مجلة الرسالة/العدد 165/مأساة فراق
المظهر
مجلة الرسالة/العدد 165/مأساة فراق
ما البرق لاح لتائه وخبا ... والكون عاد يخب في الظُّلَم
أو منية للنفس سُرَّ بها ... قلب ولم يك ذا سوى حُلُم
بأمض وقعاً من نوى قرنت ... بتعارف فتآلف النسم
يا لحظة ما كان أسعدها ... لو لم تدع قلبين في ضرم
لم يكف سرعتها فنغَّصها ... يا للقساوة حقد منتقم
هل في قريضك بعدُ تسلية ... يا صائغ الأشجان في نغم
أم قد يضاعف ذاك من أسف ... وهل القريض يرد من عدم
شلت يد التفريق حين رمت ... متآلفين بسهمها الشيم
متجاوبين بكل عاطفة ... متفاهمين بأعين وفم
يتساقيان على الكؤوس هوى ... أغضى الرقيب له على رغم
كل يحس بقلب صاحبه ... ويرى له كالروح من سجم
تلك السعادة وهي إن قصرت ... حسب المحب لذاذة الألم
(. . .)