مجلة الرسالة/العدد 18/بلياس ومليزاند
مجلة الرسالة/العدد 18/بلياس ومليزاند
للفيلسوف البلجيكي موريس ماترلنك
ترجمة الدكتور حسن صادق
مليزاند - إن شكلي بشع في هذا الموقف
بلياس - أوه مليزاند!. . . ما أجملك!. . . ما أروع منظرك في مكانك هذا!. . . أنحن. . . أنحن. . . دعيني أقترب منك أكثر من ذلك.
مليزاند - لا أستطيع أن اقترب منك اكثر مما فعلت. . . هذا آخر ما أستطيع من الانحناء.
بلياس - ليس في مقدوري أن أرفع نفسي إليك اكثر مما ترين. . . اعطني على الأقل يدك في هذا المساء. . . قبل ذهابي. . . إني راحل غداً. .
مليزاند - لا. لا. لا
بلياس - نعم. نعم. أني راحل غداً. . . اعطني يدك. . . يدك الصغيرة أضعها على شفتي
مليزاند - لا أجيب سؤالك إذا أصررت على الرحيل
بلياس - اعطني. . . أعطني. . .
مليزاند - أعدلت عن السفر؟
بلياس - سأنتظر. . . سأنتظر. . .
مليزاند - أرى وردة في جوف الظلام
بلياس - أين هي؟. . . أني لا أرى إلا أغصان شجرة الصفصاف التي تفوق في علوها البرج
بلياس - ليست بوردة. . . أني اذهب لأرى حقيقتها بعد هنيهة، ولكن اعطني يدك. . . يدك أولاً. . .
مليزاند - ها هي ذي. ألا تراها؟. . . لا أستطيع أن انحني اكثر من ذلك
بلياس - شفتاي تعجزان عن بلوغ يدك
مليزاند - لا أستطيع أن أنحني اكثر من ذلك. . . كدت اسقط. . . أوه! أوه! شعري، امتهدل على حائط البرج
(يسقط شعرها دفعة واحدة وهي منحنية ويقفز بلياس) بلياس - أوه! ما هذا؟. . شعرك يسعى إلى كل شعرك يا مليزاند سقط من البرج!. . . أني اقبض عليه بيدي. . . وأطبق فمي. . . وألف به ذراعي وعنقي. . . لن افتح يدي الليلة. . .
مليزاند - خل سبيله. . . أطلق سراحه. . . كدت تسبب لي السقوط!
بلياس - كلا. كلا. لم أر قط شعرا مثل شعرك يا مليزاند انظري! انظري! انه يأتيني من عل ويغمرني إلى القلب. . . لقد بلغ ركبتي. . . انه رائع عذب. . . عذب كأنه هبط علي من السماء لم أعد أرى السماء خلاله. أترين لم يعد في مقدور يدي القبض عليه. . امتدت شعرات منه حتى بلغت أغصان الصفصاف. . . انه حي في يدي كالأطيار. . . انه يحبني. . . يحبني أحسن منك ألف مرة!