع اللغوي، أو قال مجلس أعضاء المجمع (أو قالت مقامتهم) ولا تقول: قالت حضرات أعضاء المجمع أو قالت مجالسهم (أو مقاماتهم) لأنهم كلهم أجمعين حضرة واحدة، مجلس واحد. وهذا واضح)

قلت: هذه الكلمة هي آخر ما قيل في البحث عن (حظي بكذا) ولم يظهر في (البلاغ) شيء بعدها في هذا المعنى

هذه أقوال الشيخ إبراهيم اليازجي في مجلته (الضياء) في نقد الفعل (حظي بالشيء)

في السنة (6) في الصفحة (216) في جواب سؤال:

(وأما قوله (يحظى على الانسجام) يريد يظفر به ويحصل عليه فهو من كلام العامة لأن الحظوة في اللغة بمعنى المنزلة والمكانة والقرب المعنوي كما فسرها في تاج العروس تقول: حظي فلان عند الأمير وحظيت المرأة عند زوجها، على أن العامة يقولون حظي بالشيء ولا يقولون حظي عليه فهو غلط في اللغة العامية أيضاً)

في السنة (7) في الصفحة (375) في مقالة عنوانها (لغة الجرائد): (ويقولون حظوت برؤيا فلان أي فزت برؤيته فيضعون الرؤيا مكان الرؤية، والأشهر فيها أنها مصدر رأي الحلمية وأما رأي البَصَرية فيقال في مصدرها الرؤية كما أن رأي العقلية في مصدرها الرأي، وقولهم (حظوت) فيه غلط في اللفظ والمعنى؛ أما في اللفظ فلأن هذا الفعل من باب علم لا من باب نصر فيقال فيه حظيت بالياء مع كسر الظاء، وأما في المعنى فلان الحظوة - وهم يقولون الحظوى - معناها المكانة والمنزلة يقال حظي فلان عند الأمير وحظيت المرأة عند زوجها، ولا يقال حظي بالشيء بمعنى ظفر به إنما هذا من استعمال العامة)

في السنة (8) الصفحة (545) في مقالة عنوانها (أغلاط المولدين):

قال محمد بن بشير الرياشي:

أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ... ومدمن القرع للأبواب أن يلجا

أراد أن يظفر بحاجته فعبر بيحظى ولا يكون يحظى بهذا المعنى كما نبهنا عليه في لغة الجرائد. قال في لسان العرب: الحظوة والحظة والمكانة والمنزلة للرجل من ذي سلطان ونحوه، وقد حظي عنده، ورجل حظي إذا كان ذا حظوة ومنزلة. ا. هـ. ومثله في سائر اللغة، ولم ينقل أحد حظيت بكذا بالمعنى المتقدم، ولا ورد في كلام قديم، لكن غاية ما هناك أنه يمكن أن يقال حظي فلان عند الأمير بصدق خدمته مثلا أي كان صدق خدمته سبباً لحظوته عند الأمير ومن هذا قول أبي نُوَاس:

ومالكَ غير ما قدّمت زاد ... إذا جعلت إلى اللهوات ترقى

وما أحد بزاد منك أحظى ... ولا أحد بذنب منك أشقى

قوله فما أحد بزاد منك أحظى أي لا يكون أحد أحظى بواسطة هذا الزاد منك كما لا يكون أشقى بذنبك منك، وعبر بلفظ التفضيل وهو غير مراد، والمعنى لا يسعد أحد بالزاد الذي تقدمه سواك كما أنه كما أنه لا يشقى أحد بالذنب الذي تقترفه سواك. ومثل قول محمد بن بشير قول الصفيّ الحلّي:

من لي بقربك والمزار عزيز ... طوبى لمن يحظى به ويفوز

وقول ابن التعاويذي:

لم أحظ منها بسوى نظرة ... خالستها من جانب الخدر وهو استعمال عامي)

قلت: بيت أبي نواس روايته الصحيحة هي:

وما أحد بزادك منك أحظى ... وما أحد بذنبك منك أشقى

وهي رواية (الديوان) ورواية المبَّرد في (الكامل) ومن قبيلة بيت الفرزدق وهو في (النقائض) وفي (ديوانه):

فأدركها وازداد مجداً ورفعة ... وخيراً، وأحظى الناس بالخير فاعله

وبيت الحَكميّ (أبي نؤاس) لا يفتقر إلى مفسر أو ترجمان ولا إلى هذا الذي خطة الكاتب (اليازجي)، ومن عجائب الزمان أن مخطئ العربي الأول يستعمل في أثناء تخطئته قول المتأخر فيقول (بواسطة هذا الزاد) والواسطة في العربية معروفة

هذه طائفة من الأقوال العربية والإسلامية والمولدة قد جاء فيها حظي بالشيء بمعنى ظفر به، ولم أورد معها ما ذكره الأستاذ أزهري المنصورة. والقائلون من المولدين كلهم أئمة:

في (سيرة النبي () لابن هشام في قصيدة لحذيف بن غانم:

وخيرهم أصلا وفرعاً ومعدناً ... وأحظاهم بالمكرمات وبالذكر

في (كتب الحماسة) للبحتري في مقطوعة لعمر بن مالك:

موارده فيها الردى وحياضه ... وإن أترِعت لم يحظ بالري شاربه

وفي (أمالي القالي) من قصيدة للشنّي ولست بقائل قولا لأحظى ... بقول لا يصدقه فعالي

ومن الشواهد النحوية:

ماذا ولا عتب في المقدور رمت أما ... يُحظيك بالنجح أم شر وتضليل

وفي (الأغاني) لبشار:

بكيت على من كنت أحظى بقربه ... وحق الذي حاذرت بالأمس إذ ساروا

وفي (ديوان أبي تمام)

منظمة بالموت يحظى بحليها ... مقلدها في الناس دون المقلَّد

وفي (الأغاني) في سيرة بشار: فلم يحظ منه (أي من المهدي) بشيء فهجاه

وفي (الأغاني) في الجزء الثامن: حظي بها من غير نصب ولا كدح

وفي (طبقات الشعراء) للجمحي: فلم يحظ ولم يحل منه بشيء

وفي (الموشح) للمرزباني: فوالله ما حظي البحتري من المعتز في هذه القصيدة بطائل

وفي (رسائل الهمذاني) في مناظرة الخوارزمي: أو قلت لك أكتب كتابا يخلو من الحروف العواطل، هل كنت تحظى منه بطائل، أو تبل لهاتك بناطل

وفي رسالة (الغفران): لقد شقيت في الدار العاجلة بجمع الأدب ولم أحظ منه بطائل

وفي (سقط الزند) لأبي العلاء:

وزند عاطل يحظى بمدح ... ويحرمه الذي فيه السوار

وفي (المقامات الحريرية) في الثلاثين: صلى الله عليه صلاة تُحظيه بالزلفة

وفي (الاقتضاب في شرح أدب الكتاب) للبطليوسي في شرح المقدمة عند ذكر كاتب التدبير: ويحظى بمنزلته لديه

وفي (مفتاح العلوم) للسكاكي، في خاتمته: وإذا جئتهم من علم الأصول وجدت علماءهم مقلدة ما حظوا إلا بشم روائح

الإسكندرية

(* * *)