مجلة الرسالة/العدد 132/أختي
مجلة الرسالة/العدد 132/أختي
للأستاذ أحمد رامي
رزئ الشاعر الوجداني الرقيق الأستاذ رامي في أخته منذ
أسابيع فبكاها بهذه العبرات المنظومة:
أنا للحزن وما يبعث ... في خيالي من تهاويل الشجن
كلما صرت بنفسي خالياً ... يتبدّى من غيابات الزمن
يغرض الماضي فيسقيني الذي ... ذقت فيه من أفانين المحن
يشتكي ذو الوجد ما يعتاده ... ويغنى فيه مسلوب الوسن
هي أختي درجت في كنفي ... ثم أمست وهي للروح سكن
عُلْتُها طفلاً على بُعد أبي ... وهو نائي الدار عني والوطن
ثم دلّلت صباها فنمت ... كالنبات الغضّ في ظلً الفنن
شربت طبعي وحاكت خلقي ... ثم كانت هي سرّي المؤتمن
إن شكوت الدهر مما نالني ... سكن القلب إليها واطمأنّ
هي أختي صبّرت نفسي على ... فقد أهلي كلما ضمّ كفن
لو تذاكرنا أبي أو اخوتي ... ساجلتني دمع عيني ما هَتَن
قلت ترعاني وترعى ولدي ... وتربيه على قصد السِّنَن
وتواسي علّتي في وحدتي ... وتناجيني إذا الليل سكن
فطواها الموت عني بغتة ... في الشباب الغضّ والوجه الحسن
تركت لي مَلَكاً في صورة ... من جنين واضح النور فتن
وعيون تسحر اللبّ بما ... أرسلته من ذكاء وفطن
وفم حلو اللمى مبتسم ... فرّ عن دّرٍ توارى واستكن
فيه منها ما يعزينَي عن ... بعدها إما هفا قلبي وحنّ
وابن أختي قطعة من كبدي ... أفتديه العمر روحاً وبدن
أحمد رام