مجلة الرسالة/العدد 216/قلبي. . . قلبي
مجلة الرسالة/العدد 216/قلبي. . . قلبي
للمرحوم مصطفى صادق الرافعي
قلبي أأنت نصيري في محبتها ... أم أنت يا قلب فيها بعض أعدائي
كل الذي فيك من برئي وعافيتي ... هو الذي فيك من سقمي ومن دائي
يا رحمتا لك من قلب كصومعة ... في رأس شاهقة في جوف صحراء
شيدت من الصخر لكن في طهارتها ... هي الغمامة قد شيدت من الماء
فالموت فيها بلا معنى يميت كما ... فيها الحياة بلا معنى لأحياء
يا حسرتا لك من قلب تقلب من ... جوع لجوع وإظماء لإظماء
عند الأحباء لا يألو منازعة ... وإن تكن روحه عند الأحباء
ناء قد ازْوَرَّ عن ناء وما ابتعدا ... لكن معاند من يهوى هو النائي
يظل ذاكر حب غير محتفل ... ذكرى وناسِيَ حب غير نَسَّاءِ
أوفى بك الحب يا قلبي على زمن ... كالأرض بعد حصاد الزرع للرائي
سوداء شعثاء مغبراً جوانبها ... من بعد لفاء ريا النبت خضراء
قلبي إن بت مطوياً على حرق ... من الصبابة تطفيها بإِطفاء
ويك اتئد إن نيراناً تحرقني ... في حبها هي نيراني وأضوائي
يا بؤس للقلب من هجر عرفت به ... ثقل الزمان على قلبي وأحشائي
يمر يوم فيوم في تسلسله ... والحب جالسني في يوم أخطائي
مثل الضباب على الأنوار يتركها ... مرضى من النور قد حمت بظلماء
وشقة الهجر تمضي لا انتهاء لها ... إذا الدلال مشى فيها بإبطاء