انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 140/التاريخ في سير أبطاله

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 140/التاريخ في سير أبطاله

ملاحظات: بتاريخ: 09 - 03 - 1936


2 - ميرابو

ميرابو. . . تلك الأعجوبة!

جوته

للأستاذ محمود الخفيف

وكان الملك قد أخذ بنصيحة نكر حين اشتدت الضائقة المالية فأجاب الشعب إلى دعوة مجلس طبقات الأمة إلى الاجتماع وهو مجلس قديم شهدت فرنسا آخر اجتماع له عام 1614، وقد حدد لاجتماعه اليوم الخامس من شهر مايو سنة 1789، وكان الغرض من اجتماعه، مشاورة نواب البلاد في مخرج من الأزمة المالية

ولكن هل كانت الضائقة المالية كل ما يشكو منه الشعب؟ كلا؛ إن فرنسا إذا أردنا الواقع كانت على أبواب عصر جديد، بل إن تاريخ العالم كان في مستهل فصل جديد! فما كانت الثورة مهما اختلفت مظاهرها إلا أوبة الشعب من غمر القرون أو من مجاهل النسيان، كانت حركة لا محيص عنها، حركة أدى إليها تطور الزمن على وجه معين بحيث لم تكن الأيام لتلد غيرها

هاهو ذا الأفق الباسم تنشق جوانبه عن جبين الصباح بعد ليل طال واشتدت حلكته، ولكن ما تلك الخطوط الحمراء التي يراها ميرابو ويوجس في نفسه خيفة منها؟! إنه يرى فيها نذير الشر والفزع الأكبر. ياله من رجل عجيب! إنه يتشاءم والقوم متفائلون؛ إنه يرى ما لا يرون، ولكن لينتظر ما تأتي به الأيام!

الشعب مبتهج يبسم له الأمل ابتسام الربيع من حوله، أنظر إليه غداة افتتاح المجلس في طريق نوابه تكاد تنشق حناجره وتدمى أكفه من كثرة ما يهتف وما يصفق. يا لله! ما له يطرق في وجوم كلما مر به أحد السادة من النبلاء أو القساوسة؟ هل آن لتلك الجموع أن تفرض سلطانها وتجير القوم على الاعتراف بها؟ من ذلك الرجل العابس المهيب الذي تتناقل الألسن اسمه وتتدافع الجموع لرؤيته؟ أنه بعينه نائب اكس الكنت ميرابو!

اتخذ ميرابو كرسيه وسط العامة، وقد تهامس الأشراف عند دخوله المجلس وتخاطبوا بالأحداق، على أنه كان يزدريهم أكثر مما يزدرونه، ويمقت في أشخاصهم العهد القديم ونظمه وتقاليده

ودخل الملك القاعة في حاشيته التي تجلى فيها ترفع الملكية واستكبارها، وألقى على النواب خطابا ارتاحوا إلى ما جاء فيه من أماني، وهتفوا لما تضمنه من عبارات العطف، ثم قام نكر فأكدَّ رؤوس سامعيه بخطاب طويل نصفه أرقام!

تبع الأشراف والقساوسة الملك إلى خارج القاعة وبقى العامة في أماكنهم وبينهم ميرابو يشيع الملك ووزيره بنظرات المقت والسخط. ولقد رأى النواب في ملامح وجهه إمارات الغضب، وفسرها الأشراف بأنها مظاهر الحقد الدفين والغل الشخصي

ولكن ميرابو أصبح اليوم غيره بالأمس فلقد ودع حياة السفه والتمرد، وأصبح السياسي المتزن المهيب الجانب، الذي يتوقف مصير الحوادث على ما يصدر عنه من قول أو فعل

إنه لا يطمئن إلى المستقبل ويرى الأمور تنذر بالكارثة ما لم تعالج بالحكمة. ولقد درس نفسية الشعب خارج المجلس وعرف أن له أطماعا لابد من تحقيقها. لم يكن الناس ليرضوا أن تؤخذ الأصوات في المجلس باعتبار الطبقة فيفوز الممتازون، ولا يكون لمساواة العامة إياهم في العدد أية قيمة. وكان الشعب ونواب الشعب يلحون في أن يكون التصويت باعتبار الرؤوس. كذلك كان الشعب يطمع أن يكون للمجلس مكان مستديم في النظام الحكومي، ويكون لما يصدر من آراء أثر في سياسة الدولة. وكان ميرابو يسعى جهده في أن تعلن الحكومة موافقتها على ذلك في أولى جلساته خشية أن ترغم على ذلك فيما بعد فيؤثر ذلك أسوأ الأثر في مجرى الحوادث، ولكن الحكومة أغفلت الأمر، فكان محقاً في حنقه وتبرمه

كان يفطن ميرابو أكثر مما يفطن غيره إلى انبعاث الشعب واحتضار الملكية. وكان يرى الملكية وقد أثقلتها تقاليد الماضي تكاد تسقط من الإعياء، حتى لقد قيل عن لويس السادس عشر إنه ورث عن آبائه الثورة والعرش معاً! ولقد كان هذا الملك المسكين يهرول تارة ليدرك الزمن فتنقطع به الأسباب، ثم يكلف الأيام ضد طباعها حيناً فتسخر منه الأيام! وكان ميرابو يرى بنافذ بصره أن سلامة الملكية وسلامة الوطن كلتاهما تتوقف على التوفيق بين الملك والشعب، ولا سبيل لنجاح الثورة غير هذا السبيل

أرسل إلى نكر يقول له: (صدقني أيها الوزير أن مصير الملكية في فرنسا متوقف على ما سيكون من أمر هذا المجلس، وخير لك ولهذا البلد المسكين أن تواجه المجلس بما يحقق أماني الشعب)

ولقد أعد ملتمسا ليتقدم به إلى الملك في الجلسة الأولى؛ ويقال إن الملك بادر إلى الخروج عقب انتهاء الاجتماع لما علم من عزم ميرابو. ومما جاء في هذا الملتمس: (أضف إلى مآثرك أيها الأمير المعظم إجابة الشعب إلى رغبته يبق الصولجان في يدك، فإنني أخشى إن رفضت أن يشهر في وجهك.)

يا لهذا الرجل من بطل! كيف ينقلب سلوكه هذا الانقلاب المدهش؟ إن المرء ليلمس أهم ناحية من نواحي عظمته في ذلك التحول، وما عرف التاريخ قبله رجلا درج من مثل ماضيه فوصل إلى مثل ما أتيح له من مجد وعظمة وكمال سياسي

كان منطق الحوادث يقضي بأن يرى ميرابو في الثورة فرصة لشهواته ومرتعاً لمآربه، فيصبح في غمرتها الرجل الأحمق الذي يهدم ولا يعرف غير الهدم، ويبطش ولا يستطيع أن ينهض لغير البطش. ولكنه ما عرف الهدم، وما كان رائده سوى البناء كأحسن ما يكون البناء! وذلك لعمري من عجائب الأيام! ولكنه سر العبقرية

أجل! لقد جد الزمان فأثار جلال الموقف كامن مواهبه، ولامس موضع العظمة من قلبه، ورأى في الثورة حادثاً نبه نفسه إلى حقيقتها، أو قل إنه وجدها كفؤا له كما وجد نفسه كفؤا لها

وسنرى أن جهاده منذ اليوم سيكون شاقاً مريراً، فإن من يعنيهم أمر الوطن من الوزراء ورجال الدولة من أمره في ريبة، لا يأمنون أن يتخذ من حرج الأمور وسيلة إلى أغراضه الخاصة كما كانوا يزعمون، بله ما كانوا يضمرونه له من حقد وما كانوا يكنونه من حسد، حتى المستنيرين من معارفه ومقدري نبوغه لم يكونوا أقل من هؤلاء حذرا منه، وكانوا فوق ذلك يترفعون في صلف عن مدارسة رجل له مثل ذلك الماضي! مما كان يملأ قلبه غيضاً. والملك؟ أيستطيع أن يصل إليه وله من بطانته أسوأ حجاب؟

وهو لا يثق في نواب العامة، ويخاف أن يؤدي نزقهم وجهلهم إلى الكارثة. قال يصفهم ذات يوم: (أكثر من خمسمائة عضو لا يعرف الرجل منهم جاره! أتوا من جميع أنحاء المملكة، لا يجمعهم نظام، ولا يلم شملهم زعيم، ولن تجد بينهم ذا نفوذ، أو تتبين فيهم من يأخذ نفسه بأي ميثاق من مواثيق الطاعة، وكلهم ميال إلى أن يُصغي إليه قبل أن يصغي هو إلى أحد. . .)

أرأيت موقفاً أشد من هذا الموقف حرجاً؟ ولكن هل كان حرج الموقف يعمي بصيرته عن سبيل الرشاد، أو يدفع السأم إلى قلبه؟ كلا فما خلق مثله إلا للشدائد، وما يظهر جلده أكثر ما يظهر إلا في الملمات. وهل كانت تستطيع السفينة أن لم تسير بلا ربان في مثل تلك الأنواء؟ ومَن ربانها إن لم يكن هو ربانها؟ لم تمض أيام حتى صار بين نواب العامة المقدم عليهم، يستقيمون على ما يرسم من طريقة وإن لم يعلنوا زعامته لهم، ويتجهون بأنظارهم إليه إن سدت في وجوههم المسالك وإن لم يظهروا له ما هو جدير به من عطف ومحبة، ولكنه كأخيل، لم يكن ليصده عن مصلحة وطنه ما ينال شخصه من إهانة، وفي ذلك من سر عظمة الرجل ما هو جدير بالإعجاب

وكان إلى جانبه الأب سيس، ينقل إلى نواب العامة ما يوحيه إليه، وكان هذا الرجل قد آثر صفهم على صفوف الأشراف كما فعل ميرابو من قبل؛ وكان لشخصه في قلوبهم مكانة قوامها الحب، إن لم يكن قوامها الإعجاب

أخذ الأشراف ورجال الدين يجتمعون كل طائفة في حجرتها، وعولوا على أن يكون إقرار المسائل باعتبار الطبقة؛ ولو طاوعهم العامة إلى ذلك لكان للثورة اليوم سيرة غير سيرتها. ولكن أنى للعامة أن يقروا على أنفسهم عملا يطوي بهم القرون إلى الوراء، وهم يتعجلون الزمن، ويودون لو يسبقونه إلى تحقيق الأمل الوليد؟ على أنهم ما كانوا يريدون بملكهم الطيب شرا حتى ذلك اليوم، ولكن شطط رجال البلاط وسوء تدبيرهم سيجعل من هذا المجلس هيئة تقلب نظام الحكم في فرنسا، بل وتدفع تاريخ البشر إلى طريق جديد

وما كان ميرابو ليرضى أن يطيع أصحاب الامتياز إلى غرضهم الشائن وإن كان يخشى أن يؤدي إحراج العامة وإعناتهم إلى التذمر فالهجوم، فيتدخل الملك وهو لا يريد أن يتدخل الملك إلا بما يرضي الشعب؛ هو لا يحب أن تبغي إحدى القوتين على الأخرى، ولذلك فهو يسعى ويواصل السعي، ويدعو ويكرر الدعوى إلى الأناة، حتى يصيخ له من صفوف العامة رجل رشيد لم يكن سوى سيس، وسرعان ما يأخذ العامة بنصيحته على لسان سيس، فيقفون من الأشراف موقفاً حكيما هو انتهاج السياسة السلبية، فيأبون أن ينتخبوا لهم هيئة داخلية تشعر بقبول انعزال مجلسهم، كما يرفضون أن يتسلموا الرسائل الموجهة إليهم باسم رجال الطبقة الثالثة

كان يرجو ميرابو أن يخرج العامة من المأزق دون شحناء ولا اعتداء، ولكن العامة انتظروا حتى ملوا الانتظار، فاقترح عليهم قرب نهاية مايو أن يرسلوا إلى رجال الدين، وقد أنس في فئة منهم العطف على العامة، يدعونهم باسم الله وباسم الإنسانية والسلام أن ينضموا إليهم

وفي اليوم العاشر من يونيو أقترح سيس إرسال دعوة نهائية إلى رجال الطبقتين يطلبون انضمامهم إلى صفوف العامة؛ وسواء قبلوا الدعوة أو لم يقبلوها يجتمع نواب العامة وحدهم للعمل باسم الشعب الفرنسي كله. وأخيراً حين رفض رجال الطبقتين دعوة العامة أعلنوا في اليوم السابع عشر من يونية قرارهم الخطير أنهم هم (الجمعية الأهلية) فخطوا بذلك أول خطوة نحو الثورة

أشفق ميرابو وقد فهم مغزى هذا القرار على الجمعية وأيقن أن الملك لابد مجيب على ذلك بضربة حاسمة، إذ ما الذي يمنعه أن يباغتهم بمرسوم يحل به المجلس كله؟ ولذلك فقد احتاط للأمر وتوقى الخطر قبل حدوثه. فتقدم إلى الجمعية باقتراح قبلته وأعلنته، ومؤداه أن نواب الأمة يقررون أن الضرائب القائمة غير شرعية، ولكنهم لا يمانعون في جمعها مادامت الجمعية منعقدة؛ وكانت هذه خطوة سديدة موفقة من جانب ميرابو

على أنه ظل يحسب للموقف حسابه. فما كان الأشراف ورجال البلاط ليقابلوا عمل الجمعية بالسكون، وكان ميرابو قد واجه ثورة النواب في نقاشهم قبل أن يطلقوا على جمعيتهم ذلك الاسم، وطلب إليهم أن يبحثوا عن اسم آخر لا يتضمن مثل ذلك التحدي، ولكنهم أعرضوا عنه فلم يجبن عن أن يعلن فيهم (أن نفوذ الملك وحقه في (الفيتو) لابد أن يكون أمراً أساسياً في الدستور، وبغير ذلك فانه يفضل أن يقيم بالقسطنطينية على أن يعيش في فرنسا، لأنه لا يرى أخطر من تسلط ستمائة رجل على شؤون الدولة)

ولقد ذاعت الإشاعات يومئذ أن ميرابو أخذ من الملكة مبلغاً طائلا، وهكذا يأبى شؤم طالعه إلا أن يلازمه فيرمى بالخيانة منذ ذلك التاريخ الباكر

اعتزم الملك نقض قرارات الجمعية، وعول على الذهاب بنفسه إليها، وحدد لذلك اليوم الثالث والعشرين من يونيه، وفي صباح اليوم العشرين من ذلك الشهر حين لم يستطع نواب الشعب الاجتماع في دار الجمعية بحجة إعدادها لدخول الملك فقد توجهوا إلى ملعب التنس المجاور لها؛ وهناك وقد أخذ الحماس من قلوبهم كل مأخذ أقسموا أنهم لن ينفضواحتى يضعوا للأمة دستوراً، فكان هذا أحد أيام فرنسا المشهورة

ما للسفينة عجلى تسخر بالأنواء وتستخف بما يحيط بها من موج كالجبال؟ أدر الدفة يا ربانها ليس لها غيرك يوجهها إلى شاطئ السلامة!

دخل الملك في اليوم الموعود، وقد تكلف أكثر ما يطيق من الجد والحزم، وأعلن نقض قرارات 17 يونيه، وأمر أن تجلس كل طبقة على انفرد ليكون صدور الأصوات بالمجلس لا بالرؤوس، وعلى الجميع أن يصدعوا بما يؤمرون وإلا فانه (سيعمل ما تقتضيه مصلحة البلاد معتبراً نفسه نائبها الوحيد)

طرب الأشراف ومن يشايعونهم من رجال الدين لذلك الوعيد، وقاموا إلى مجلسهم بعد مبارحة الملك القاعة، وبقى نواب العامة في مكانهم جامدين. أخذتهم الحيرة فلا يدرون ماذا يفعلون، واستولى الرعب على أفئدتهم، فعلى وجوههم صفرة كئيبة، وفي عيونهم دهشة ومسكنة، ولكن ميرابو لم يخلق الفزع لمثله، فوثب من مكانه وفي عينيه الواسعتين نظرات الليث، وراح يزأر فيهم مذكراً إياهم بقسمهم. فأعاد إلى قلوبهم الحمية، ثم دار بعينيه فإذا كبير الأمناء يسأل النواب في صلف: (ألم يسمعوا أمر الملك؟) وفي تلك اللحظة الرهيبة التي ولدت للعالم عصراً جديداً يأبى القدر إلا أن يجعل من ميرابو ترجمانه، فيصرخ في رسول الملك قائلاً: (نعم أيها السيد! سمعنا ما أوعز إلى الملك بإلقائه علينا، ولست أنت، ولم يكن لك من مركز أو حق يبيح لك الكلام في هذا المجلس. نعم لست أنت الذي يذكرنا به. إذهب فقل لمرسيلك إننا هنا بإرادة الشعب، فلن نبرح مكاننا إلا على أسنة الحراب)

وتصايح النواب قائلين: (هذه إرادة الشعب). (الشعب لا يتلقى أوامر من أحد)، وقام سيس يذكرهم أنهم اليوم ما كانوا بالأمس؛ ولم يخن ميرابو حضور ذهنه وسط تلك الحماسة، فأعلنت الجمعية اقتراحه بأن رجالها منذ اليوم في حصانة، وأن التعدي عليهم جريمة كبرى!

أرأيت كيف هيأت بسالة ذلك الرجل له موقفاً أصبح فيه بحيث يتوقف مصير الحوادث على ما يفعل أو يقول؟ وسرعان ما تجاوبت أنحاء فرنسا أنباء ذلك الرد التاريخي، وجرى اسم ميرابو على كل لسان في باريس وطبع شخصه في كل قلب

من ذلك اليوم أصبح ميرابو زعيم الشعب غير مدافع، وأن تم له ذلك فعلا من قبل، وإذا كانت الحوادث تخلق الرجال كما يقولون، فمن الرجال من يخلق التاريخ. وما تاريخ البشرية إذا أردت اليقين إلا تاريخ عظمائها. ولقد كان ميرابو من هؤلاء النفر الذين يربون جيلا ليلدوا غيره! وإني لأجرؤ فأزعم أنه عندي أول زعيم شعبي بالمعنى الحديث. إذ كان التاريخ يومئذ ينتقل من فصل إلى فصل كما رأينا

وكان انتقاله هذه المرة على أساس جديد، على أساس شعور الفرد بوجوده في شكل ديمقراطي لم ير العالم نظيره منذ ديموقراطية أثينا. أجل، لقد جاءت الأنباء من وراء المحيط بانتصار الحرية على يد بطل من أهم أبطالها هو واشنطن؛ ولكن الفرق بين الحركتين كالفرق بين الرجلين؛ فتلك حركة سياسية في شعب يخوض غمار الحرب إلى حقه الذي اغتصبه الأجانب من أعدائه، وهذه حركة اجتماعية كانت أول أمرها سلمية في شعب يستخلص حقه من ساداته وكبرائه؛ وذلك رجل يشهر السيف ويصل إلى غرضه بالحديد والدم، وهذا رجل لا يعرف إلا القلم ولا يرى سوى المنبر طريقاً إلى غرضه!

(البقية في العدد القادم)

الخفيف