انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 192/إلى شباب العرب

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 192/إلى شباب العرب

ملاحظات: بتاريخ: 08 - 03 - 1937



للشاعر القروي

ثبْ يا شباب العُرب ثب ... مشت الشعوب وأنت نائم

ثبْ فالعلى نار تأجج ... في العروق وفي العزائم

ورِد المجرَّة بالضر ... اغم تحت أجنحة القشاعم

وأردد مجاهل هذه ال ... أكوان واضحة المعالم

حطمت قيدك فانطلق ... في حلبة العمل العظيم

واستغن بالعز الطر ... يف عن التغني بالقديم

إن لم تجلَّ عن الرميم ... بنهضة تحيي الرميم

ما أنتَ بالخلف الكريم ... لذلك السلف الكريم

اليوم تجني ما سقي ... ت بذروه العلق الثمينا

فاحرص على ما قد وجد ... ت بمن فقد بميسلونا

حاشاك بعد بزوغ مج ... دك أن تخون وأن تهونا

ما نلت الاستقلال إلا ... بعد أن ذقتَ المنونا

الناس حولك للوثو ... ب إذا غفت عين انتباهك

يتراقصون على أنينك ... شاربين كؤوس آهك

لم تغنك الصلوات إن ... سطت الذئاب على شياهك

الحرب من سنن الحيا ... ةِ أأنت أحكم من إلهك

ليس الفتى العربي بالذ ... ئب الخطوف ولا الخروف

لكنه البطلُ الشري ... ف القادر البطلَ الشريف

نحن الأولى فخروا الأنا ... م بكل جبَّار لطيف

لا يستبد بغير طا ... غٍ مستبدٍّ بالضعيف

مازلت في بدء الجها ... د فلا تقل بطلَ الجهاد

اليوم يومك للسبا ... ق اليوم يومك يا جواد

فانهد إلى حوماته ... لا بالمهندة الحداد بل بالتساهل والمحبَّ ... ة والوئام والاتحاد

عش للعروبة هاتفاً ... بحياتها ودوامها

وامدده يمين الحب با ... لبنانها لشآمها

أنظر إلى آثارها ... تنبئك عن أيامها

هذا التراث يمتُّ مع ... ظمه إلى إسلامها

ما لي أراك برئت من ... دمها ومن أوطانها

أنسيت أنك ليث نه ... ضتها ونسر بيانها

أتقول لست من الشآ ... م وأنت في أحضانها

أتهد ناطحة النجو ... مِ وأنت من أركانها

إن فاتك الرأي السدي ... د فخذ برأي ذوي العقول

ودعِ الغبيَّ يقول ما ... شاء التعصب أن يقول

الحق بشاعرك الأبي ... وفيلسوفك يا جهول

من سار خلف (الديك) يع ... لم أين آخرة الوصول

هلا ذكرت فتوحهم ... بالمشرفيَّة والقلم

أيام هزوا للعلى ... والعلم في الغرب العلم

جمعوا الذكاء إلى الوفا ... ء إلى الإباء إلى الشمم

قهروا العدى نشروا الهدى ... رضعوا الندى بدعوا الكرم

قل لي بربك هل ربح ... ت من الغريب سوى المحن

وفروغ جيبك واليدين ... وقتل روحك والبدن

كانت تدر الشهد أر ... ضك والسلافة واللبن

فغدا الوقوف على ربو ... عك كالوقوف على الدمن

سيجرّ عزرائيل فو ... ق ربوعهم ذيل العفاء

ويطير الشيطان ما اخ ... ترعوا بما اخترعوا هباء

ويطهر الأجواء من ... عقبانهم نسر القضاء

من كان يأباه الجح ... يم فكيف ترضاه السماء شيد على أنقاضها ... مدنيَّة الخلق المتين

فلأنت بالتمدين دو ... ن الناس أجمعهم قمين

مثل المهند أن يهز ... فإن يهزَّ بك الحنين

فالغصن، فالنسمات، فال ... ورقاء، فالماء المعين

وآهاً على عهد السذا ... جة والحماقات العذابِ

ما ضرَّ لو غادرتهن ... وطرت وحدك يا شبابي

خير الصحاب تركتني ... وتركت لي شر الصحاب

بعد الأماني العذا ... ب أمر ألوان العذاب

عش للتفاؤل يا شبا ... ب وللبشاشة والخلابه

عش للخيال وللجما ... ل وللغرام وللصبابه

عش للطموح وللجها ... د وللمناعة وللصلابه

قيل المهابة للشيو ... خ وأنت أجدر بالمهابة

سر في فتوح الخالدين ... وطرْ إلى أقصى مطارك

الكهرباء على يمي ... نك والبخار على يسارك

طرْ لابساً إكليل غا ... رك رافعاً علم انتصارك

رحب الفضاء فناء دا ... رك والعوالم باب دارك

الشاعر القروي

من العصبة الأندلسية