مجلة الرسالة/العدد 235/القصص
مجلة الرسالة/العدد 235/القصص
أقصوصة من لويزا ألكون
في عيد الميلاد
للأستاذ دريني خشبه
قبل أن يتنفس صباح عيد الميلاد استيقظت الفتاة (جو) والفجر لم يكد ينبلج في الأفق الشرقي، ولا الخيط الأبيض قد انسرق من زجاج النافذة لينير ظلام الحجرة الدافئة. . . ولكن جو استيقظت مشوقة إلى هدايا العيد، ومدت يدها الصغيرة المرحة إلى جوربها المعلق في (شباك) السرير ليملأه الملاك بأحب اللعب. . . ولشد ما شعرت بالخيبة حين وجدت الجورب فارغاً مما أمّلت أن يمتلئ به، فكتمت أنفاسها، وأخفت حسراتها في أغوار قلبها، ودست يدها تحت الوسادة التي تحدرت فوقها دموعها. . . بيد أن أصابعها اصطدمت بشيء يشبه الكتاب تحت الوسادة، فأمسكت به، فإذا هو كتاب حقاً ذو جلد سميك مقوى، لم تدر من وضعه هنا. . . وقفزت من فراشها، وأشعلت المصباح، ونظرت في الكتاب، فراعتها جلدته الجميلة الزرقاء، وصوره الخلابة الملونة، وطبعه الأنيق المتقن. . . وقرأت فيه قليلاً فعرفت انه قصة حاج يطوف بأقصى الأرض ليبلو أعاجيب الدنيا. . . فتبسمت جذَلاً، وبادرت إلى أخواتها توقظهن:
- (ماجي! انهضي يا أختاه. . . لقد أهدى إلى الملاك كتاباً فيه صور جميلة. . . بت! قومي! استيقظي! انظري إلى الكتاب الذي أهداه الملاك إلي! إيمي! هلمي فتفرجي. . .!).
واستيقظت ماجي فسألت أختها وهي تفرك عينيها أين وجدت الكتاب؟ فلما أخبرتها أنها وجدته تحت الوسادة، دست ماجي يدها تحت وسادتها فوجدت كتاباً مثل كتاب أختها، ولكن جلدته خضراء، ورأت فيه صوراً رائعة ملونة أجمل من الصور التي في كتاب أختها. . . ففرحت فرحاً شديداً. . . ولما استيقظت بث، وجدت هي الأخرى كتابها ذا الجلدة الحمراء، وكذلك وجدت إيمي كتابها، ولكن إيمي وجدت جوربها ممتلئاً بالحلوى والمُلَبس والفستق، فصاحت بملء فيها صيحة الفرح، وراحت تنافس أخواتها وتفخر عليهم. . . وقد أحس أخواتها بانتصارها حقاً، واتهمن الملاك الكريم بأنه لم يعدل في القسمة، وإلا فإنه كان ينبغي أن يملا جورباتهن كما ملأ جورب إيمي. . . وطال حوارهن، واشتد صخبهن، وكان حواراً وصخباً مملوءين بالضحك، مفعمين بالاستبشار بعيد الميلاد السعيد. . . وكانت بهجة تلقين بها العيد قبل مطلع الشمس كالبهجة التي يتلقى بها الطفل قبل أن يولد.
وذهبت جو إلى غرفة أمها - وكان أبوها على سفر - لتوقظها فلم تجدها، وظنت لساعتها أنها ذهبت إلى الكنيسة لتشكر للملاك الكريم ما أتحف بها بناتها من الكتب الجميلة ذوات الصور الملونة، وما. . أتحف به إيمي من الحلوى. . فعادت جذلانة إلى الغرفة، وما كادت تتحسس جوربها المعلق في (شباك) السرير حتى وجدته مثقلاً! فاستبشرت وطفر قلبها، وأفرغت ما في الجورب فوجدت قدراً هائلاً من الفستق المعالج بالسكر والكستناء المثلوجة. . . شيء عجيب حقاً، لقد تحسست الجورب منذ ساعة فلم يكن فيه شيء من هذا. . . لله ذاك الملاك الكريم البار. . . وعجب البنات عجباً شديداً، فذهبت كل تتحسس جوربها فوجدته مفعماً. . . فطرن من الفرح، واشتد الصخب من جديد وعلا الضحك. . . وأشرقت الشمس. . . ووقفت جو وسط أخواتها تهتف كأنها إمبراطور: (أخواتي! اسمعي يا بث، أصغي يا ماجي. . . انتبهي يا إيمي لنبق على الحلوى حتى تعود أمنا فتشركنا فيها. . . ولنشرع من الآن في قراءة الصفحة الأولى من الكتاب الجديد، حتى إذا عادت الوالدة سرت بذكائنا سروراً لا مزيد عليه. . . وبذلك نرضي الملاك الكريم الذي أتحفنا بالكتب وبالحلوى، ولم يعدنا صغاراً فلم يتحفنا بما كان أحجى أن يتحفنا به من اللعب. . . هو ملاك كريم على كل حال فلنشكره قبل أن نبدأ. . .
ورفع الصغار أيديهم إلى السقف. . . وركعن على ركبهن ورحن يشكرن الملاك الكريم، ثم اعتدلن، وأخذن في قراءة الصفحات الأوليات. . . وكان منظرهن كمنظر الملائكة الأطهار الأبرار الأخيار. وإن تكن إيمي الصغرى لم تكن تفكر في هذا الملاك الذي ضايقها بهذا الكتاب، ولم يتحفها بلعبة تفخر بها على أترابها إذا كان الصباح، وبرز الأطفال في الشارعيتنافسون ويفخرون. . . ولم تكد تفهم من اجل هذا سطراً واحداً من الصفحة الأولى من كتابها، بل سمرت وجهها في الصورة الملونة، وراحت تفكر وتدمن التفكير، في شح هذا الملاك الكريم باللعبة التي لا محيص منها في عيد الميلاد!
ولم يكد الصغار ينتهين من قراءتهن حتى دخلت أمهن وفي إثرها حَنّة الخادمة العجوز، مثقلين بكثير من اللعب وشيء غير قليل من الرقائق والشطير والفطير وحلوى الكاكاو للإفطار ولقينها بالبشر، ولقيتهن بقبلة سعيدة طبعتها على جبين كل منهن إلا إيمي الصغيرة فقد طبعت لها قبلة طويلة على خدها. . وسرعان ما غفرت إيمي للملاك الكريم ما كان منه من شح بلعبة عيد الميلاد حين أخذت حصانها الخشبي الكبير فَعَلتْ صهوته، وأنشأت تمرح وتصخب، وتقول: (كتاب! أنا لم اقرأ حرفاً واحداً من الصفحة الأولى يا جو. . .) ولكن جو نظرت إليها في ظرف، ثم قالت لامها: (ولكنا قرأنا الصفحة الأولى كلها يا أماه، وسنقرأ كل يوم صفحة أو صفحتين حتى نفرغ من كتبنا. . . حقاً أن بابا نويل لملاك كريم) فردت بت تقول: (ويظهر أنه يجيد الرسم ويحذف التلوين يا أماه! انظري صوره الجميلة التي رسمها في كتابي). . . فتضاحكت أخواتها، ولكن ألام الرزينة لم تضحك، فتساءلت جو: (لم لا تضحكين يا أماه؟ فيم تفكرين؟ في أبي. .؟ سيأتي حالاً. . . هو لا شك يفضل أن يقضي عيد الميلاد بيننا!) فقبلتها أمها قبلة تفيض حناناً وحباً، ثم قالت: (اسمعن يا صغيراتي. . . لقد ذهبت فأحضرت لكنَّ اللعب من بابا نويل، وحينما كنت عائدة سمعت أنيناً في منزل جارتنا الفقيرة، فطرقت بابها ففتحت الباب ابنتها الكبرى، فلما سألتها ما هذا الأنين ذكرت لي أن أمها كانت تلد، وأنها وضعت غلاماً لا تدري فيم تلفه لتقيه البرد، وقالت لي إنهم لا يملكون حطباً يستدفئون به ولا طعاماً يأكلونه في هذا العيد السعيد، فدخلت فسلمت على ألام، ورأيت وليدها، ورأيت الصغار محتشدين في الفراش الفقير وهم ينتفضون من البرد، ويلتصق بعضهم ببعض ليستدفئوا. . . وراعني أن يطلب أخوهم الوحيد الأصغر طعاماً فتنظر إليّ أمه، وتمتلئ عيناها بالدمع ولا تقول شيئاً. . . منظر مؤلم حقاً يا جو. . . أليس كذلك يا بت؟).
وتنظر جو إلى أخواتها، وتتبلل عيناها بالدمع، وتقول: (مؤلم جداً يا أماه! وتقول إيمي: (وأين بابا نويل؟ لِمَ لم يرسل إليهم حلوى وفطيراً كما أرسل ألينا؟ فتقول ألام: (يظهر أنه نسي يا إيمي. . . جو. . . أليس يحبنا الله ويدخلنا جناته إذا نحن حملنا حلوانا وفطيرنا، وذهبنا لنفطر مع هؤلاء المساكين!).
فتسكت جو لحظة، وتنظر إلى أخواتها، ثم تقول: (والله إنها فكرة جميلة يا أماه. . . هيا. . . سأحمل جوربي كله بما فيه من كستناء وفستق) وقالت بت: (وأنا أيضاً. . . ولكن الحلوى لا تشبع الجوعانين. . . هاتي الفطير يا حنة) وتقول ماجي: (لا. . . سأحمل أنا الفطير. . . لتحمل حنا الحطب. . .) أما إيمي، فقد نظرت إلى أمها مرة، والى الكتاب أخرى، ثم قالت: (وأنا. . . سآخذ هذا الكتاب لأفرحهم بصوره. . . أنا لا أستغني بحال عن حلواي!) فضحكت ألام، وضحكت حنة، ولكن جو قالت لأختها جادة: (سندخل نحن الجنة ونتركك ببابها يا إيمي؟) فقالت الفتاة وقد صدقت قول أختها: (بل ادخل قبلكن. . . سآخذ لعبتي أيضاً. . .)
وحملت كل منهن حلواها. . . وتذكرت جو اللعب، وما عساها تبعث في المساكين من مرح في هذا اليوم المبارك، فأسرعت إلى الدولاب فأخرجت كال اللعب القديمة، وكان فيها (طراطير!) من العام الماضي، فأحضرتها، وألبست كلا من أخواتها طرطوراً، ثم انطلق الجميع بأحمالهن إلى بيت جارتهن. . ولم يكن الشارع قد ازدحم بكثير من المارة، فكن يتضاحكن مرة، وينتفضن من البرد الشديد أخرى. . .
وطرقن الباب فانفتح. . . وتقاطرن داخل البيت، وأخذن ينشدن نشيد عيد الميلاد، ويملأن البيت سعادة وبهجة. وقصدن إلى السرير فأيقظن الصغار. . . وأسرع هؤلاء وعيونهن تفيض دمعاً ودهشاً. . وجعلوا يحملقون في الملائكة الأطهار اللائى جئن يسعفنهم بالحلوى والغذاء والسعادة. . . أما حنة فقد أوقدت الحطب. . . وأما ألام البارة فقد أخذت الوليد من أمه البائسة ولفته في مزق أحضرتها لهذا الغرض، ثم جلست تواسي الوالدة المسكينة بكلمات طيبات.
وأقبل المساكين والمسكينات على الفطير يلتهمونه التهاماً، كأنهم قد لبثوا أياماً دون أن يذوقوا طعاماً. . . وكان البنات يشهدن ويعجبن، لأنهن لم يرن ناساً يأكلون بهذه السرعة، ولا طعاماً يزدرد بهذا الشره. . . ولكن جو كانت تنظر وتتألم ثم تصطنع العبث وتجهد أن تضاحك الصغار ما استطاعت. . . ثم إنها أخذت الطراطير من أخواتها، فجعلتها على رؤوس البائسين. . . وهنا أخذ هؤلاء يضحكون ويقهقهون. . . ونسوا ما كان بهم من فاقة وعوز وجوع، حين دبت الدماء حارة في أبدانهم من الشبع، فلما أخذت جو تفرق اللعب القديمة بينهم ثارت بينهم وبينهن عاصفة من المرح، وسرت فيهم موجة جارفة من السرور. . . وقالت فتاة منهن صغيرة: (شكراً لك يا بابا نويل، لقد حسبنا أنك نسيتنا، ولكنك أرسلت إلينا اللعب والطعام والحلوى. . . والنار. . . النار اللذيذة التي تؤججها أمنا حنة. . . فشكراً لله وشكراً لك. . . وشكراً لأخواتنا هؤلاء. .) وكانت ألام تصغي إلى ما تقول ابنتها، وعيناها تفيضان بالدمع. . فتواسيها ألام الأخرى، وتمسح عبراتها بأطيب الكلم الصالح. .
وعادت العائلة المقدسة أدراجها إلى المنزل.
وجلسن حول المائدة كعادتهن كل يوم، فقدم لهن الفطور العادي من لبن وجبن وخبز، فاقبلن عليه، واحتسين الشاي، وأحسسن إحساساً عميقاً بسعادة فذة في نوعها. . . سعادة لا تقدر الحلوى ولا يستطيع الكستناء ولا الفستق أن يصنع شيئاً منها. . سعادة الخبز والبر. . . وسعادة التقوى. . . وسعادة الله!
وجلست ألام مع ذاك تشكر بناتها، وتذكر لهن ما كان يصنع القديسون والشهداء في هذا اليوم من ضروب الإيثار وفنون التضحية. . . وكان البنات يصغين في لهفة واشتياق ويكاد الدمع ينهل من عيونهن.
ونهضت كل إلى لعبتها لتفرح بها.
ونظرت إيمي إليهن. . . وكانت قد حملت حصانها فأهدته لجماعة المساكين. . . ولم يهمنا قط أن تكون عاطلا وأخواتها حاليات. . فتأثرت ألام، وانطلقت معها إلى بائع اللعب، فاشترت لها حصاناً اكبر من الذي تصدقت به على الفقراء، فعادت إيمي وقلبها يفيض بالبشر، وراحت تفاخر أخواتها، وأخواتها مع ذاك قانعات راضيات.
وبينا هن ضاحكات مستبشرات، إذا بطارقٍ بالباب، فتمضي حنة لترى، وتعود لتذكر أن الجار الغني، صاحب القصر المنيف القريب، يريد لقاء سيدتها. . .
وتلقاه السيدة في غرفة زائريها المتواضعة. . . ويشدهها منه أن ترى معه سلة كبيرة بها أشياء فهمت أنها هدية. . .
- مرحباً يا سيد! عيد سعيد أن شاء الله!
- عيد سعيد يا سيدتي.
ترى ما الذي جاء بهذا الرجل الغني في هذا الصباح؟ لقد عرف عنه انه رجل عزوف عن الناس، عزوف لأنه غني. . . هو يرى نفسه من طبقة غير طبقة هؤلاء المساكين الذين إذا تصدقوا بحلوى عيد الميلاد لم يجدوا حلوى غيرها! فماذا جاء به، وهو هو الذي كان يمر بصاحب هذا المنزل فلا يقرئه السلام من عظمة وكبرياء. . .! لقد كان فيه انقباض دائماً. . . وكان يشيح بوجهه عن أخوته من بني آدم. . . فماذا جاء به اليوم؟ ثم ما هذه السلة التي غطاها بورق كثيف؟ هذا تطور عظيم في حياة هذا الجار الجافي الغليظ المتكبر، فما باله يا ترى؟
- لقد شهدت يا سيدتي ما صنعت صباح اليوم، فتأثرت من عاطفتك الكريمة وإيثارك العجيب!
- عفواً يا سيدي. . . أشكرك.
- ولست ادري إذا كنت مخطئاً. . .
- مخطئاً في أي شيء. .؟
- لقد رأيت أن أقدم لصغارك شيئاً من الحلوى تعوض عليهم ما تصدقوا به. . . فلقد علمت منذ أيام أن زوجك الفاضل قد فصل من عمله لخطأ ارتكبه. . . وانتم لابد في ضيق مالي. . . فإذا تفضلت فأخذت هذا القدر القليل من المال أكون شاكراً.
وهنا. . . إحلولكت الدنيا بأسرها في عيني ألام، وضاع ما شعرت به منذ الصباح من الغبطة والبشر، وانقلب الهناء الذي غمر قلبها في عيد الميلاد هماً وغماً وابتئاساً!
- ماذا تقول يا سيدي؟
- أقول إنني شهدت ما صنعت للعائلة البائسة، وتأثرت جد التأثر من صنيعك الجميل، ومع ما أنت فيه من الضيق.
- وأنت ما شأنك وما أنا فيه؟
وارتبك الرجل وتلعثم لسانه، وانشأ يقول:
- لا. . . لا. . . شيء. . . فقط. . . أدرت أن أساعدك!
- على كل حال أنا أشكرك، ولكني أسائلك: هل بهذا الأسلوب تفهمون الخير أيها الأغنياء؟
- لا افهم ما تقولين!
- لا تفهم ما أقول، فكيف إذن فهمت أننا محتاجون، ولم تفهم أن جارتنا البائسة كانت في اشد العوز والحاجة إلى مساعدة أمثالك! - هذا حق. . . هذا لا ريب فيه.
- وما دام هذا حقاً، فلم لا تفعل؟!
- لقد أخطأت.
- أذن لقد أحضرت لنا حلوى في هذه السلة؟
- اجل. . . بقد فعلت؟
- وماذا دفعك إلى هذا؟
- محبة الخير، وتأثري بما شهدت.
- وكيف لم تتأثر بما علمت من بؤس جارتنا؟
- لا ادري والله!
- أذن تذهب إليها بهذه السلة فهي في اشد الحاجة إليها، ولا تنس أيضاً أن تنفحها بالمال الذي أعددته لنا. . .
- سأفعل! اسمحي لي بالانصراف إذن!
- لا. . . انتظر قليلاً! أتحب يسوع أيها العزيز؟
- وكيف لا احبه!
- أذن فاخرج من مالك عن شيء يكفل الستر لجارتنا. . فإنك غني جداً. . . أتعرف أن وزجك قد مات؟
- لا والله. . . لم أكن أعرف!
- أذن لقد عرفت مبلغ فاقتها!
-. . .؟. . .
- أذن فانك خارج عن بعض مالك لها ولأبنائها. . . هل علمت أنها وضعت غلاماً سادساً اليوم؟
- لا والله. . . لم أدر إلا منك!
- أذن فقد لمست بيديك مبلغ حاجتها إلى بر أمثالك!
-. . .؟. . .
- انطلق إذن! سأزورها اليوم وسأرى ماذا تصنع! وانطلق الغني ذو الجاه والثراء الضخم. . . ولكن. . . إلى داره.
وبعد ساعة أو نحوها طرق البيت صاحب الدار، ووجهه طافح بالبشر، ضاحكاً متهللاً. . وزف البشرى إلى زوجته، واخبرها أنه بُرِّئ، وعاد إلى عمله، ومنح مكافأة مالية. . . وقد احضر حلوى كثيرة لأطفاله، ولعباً شتى لعيد الميلاد. . . فلما قصت عليه قصة الصباح، وما كان من أمر جارهم الغني، تمتم وعيناه تغرورقان بالدمع: (إذن. . تعيش المرأة وأولادها معنا. .)
دريني خشبه