مجلة الرسالة/العدد 143/خيبة رجاء
مجلة الرسالة/العدد 143/خيبة رجاء
إلى الوالد الواجد الأستاذ أحمد حسن الزيات
للأستاذ محمود غنيم
راح كأن لم يوجد ... يا ليته لم يولد
ما الْيُتْم فقْد والد ... ألْيُتم فقد الولد
يا غرة الفرقد هـ ... لاَّ عشت عمر الفرقد
عيد الربيع قد أتى ... ما لك لم تعّيد
ما لك لم تبسم له ... عن لؤلؤ منضد
ما فعلت نسمته ... بخدك المورد
يأيها العصفور قم ... بين الطيور غرد
قم املأ البيت نشا ... طاً بين لهوٍ وَدَدِ
البيت ما لم تأوه ... كالدير أو كالمسجد
أعزز على أبيك أن ... تصمت صمت الأبد
ما أبعد الصبر على ... فقد الصبي الأملد
صادٍ أصاب مَنهَلاً ... لكنه لم يَرد
وإنما أطفال هـ ... ذا اليوم أبطال الغد
ويح البنين ويحهم ... في الموت أو في المولد
هم عودوا قلبي الأسى ... وقبلهم لم أعتد
لسقمهم وموتهم ... حزازة في الكبد
تخطفهم يد الردى ... ونحن مكتوفو اليد
ليت الذي يسلهم ... يسعد بالتجلد
ليت لنا أفئدة ... منحوتة من جلمد
كم عاقر بدونهم ... يعيش عيش المفرد
ووالد من همهم ... يشيب قبل الموعد
أحمد يا خير أب ... خطبك خطب البلد رِيعَ الشَّرى بأسره ... إذ مات شبل الأسد
الخطب غير هيّن ... والصبر غير مسعد
والشعر غير طيّع ... ماذا أقول سيدي
ما لمِصُاب أحمد ... غيرُ يراع أحمد
(كوم حماده)
محمود غنيم