انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 23/من الشعر الإنجليزي:

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 23/من الشعر الإنجليزي:

مجلة الرسالة - العدد 23
من الشعر الإنجليزي:
ملاحظات: بتاريخ: 11 - 12 - 1933



إلى الحرب

للشاعر الأسترالي هيلز يدعو الإنجليز إلى إشراك قومه في حرب

جنوب أفريقية

مَاذَا غدَوْنَا؟ أسوُقاً لا تَرَوْنَ لهَا ... لَولاَ تِجارَتُكُمْ قَدْراً ولا شَانا؟

أمْ نَحْنُ بَعضُ بني ذَا المُلْكِ ما بَرحُوا ... مُنَظَّميِنَ بِهِ خَيْلاً ومُرَّانَا؟

فَإنْنَكُنْسنعيشُالدَّهرَفيرَحمٍ ... كالابْنِو الأمِّإخلاصاًوإيمانا

فلْنَحْتَمِلْ مَعَكمْ عبَءالجهاديداً ... ولْنشهدِالرَّوْعأنجاداًوأعوانا

فماأرىالشعبَ شعباً يوممَفْخَرهِ ... وَلاَ أُحِسُّ لهعِزَّاوسلطانا

حتى تَزُفَّ بنيها كلُّ والدةٍ ... إلى الرَّدَى مُسفِراً في الرَّوْع عُريانا

ها قد دعتْأُسْتُرالْيافَلْتلبِّ لهَا ... إنْجلتْرِاو لْتُجيبُوااليومَ نَجوانا

مِنَّاابْتِسامٌإلى مَنآبَفيغَدِهِ ... لَنَا ودمعٌعلى مَن في الوَغى حانا

سَنَمْتَطي الخيلَ مَع أفذاذِ مَنْ نَجَبَتْ ... إنكلتراوَنخُوضُ الهَوْلأَقْرَانا

لانَبتغيغيرمَيدانٍلِعَسْكرِنَا ... رَحبٍ ومَدْفَنٍ أجْنادٍلقتلانا

فخري أبو السعود

شهيدا الطيران

للأستاذ عبد المغني المنشاوي

هاضت الأقدار للنسر جناحاً ... فتردَّى من علاه في الحُفَرْ

وبكاه ملكَ الموت فصاحا ... كل شيء بقضاء وقدر

كنتَ يا بدرُ سميرَ المَلَكِ ... مَنْ سمير القبر وَهْناً يا تُرَى؟

طرتَ يا حجاجُ فوق الفلكِ ... هل تطير اليوم في جوف الثرى؟

هتفَ الناعي فقلنا كذبَا ... كيف يَهْوى من سماه كوكبُ

أطلعته مصرُ يَروى نسبا ... في علاَها فحواهُ المغربُ طار يبغي وَكرَهُ مقتحما ... كلَّ لُجٍّ لا يبالي الغَرقا

واحتواه شوقه مضطرما ... فتلظَّى قلبُه فاحترقا

شيَّعوهُ يا لَه مِن كوكب ... كان ملء العين والقلب ضياَء

سارتْ الدنيا له في موكِب ... زلزل الأرض وكم أبكى السماَء

إِن غداً جُسمانُه في العَلَمِ ... فهو نَجْمِ في هلال ونجومْ

أو بدا في الموت كالمبتسم ... فسجينُ فَرَّ من دار الهمومْ

لا تَشُقِّي مصرُ جيباً بعده ... يفزع الأبطال من شق الجيوب

بل فشقّي كل قلب عندهُ ... ثم قومي فادفنيه في القلوبِ

انثرى الأزهار من بين يديه ... فهو يهوَى في مُنى مصر المنايا

وارتدي صبرك لا تبكي عليه ... إن مجد الشعب تبنيه الضحايا

حبس القبرُ لديه جثةً ... ثم رفَّت روحها كيما تطيرا

فانشَقُوها بيننا ريحانةً ... والمحوها فوقنا بدراً منيرا

صوِّرُوا طائرةً فوق الضريحْ ... وأشهدوا الأنسر تهوى للفرارْ

قدمت أرواحها وهو طريح ... فديةً لو صحَّ في الموت الفرارْ

يا نسوِّرَ النيل طيروا في علاهْ ... ورِدوا الكوثر إن عزَّ الورودْ

منحتكم مصرُكم سرَّ الحياهْ ... فامنَحوها كل شيء في الوجودْ

هل رأيتم؟ هذه كفُّ العَلاءِ ... تكتب التاريخَ يا جند الشبابْ

سطرت سفْر الضحايا بالدماءِ ... فادرسوا العلياَء في هذا الكتابْ