انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 133/قصة المكروب كيف كشفه رجاله

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 133/قصة المكروب كيف كشفه رجاله

ملاحظات: بتاريخ: 20 - 01 - 1936



ترجمة الدكتور احمد زكي وكيل كلية العلوم

بستور والكلب المسعور

- 1 -

لن يدور بخلدك أيها القارئ أن بستور ترك اسمه للنسيان، وشهرته للنقصان، أثناء الزوابع التي أثارها كوخ في الدنيا وهو يثبت أن المكروب يقتل الناس. وكيف يجوز هذا على بستور وفي عوده ما نعلم من صلابة، وفي أنفه لتصيد المكروب ما في أنف الكلب، وفي نفسه ما في نفس الشاعر من الحس والخيال؛ وهو فوق ذلك رب الدعاية الذي يعرف كيف يأتي الجماهير فيشهدهم فيتركهم صرعى حيارى مما رأوا أو سمعوا؟

في أواخر العقد الثامن من القرن الماضي - وكان كوخ قد اكتشف بذور داء الجمرة فأدهش الأطباء وأفرغ وأبدع - قام بستور ينفي بهزة من كتفه، وكلمة من أنفه، وتلويحة من يده، ما تمخضت عنه تجارب الأطباء ألوف السنين. يا لها صفاقة من كيميائي! وحكاية ذلك أنه جاءت فترة من الزمان صارت فيها مستشفيات الولادة بباريس مخابئ للوباء، تدخلها الأمهات يملؤهن الأمل ويحدوهن الرجاء، ولكن القدر الصائد الخبيء فيها كان يختطف منهن أما من كل تسع عشرة، تذهب بها حمى النفاس تاركة ولدها يلقى الحياة بغير حب الوالدات. وماتت عشر نسوة متتابعات في مستشفى واحد فأسماه الناس (بيت الإجرام)، وارتاع النساء فلم يثقن بالأطباء حتى أغلاهم أجورا، ًوبلغت بهن الريبة فأخذن يقاطعن المستشفيات، وخشي كثيرات منهن مواجهة مخاطر الحمل فرغبن بحق عن النسل، والأطباء أنفسهم فزعوا وافتضحوا بمرأى رسل الموت قائمة هكذا على أبواب الحياة وهي تولد. وذات يوم اجتمعت أكاديمية الطب بباريس، وقام فيها طبيب شهير يخطب ويجلجل في أسباب حمى النفاس - وهو وا أسفاه يجهلها كل الجهل - وامتلأ خطابه الرنان بكثير من الكلمات الإغريقية الطويلة، وكثير من الألفاظ اللاتينية الفخمة، وبينا هو في إحدى جملهُ الطنانة قاطعه صوت كالرعد جاء من مقاعد البهو الأخيرة. قال صاحب الصوت: (إن الذي يقتل النساء بحمى النفاس ليس الذي تقول، ولا شيئاً يشبه الذي تقول. إن الذ يقتلهن أنتم أيها الأطباء، فأنتم الذين تحملون المكروبات القتالة من المرأة المريضة إلى الأخرى الصحيحة. . .!) وما كان صاحب الصوت إلا بستور، وكان قد قام عن مقعده، وكانت عيناه تتطاير شرراً.

قال الخطيب: (قد تكون على صواب، ولكن أكبر ظني أنك لن تجد هذا المكروب أبداً. . .) وأراد أن يعاود خطابته المقطوعة، ولكن بستور كان في هذه اللحظة قد اخترق الصفوف ومشى إلى المنبر يجر وراءه رجله، وقد كانت شُلت بعض الشلل. ولما بلغ السبورة أمسك بعنف قطعة من الطباشير وصاح في الخطيب وهو في ضيقه، وفي أعضاء المجمع وهم في دهشة مما جرى، قال: (أنت تقول إني لن أجد هذا المكروب. أيها الرجل، إني وجدته، وشكله هكذا!) ورسم بستور على السبورة سلسلة من دوائر صغيرة، فأنفض الاجتماع في اختلاط كالعِقد انقطع نظامه.

كان بستور قارب الستين من عمره، ولكن كان لا يزال به عنف الخامسة والعشرين وتهورها، وكان كيميائياً، واختص في تخمير سكر البنجر، وعلم الخمارين كيف يدفعون الفساد عن خمورهم، وترك هذا العمل فجأة وأخذ في تخليص دودة القز مما اعتراها، وقام في فرنسا بالدعاية إلى تحسين البيرة الفرنسية وفعلاً تحسنت عما كانت، وقضى تلك السنين الطويلة يشتد على نفسه في العمل فأنجز فيها ما يستنفد أعمار عشرة رجال، ولكنه ظل يحلم دائماً طوال هذه السنين بالمكروبات وبأمل إصطيادها، لأنه عَلم عِلم اليقين أنها سبب مصائب الإنسان ومنشأ أمرضه الخبيثة

ولكنه استيقظ يوماً فوجد كوخ سبقه إلى ما أمل فحل العقد التي رجا هو أن يحلها. وإذن تحتم عليه أن ينهض لكوخ هذا وأن يلحق به. وكأني به يتمتم لنفسه فيقول: (وعلى كل حال فالمكروبات من بعض الوجهات من متاعي وحقي، وأنا أول من أبان خطرها منذ عشرين عاماً لما كان كوخ طفلاً صغيراً. . . .)

على أن لحاق بستور بكوخ قامت دونه عقبات. منها أن بستور لم يجس نبضاً قط، ولم يقل قط لرجل مصفور أخرج لسانك. ولقد يشك في قدرته على تمييز الرئة من الكبد. ومن المؤكد أن يده لم تكن تعرف كيف تأخذ بالمشرط. أما تلك المستشفيات القاسيات فبعداً لها وسحقاً، فقد كانت روائحها تبعث الألم في قرارة معدته، وكانت أصوات مرضاها وأناتهم تخرج من حجراتها إلى دهاليزها القذرة فيألم لها صاحبنا فيهم بسد أذنيه ويفر منها هارباً. على أن بستور لم يلبث أن تخطى هذه العقبات وذلل هذه الصعوبات. فهذا كان دائماً دأب هذا الرجل الذي لا يغلب، إذا قامت في سبيله صخرة فلم يستطع أن يقفز من فوقها دار من حولها. فاتخذ لنفسه أعواناً ثلاثة من الأطباء فبدأ أولا بالطبيب جوبرت ثم بالطبيبين وشمبرلاند وكانوا أحداثاً صغاراً. في آرائهم أحراراً، بل بلاشفة ثائرين على الطب القديم وتعاليمه السخيفة. وجلسوا في المجمع الطبي يستمعون لمحاضرات بستور، وكانت مما يزهد عامة الأطباء فيه، ولكن هؤلاء الثلاثة كانوا ينصتون ويغتبطون معجبين ببستور عابدين مؤمنين بكل نبوءة يتنبأ بها من كل وباء فتاك يثيره كل خبيث دقيق يخفي على البصر من الأحياء. تفضل بستور ففتح لهذا الثالوث أبواب معمله، فعلموه عوضاً من هذا تركيب جسم الحيوانات وكيف تعمل وتحيا، وعرفوه المحقن فأبانوا له الفرق بين إبرته وكابسته، وأقنعوه بأن الحيوانات مثل الأرانب والخنازير الغينية لا تكاد تحس إبرة المحقن وهي تضرب في جلدها، وكان رجلا يسوؤه أن يرى الألم أو أن يفعله. وعقدوا الخناصر فيما بينهم على أن يكونوا لوليهم هذا عبيداً طائعين، وأن يكونوا لهذا العلم الجديد رسلاً مبشرين.

إن صيد المكروب ليس له سبيل واحدة يقال لها هذه، وهذه فحسب. وتلك حقيقة لا مراء فيها. ودليلنا عليها السبيلان اللتان اتخذهما كوخ وبستور لنفسيهما، فقد اختلفا اختلافاً بيناً على الرغم من اتفاق الغاية التي قصدا إليها. أما كوخ فكان يطبق المنطق في برود قاتل، حتى لكأنه كتاب هندسة في يد طالب - فقد بحث بِشلة السل بتجاريب غاية في التنظيم، وخال عنها كل الاعتراضات التي يخالها الشكاكون الناقدون، وذلك قبل أن يعلم هؤلاء بوجود شئ ينقد. وكان كوخ ينشط إلى ذكر خيباته كما ينشط إلى ذكر فوزاته، وبمقدار واحد لا يزيد في هذه على تلك أبداً. فقد كان له إحساس بالعدل غير إنسي. وكان ينظر إلى كشوفه نظرة الناقد المتغالي حتى لكأنها لغيره. أما بستور فقد كانت في قلبه شهوة على البحث متقدة، فكانت تخرج من رأسه النظريات الصائبة تتلوها أخواتها الخاطئة في تتابع سريع كأنها صوارخ النيران انطلقت في مهرجان، ولكن في قرية، فخرجت على غير عمد وفي غير نظام.

بدأ بستور يبحث عن مكروبات الأمراض فثقب دملا في عنق أحد أعوانه وربّى مما أخرج منه جرثومة؛ وما أسرع ما أيقن أنها أصل الدمامل وسببها. وبغتة ترك ما هو قائم فيه من ذلك وهرع إلى مستشفى فوجد مكروبه المتسلسل في أجسام النسوة وهي تموت، فما أسرع ما قال إنه مكروب حمى النَفّاس! ومن المستشفى طار إلى الريف ليكتشف أن دود الأرض يحمل بشلة داء الجمرة من جثث الأبقار الوبيئة المدفونة في باطن الأرض ويخرج بها إلى ظهرها، ثم هو لا يثبت كشفه هذا إثباتاً كاملاً. كان بستور عبقرياً في العباقرة، غربياً يحس بحاجة دفاعة إلى القيام بعشرة الأمور في آن واحد، ولا يحتفل بمقدار الدقة التي ينجزها بها فهي قد تنقص وقد تزيد، كل هذا ليكشف عن تلك الذرة من الحقيقة التي تتراءى في أكثر أعماله

خبط بستور في كل أرض، وهب مع كل ريح، وليس بعسير عليك أن تدرك في كثرة خبطاته وتنوع هباته أنه كان يتلمس طريقاً تؤدي به إلى سبق كوخ والتفوق عليه. أثبت كوخ في وضوح جميل أن الجراثيم تحدث الأمراض؛ لا شك في هذا. ولكن ليس هذا كل شئ. ليس هذا الإثبات أهم شئ. فأهم منه اكتشاف طريقة تمنع هذه الجراثيم من قتل الناس؛ أهم منه حماية الإنسان من الموت. وفي سبيل هذا ظل بستور يخبط طويلاً على غير هدى. قال رو يصف تلك الفترة من حياة بستور بعد أن فاتت بزمان طويل: (أي تجربة سخيفة لم نبتكر! أي تجربة مستحيلة لم نتخيل! ثم يصبح الصباح فنضحك من أنفسنا من جرائها ملء أفواهنا طويلاً).

لا بد لفهم بستور من تفهم أخطائه وانهزاما ته بمثل ما نتفهم إصاباته وانتصاراته. لم يكن لبستور صبر كوخ ولم تكن له دقته، فلم يهتد إلى ما اهتدى إليه كوخ من تربية الميكروبات نقية. فذات يوم أغلى بستور بولا في قبابة وزرع فيها بشلات الجمرة ثم نظر إليه بعد ذلك فساءه وغلظه أن وجد به ميكروبات دخيلة جاءته من الهواء. وفي الصالح التالي نظر إليه أخرى فلم يجد به من مكروبات الجمرة شيئاً. لقد ذهبت بها جميعاً مكروبات الهواء! وعندئذ يقفز بستور قفزة بارعة إلى الفكرة الآتية: (حيث أن مكروبات الهواء المسالة استطاعت أن تخنق بشلات الجمرة التي في القبابة فلا شك أنها فاعلة ذلك في الأجسام. والظاهرة واضحة: مكروب يأكل مكروب). وما أسرع ما صاح بذلك في الناس! وما أسرع ما كلف عونيه رو وشمبرلاند بإجراء تجربة بديعة في الخيال مؤداها حقن مكروب الجمرة في خنازير غينية ثم اتباعها بحقن مكروبات هادئة مسالمة رجاء أن تطارد في الدم تلك المكروبات الثائرة اللعينة فتقتلها وتزدردها ازدراداً. وأعلن بستور في جِدّ عابس قال: (إن هذه التجربة قد يكون من ورائها انفتاح الأبواب لعلاج الأمراض وشفائها). وهذا آخر ما تسمع منه عن هذه التجربة التي أثارت كل هذا الأمل الهائل. فهكذا كان بستور يخفي إخفاقاته عن العلماء فيحرمهم من درسها، وقد يكون في درسهم إياها الإصلاح والنجاح.

غير أنه لم يمض قليل من الزمن حتى كلفته أكاديمية العلوم أمراً غريباً وبعثته إنابة عنها رسولاً، وفي أداء هذا الأمر وإيجاز هذه الرسالة عثر بستور غير عامد على حقيقة أنارت له السبيل فاهتدى على نورها إلى طريقة يؤنس بها شوارد المكروبات فتنقلب من بعد عدائها للإنسان أمناً عليه وسلاماً. نعم وقع على هذه الحقيقة فأخذ بناء عليها يخط الخطط ويحلم الأحلام، فيجد نفسه قد أثار المكروب الحي بعضه على بعض، وبث فيه الخصام فأباد نفسه بنفسه، فنجا الحيوان والإنسان من الموت، وكفى الله المؤمنين القتال. وقصة ذلك أنه شاع في ذلك الوقت أن بيطرياً اسمه لوفرييه اكتشف علاجاً لداء الجمرة، وذلك في جبال الجور بشرق فرنسا. وذاع أمر هذا العلاج واشتهر. وشهد أعيان الناحية بأن مئات الأبقار شفيت به وهي على باب الموت، وإذن آن أوان العلم أن يقر هذا العلاج الجديد.

- 2 -

وبلغ بستور تلك الناحية من جبال الجورا، وصحبه أعوانه الشباب فوجدوا أن هذا العلاج المعجز يتلخص أولا في أن يقوم نفر من الفلاحين بدعك البقرة المريضة دعكا شديدا لتحتر ما استطاعت إلى الاحترار سبيلا، ثم يشرط جلد البهيمة المسكينة شرطا، ويصب زيت التربنتينة على هذه الشروط صباً، وبعد التمثيل بها هذا التمثيل الشنيع يغطى جسمها إلى رأسها بطبقة سميكة من مادة لا نذكرها تأدباً، وذلك بعد نقيعها في الخل الساخن، وتظل البقرة تصعق بالخوار شديداً من الألم ولا سامع ولا راحم. أما وقد تم كل هذا، وقد ودت البائسة المعذبة لو تموت، فيغطى جسمها أجمع بثوب شامل ليستبقي هذا المرهم الغريب عليها زمناً مقدوراً.

قال بستور للوفرييه: (إن البقر الذي تصيبه الجمرة لا يموت كله بل يشفى بعضه من ذات نفسه. وعندي تجربة لا أرى عدلا لها ترينا هل حقا علاجك هو سبب خلاص هذه الأبقار. فهيا بنا يا عزيزي نجرب)

وأحضر لهما أربع بقرات، وقام بستور في حضرة لوفرييه وبشهود وفد عليه سيما الجد من المزارعين، فطعن الأبقار في أكتافها أربع طعنات من محقنه بعد أن ملأه بزريعة من مكروبات الجمرة، فانساب في أجسامها مقدار يقتل الشاة الواحدة بالتحقيق ويقتل من الخنازير الغينية عشرات. وفي الغد عاد بستور ولوفرييه ووفد المزارعين فوجدوا الأبقار جميعاً قد علت أكتافها أورام حادة محمومة، وهي تتنفس شخيراً. فلم يعد شك في أنها في إبان مرضها.

قال بستور لصاحبه: (والآن يا دكتور، تقدم فاختر بنفسك بقرتين من هذه الأربع المريضة. ولنسمها أ، ب فخذها وعالجها على نحو ما تفعل. أما هاتان البقرتان الأخريان ج، د فدعهما بلا علاج) وقام لوفرييه على البقرتين البائستين يصب عليهما النقمة التي تدعى علاجاً. فكانت النتيجة ضربة قاضية على العلاج وعلى صاحبه الذي أحسن النية وقصد الخير - ذلك إن إحدى البقرتين اللتين عولجتا ماتت وسلمت الأخرى، وإحدى البقرتين اللتين لم تعالجا ماتت وسلمت الأخرى.

قال بستور لصاحبه: (حتى هذه التجربة كان في إمكانها أن تخدعنا، فلو أنك أعطيت دواءك للبقرتين ا، د بدلا من ا، ب وحدث الذي حدث، أذن لظننا أنك وقعت للجمرة على خير علاج) مات في التجربة بقرتان، وسلمت فيها بقرتان وشفيتا لكن بعد أن عانت من الداء الأمر. ففكر بستور فيما هو صانع بهما، قال: (أظن أنه لا بأس من حقنهما مرة أخرى بنسل من مكروب الجمرة أخبث من الأول. إن عندي في باريس نسلاً شديد الفتك لو أنه حقن في كركردن لسود ليلته وأفسد عليه نومته) وبعث بستور في طلبه من باريس فلما جاء حقن منه قطرات في كتف البقرتين، واصطبر ينتظر مرضهما فلم يمرضا، حتى الورم لم يحصل حيث ضرب بإبرة المحقن من كتفيهما. وبقيت البقرتان سليمتان هنيئتين ولم تحفلا بالذي كان!

فقفز بستور إلى إحدى استنتاجاته السريعة، قال: (أن البقرة التي تصاب بالجمرة ثم تشفى لا تأتيها الجمرة مرة أخرى ولو حقنت بما على ظهر البسيطة من مكروب هذا الداء - إنها إذن تصبح حصينة). وأخذت هذه الفكرة تدور بفكره ثم تدور، يلعب بها وتلعب به فلم تسمع أذنه ما ألقت زوجه عليه من سؤال، ولم تر عينه ما وقعت عليه الأشياء. (كيف أستطيع أن أعطي الحيوان شيئا قليلاً من مرض الجمرة، شيئاً يعطيه الداء ولا يقتله، ولكن يتركه من بعد ذلك حصيناً. . . . كيف السبيل إلى ذلك. . . . لا بد من سبيل. . . لا بد أني واجده)

ومضت أشهر وبستور على هذه الحال. وكان يقول لرو ولشمبر لاند (أي سر في الدنيا أشد خفاء من أن المرض الخبيث إذا زار مرة وارتحل، فلن يعود مرة أخرى) وبقى يردد بين شفتيه: (لا بد من الحصانة لا بد أن نحصن من المكروب. . . . لابد. . . . لابد.)

(يتبع)

احمد زكي