انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 134/الكتب

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 134/الكتب

ملاحظات: بتاريخ: 27 - 01 - 1936



مفتاح كنوز السنة

من عمل الأستاذ ا. ي. فنسنك

ترجمة الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي

بقلم الأستاذ محمد حامد الفقي

مطبعة مصر: ثمنه ستون قرشاً مصرياً

كان الباحث الذي تتوجه نفسه إلى معرفة علم الحديث والاشتغال به يجد نفسه أمام كنوز ملأى بالجواهر النفيسة، فإذا ما حاول فتح مغلقها أخذه من العناء والمشقة الشيء الكثير المضني، لأنها جمعت على طرق من التأليف كانت آخر ما وصل إليه تفكير المتقدمين حين لم تكن مطابع، ولم تخرج العقول هذه الفنون المدهشة من الفهارس، والمفاتيح التي وصل إليها عقل العلماء اليوم بكثرة المران

كان يجد أمامه هذه الصعاب، فيضرع إلى الله تعالى أن ييسر بفهرس يكون مفتاحاً لهذه الكنوز، يهون عليه الوصول إلى بغيته؛ ولقد طال أمد هذه الضراعة حتى خرج علينا الأخ الفاضل محمد فؤاد عبد الباقي بهذا المفتاح المبارك الذي ما ترك كنزاً مغلقاً إلا فتحه على مصراعيه، ونثر دره بين يدي الطالب يأخذ منها حاجته التي يبتغيها

فالكاتب، والخطيب، والمدرس، والفقيه، والمحدث، وكل من تعوزه صنعته، أو تقواه وعبادته، إلى شيء من هدي رسول الله ، يفزع إلى هذا المفتاح فيضع في يده بسخاء كل ما يبتغي ويريد. وقد قدم له الإمام الكبير محدث عصره السيد رشيد رحمه الله، والمحدث الفاضل الشيخ احمد شاكر بمقدمتين، نقتطف منهما جملاً تنبئ القارئ الكريم عن عظيم الحاجة إلى هذا المفتاح إذ قال السيد رشيد رحمة الله عليه ورضوانه:

(ولو وجد بين يدي مثل هذا المفتاح لسائر كتب الحديث لوفر عليّ أكثر من نصف عمري الذي أنفقته في المراجعة. ولكنه لم يكن ليغنيني عن هذا الكتاب (مفتاح كنوز السنة) فإن ذاك إنما يهديك إلى مواضع الأحاديث القولية التي تعرف أوائلها، وهذا يهديك إلى جميع السنن القولية والعملية، وما في معناهما، كالشمائل والتقريرات والمنقب والمغازي وغيرها، فلو كان بيدي هو أو مثله في أول عهدي بالاشتغال بكتب السنة لوفر عليّ ثلاثة أرباع عمري الذي صرفته فيها)

وقال الأستاذ الشيخ احمد شاكر (وقد عني الصديق فؤاد أفندي بالدقة في الترجمة أتم عناية، فإنه لم يترجم معنى من المعاني حتى رجع إلى الأحاديث في مصادرها التي أشار إليها المؤلف وعبر عنها بالعبارة الصحيحة التي تدل عليها الأحاديث. ولذلك مكث في ترجمته أربع سنين ثم لم يضن على طبعه بالمال، فاختار أرقى المطابع في القاهرة وانتقى له أجود أنواع الورق، فأبرز الكتاب كاملاً. . .)

(هذا الكتاب جعله مؤلفه فهرساً لثلاثة عشر كتاباً من أمهات كتب الحديث. وهي: مسند الإمام احمد بن حنبل. صحيح البخاري. صحيح مسلم. سنن الدارمي. سنن أبي داود. سنن الترمذي. سنن النسائي. سنن ابن ماجه. وهذه الثمانية هي أصول السنة ومصادرها الصحيحة الموثوق بها. ويندر أن يكون حديث صحيح خارجاً عنها. ثم موطأ الإمام مالك. ومسند أبي داود الطيالسي. . . ثم سيرة ابن هشام. ثم كتاب المغازي للإمام محمد بن عمر الواقدي. . . ثم أعُظم كتاب جمع سيرة النبي وتراجم الصحابة والتابعين فمن بعدهم وهو كتاب الطبقات الكبير لابن سعد. والكتاب الرابع عشر المسند المنسوب إلى زيد بن علي بن الحسين. . . وقد رتب الأستاذ فنسنك كتابه على المعاني والمسائل العلمية، والأعلام التاريخية، وقسم كل معنى أو ترجمة إلى الموضوعات التفصيلية المتعلقة بذلك، ثم رتب عناوين الكتاب على حروف المعجم، واجتهد في جمع ما يتعلق بكل مسألة من الأحاديث والآثار الواردة في هذه الكتب. . . . . ولعل نشر هذا الكتاب بلغتنا العربية الشريفة يكون سبباً في إقبال المتعلمين من جميع الطبقات على الاشتغال بالسنة النبوية، وعلى الاستفادة من كتب الحديث التي هي كنوز العلم والحكمة التي أعرض عنها أكثر الناس، إما جهلاً بفائدتها، أو عجزاً عن المراجعة فيها عند الحاجة)

وقد وضع الأستاذ فؤاد عبد الباقي لهذا المفتاح فهارس أخرى تيسيراً للمنفعة به وبالمعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي، صدر منها فهرس البخاري ومسلم والترمذي. ولعلنا نتكلم عنها وعن المعجم المفهرس في فرصة أخرى محمد حامد الفقي