مجلة الرسالة/العدد 1024/أخبار أدبية وعلمية
مجلة الرسالة/العدد 1024/أخبار أدبية وعلمية
المحلة الغامضة
يصدر نفر من كتاب الطليعة الأوربيين في روما العاصمة الإيطالية مجلة جديدة من نوع غريب تحمل اسم (الحوانيت الغامضة يشترك في تحريرها بعض الناشئين من الكتاب الإيطاليين والفرنسيين والإنجليز باللغات الثلاث. وتدعي هذه المجلة أنها لسان حال الأدب العالمي الجديد. وقد اتبع محررو هذه المجلة أسلوباً مستحدثاً في الكتابة والتعبير. فهم لا يتقيدون بقواعد الصرف والنحو وأبواب القريض التقليدية. فالنقط والفواصل وما إليها من الإشارات التعبيرية والكتابية والتحريرية مفقودة من نص المقالات أو مدونة في أماكن لا يصح أن تستعمل فيها.
وعدد صفحات المجلة 479 وتصدر في غير انتظام، وبعض مقالاتها وأشعارها رؤوس أقلام لأعمال أدبية فخمة. يطمح كتابها أن يتوسعوا فيها حين يطيب لهم مثل هذا التوسع! والغموض يكتنف مجلة (الحوانيت الغامضة) حتى ولو حاول القارئ استيعابها في ضوء أشد المصابيح إشراقا.
ترجمة جديدة لأشعار بودلير
صدرت في هذا الشهر ترجمة إنجليزية جديدة لديوان (زهور الشر) للشاعر الفرنسي المعروف بودلير. وقد أثارت هذه الترجمة جدلاً حول صعوبة ترجمة المنظوم من الأدب الأجنبي والصعوبة التي واجهها المترجم في نقل الروح الشعرية واللفظية التي يتميز بها الشعر بين أدب وآخر من الآداب العالمية.
وقال نفر من النقاد إن أسلوب ترجمة الأشعار الكلاسيكية لأشعار بودلير يجب أن يتفاوت ما استطاع الابتذال في التعبير، وأن يتعمد صياغة الترجمة في الأسلوب اللغوي القديم الذي من شأنه أن يحيط الترجمة بهالة الجلال الأدبي الذي يتناسب مع عظمة التراث الأدبي للمترجم له.
وقال نفر آخر من النقاد إن القارئ المعاصر يجب أن يزود بترجمة خالية من التعبيرات القديمة وإن جاء ذلك على حساب الأمانة الأدبية في النقل.
ويبدو أن الاتجاه الثاني هو السائد في حاضر الأدب الإنجلو سكسوني. وليس أدل على هذ من المجهود الأخير الذي قامت به الكنيسة البروتستانتية في إعادة ترجمة التوراة في لغة عصرية تخلصت من بعض التعابير البائدة التي كان الكثيرون من عشاق (الكتاب المقدس) يعتقدون أنها خير ما في هذا الكتاب من مزية أدبية.
كتاب جديد لجابرييل مارسل
يعتقد جابرييل مارسل الفيلسوف الفرنسي المعاصر وأحد اتباع المدرسة الوجودية بأن أخطر ما يهدد الحضارة الغربية اليوم هو (رجل الشارع) ورجل الشارع كما يعرفه جابريل مارسل علم على الاتجاه الأدبي والفكري والفني الذي يحاول أن يبسط الفن والأدب والثقافة بشتى ألوانها بحيث يسهل هضمها على رجل الشارع الذي لا تتوفر لها مؤهلات ثقافية وملكات أدبية وفكرية تعينه على استيعاب الأدب والفن كما يطمع في معالجتهما المبدعون من الكتاب والفنانين.
وجابرييل مارسل يدعو إلى توطيد دعائم الحضارة المسيحية كما يفسرها أتباع المدرسة الوجودية. وهو أميل إلى تقليد الفيلسوف كيير جيكار منه إلى الانطواء تحت علم بول سارتر. وكلاهما من أئمة المدرسة الوجودية.
وجابرييل مارسل في دعوته إلى إحياء الأسس الروحية للحضارة المسيحية لا يصر على التقيد بألوان التعصب الديني الذي يحلو للكنيسة الكاثوليكية التشبث به. ومارسل في انتقاده للكنيسة الكاثوليكية ينتقد الصوفية الغامضة التي يطيب للأدباء الكاثوليك تمجيدها وبث الدعوة إليها في إنتاجهم الفكري المعاصر. ويعتقد مارسل بأن هذا اللون من الصوفية هروب من المسؤولية الأدبية؛ فكما أنك لا تطلب من (رجل الشارع) أن يتذوق الأدب والشعر لذلك لا يليق بك أن تطلب من المثقفين الدخول في عوالم الصوفية وأجوائها الغامضة.
وجابرييل مارسل لا يؤمن بالشيوعية ويعتقد بأنها في دعوتها لتبسيط الأدب والفن والثقافة لتكون في متناول (رجل الشارع) تبتذل الفكر وتهين الأدب والفن والثقافة الرفيعة، وتقيد من حرية الفنان والمبدع وتنكر الأسس الروحية للحضارة الإنسانية.
ومارسل لا يؤمن بأن العالم الإنجلو سكسوني خير من يحفظ تراث الحضارة المسيحية. فذلك العالم مادي في جملته إلحادي في روحه. ولكن مارسل مع ذلك لا يجد بأساً من أن تتحد فرنسا مع العالم الإنجلوسكسوني لأن (مادية) الأمريكان والإنجليز أقل تطرفاً من مادية السوفييت، ولأن القيود المفروضة على الحياة الروحية والإنتاج الأدبي والفني والثقافي في أمريكا وإنجلترا ضئيلة بالقياس إلى تلك التي يفرضها الاتحاد السوفييتي على حفظة التراث الثقافي.
وقد ترجم كتاب مرسل الجديد إلى الإنجليزية بعنوان:
, , 1953.
مكافحة الاضطهاد الفكري على المسرح الأمريكي
من بين المسرحيات القوية التي افتتحت بها برود واي (حي المسارح في نيويورك) موسمها الشتوي الجديد مسرحية (التنكيل) وهي من وضع الروائي الأمريكي الشهير أرثر ميللر مؤلف المسرحية الخالدة (موت البائع) التي استمر تمثيلها ثلاث سنوات متتابعات على أحد المسارح الكبرى في برود واي، والتي تعالج فقدان الطمأنينة الروحية في عالم تكتنفه المادة من كل الجهات.
والمسرحية الجديدة تتخذ حقبة من التاريخ الأمريكي مجالاً لانتقاد موجة الاضطهاد الفكري الذي يواجهها الفنان الأمريكي حين يتطرق إلى معالجة موضوعات فكرية أو سياسية يشوبها طابع متطرف لا يتمشى مع سياسة الحكومة الأمريكية في مواجهة الشيوعية السوفييتية.
وتدور وقائع المسرحية في مدينة (سالم) الأمريكية التي شهدت في أواخر القرن السابع عشر موجة من الاضطهاد الفكري تولى إثارتها نفر من رجال الكنيسة ضد بعض المتحررين من قيود الفكر المسيحي العتيق، والذين أصبحوا فيما بعد من دعائم الفكر المسيحي البروتستانتي المعاصر في العالم الجديد.
وقد تعمد المؤلف في صلب الحوار أن يقسوا أشد القسوة على بعض محترفي السياسة الأمريكان الذين أعمتهم مصالحهم السياسية عن تقدير الرغبة الطبيعية في الانطلاق من القيود الثقيلة التي تهيمن على الفنان المبدع وعلى المثقفين إجمالاً.
والواقع أن عدداً كبيراً من المسرحيات الأمريكية لهذا الموسم الشتوي هزلية أو جسدية تحمل في ثناياها طابع الثورة على هذا النفر من الساسة الأمريكان الذين أخذوا في الآونة الأخيرة يكيلون التهم لكل من يعالج موضوعاً لا يتقيد بأصول الفكر السياسي والاجتماعي الذي يتبعه رجال الحكم الأمريكان.
معجم روسي - إنجليزي جديد
خصصت المؤسسة القومية للعلوم الطبيعية في نيويورك مبلغ 40 ألف دولار لوضع معجم روسي - إنجليزي جديد يعنى بشرح المصطلحات العلمية الروسية ليعين طلاب العلم ودوائر الاستخبارات العسكرية الأمريكية على متابعة التقدم الصناعي والعسكري في الاتحاد السوفييتي بعد أن تشعبت المصطلحات العلمية في اللغة الروسية في ظل الحكم السوفييتي مما جعل من الصعب إدراك مفاهيمها من المعاجم الروسية - الإنجليزية القديمة.
ويشترك في وضع هذا المعجم الجديد أكثر من 200 مترجم ويعاونهم عدد من خبراء وزارة الخارجية ووزارة الدفاع الأمريكيتين ونفر من علماء الروس الذين هجروا الاتحاد السوفييتي في الآونة الأخيرة. وقد تولت دائرة العلوم السلافية في جامعة كولومبيا في نيويورك الإشراف على وضع هذا المعجم.
رواج تجارة اللوحات الفنية المزورة
يواجه تجار اللوحات الفنية الأثرية موجة من التزوير المتقن لعدد من كبار الفنانين الخالدين بدأت في فرنسا بعد أو وضعت الحرب العالمية الأخيرة أوزارها وبلغت من الإتقان حداً أذهل كبار الخبراء في فن الرسم، وقد بلغ عدد اللوحات المزورة أكثر من 600، ابتاع أكثرها السواح الأمريكان الذين يؤمون باريس بحثاً عن اللوحات الفنية في مونمارتر والضفة اليسرى من نهر السين.
وهذا النوع من التزوير الفني يقتصر على أئمة الفن القدامى الذين ضاع أكثر إنتاجهم.
وقد تخصص أحد تجار الرسوم الفنية في باريس مؤخراً في فحص هذه اللوحات المزورة وأصبح مرجعاً وثيقاً يؤمه الناس من كل مكان. والرجل (وأسمه أندريه شولر) في الرابعة والسبعين من عمره وقد جنى ثروة طيبة من هذا التخصص.
سلسلة أفلام ملونة عن جحا
شرعت إحدى الشركات السينمائية التركية في إصدار سلسلة من الأفلام السينمائية الملونة عن (جحا) الشخصية الفكاهية المعروفة في الأدب الشعبي. وستتعمد هذه الأفلام إبراز النوادر المليحة التي حيكت حول هذه الشخصية الفكاهية المحبوبة، وبعض هذه النوادر من صنع الرواة والبعض الآخر من صنع جحا نفسه. وقد اقتبست الشركة التي تولت هذا الإنتاج أسلوبها في بناء هذه السلسلة السينمائية عن هوليود وعن كتاب القصص الفكاهية المتسلسلة التي يحسن الأمريكان صنعها. وهذه القصص تدور حول شخصية شعبية معينة وتستمر في استعراض نوادره وما صاحبها من ظرف وعبث في حقبة بعض حقبة وقد تطول هذه السلسلة إلى أعوام في أعمدة الصحف أو في الأفلام السينمائية القصيرة التي يرجع تاريخ بعضها إلى أكثر من عشرة أعوام ولا تزال تصدر بانتظام.
وسيسجل الفلم التركي الأول عن (جحا) وحياته كمدرس في إحدى قرى الريف التركي وصاحب هذه الحقبة من تاريخ هذه الشخصية الفكاهية من ألوان النوادر والملح.