انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 111/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 111/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 111
البريد الأدبي
ملاحظات: بتاريخ: 19 - 08 - 1935


ّ

نصوص سريانية عن العلوم الإسلامية في بغداد

صدرت أخيراً في إنكلترا موسوعة نفيسة للعلوم العربية وأحوالها في بغداد في أوائل القرن التاسع الميلادي (أوائل القرن الثالث الهجري) وعنوانها: (موسوعة للعلوم الفلسفية والطبيعية كما كانت تدرس في بغداد حوالي سنة 817م) أو (كتاب كنوز أيوب الرهاوي)، وقد نشرت هذه الموسوعة بالسريانية وهو نصها الأصلي مقرونة بترجمة إنكليزية وملاحظات نقدية بقلم العلامة الشهير الدكتور منجانا صاحب مكتبة (رينولدز) الشهيرة لتي تحتوي طائفة كبيرة من أنفس المخطوطات الئرقية؛ وقد سبق أن نشر الدكتور منجانا بعض هذه النصوص والتراجم نقلا عن المخطوطات السريانية والجرشونية التي تحتويها مكتبته. وهو يقول لنا في مقدمته إن هذا الجزء هو المجلد الأول في سلسلة جديدة علمية يراد إصدارها

وأهمية النصوص السريانية في تفهم أحوال العلوم الإسلامية الأولى تبدو جلية متى ذكرنا أن العرب حينما بدأوا ترجمة العلوم اليونانية، استعانوا في نقلها بالسريانية، فكانت تنقل أولاً إلى السريانية ثم تنقل بعد ذلك إلى العربية، وكان أعظم أولئك المترجمين كما هو معروف حنين بن إسحاق، أما أيوب الرهاوي هذا صاحب (الكنوز) التي أصدرها الدكتور منجانا، فهو من أشهر المترجمين الذين نقلوا المؤلفات اليونانية العلمية إلى السريانية، وقد ذكره ابن النديم في كتابه (الفهرست)، وعرفه العرب بالأخص من تراجمه للكتب اليونانية الطبية؛ وقد انتفع حنين بن إسحاق بترجمة الرهاوي لمؤلفات جالينوس، وترجم الرهاوي أيضاً بعض مؤلفات أرسطو، وألف رسالة دينية عنوانها (كتاب الإيمان). وقد ولد هذا لعلامة في مدينة إذيسا أو (الرها) حوالي سنة 760م وتوفي حوالي سنة 840

ولا شك أن المجلد الأول الذي أصدره الدكتور منجانا من النصوص السريانية التي اتخذت واسطة لنقل العلوم اليونانية إلى العربية سيكون له شأن يذكر في درس الحركة العلمية الإسلامية في بغداد في أواخر القرن الثامن وأوائل القرن التاسع أعني في أزهر عصور الدولة العباسية

لجنة الفتاوي في الأزهر والمعاهد الدينية رأى فضيلة الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر أن رسائل الاستفتاء عن مختلف المسائل الفقهية تنثال كل يوم على الرياسة الدينية من مصر ومن جميع الأقطار الإسلامية فأراد أن يجعل لهذا التثقيف المثمر جهة خاصة تتولى الفتوى على هذه الأسئلة وترجمتها إلى لغة المستفتى ثم عرضها على الرياسة العليا. فأصدر قراراً بتأليف لجنة تسمى (لجنة الفتاوي في الأزهر والمعاهد الدينية) وأسند رياستها إلى العالم الجليل الأستاذ حسين وإلى عضو هيئة كبار العلماء، وعضو مجمع اللغة العربية الملكي. وجعل أعضاءها أحد عشر عضواً يمثلون المذاهب الأربعة المشهورة، وسيكون دستورها في الفتوى أن تجب الطالب على المذهب أو المذاهب التي يريد الإجابة على مقتضاها. فإذا لم يعين المستفتى مذهباً أجابته بحكم الله المؤيد بالأدلة من غير تقيد بمذهب من المذاهب الشرعية

العارية الدولية للكتب

اجتمع في شهر مايو الماضي المؤتمر الدولي الثاني للمكتبات وفنونها بمدريد واشبيلية وسلمنكا وبرشلونة، وكان الغرض من اجتماعه إيجاد اتحاد أدبي بين الدول لنشر العلوم والثقافة بالتعاون بين مكتبات العالم. وكان من أهم ما نظر فيه مسألة (العارية الدولية للكتب) فاتخذ فيها قراراً ننقل خلاصته عن تقرير المندوب المصري فيما يلي:

1 - أن تكون المعاملة بين الدول في مسألة العارية الدولية للكتب على قاعدة المثل في أوسع معانيها

2 - أن تتعهد المكتبة المستعيرة بضمان كل ما ينشأ من ضياع أو تلف للكتب التي ترسل إليها

3 - تتعهد المكتبة المستعيرة بأن تتحمل كل نفقات الإرسال والتأمين

4 - أن تنفذ عملية الاستعارة بأسهل الطرق وأسرعها وبأقل النفقات الممكنة

5 - أن تكون الاستعارة بين الدول بطرقة مباشرة

6 - يجب على كل مكتبة قبل أن تطلب مؤلفات من الخارج أن تتأكد من عدم وجود هذه المؤلفات في بلادها

7 - يحسن أن يعين في كل مكتبة موظف خاص باستعارة الكتب وهو الذي يرسل ويتسلم الكتب المطلوب استعارتها

8 - وعلى المكاتب المنضمة إلى الاتحاد أن تعمل إحصائية عن الكتب التي أعارتها أو استعارتها كل عام

الإنكليز واللغات الأجنبية

المعروف عن الإنكليز أنهم أقل الشعوب الأوربية ميلا إلى تعلم اللغات الأجنبية، وقد يرجع ذلك من وجوه كثيرة إلى انتشار لغتهم في كثير من البلاد والأمم التي يبسطون عليها سيادتهم أو نفوذهم؛ ولكن الواقع أن الإنكليز يرغب بطبيعته عن بذل أي جهد لتعلم لغة أخرى؛ بيد أنه لوحظ منذ بداية هذا القرن أن الشباب الإنكليزي قد أخذ يميل إلى تعلم لغة أجنبية، وأنه يؤثر الفرنسية في ذلك على كل لغة أخرى، وتليها اللغة الألمانية؛ وقد أذاع أحد كبار الأساتذة الفرنسيين الذين يتولون التدريس في جامعة لندن أخيراً تقريراً عن تقدم اللغة الفرنسية في إنكلترا وفيه يقول إنها أصبحت اللغة الأجنبية الوحيدة التي تدرس في المدارس الابتدائية الممتازة في إنكلترا وعددها نحو خمسمائة مدرسة؛ وأنه يوجد زهاء خمسين ألفاً من الشبان الإنكليز يتعلمون الفرنسية في المدارس الليلية، وعشرين ألفاً يتعلمون الألمانية، وتسعة آلاف يتعلمون الأسبانية. ويغلب تعلم الفرنسية في المدارس الابتدائية الحرة وفي المدارس الثانوية. ويختار الفرنسية كلغة أجنبية إضافية نحو تسعين في المائة من تلاميذ هذه المدارس. غير أنه يلاحظ من جهة أخرى أن الطلبة بعد تعلم الفرنسية في المدارس لا يجرؤن على التكلم بها بعد تخرجهم، لأنهم يجدون صعوبة كبيرة في التحدث بها سواء من جهة النطق أو النحو؛ ويلاحظ من جهة أخرى أنهم لا يقرأون بها سوى القليل من الكتب والنشرات السخيفة. وإلى جانب ذلك التقدم يتعلم اللغة الألمانية خصوصاً في الأقسام العلمية للجامعات

جائزة نوبل للسلام

من المعروف أن معهد نوبل يخصص جائزة سنوية لسلام يمنحها للشخص أو الأشخاص الذين يقدمون أعظم خدمات لقضية السلام العالمي. وقد منحت هذه الجائزة في العام الماضي للمستر ارثور هندرسون الوزير الإنكليزي السابق ورئيس مؤتمر نزع السلاح، والسير نورمان آنجل الكاتب الإنكليزي الذي اشتهر بمقالاته وكتبه لتأييد قضية السلام. وفي أنباء (أوسلو) الأخيرة أنهم يرشحون لنيل جائزة السلام عن سنة 1935، المسيو مازاريك رئيس جمهورية تشيكوسلوفاكيا، والهير كارل فون اسيوتسكي. والأول معروف بحبه وخدماته للسلام، وأما الثاني فهو كاتب ألماني ذو نزعة ديموقراطية، كان يحرر صحيفة (دي فلث بينه) (المسرح العالمي)، وقد اشتهر بحملاته على الجمعيات الوطنية النازية السرية. فلما تولى النازي الحكم في يناير سنة 1933، قبض عليه وأودع في معسكر الاعتقال. ولا يزال معتقلاً حتى اليوم

مشروع أدبي ضخم

وضع أحد كبار الناشرين في السويد مشروع مباراة أدبية ضخمة، خلاصتها أن يتقدم اثنا عشر ناشراً يمثلون كبرى الدول الأوربية، ويقدم كل ناشر منهم أنفس ما لديه من مخطوطات كبار المؤلفين المعدة للنشر إلى لجنة من المحكمين من أكابر المفكرين؛ وتنتخب كل لجنة مما يقدم إليها أنفس وأجمل رواية؛ ثم ترسل الروايات الاثنتا عشرة المختارة إلى السويد وتعرض هنالك على لجنة عليا من المحكمين، وهذه تختار أنفس وأجمل رواية من الجميع؛ ويمنح مؤلف هذه القصة المختارة مكافأة مالية قدرها ثلثمائة ألف فرنك (نحو أربعة آلاف جنيه). ثم تترجم إلى معظم اللغات الحية وتنشر في مختلف بلاد العالم؛ ويقدر واضع المشروع أنه يمكن أن يجتني من تنفيذه نحو مليون فرنك. بيد أن المهم في ذلك كله هو ما يصيب المؤلف الذي يسعده الحظ بأن تفوز قصته بالجائزة الكبرى، فهو يغدو بالحصول عليها من أصحاب الثراء