مجلة الرسالة/العدد 239/القصص
مجلة الرسالة/العدد 239/القصص
أقصوصة سيكولوجية من كاي بوبل
كيف تنفس في قلبها الحب
للأستاذ دريني خشبة
كانت تجلس هي وجدَّتها العجوز الحَيْزَبون فوق حَيْد الجبل على مقعد خشبي صنع لهما خصيصاً في هذه الجهة لكثرة ما بَسَق فيها من الأيّك. . وكانت السماء ترسل عليها مدراراً من الغيث، وكان الهواء بالرغم من ذلك دافئاً جميلاً منعشاً
وكانت الفتاة تتلو في كتاب عن الأدب الإنجليزي، والجدة مُصغية ساكنة، فلما انهمرت شآبيب المطر أقفلت الفتاة كتابها، وراحت تصغي بدورها لهذه المحاضرة الطويلة الممتعة التي أنشأت جدتها تلقيها في حماسة عن اللغة والأدب، وعن دكنز وإليوت وثاكراي وغيرهم من فحول رجال الأدب في العصر الفكتوري وتنعى على الأدباء في هذا العصر هراءهم الذي يؤلفون فيه الكتب من غير أن تكون لهم مُثلٌ عليا يؤلفون من أجلها، ويبشرون بها بين الناس. . .
وكانت الجدة لا تبالي أن تضرب لحفيدتها الأمثال بما ورد في قصص أولئك الفحول عن الحياة والعمل والأخلاق. . . والحب. . .
فهذه بِكّي شارب بطلة قصة ثاكراي الخالدة لا ترى شيناً في أن تنفع زوجها بمجازفة غرامية يكون فيها حبيبها رجلاً شيخاً ضعيفاً. . . وهذا لورد لِستَر في قصة سكوت
لا يرى بأساً في أن تُقتل حبيبته إيمي حتى لا تقف عقبةً في سبيله إلى عرش إنجلترا. . . وهذا فلان، ثم ذاك فلان. . . أما في هذا العصر. . . فماذا يصنع الأدباء؟!
وكانت الأمثال التي تضربها الجدة المتحمسة تطن في أذن الفتاة الصغيرة كما يطن النحل في الخلية الفارغة. . . ذلك أن فؤادها كان خالياً من هذا الوحي الجديد الذي نبه فيه غرائز حواء، من غير أن تعرف الفتاة علة هذا القَبس المقدس الذي بدأ يذكو في أعماقها، والذي نعرف سلفاً أنه فجر الحب وخَيطه الأبيض الجميل
ثم حدث أن أقبل فتى وفتاة في هذه اللحظة، وطفقا يَتَوَقّلان في الجبل، فلما جاوزا، نظرت الجدة إلى الشاب نظرة المشغوف الظميء. . . ثم رددت طرفها في الفتاة كأنما استيقظ في فؤادها العجوز ماضيه الجميل الوارف المنَدَّى. . . المفعم بالمغامرات!!
وصَعّد الفتى والفتاة. . وظلت العجوز تتبعهما بعينها المشوقتين. . . وكانت الفتاة قد حَسَرت عن ساقيها خشية أن يصيب الوحل حاشية ثوبها الوردي الهفهاف، فبدا جزء عظيم من الساقين الجميلتين. . . وكانت تدلف أمام الفتى، فحسبت العجوز وغالت في الحسبة؛ ثم التفتت إلى حفيدتها تقول: (عجيب جداً أمر هذا الفتى وهذه الفتاة! كل يوم في هذه الساعة يقبلان إلى الجبل ويصعدان فيه، ويغيبان في الدوح. . إن هذا أمر يثير الشك، ويبعث على الريب! تُرى ماذا يصنعان ثمت؟ شاب ريان يتدفق الدم حاراً في عروقه، وله قلب ينبض بموسيقى الحياة، وفم تخرج منه الكلمات عذبة سحرية، وعينان زرقاوان ترتسم فيهما صوَرُ هذه الدنيا لا كما ترتسم في عينين سواهما. . . ووجه مشرق وثغر باسم. . . يخلو بهذه الفتاة في تلك الغابة لغير ما سبب! ومع ذلك فالفتاة غضة يانعة. تتأرج كما تتأرج الزهرة إبان الربيع ويتورد خداها كما تتورد تيجانه. . . يا للساقين!! أبداً لا يخلب ألباب الشباب مثلهما أبداً!!. . .)
ثم أفاقت الجدة من سكرتها فوجدت حفيدتها ذاهلة عن نفسها وقد أخذت القناديل الرائعة التي تحترق في سُوَيدائها تشع السناء من عينيها، وأرهفت أذنيها تتلقفان الكلام العجيب الحلو الذي كان يخرج من فم الجدة، والذي لم تكن الفتاة تحسن أن تقول مثله
- (تُرى؟ فيم تساؤل جدتي عن الفتى والفتاة؟ وفيم خلوتهما بين الأيك في مثل هذا الوقت من كل يوم؟ وأي شك يثيره أمرهما ثمة؟ شاب ريان! إلا ما أجمل هذا الوصف البديع وأنا أفهم أن يكون الإنسان رياناً، ولكن ما هذه الدماء الحارة التي تتصبب في عروق هذا الشاب؟! ذاك شيء غريب لا أفهمه! وهذه الموسيقى التي ينبض بها قلبه ماذا تكون؟ ولماذا تكون في قلبه موسيقى؟ ولم لا تكون الموسيقى في أذنيه كما هي في آذان جميع الناس؟ أية موسيقى هذه التي تكون في القلب يا ترى. .؟ وكلماته العذبة السحرية ما هي؟ قد تكون من صنف هذه الكلمات التي تقولها جدتي. . . إنها تكون جميلة جداً إذا استطاع الشاب أن يقول مثلها؛ وأحسبه لا يستطيع، لأن جدتي كبيرة، وقد قرأت كثيراً في الأدب، ووعت كل ما جاء في القصص. . . وأنا نفسي لا أشعر بأية طلاوة فيما ترغمني على قراءته لها في هذا الكتاب العتيق الجاف، مع أنها تكاد ترقص طرباً عند بعض فقراته؛ ولا أدري لماذا تفرح بهذا الهراء السخيف الذي لا أفهمه. لقد قصت عليّ من أمر بكا شارب والفتاة المسكينة إيمي، وان قصارى حكمي على شارب أنها سافلة قليلة الأدب لأنها لم تحب زوجها كما أحب أنا أمي. وبمثل ذلك حكمت على هذا اللورد التاعس ليستر الذي ضحى إيمي ليتزوج الملكة. . . ولكن. . . لماذا حزنت إيمي؟ ولماذا أحَبَّته؟ هل كانت يتيمة ليس لها أم تحبها ولا أب تحبه؟ ولكن هذا كله ما قيمته إذا قيس بالموسيقى التي ينبض بها قلب الشاب. . .)
ومرت هذه الخواطر كلها في قلب الفتاة في اللحظة القصيرة التي تلت صمت الجدة، ثم سألتها حفيدة في سذاجة الصبي وطهارته
- (بالله يا جدة! ما هذه الموسيقى التي ينبض بها قلب أحد من الناس؟)
وانفرج فم العجوز عن ابتسامة كبيرة، ثم ربتت بأناملها المرتجفة على خد الصغيرة، وقالت لها: (أقرئي)، وأطاعت الفتاة، وراحت تقرأ الببغاء، ولا تكاد تفقه شيئاً مما تقرأ
واعتدل الجو، وسكنت الريح، واعتز النبات ينفض قطرات المطر كالطيور الصغيرة. . . وانتشرت عصافير السنونو في السهل الفياح توقع على شجيراته ألحانها، وأشرقت الشمس لتشترك في مهرجان الطبيعة بآرادها الذهبية الناصعة. . . ولبثت العجوز تنتظر عودة الفتى والفتاة بنفس مشوقة وقلب خفِق، حتى أقبلا آخر الأمر، وفي وجه الفتى صُفرة وفي ساقيه رجفة، وقد مشت الفتاة هذه المرة في إثره، لا تعرف العجوز لماذا. . .
ولا جاوزا أرسل الفتى نظرة وسنانة من عينيه النافذتين ناحية فتاتنا حفيدة العجوز. . . ثم مضى في سبيله حتى كان في سفح الجبل. . وهنا نهضت عجوزنا مهرولة إلى السفح كذلك، وحفيدتها تتعثر في خطاها خلفها، وفي قلبها سرب من الهواجس عن هذه الموسيقى التي تستطيع القلوب أن تنبض بها. . . ثم عن هذه النظرة التي رمقها بها الشاب العابر، والتي لم تعرف بم تفسرها. .
(إنه شاب ريان كما ذكرت جدتي، وإن له لعينين نفاذتين كما قالت. . . ولكن لم ألمسه حتى أحس دمه الذي يتدفق في عروقه فأعرف إذا كان حاراُ حقاً. . . وكذلك قلبه الذي ينبض بالموسيقى. . . لابد لكي يسمعها الإنسان من أن تكون له (سماعة) طبيب أو على الأقل، لابد من أن يضع الإنسان أذنه فوق صدره، ليعرف ما هنالك. . على أن وجهه أصفر كاللوتس. . فما السبب يا ترى؟ هل هو مريض. . .؟)
وظلت هذه الهواجس تضطرب في صدرها، وجدتها تنهب الطريق في إثر الفتى والفتاة، حتى إذا كانت حذائهما، أقرأتهما سلاماً جميلاً، فرداه احسن رد وأطيبه، وافتر فم الشاب عن ابتسامة حلوة حيا بها الفتاة. . . فلم تدر كيف ترد عليه ابتسامته. . .
وجلست الفتاة تقرأ لجدتها في ضوء مصباح عليل. وجدتها ما تلبث أن تتثاءب وتتثاءب. . . وحتى تضايقت حفيدتها من ذلك ولم تبال أن تقول:
- إذن نبقي القراءة إلى الصباح يا جدة، ولابد أن تذكري لي شيئاً عن هذه الموسيقى العجيبة التي تنبض بها القلوب
فقهقهت الجدة حتى بدت نواجذها وقالت: هل تذكرين حينما كنت أزوركم وذهبنا في المساء إلى (السرك)؟ فلما انتهت الموسيقى قلت لكم إنها لِبَاخ؟) فعبست الفتاة، وقالت: (ومن باخ يا جدة؟) فأجابتها: (موسيقي عظيم يا تلدا) فقالت تلدا: (وما شأنه فيما سألتك عنه؟) فقالت الجدة: لقد كان باخ يوقع على بيانه بأنامله، وفي الحقيقة لقد كان يوقع عليه بقلبه؟) فتجهمت تلدا وقالت: (تعنين أنه كان يتكئ على البيان بصدره؟ فتضاحكت العجوز وزجرت تلدا، ثم قالت لها: (هذه يا تلدا أشياء كالعلوم التي تتلقنينها في المدرسة، هل تستطيع فتاة في السنة الأولى أن تفهم درساً من دروس السنة الخامسة؟) فهزت الفتاة رأسها الجميل وقالت: (طبعاً هذا غير ممكن!) فقالت الجدة: (فهذا مثل ذاك يا بنية!) ثم أمرتها أن تقرأ، ففتحت الكتاب وما كادت تقلب صفحاته باحثة عن الباب الذي كانت تتلوه، حتى تثاءبت جدتها بشدة، فجعلت تلدا تقلب وتقلب إلى أن أغمضت العجوز عينيها، وألقت على سنادة الكرسي رأسها، وغطت في سبات عميق
وقذفت تلدا الكتاب على سريرها، ثم انطلقت إلى مكتبة جدتها فجعلت تقلب في الكتب، وتنظر إلى الرسوم والصور، حتى عثرت آخر الأمر على قصة دانتي الرائعة المسماة (الكوميديا الإلهية)، وكانت نسخة هذه القصة مصورة حافلة بالرسوم الزاهية بالألوان الطبيعية. . . فجلست تتفرج بها، وتنعم النظر فيها، حتى اهتدت إلى الصورة الخالدة الباهرة، صورة بوْلو وفرنشسكا، وهما متعانقان في الجحيم، وقد انطبق فم بولو على ثغر حبيبته، وراح يقبلها تقبيلاً حاراً، يخفف عنهما ما هما فيه من عذاب السعير
ولبثت تلدا تنظر في الصورة وتتعجب. . . (ترى ماذا يصنع هذا الساب الريان في هذه النار المتقدة؟ إنه يضع وجهه في وجه امرأة ويقبلها كما تقبلني أمي حينما أكون مغضبة! ألا يحس هذه النار المتأججة حوله؟ هل هذه المرأة ابنته؟ لا شك أنها ابنته، وإلا فلماذا يقبلها!)
ثم قرأت في أسفل الصورة هذه السطور:
(بَولوّ يقبّل حبيبته فرنشسكا في سواء الجحيم، غير عابئ بالنيران التي تشتعل في ساقيه وتلتهب من حوله. . . وهكذا قضى الله أن يكون الحب عزاء للمحبين حتى في وهادِ سقر. . . فهو الماء العلوي الذي يطفئ النار المندلعة بين جوانحهم والقبلة ثمرته المشتهاة، وحَمْرُه وجناه!)
وبرقت عينا تلدا، وحملت الكتاب ذا الصور إلى حيث راحت جدتها تغط وتزعج البوم بشخيرها:
- جدة، جدة، استيقظي!
- ماذا. . . ما. . . ذا. . .
- استيقظي وحياةِ أبيك!
- ماذا يا تلدا؟ لماذا لا تقرئين؟
- هاأنا ذي أقرأ والله! واسمعي:
ثم شرعت الفتاة تقرأ السطور التي تحت صورة بولو وفرنشسكا!
- ما هذا يا تلدا؟! الكتاب تأريخ للأدب الإنجليزي، وبولو وفرنشسكا شخصان خرافيان اخترعهما دانتي الإيطالي! هاتي الكتاب!
وتناولت العجوز الكتاب، ونظرت في الصورة، ثم عبست وبسرت وأقفلته لترى ما هو. . .
- هذه كوميدية دانتي من أين جئت بها؟
- من المكتبة. .
- آه يا خبيثة. . . كان يجب أن أبقي المفتاح معي. . . الصور التي من صنف هذه الصورة، والموسيقى التي تنبض بها القلوب، من دروس السنة الخامسة، ولا تستطيع تلميذة السنة الأولى أن تفهم دروس السنة الخامسة!
وفي صبيحة اليوم التالي قرع الباب قادم فهرعت تلدا لتلقاه
- أهو أنت؟
- أجل، هو أنا!
- وأين الفتاة التي كانت معك أمس فوق الجبل؟
- في المنزل
- وما هذا الورد الجميل! أَتُعْطيني وردة؟!
- إنه كله لك!
- كله؟!
- أجل. .
- والفتاة التي كانت معك، ألا تأخذ منه شيئاً؟
- إنها أختي!
- أختك؟ وهل أختك لا تحب الورد؟
- ومن ذا الذي لا يحب الورد؟ إنها تحبه جداً
- إذن لا آخذه كله يجب أن تبقي بعضه لأختك ثم صاحت جدتها تسألها مع من تتكلم، فقالت للشاب:
- ما أسمك أيها الشاب. . . الر. . . يان؟
- فكتور!
فصاحت تجيب جدتها:
إنه فكتور يا جدة!
- فتكور؟! ومن فكتور؟
- أجل فكتور. . . الشاب الذي رأيناه على الجبل أمس وأقبلت العجوز الحيزبون مُهرْولة فسلمت على الشاب ودعته إلى حجرة الجلوس، فدخل ومعه باقة الأزهار الكبيرة
- مرحباً بك يا فتكور، كم أنا سعيدة بك وكانت تتكلم وذكرياتها القديمة ثائرة كلها في صدرها العجوز والدم العجوز يتدفق في عروقها الضعيفة. . . والمفاجأة الحلوة تعقد لسانها فتأخذها ربكة مضحكة
- هذا الورد جميل. . . أوه. . . ذاك سَوْسَن ما أبهاه! وبنفسج، لمن حملت هذا يا مسيو فكتور؟
- لـ. . . لهذه الأخت الصغيرة. . . و. . . لك يا أماه
وبلعت العجوز ريقها، ونظرت إلى حفيدتها في حنق، وقالت للشاب:
- والفتاة الجميلة التي كانت معك أمس؟
فقالت تلدا:
- إنها أخته يا جَدّة
- أخته؟ حقاُ هي أختك؟
فقال الفتى (إي وربي، إنها أختي)
فقالت العجوز: (إذن. . . احمل هذه الباقة إليها. . . فهي بها أحق. .)
فقال الشاب: (ولكني قطفتها بِيدَيَّ من حديقتي هدية لحفيدتك!)
وتدخلت تلدا فقالت له: (من حديقتك؟ إذن أنت تملك حديقة؟)
فقال لها: (أجل، وهي حديقة غناء، تليق بك)
فقالت له: (وهل تأذن لي في زيارتها؟)
فقال: (ولم لا. . . إنك تكونين أبهى زهرة فيها. . .)
ولم تطق العجوز أن تسمع إلى كل ذلك، فصرخت صائحة (كفى! حَسْبُك، أرجوك)
بيد أن الفتى ما زال بها حتى وعدت أن تزوره في صحبة حفيدتها بعد يوم أو يومين
وكثرت زيارات العائلة المقدسة لحديقة الفتى، وتوثقت بينهما عرى الصداقة والتحاب، وكانت أخته الجميلة التي حسبتها العجوز حبيبته من قبل تلقاهما فيأنسان إليها
وذهبت تلدا مرة وحدها تزور حديقة فكتور ففرح بها أيما فرح، وقطف لها أحسن وردة وأبهاها، وجاءها بتفاحة كبيرة حمراء؛ ثم جلس بجانبها برهة، وجعل يحدق فيها بصره
ثم اقترب منها فلم تبتعد. . .
ولمس جسمه جسمها فأحست بدفء ولكن ليس كالدفء الذي ينبعث من النار. . . ثم لمحت في عينيه شيئاً غريباً فلم تجسر أن تسأله عنه. . . ثم مد إليها يده فمدت إليه يدها. . . فأخذها في كلتا راحتيه
وتركت الأزهار تسقط على العشب أمامها
وأبصرت عبرة تترقرق في عينيه فسألته لماذا يبكي؟ فلم يجب
ثم ارتبك قليلاً وقال لها بلسان متلعثم: (تلدا!) فقالت له: (نعم يا فكتور؟) فقال لها والخجل يبعثر الحروف من شفتيه: (أتأذنين لي في. . . قُبلة. . .؟)
وسمعا وراءهما هاتفاً يقول:
(فرنشسكا. . . بَوْلو. . .)
فنظرا. . . فإذا هي الجدة العجوز الحيزبون
وكان هذا في سن تلدا التي لم تبلغ الثالثة عشرة. . . وبعد ثلاث سنين أُخر. . . كانت موسيقى جميلة تصدح في حديقة فكتور، انتظاراً لقدوم عروسه تلدا
دريني خشبة