انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 265/أنشودة

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 265/أنشودة

ملاحظات: بتاريخ: 01 - 08 - 1938



(ليتها تعيها إلى الربيع المقبل!)

للأستاذ صالح جودت

كان ميعادُكِ في هذا الربيعْ ... ثم أخلفتِ، فكان الموتُ لي

ضاع عمري في غرام لن يضيعْ ... فاذكريه في الربيع المقبلِ

الربيعُ الآن؟ مالي لا أرى ... بعد إخلافكِ، ما كنتُ أراهْ؟

هاهو الرَّوضُ، أراه مُقْفِرَا ... ما به من رَونق. . . إلا ثراهْ!

هاهي الدَّوْحاتُ صفراَء الذُّرَى ... تتلوَّى بين أغصانٍ عُرَاهْ

هاهو الينبوعُ. . لكن. . ما جرى؟ ... خبريني يا غرامي، ما اعتراه؟

أهُو اليومَ كما نعهدهُ؟ ... ربما كان لغيري ينجلي

أنا مَنْ قد فاته موعدُهُ ... فاذكريه في الربيع المقبل

كانت الزرقةُ ثوباً للسماءْ ... كانت الخضرةُ ثوباً للأدِيمْ

كان في الروض أزاهيرٌ وماءْ ... كان في الدَّوْح رجيِعٌ ونسيمْ

كان في الدنيا غرامٌ ووفاءْ ... كان في قلبكِ لي حُبٌ مقيمْ

كل هذا شِمتُهُ قبل المساءْ ... كل هذا ذقتُهُ قبل الجحيمْ

أُهْوَ باقٍ مثلما كان لنا ... في لذاذات اللقاءِ الأول؟

إن يكن ما مات، فالميْتُ أنا ... فاذكريني في الربيع المقبل