مجلة الرسالة/العدد 176/من زوايا الشباب
مجلة الرسالة/العدد 176/من زوايا الشباب
// لَمْياءُ إن سالت يراعةُ شاعرٍ ... يشكو الغرام تسيل فيكِ جروحي
شرحُ الصبابة في الوجوه فطالعي ... في ناظريَّ ووجنتيَّ شروحي
لم يبقَ لي فكر لنظم قصيدةٍ ... إلاَّ موشّح دمعيَ المسفوح
أفقدتني عقلي فقلتُ أردّه ... بالبعدِ عنكِ فكدتُ أفقدُ روحي
الشاعر القروي
عيني عليك
يا نجمةً في سماء الحسن طالعة ... عيني عليكِ ولكن أين منكِ يدي؟!
إحدى يديَّ إلى علياكِ أرفعها ... مستعطفاً ويدي الأخرى على كبدي
أليس تشجيكِ شكوى شاعرٍ ملأت ... آهاته الأرض وامتدَّت إلى الجَلَد
أما تهيجكِ أنَّاتٌ يرجّعها ... مستوحشاً وبشير الصلح لم يفدِ
هذا المحبُّ وهذا وصف حالته ... يُجْنَى عليه ولا يجني على أحد
لم تُبقِ منه عيون الغانيات سوى ... شيء من الروح في شيء من الجسدِ
فرحات
من طرائف الشعر المهاجر
كبد من تراب
تمر الليالي كمرَّ السحابْ
وتمضي الأماني كومض البروقْ
فحتَّامَ يغمر هدا الضبابْ
حواشي نفسي فلا تبصرْ
وتبحث عنك فلا تعثرُ
تراها أضاعت إليكِ الطريقْ
وكل جمالٍ عيوني تراه ولحنٍ شجيٍّ بسمعي استقرْ
وكلُّ عبيرٍ يفوحُ شِذاهْ
وكل نسيم عليل بليلْ
يحدث عنك وما من سبيلْ
إليكِ وقد طال هذا السفَرْ
حنينٌ وشوقٌ وحبٌّ دفين
تُكابُده كبدٌ من ترابْ
فإِن يكُ في الأرض ماءٌ وطين
يحولُ ويفصلُ ما بيننا
وكنت اتخذتِ السُّهى موطناً
فيا ربِّ عّجل بيوم الذهابْ
م. معلوف
هي الدنيا
عادت إلى الأشجار أوراقها ... وعادت الدنيا تثير الشجون
تذكّر المسكين وادي الحمى ... ونام بالأحلام تحت الغصون
مرّي عليه اليوم ريح الصبا ... وأيقظيه من سبات الجنون
تحرشي بالورق ... وأَسمعيه الحفيف
ردي إليه الرمق ... من قبل يأتي الخريف
يوم تمرّين على نائم ... أحلامه قد بددتها المنون
قالوا ربيع قلت أين الصبا ... أين الفراشات وأين الطيور؟
أيام أعدو خلفها حافياً ... وكيفهما في الحقل دارت أدور
طائرة لكنني مثلها ... من فرحي ما بين تلك الزهور
وكل ما في الوجود ... لنا حلال مباح
لا عاذل لا حسود ... لا غُرْبةٌ لا انتزاح هذا ربيع أعطني مثله ... وخذ إذا ما شئت كل الدهور
(الولايات المتحدة)
رشيد أيوب