انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 249/ليلى المريضة في العراق

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 249/ليلى المريضة في العراق

مجلة الرسالة - العدد 249 المؤلف زكي مبارك
ليلى المريضة في العراق
ملاحظات: بتاريخ: 11 - 04 - 1938


للدكتور زكي مبارك

- 15 -

إلى البصرة، إلى البصرة! إلى المدينة التي تجري من تحتها الأنهار. إلى مهد ليلى يطيب الإسراء

ولكن لا بد من السلام على ليلى قبل الرحيل، فقد صبرت النفس عن لقائها ثلاثة أيام، بسبب حادثة وجدانية لا أجرؤ على تدوينها في هذه المذكرات، وهي حادثة ضجت لها أرجاء العراق؛ ولكن لا موجب لتدوينها، لأني أحب أن تموت وهي في المهد، فقد تطويني طياً فأخرج من خدمة الحكومة المصرية وأفتح مكتب تصوير في بغداد؛ وفي مصر رجل عظيم يعرف ما أعني، ويفهم كيف تستطيع هذه الحادثة أن تهدم ما بنيت من آمال.

وأشهد أني كنت املك نسيان ليلى أسبوعاً أو أسبوعين، ولكن وقع ما لم يكن في الحسبان

وتفصيل ذلك أني رجل محزون، محزون، محزون، ولو شئت لكررتها ألف مرة، ولكني من أقدر الناس على الفرار من أحزاني. ولعلي أشبه الرجال بالشاعر الذي يقول:

جنَت عليَّ الليالي غير ظالمةٍ ... إني لأهلٌ لما ألقاه من زمني

فما رأيتُ من الأخطار عاديةً ... إلا بنيت على أجوازها سكنى

ولا لمحتُ من الآمال بارقةً ... إلا تقحّمتُ ما تجتاز من قُنن

أَحلْتُ دنياي معنًى لا قرار له ... في ذمة المجد ما شرَّدت من وسن

ولكن أحزاني تحقد على تجلدي أبشع الحقد فتجمع جيوشها وتهجم علي من حين إلى حين، وقد انتصرت في هذا اليوم مع الأسف الموجع، فلم أجد مفراً من السلام على ليلى، علها تجفف دموعي وتبرد أحزاني

إليك يا ليلى المرجع، وإليك يا ليلى المآب

دخلت على ليلى في العصرية لأقضي في رعايتها أربع ساعات إلى أن يحين الموعد لقطار البصرة فماذا رأيت؟ ماذا رأيت من ليلى ربة العطف والحنان؟

تلقتني عاضبةً بعينين تقذفان بالجمر المتوقد، وتحت قدميها ظمياء.

- من أتى بك إلى هذه الدار؟ - من أتى بي إلى هذه الدار؟ هذه دار ليلاي!

- ليلاك؟ وهل يمكن لرجل مثلك أن يطمع في أن أكون ليلاه؟

- سيدتي، ماذا حدث؟ خبريني فقد طار صوابي

- وهل تجهل ما حدث؟ اسأل قلبك إن كان لمثلك قلب!

- إن قلبي يشهد بأنني وفي أمين

- وفي مثل ما صنعت تكون الأمانة، ويكون الوفاء!!

- سيدتي، ماذا حدث؟ خبريني فقد طار صوابي

- هل تنكر ما شاع عنك؟

- وما الذي شاع عني؟

- يقول أهل بغداد إنك كنت مثال السخف في سهرات المؤتمر الطبي. ويقولون إنك لم تترك سيدة إلا قبلت يديها، وربما أوغلت في السخف فقبلت جبينها وخديها

كذبوا، فأنا لم أغازل أكثر من عشرين سيدة

- ما هذا التظرف السخيف؟

- ليلى، أسمعي، أنت حمقاء

- أنت وحدك الأحمق

أنا وحدي الأحمق؟ صدقت يا ليلى، فلو كنت أعقل لرأيت لنفسي ألف مذهب في الحياة غير مداواة الملاح!

- قلت لك إني أبغض هذا التظرف السخيف

- وهو كذلك، تركت التظرف السخيف، تركت التظرف السخيف، ولكن اسمعي يا ليلى، سأرحل عن بلادكم بعد شهرين أو ثلاثة، وستبكين أيامي

- أبكي أيامك؟ وهل كانت لك معي أيام يطول عليها البكاء؟

- ليلى، اسمعي واعلقي، أنا لا أنكر ما وقع مني في سهرات المؤتمر الطبي، ولكني رجل حزين يداوي جراح قلبه بالعبث والمجون

- أعرف أنك حزين، لأني أعرف المرأة التي كوت قلبك

- ما كوى قلبي أحد، وإنما همومي هموم رجال لا تعرفينها يا حمقاء - أنت وحدك الأحمق

- شيء غريب! أهذا أدب النساء في بغداد؟

- هذا هو أدب النساء في بغداد، وستعرف عواقبه بعد حين

- ليلى، يظهر انك امرأة كسائر النساء

- النساء أشرف من الرجال

- المرأة أجمل من الرجل، ولكن الرجل أشرف من المرأة، لأنه يحتمل مصاعب وأرزاء لا تحتملها المرأة، ولو كنت في مكاني يا لئيمة. . .

- أنت وحدك اللئيم

- من أين تعلمت هذه الألفاظ الغلاظ؟

- تعلمتها منك!

- هل يسرك أن نفترق؟

- في أمان الله!

وخرجت من غرفة ليلى والدمع في عيني، فهذه آخر مرة أرى فيها المرأة التي آنست وحشتي في بغداد. نعم هذه آخر مرة أرى فيها المرأة الجميلة التي عرفت بها كيف استطاع العراق أن يسيطر على الآداب العربية مئات من السنين. هذه آخر مرة أرى فيها المرأة الحلوة العذبة التي جعلت قلمي أطوع قلم، وجعلت بياني أعظم بيان. هذه آخر مرة أشرب فيها صبابة الكأس، وألقي سيفي وأطوي لوائي، إلى آخر الحياة، إن كان لمثلي بعد ليلى حياة!!

وفي تلك اللحظة بكت السماء على غير موعد فظننتها تبكي لبكائي، أنا العاشق المسكين الذي لم يحفظ له جميل

وقد سقطت على السلم مرتين، فرأيت من الحزم أن أجلس لحظة في الحجرة التي تقارب الباب إلى أن تجف دموعي وترجع قواي

وما كدت اجلس حتى أدركتني ظمياء وهي تقول في تلهف: عيوني! دكتور زكي! عيوني، تعال، تعال

ومدت يدها لترجعني إلى ليلى، فدفعتها بعنف، وخرجت وفي أثناء الطريق عاد صوابي، وقد عجبت من أن يعود بهذه السرعة، ولكن قلب المحب له أحوال. . . وتذكرت أن ما وقع من ليلى غير مستغرب من النساء، فإن من هوى المرأة أن تجحد الجميل. تذكرت أن للمرأة يؤنسها ويعجبها ويرضيها أن تنكر على الرجل كل شيء، وهي تجد لذة في الجحود وتستروح به كما تستروح بعض الأفاعي بسواد الليل

وتذكرت أخطائي في معاملة النساء، فقد كنت دائماً أعامل النساء معاملة وحشية، لأنني عشت دهرى مدللاً بين الملاح، ولكن هذا الدلال كانت له عواقب سود، فقد أضاع علي فرصة سأندبها ما حييت: أضاع على المرأة الجميلة التي اتصلت بها منذ سنين بشارع الباطنية، المرأة التي قسم الله جسمها أجمل تقسيم، وصاغها على افضل نظام؛ المرأة التي كانت تقول في كل لحظة: إيش سويت لي؟ إيش صنعت لي؟ وكنت يومئذ جاهلاً. وأي جهل أقبح من دعوة المرأة إلى حفظ الجميل؟ وقد حملني هذا الجهل على هجر تلك المرأة بقسوة وعنف. . . ثم تطلع إليها القلب بعد ذلك، ولكني وأحر قلباه عرفت أن رجلاً تزوجها ونقلها إلى دمياط

وكانت تلك المرأة على جانب عظيم من العفاف؛ ولكني لا أزال أسأل: كيف كان يجوز في شريعتها أن تتمدد أمامي على السرير في غير ريبة؟ وكيف كان يطيب لها أن تعرض علي محاسن جسمها في غير سوء؟

أحب أن أعرف ما اختلف وما ائتلف من سرائر النساء، فمتى أعرف؟

أخشى أن يكون مصيري مصير الفراء الذي مات وفي نفسه شيء من حتى! والعشاق كالنحويين يموتون وفي أنفسهم أشياء

وحالي أغرب الأحوال، لأني نحوي وعاشق.

وتذكرت أن ليلى كانت قد رقت ولطفت في الأيام الأخيرة، فكنت أنعم منها بفنون من الأنس لا تحيط بها أوهام ولا ظنون. وتذكرت أني سأكون ألأم الناس إذا نسيت تلك المعاني الوجدانية التي كنت أتلقاها من عيني ليلى في كل لقاء، وتذكرت أنها عراقية، وأهل العراق كأهل بدر تغفر لهم جميع الذنوب

أرجع إلى ليلى؟ أرجع؟

لا. لن أرجع ولكن ليلى مريضة، وهجر المريض لا يستبيحه طبيب أمين

أعود إلى ليلى أعود

أعود إلى ليلى، أعود

أعود إلى المرأة التي قالت أنها تشتهي أن تموت ورأسها إلى صدري. أعود إلى المرأة التي ملأت رأسي بالنور، وغمرت قلبي بالحنان. أعود إلى المرأة التي أعزتني أكرم إعزاز، ورعتني أشرف رعاية. أعود إلى ليلى، أعود إلى ليلاى

وفي أي قلب غير قلبي تحيا معاني الوفاء؟

سيموت الرفق يوم تموت ليلى، وسيموت الشعر يوم أموت أعود إلى ليلى، أعود

ولكن ليلى، أهانتني وجرحتني

لا بأس، فليس يعيب الرجل أن تهينه الملاح. وأي هوان أقبح مما استبحت لنفسي في حي الحلمية يوم رجوت إحدى معشوقاتي أن تسمح لي بتقبيل نعليها

وكانت قبلة شهية جداً

أعود إلى ليلى، أعود

أعود إلى الغرفة التي تزدان بمؤلفاتي وهي في صوان خاص، وقد وشيت بالذهب وأسدلت عليها ستائر الحرير الشفاف، ثم أرى ما تصنع ليلى، فعهدي بها تنظر إلى الصوان الذي يضم مؤلفاتي وتقول: هذا زكي مبارك العالم وهو رجل محترم، ثم تشير إلي وتقول: وهذا زكي مبارك العاشق وهو رجل سخيف:

عفا الله عن ليلى الغداة فإنها ... إذا وُلِّيَتْ حُكما علىَّ تجورُ

وما هي إلا لمحة طرف حتى كنت عند ليلى فرأيت المسكينة في حالة تثير الدمع من أقسى الجفون

ونظرت إلي ظمياء في حنان وهي تقول: لقد صح أملي فيك فقد أكدت لليلى أنك سترجع وما كانت تصدق أنك سترجع وتسكت ليلى فلا تتكلم، كأنها تقاسي نوبة إغماء، ثم تفتح عينيها بتكلف وتقول:

- أنتم يا رجال ليس لكم أمان!

وأكاد أصعق، لأني سمعت هذه العبارة مليون مرة، ولعلها أول جملة سمعها آدم من حواء - ليلى!

- مولاي!

- مولاك؟ وكنت من لحظات ترفضين أن تكوني ليلاي؟

- إن رجوعك بهذه السرعة يشهد بأنك عليل، وقد صدق خصومك في لبنان حين سموك (قيس المريض في العراق)

- سنفترق في حزيران

- ومن يضمن أن تحفظ العهد إلى حزيران؟

- تأدبي يا ليلى، فستبكين أيامي بالدمع

- تأدب أنت، فستبكي أيامي بالدم

- الرجل أوفى من المرأة

- لم يخلق الله أغدر من الرجال

- المرأة سخيفة

- الرجل أسخف

وعند هذا الحد تدخلت ظمياء وهي تقول: أتريدون أن تمثلوا الرواية من جديد؟ أنا لا أسمح لكم بهذا العبث، اسكتي يا ليلى اسكت يا زكي

وقد عجبت من أن تكون لظمياء هذه السيطرة، وأن ترفع الكلفة في مخاطبتي مع أني أستاذ عظيم. فقلت: وما شأنك أنت يا بنت؟

فأجابت: أحفظ أدبك، فأنا حارسة هذا البيت، وأنا ست الكل.

- ست الكل؟

- نعم ست الكل ألا تفهم؟

ثم رفعت يدها ولطمتني لطمة غارت منها ليلى، فنظرت إليها بغضب وقالت: الغزل ممنوع في هذا البيت!

وكانت ظمياء كالعصفورة التي يفزعها المطر فتفزع إلى نوافذ البيوت وتزقزق لترحمها القلوب، فتدخلت لإنصافها وقلت: ما هذا غزلاً، إن هذا إلا تأديب

- ولن أسمح ليد أن تؤدبك غير يدي - شرع الله ولا شرعك يا ليلى

فلطمتني الشقية أحر وأعنف

ولم أفكر في الدفاع عن نفسي، وإنما أخذ قلبي يسأل: أي الكفين أندى وأرق؟ كف ليلى أم كف ظمياء؟

إن عيني تعودت كحل هند ... جمعت كفها مع الرفق لينا

ومن الواضح أن هذا الاعتداء كان إيذاناً بانتهاء الخصام

وفي لحظة واحدة تحولت الدار إلى بحر يموج بالبهجة والانشراح

- ليلاي!

- مولاي!

- أنا أحبك!

- وأنا أبغضك!

- سمعت انك بصرية

- أبي بصري أما أمي فموصلية

- وأنا أستأذنك في زيارة البصرة

- لا تفعل

- ولماذا؟

- البصرة لا تزار في هذه الأيام، وإنما تزار في الموسم

أي موسم؟

- موسم التمر، حين تذهب الصبايا إلى النخيل مع تباشير الصباح، موسم العيون والقلوب، موسم الصيد يا جهول

- جهول؟ وأنا أستاذ عظيم؟

- الأساتذة أجهل الناس، لأنهم يكتفون بما في الكتب من وصف الأشياء، ويجهلون حقائق الأشياء

ولكن أنا أحاول الوصول إلى حقائق الأشياء

وإذاً فلن تصلح للأستاذية - وكيف؟

- ألم تفهم يا غافل أن الرجل لا يصلح للأستاذية إلا إذا كان قطعة من الثلج؟ الأستاذ الحق في بلاد الشرق هو الرجل الذي يحفظ

- ولا يعقل؟

- ليس من الضروري أن يعقل، لأنه لا يشترط في الأساتذة عندنا أن يكونوا يعقلون. الأستاذ الحق يا غافل هو الرجل الذي يضيع نصف الوقت أو كل الوقت في التبرم بالمجتمع، ويقول في كل حين:

هذا الزمان الذي كنا نحاذره ... في قول كعب وفي قول ابن مسعود

إن دام هذا ولم يحدث له عِوض ... لم يُبك مَيت ولم يُفرح مولود

أو كما قال: يهمني أن أعرف شيئاً في هذا الموضوع يا ليلى، فانأ طبيب أضاعه الأدب ولم يبق أمامه غير احتراف التدريس

- زين، زين! وأنا أعلمك، ولكن أدفع الثمن

وما هو الثمن؟

- قبل يدي

- أقبل يديك ورجليك يا ليلى

- أسمع يا زكي

- أنا الدكتور زكي

- لن تكوني دكتوراً إلا يوم تصبح مثال الغباوة والجهل

- وهو كذلك. هاتي ما عندك يا داهية!

- أسمع أيها الطفل الكبير! إن الأمم المتأخرة تعيش بعقل القرن التاسع قبل الميلاد، يوم كانت الأستاذية وقفاً على الكهان، والكهان كانوا قوماً منافقين، وإليهم كان الأمر في التعلم والتثقيف؛ وهم اللذين سيطروا على المصريين والآشوريين والكلدانيين. ومن واجبي أن أحذرك عواقب الثقة بأهل عصرك من أهل الشرق، فهم يتظرفون ليقال إنهم متمدنون. والبرهان على ذلك انهم لا يشهدون لمحة من ضوء الفكر إلا أطفئوها بالبصق لا بالماء. فاحترس يا غافل من الثقة بأهل زمانك فإني أخشى أن أسمع من أخبارك ما يسوء بعد حين - سيدتي! إن مصر تحضرت وهي تقود الشرق

- لن أصدق أن مصر تحضرت إلا يوم يقام المرقص في ميدان الأزهر كما يقام المرقص في ميدان السوربون

- أنت سخيفة يا ليلى!

- وأنت اسخف!

- أنت لئيمة

- أنا اعرف ما تريد، اعرف أنك تريد أن أعرك أذنك، ولكني لن افعل

- ولماذا يا شقية

- لأنك جهول

- أنا عالم علامة

- لو كنت عالماً لما فضحت نفسك بنشر أحاديث الحب في الجرائد والمجلات

- إذاً ماذا اصنع؟

- اكتم غرامك ونافق، كما يصنع فلان الذي يلقى الله بالفجور ويلقي الناس بالعفاف

- ولكن أنا أحب أن ألقي الناس بالفجور والقي الله بالعفاف

- غلبتني أيها المؤمن، فإن الذي يصلح ما بينه وبين الله لا يضره أن يفسد ما بينه وبين الناس

- وآية ذلك يا مولاتي أن تلاميذي لم يفسد رأيهم في أبداً، فما اشتغلت بالتدريس في معهد إلا شهدت أحجاره بأني أصدق من عرف من المدرسين

- أنت إذاً موفق

- تحبينني يا ليلى؟

- أنا أبغضك!

- ولكن أنا أحبك!

- أمامك دجلة، فاكرع منها كيف شئت!

- أستأذنك في السفر إلى البصرة

- في رعاية الله وأمان الهوى - ألا تغارين من سفري إلى البصرة؟

- أنا لا أغار عليك!

- أنت إذاً لا تحبينني!

- ما أنكر أني أحبك بعض الحب، ولكن لا موجب للغيرة، فقد ضمنت أن تكون لي طول عمرك. ولقد قيدت قلبك بقيود من حديد. أما سمعت ما قال أحد فضلاء المحاضرين بمحطة الإذاعة الفلسطينية؟

- وماذا قال؟

- قال إنك تحبني، وأنني وهبتك الخلود، وما يقال في فلسطين تسجله السماء

- وأقول في البصرة إني أحب ليلى؟

- قل في البصرة إنك تعبد ليلى ليكرموك

- وأنت تحبينني؟

- أنا أبغضك

إلى البصرة، إلى البصرة! إلى وطن ليلى التي تبغضني أمتطي قطار المساء، وأنا على موعد مع صاحبة العينين، فما الذي سيحدث في القطار وفي البصرة؟ أمري إلى الله وإلى الحب!

(للحديث شجون)

زكي مبارك